النشرة الثانية


أضغط هنا لتحميل النشرة الثانية

 

نيابة عن سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء

وزير الإعلام يفتتح معرض الكويت الأربعين للكتاب وسط أجواء احتفالية



الشيخ سلمان الحمود:


المعرض تظاهرة ثقافية تعكس مدى اهتمام القيادة والدولة بالثقافة والفنون والآداب
نثمن المشاركة الفاعلة من الشباب بمؤلفاتهم وكتبهم وجهودهم التنظيمية
سعيد بوجود طلبة المدارس من كل المراحل للاستفادة من الكتاب الذي يعد عنصر التطور والثقافة لكل الشعوب

 


علي اليوحة:


نسعى إلى تشجيع الأطفال والناشئة على دعم الإنتاج الفكري والقراءة
زيادة نسبة المشاركة تدل على أهمية وقيمة المعرض محليا وإقليميا
نفخر لوجود عناصر كويتية مشاركة تقدم إمكانياتها الإبداعية في مجال الكتابة



عبدالله المطيري:


المشاركة الكبيرة في المعرض تعكس الثراء الأدبي وانتعاش صناعة الكتاب عربيا
المعرض يحفل ببرنامج ثقافي متنوع يواكب الحركة الأدبية والثقافية في الكويت ويحتضن أندية القراءة



كتب: عماد جمعة
انطلقت صباح أمس فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الأربعين وسط أجواء احتفالية مميزة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الصباح حيث افتتح معالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح المعرض  نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء وشارك في حفل الافتتاح المهندس على اليوحة أمين عام  المجلس الوطني والامناء المساعدون الدكتور بدر الدويش ومحمد العسعوسي وعدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية العاملة في الكويت ووزير الثقافة والاعلام الصومالي وحشد كبير من الادباء والاعلاميين والمثقفين والقنوات الفضائية وذلك بأرض المعارض الدولية بمنطقة مشرف، وترفع هذه الدورة شعار «عندما نقرأ تُفتَح لنا آفاق أرحب» وتتواصل فعالياتها خلال الفترة من 18 إلى 28 نوفمبر وتضم أكثر من عشرة آلاف عنوان.



جولة الوزير


وبعد الافتتاح قام الشيخ سلمان الحمود وكبار الشخصيات من الضيوف وأصحاب السعادة السفراء بجولة على معظم الأجنحة ودور النشر وأجنحة السفارات العربية والاجنبية المشاركة في المعرض ورحب وزير الإعلام بضيوف الكويت من الناشرين العرب خلال جولته التي امتدت لأكثر من ساعتين وحرص خلالها على ارضاء الجميع وتبادل الاحاديث الودية معهم مؤكدا على اهتمام دولة الكويت بدعم الثقافة وتشجيع التعليم لدورهما في تعزيز ثقافة الأجيال بفكر متنور كما شملت الجولة زيارة معرض الصور الفوتوغرافية والفنون التشكيلية لنخبة من الفنانين الكويتيين والعرب وترصد أعمالهم البيئة الخليجية والتراثية واللقطات المميزة بتشكيلات الظل والضوء كما زار الشيخ سلمان أجنحة الصحف المحلية.
ويشارك في معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الأربعين 508 دور نشر من 16 دولة عربية وأجنبية ومجموعة كبيرة من الأدباء والمثقفين والمفكرين الذين يشاركون في الأمسيات والندوات.
وتقام على هامش المعرض العديد من الأنشطة من بينها ندوات أدبية وأمسيات شعرية وحلقات نقاشية ولقاءات مع مبدعين وباحثين من الكويت والدول العربية وتستضيف دورة هذا العام الكاتب والمفكر المصري يوسف زيدان والروائي السوداني أمير تاج السر والروائي الليبي إبراهيم الكوني إضافة إلى كتاب من قطر وسلطنة عمان والبحرين وغيرهم.
وعلى هامش الافتتاح قال وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح إن معرض الكويت للكتاب يعد تظاهرة ثقافية تعكس مدى اهتمام الدولة والقيادة بالثقافة والفنون والآداب مضيفا أن معرض الكويت للكتاب بدورته ال(40) يأتي برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ما يؤكد إيمانه واهتمامه ودعمه للثقافة في الكويت.
وأوضح أن المعرض مميز بتضمنه العديد من الأجنحة وأكثر من 500 دار عرض للكتب ووجود تمثيل لمجموعة من المراكز الشبابية لتعليم القراءة ونشر الثقافة والبرامج الثقافية المصاحبة لهذا المعرض ومثنيا على المشاركة الفاعلة من الشباب بمؤلفاتهم وكتبهم وجهودهم التنظيمية معربا عن سعادته بوجود طلبة المدارس من كل المراحل للاستفادة من الكتاب الذي يعد عنصر التطور والثقافة لكل الشعوب.
وأمل أن يقدم المعرض الدور المهم لدعم الثقافة في الكويت من خلال العديد من المحاضرات «التي تتحدث عن دور الشباب والتسامح والوسطية التي نحتاجها بشدة في الوقت الراهن».
وشكر الشيخ سلمان الحمود للقائمين على المعرض جهودهم ومرحبا بجميع الدول العربية والدول الصديقة لمشاركتهم ومساهمتهم في دعم الثقافة والتنوع الثقافي والتواصل الإنساني.
كما وجه الشكر للشباب الذين شاركوا بمؤلفاتهم معربا عن سعادته بوجود الاطفال وهم الامل في الغد الافضل.



مكانة متقدمة


من جانبه أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في تصريح مماثل أهمية معرض الكتاب واحتلاله مكانة متقدمة على مستوى الوطن العربي.
وأضاف اليوحة: «نحتفي بمرور أربعين عاما على انطلاق هذا المعرض الذي يمتاز بعرض مجموعة كبيرة من الكتب» موضحا أن عدد الإصدارات والعناوين زادت في هذه السنة إلى ما يقارب عشرة آلاف عنوان جديد ومشاركة أكثر من 510 دور نشر.
وذكر أن زيادة نسبة المشاركة تدل على أهمية وقيمة المعرض بالإضافة إلى اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي بالقراءة مع وجود القوة الشرائية الفردية المميزة على مستوى الوطن العربي.
وبين اليوحة أن المعرض يشتمل على نشاطات وفعاليات متنوعة للمجلس الوطني ما بين الفن التشكيلي والتصوير وبطرح عدد من القضايا المهمة على الساحة بالإضافة إلى فعاليات أدبية أو روائية أو شعرية أو إصدارات أو توقيع على كتب جديدة.
وأشار إلى منح مساحة لعدد من المراكز والمؤسسات التطوعية مثل مركز (دوافع) و(حروف) و(الجليس) التي تقوم بالتشجيع على القراءة والتركيز على بعض الأنشطة ذات القيمة الأدبية.
وأعرب عن الشعور بالفخر والاعتزاز لوجود عناصر كويتية مشاركة تقدم إمكانياتها الإبداعية الإنسانية في مجال الكتابة وفي مجال الاطلاع والقراءة ما يدعم تطوير أدوات السياحة الثقافية.
وأكد اليوحة أنه من خلال استراتيجية المجلس الوطني «نسعى إلى التشجيع على القراءة عند الأطفال والناشئة وتشجيع الإنتاج الفكري حيث نطمح بالتعاون مع وزارة التربية إلى أن يكون هناك خلال السنة القادمة برنامج وطني للقراءة لأطفالنا في رياض الأطفال والابتدائي والتركيز على موضوع القراءة».



ثراء أدبي


وقال مدير إدارة المعرض بالمجلس عبدالله المطيري إن العديد من الهيئات الدبلوماسية والمؤسسات الثقافية ومراكز الأبحاث ودور النشر الإلكتروني تساهم في المعرض فضلا عن أكثر من عشرة آلاف عنوان جديد بمختلف مناحي الأدب والثقافة والفكر والشعر والتراث والعديد من كتب التراجم.
وأضاف المطيري أن معرض الكويت الدولي للكتاب من المعارض العربية المهمة التي يحرص الناشرون في منطقتنا العربية على المشاركة فيه إضافة إلى القارئ الكويتي والمقيم من النخب المثقفة التي تحرص على اقتناء كل جديد من إصدارات دور النشر الكويتية والعربية والأجنبية.
وأوضح أن تلك المشاركات تعكس الثراء الأدبي الذي يمنحه المعرض إلى جانب الناحية الاقتصادية التي تسهم في انتعاش صناعة الكتاب عربيا وفي الكويت على وجه الخصوص.
وذكر أن هناك دور نشر تشارك لأول مرة من الجزائر والمغرب وليبيا ولبنان ومصر والأردن وبريطانيا إضافة إلى عدد من دور النشر المحلية التي أنشئت أخيرا وتقدم كتب الرواية والشعر والأدب.
وأشار المطيري إلى أن المعرض يتيح الفرصة لأندية القراءة في الكويت لممارسة نشاطها والتعريف بها وخلق نوع من التفاعل البناء بينها وبين جمهور المعرض.
وذكر أن المعرض هذا العام يحفل ببرنامج ثقافي متنوع يواكب الحركة الأدبية والثقافية في الكويت ومنها المقام في المقهى الثقافي في الصالة رقم (6) الذي سيتضمن عددا من المحاضرات والحلقات النقاشية ولقاءات مع مبدعين وندوات وأمسيات قصصية وشعرية للعديد من الأدباء والشخصيات الثقافية.
وأضاف أن مراقبة ثقافة الطفل بالمجلس الوطني ستشارك بجناح خاص لتقديم برنامج مسابقات حافل بالتعاون مع مؤسسة (كيدزانيا) لجذب جمهور المعرض من الأطفال والناشئة حيث سيتم إقامة مسابقات يومية وتوزيع الجوائز على الأطفال مما يحببهم في زيارة المعرض ويضفي جوا من الفرح لديهم.
وبين أن إدارة المعرض تقدم خدماتها للجمهور من خلال توفير (الفهرس المتنقل) حيث يتواجد عدد من الشباب لمساعدة الجمهور في الاستدلال على أماكن الأجنحة والكتب بالإضافة إلى خدمة الإنترنت اللاسلكي في مختلف صالات المعرض.
وأشار إلى أن جناح المجلس يزخر بالإصدارات المتنوعة مثل عالم المعرفة وعالم الفكر والثقافة العالمية ومن المسرح العالمي كما يوفر فهرسا للمعرض بجناح المجلس بنسختيه الورقية والإلكترونية.
الجدير بالذكر أن المعرض يستمر حتى 28 من نوفمبر الجاري ويستقبل الجمهور على فترتين صباحية ومسائية.




لقطات من الافتتاح

• كان مشهد تجمع الاطفال بلباس المدارس من المراحل الدراسية المختلفة يبعث على التفاؤل والبهجة ويضفي أجواء من الأمل في غد أفضل.
• إحدى التلميذات قامت بإجراء حوار صحافي مع معالي وزير الاعلام دار حول أهمية الكتاب في حياة النشء والشباب وأهمية القراءة في تقدم الشعوب.
• ارتفعت في سماء المعرض في عدد من الاجنحة البالونات الملونة الجميلة التي أضفت أجواء احتفالية وحصل عدد من الاطفال على بعضها مما زاد سرورهم وفرحتهم.
• خلال الجولة كانت ترتفع أصوات الأطفال مرددين أنشودة وطني حبيبي وطني الغالي وكان حماسهم يبعث على السرور والفرحة.
• قام معالي وزير الاعلام بالكتابة في سجلات الشرف لأكثر من دار نشر مرحبا بالجميع في بلدهم الثاني الكويت.
• تلقى وزير الاعلام عددا من الهدايا التذكارية التراثية التي تمثل ارث وتاريخ منطقة الخليج وكذلك عددا من المطبوعات وأحدث الاصدارات.
• حينما جاء وزير الاعلام لجناح وزارة الثقافة الفلسطينية ارتدى الكوفية الفلسطينية الشهيرة المزينة بعلم فلسطين.
• عدد كبير من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى دولة الكويت حرصوا على حضور افتتاح المعرض وأداروا أحاديث مع وزير الإعلام.
• اهتمام إعلامي كبير بتغطية فعاليات الافتتاح من الصحف والقنوات ووكالات الأنباء المحلية والعربية والأجنبية.
• حرص الجميع خلال الجولة على التقاط الصور التذكارية مع معالي الوزير خاصة الناشرين والعاملين في الاجنحة المختلفة.
• نشرة معرض الكتاب كانت موجودة بكثافة عند مداخل وأبواب المعرض وحرص الجمهور على اقتنائها لمتابعة التغطيات والفعاليات.
• منذ الساعات الأولى لافتتاح المعرض بدأت مراقبة ثقافة الطفل التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإطلاق فعالياتها ومسابقاتها التي جذبت عددا كبيرا من الأطفال وطلبة المدارس.


شعر د. سعاد الصباح ورواية «الثوب» لطالب الرفاعي.. أنموذجاً

الأدب الكويتي في رؤى النقاد المصريين

 الريحاني: دواوين سعاد الصباح.. نصوص تتواصل مع القارئ
 بيومي: «الثوب» رواية مغامرة في فنية الكتابة والبنيان القصصي
ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ40 أقيمت محاضرة «الأدب الكويتي في رؤى النقاد المصريين.. بين النقد واللغة» في المقهى الثقافي، حاضر فيها د. محمد الريحاني ود. مصطفي بيومي، أدار الجلسة والنقاش
د. حسين بوعباس.
في البداية  قال د. بوعباس: نجتمع اليوم مع الحضور الكرام في الجلسة الأولى في افتتاح هذا البرنامج الثقافي في رحاب معرض الكتاب، ونلتقي مع أستاذين هما د. الريحاني ود. بيومي من مصر العروبة والثقافة ليعرضا علينا موضوعا عنوانه «الأدب الكويتي في رؤى النقاد المصريين.. بين النقد واللغة» وقال: إن المادة كويتية والرؤية مصرية، وأضاف: أن هذا الاجتماع لاشك أن فيه نفعا وإمتاعا قلما يتحقق في حياتنا الثقافية الحالية. بعدها قام د.بوعباس بتعريف المحاضرين كما جرت العادة.
من جانبه قال د.الريحاني: موضوعي ألخصه ببساطة فهو أطروحة للباحثين والدارسين من الكويتيين على وجه الخصوص، لتناول هذه القضية التي أطرح من خلالها تساؤلات، والمبدع حينما يعيش في عالم الإبداع، وعلى وجه الخصوص الشعر إنما يكتب من خياله من أجل أن يقدم للمتلقي تخليدا للتواصل، فالنص التواصلي موجود، لكن إذا ما  كان المبدع وهو يحاول أن يرصد الكلمات والصورة، فهو يعتمد على الكلمات في الوظائف النحوية، وتصبح الدلالة والخيال والمجازات عبارة عن انحرافات عن الأصل المنطقي أو الأصل المألوف.
ولفت د. الريحاني إلى أن المفردة في الموقع الوظيفي للفعلية النحوية تجري على عرفية المنطق لدى جماعة المتلقين، فإن كانت النتيجة تقبل منطقيا فهي أيضا ذات أبعاد دلالية في أبسط صورها، وأوضح قائلا: بعيدا عن تلك المقدمة أنا توقفت عند شيء واحد وهو ما موقع العنوان في هذه القضية، مشيرا إلى أن الدراسات الموجودة قليلة في العنوان أو أن الذين تناولوا قضية العنوان كانوا نقادا أكثر من كونهم لغويين متخصصين، فبالتالي كان لمس الموضوع لمسا سطحيا وخفيفا، وأردت أن أعود إلى استقراء العنوان فقد يأتي كجملة فعلية أو مرة يأتي كجملة اسمية، ومرة قد يأتي كاسم فعل، أو قد يمثل قصيدة في ديوان ما، أو قد لا يكون لقصيدة أي مسمى تحت هذا العنوان.
وبين د. الريحاني أنه عندما بدأ الدراسة لأحد الشعراء المبدعين، وأنه سيقدم نموذجا واحدا فقط وهذه تعد دعوة لدراسة، وحتى نصل إلى نتيجة نحتاج إلى مسح لشع راء متعددين حتى نصل إلى نتيجة نستطيع أن نحكم من خلالها هل هذه سمة فردية لدى هذا الشاعر، أم أنها عمومية إبداعية لدى الشعراء، هل تختلف لدى الرجال عن النساء، وهل في فئة مرحلة الشباب تختلف عن مرحلة الشيخوخة وغيرها من الأمور.
وبين د. الريحاني أن العنوان وليد الشعر الحديث وأن القصائد قديما لم تكن معنونة. وأضاف: أن اللغويين لا يهمهم من، ولكن يهمهم المادة اللغوية. وتابع: أنه وقع على أعمال الشاعرة د. سعاد الصباح لاعتبارات أهمها انها بدأت الشعر في مرحلة مبكرة جدا، واستمرت تكتب الشعر لفترة طويلة. وأوضح أنه نظر إلى عناوين الدواوين فوجد أن لدى الشاعرة طريقتين مختلفتين الأولى دواوين عنوانها لا يتصدر أي قصيدة في الديوان، وهناك ثلاثة دواوين عنوان الديوان يمثل قصيدة داخل الديوان، مشيرا إلى أنه عاد إلى فرضية لبنة النص بالنص، العنوان في البنية وعلاقته بتركيب الجمل في داخل القصيدة.
التجريب في الرواية
من جانبه تحدث د. مصطفي بيومي عن التجريب في الرواية الكويتية وأعطى مثالا برواية «الثوب» للروائي طالب الرفاعي. ولفت إلى أنه يحتاج أن يوضح  ان مفهوم التجريب في الرواية، وليس التجريب قرين التجديد، فالتجديد في الرواية يطمح إلى توصيف عناصر شكلية ودلالية موظفة بطريقة بارزة من دون أن يعني ذلك بالضرورة، أن هذه العناصر لم توجد من قبل في نصوص روائية سابقة زمنيا، إلا أن توظيف نتاجها يكسبها دلالة وتحققا مختلفين.
وأضاف أن أول ما يواجهه قارئ نص طالب الرفاعي هو النصوص الموازية، فلقد أشار النص الموازي للتجنيس بأن ما نقرأه رواية، لكن النص الموازي الشارح الذي يظهر على الغلاف الخلفي للنص يؤكد عملية  التجنيس: رواية مغامرة في فنية كتابة الرواية، ثم يضيف: «رواية التخييل الذاتي، التي تتناول السيرة الذاتية للمؤلف، مجاورة ومتفاعلة مع سيرة الواقع الحياتي لأبطاله».
وأشار د. بيومي إلى أنه عند هذه النقطة يواجه القارئ حيرة فهل ما سيقرأه هو رواية تغامر بكتابة فنية جديدة؟ أم أنها رواية تخييل ذاتي، أم أنها سيرة ذاتية للمؤلف تختلط وتتفاعل مع سيرة الواقع الحياتي لأبطاله. وأوضح ان نص الثوب هو مغامرة روائية تجريبية، تغامر بكتابة روائية من نوع مختلف.


مداخلات

بعد انتهاء المحاضرة قدم الحضور بعض المداخلات ومنها مداخلة الأديب طالب الرفاعي الذي عبر عن سعادته بوجود المحاضرين في معرض الكتاب في دورته الـ 40. أما الأديبة ليلى العثمان فقالت مخاطبة الحاضرين: تأتيان وتأتي رائحة النيل معكم، مصر أمنا وحبيبتنا، ونتمنى دائما أن تكون بخير. وأشارت إلى ان ما لفت نظرها نقطة مهمة وهي أن الضيوف يأتون من الخارج ويركزون على أسماء معروفة مضيفة: «تمنيت في هذه الندوة ، أن يكون هناك إطلاع أكبر على ما يصدر في الكويت من روايات. لكن هناك أسماء اقتحمت الوطن العربي، وتمنت التركيز على الشباب، لأنهم الأساس الذي يخرج شجرة مثمرة، وهناك أسماء أتمنى أن تأخذ حقها في الدراسات في مصر خاصة مثل بثينة العيسى، باسمة العنزي، عبد الوهاب الحمادي»، كما تمنت أن يلقي المحاضرون نظرة شاملة على الشعراء في الكويت مثل الشاعرة د. نجمة إدريس، وجنة القريني، وغنيمة زيد الحرب.
وشكرت العثمان المجلس الوطني على تخصيص هذه الأمسية عن الأدب الكويتي وقالت إننا نحتاج إلى أن نسمع أصوات النقاد في الوطن العربي حول ما ينتجه المجتمع الكويتي.


انتقد الجيل الحالي واصفا إياه بأنه يكتب قبل أن يقرأ
أمير تاج السر: جائزة «البوكر» لم تصنعني ككاتب


كتب: شريف صالح
هل تصنع الجائزة الكاتب وتمنحه سر العالمية وهل الكاتب المخضرم يخضع إلى سلطان المعرفة أفضل من الجيل الحالي الذي لا يقرأ ولا يكتب ويدعي إبداعات الثقافة؟
بهذه الكلمات كان اللقاء مع الكاتب السوداني أمير تاج السر المرشح لجائزة البوكر العالمية والذي استضافه المقهى الثقافي في حوار أدبي أدارته الكاتبة والأديبة الكويتية هدى الشوا.
في البداية تحدث تاج السر عن أحدث روايته «منتجع الساحرات» فقال إنه استلهمها من شخصية لاجئة ماتت مطعونة لكنه لا يعتمد على الواقع بل على الخيال بنسبة كبيرة بعد أن يأخذ من الواقع جزئية بسيطة.. مشيرا إلى أنه يكتب تاريخا موازيا يشبه أجواء التاريخ المعروف.
وأشار إلى أجواء أعمال أخرى له منها رواية «إيبولا» التي تناولت الموجة الأولى من هذا الفيروس في منتصف السبعينيات.. موضحا أنه يستفيد من عمله كطبيب في الكتابة لكنه لا يكتب كطبيب.. بل أحيانا ما يخترع أمراضا وأدوية وحتى ماركات ملابس.
وانتقد الأجيال التي ظهرت الآن وتحاول أن تكتب قبل أن تقرأ.. لافتا إلى أنه في شبابه كان يهتم أكثر بالقراءة والاستفادة من الكتاب الكبار والالتقاء بهم.
وعن إمكانية التفرغ للكتابة ومدى تأثير ذلك على عمله قال إنه أصدر 17 عملا وهذا يكفي الكاتب في الغرب كي يعيش من عائد أعماله لكن الواقع غير ذلك في العالم العربي.. بل إن البعض قد يتندر عليه إذا علم أنه كاتب.
وأوضح أن الفكرة تراوده لفترة وبمجرد أن يعثر على البداية ينطلق.. وعادة يكتب ثلاثة أشهر متواصلة وبشكل يومي أربع ساعات من الثامنة إلى الثانية عشرة ظهرا ويتوقف بمجرد أن يتم ألف كلمة.. وفي هذه الفترة يحول عمله كطبيب في المساء وتصبح الأسرة لا وجود لها.
بالنسبة إلى الترجمة أشار إلى أن أعماله ترجمت إلى سبع لغات، منها ستة كتب إلى الإنجليزية.. لكنه أشار إلى أن بعضها لم ينجح.. فعلى سبيل المثال نجحت «صائد اليرقات» في الإيطالية بسبب دقة واجتهاد المترجمة وفشلت في الإنجليزية.. وأضاف: من شاء أن يترجمني فليترجمني لكنني في النهاية كاتب عربي.
وعما إذا كان يخطط لكتابة رواية عن الدوحة حيث يعيش ويعمل منذ سنوات قال: أنا مبرمج على مشاهداتي الأولى.. ودائما المرء يرجع إلى الحليب الذي رضعه.. ومع ذلك كتبت عن الدوحة وعن شخصيات فيها العديد من المقالات. والكاتب الخليجي هو أجدر مني في التعبير عن البيئة الخليجية.
وتحفظ تاج السر في رده على سؤال عن مواقع التواصل الاجتماعي التي أثرت على خصوصية الكاتب ما سبب له معاناة ومع ذلك لا يفضل أن يغلقها لأنها أتاحت التواصل مع القراء.
كما نفى أن يكون هناك مشكلة في نجاح الكاتب السوداني وانتشاره عربيا في ظل وجود هذه الوسائل.. وإن كان بعض الكتاب نجحوا محليا وغير معروفين عربيا مثل إبراهيم إسحق.
وعن انتقاله بين أكثر من دار نشر قال: من الأفضل للكاتب أن يظل مع دار واحدة.. لكن معظم الناشرين أصدقائي فأفضل أن أوزع أعمالي عليهم.
وعن تكرار هاجس «الكتابة» عليه سواء في رواياته أو في كتبه الأخرى قال تاج السر إن معظم مقالاته عن الكتابة وعن قراءاته ينشرها في هيئة مقالات في جريدة القدس العربي وفي موقع «الجزيرة». ثم يجمعها في كتاب كما حدث مع كتابه «ضغط الكتابة وسكرها» الذي حقق نجاحا لا يقل عن الأعمال الإبداعية... لأن الشباب يبحثون عن دليل إلى الكتابة.. وهي تجربة أفادته كثيرا.
وعن تأثير ترشحه لجائزة «البوكر» على نجاحه قال: بالتأكيد جائزة البوكر ساهمت في نجاحي إعلاميا لكنها لم تصنعني ككاتب... كانت لدي مشاريعي وكتبي التي صدرت لكن بعد الترشح للبوكر أعيد تسليط الضوء عليها.. وهذا أمر إعلامي مهم.. وكثيرا لا نهتم به في العالم العربي مثلما في الغرب.
حضر الأمسية عدد كبير من الأدباء والمبدعين الذين شاركوا بمداخلات من بينهم: ليلى العثمان، طالب الرفاعي، سعدية مفرح، د.نجمة إدريس، منى الشمري، وباسمة العنزي.


صائد اليرقات... والجوائز!


ولد الروائي أمير تاج السر  في شمال السودان عام 1960، وتلقى تعليمه الأولي هناك، وعاش بمصر بين عامي 1980-1987 حيث تخرج في كلية الطب جامعة طنطا، ويعمل حالياً طبيباً في العاصمة القطرية الدوحة.
بدأ ممارسة الكتابة في مراحل مبكرة جداً من حياته، ففي المرحلة الابتدائية كان يكتب القصص البوليسية، وفي المرحلة المتوسطة بدأ يكتب الشعر بالعامية، ثم بالفصحى.
كتب رواية  «كرمكول» الأمر الذي شجعه على مواصلة الكتابة، لكن بعد عودته للسودان بدأ ممارسة الطب، وعمل في أماكن بعيدة، ولكثرة التنقل والانشغال بتكوين الذات انقطع عن الكتابة لسنوات حتى انتقل عام 1993 للعمل في الدوحة.
ثم كتب روايته الثانية «سماء بلون الياقوت» وهي مستوحاة من بيئة شمال السودان، أتبعها برواية «نار الزغاريد» ثم «مرايا ساحلية» وهي الرواية التي أحدثت نقلة في تجربته الروائية، كما كتب «سيرة الوجع».
أما البداية الحقيقية والتي تمثل مرحلة الانتشار الواسع فكانت عام 2002 عندما كتب روايته الأشهر «مهر الصياح» وهي رواية ضخمة ذات طابع تاريخي، وتلتها «زحف النمل» التي حققت حينها أعلى مبيعات.
ومن أهم أعماله أيضًا «العطر الفرنسي» وتعتمد في بنائها الدرامي على خبر وصول نجمة فرنسية للإقامة في حي «غائب» الشعبي.
بينما تتناول روايته «صائد اليرقات» قصة رجل الأمن الذي تقاعد بعد أن بترت ساقه إثر حادث وقرر أن يصبح كاتبًا.
ويصح أن نطلق على تاج السر لقب صائد الجوائز فهو أحد الأسماء المبدعة التي يتكرر ترشيحها وفوزها بجوائز كبرى مثل وصوله للقائمة القصيرة في جائزة «البوكر» وكذلك فوزه بجائزة «كتارا» العام الماضي وترشحه هذا العام لجائزة الشيخ زايد.


الكتاب: سلامة الروح وراحة الجسد
المؤلف: المهاتما غاندي - ترجمة: عبدالرزاق آبادي
الناشر: دار الرافدين - لبنان
ليس مرادنا الحديث عن آثار ومآثر المهاتما غاندي الكثيرة، لكنــنا نريـــد أن نركـــز على تجاربـــه ونصائحـــه الصحية التي دونها في هذا الكتاب، والذي دونه على فصول، ونشره في أخريات حياته، وقام أحد علماء الهند من المسلمين المخلصين للزعيم غاندي والمعجبين بأفكاره بتعريبه إلى اللغة العربية، وهو مولانا عبدالرزاق المليح آبادي، بعد أن التقى غاندي وطلب منه الإذن بتعريب الكتاب، لينشره بين قراء العربية، وكم بينهم من الملايين الذين استهوتهم أفكار غاندي الإنسانية والسلمية، ولا بد أن يكون لهذا الأثر الذي دونه غاندي موقعه الطيب لدى الجمهور العربي المعجب بسيرة غاندي ونضاله، بل إلى كل ما كان عليه غاندي من الآراء الممتازة في القضايا الاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى آرائه الطبية التي جربها بنفسه، وتضمنتها هذه الفصول المقدمة بين يدي القارئ الكريم.
قدم لنا غاندي، في كتابه هذا، دراسة للغذاء المفضل لديه ولمن يريد من البشر اتباعه بهذه النصائح الذي كان هو أول من أخذ بها بذلك أنه درس الطعام دراسة متأنية توافق بواعثه وغاياته المختلفة، حيث إنه في قرارة نفسه ينزع إلى النسك ويحتاج إلى الطعام الذي يوافق حياة النسك التي اعتادها، ثم هو يقول بالعودة إلى الطبيعة، وهذه العودة تقتضي بساطة العيش والرضا بأبسط الأطعمة وأقلها حاجة إلى عناية الطباخ وتعدد التوابل واختلاف الألوان.

 


عالم الفكر


عالم الفكر والتعدد الثقافي
المؤلف: مجموعة مؤلفين
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
تبدأ بحوث هذا العدد بموضوع التعددية الثقافية، وقد خططنا ليكون محورا؛ لكن الاستجابة كانت محدودة، على الرغم من أهمية الموضوع في هذه المرحلة من تاريخنا المعاصر، والحالة التي يعالجها البحث الثاني هي الجزائر في مرحلة تمتد ما بين الاستقلال وثورات الربيع العربي، وتشكل إشكالية لا بد من معرفتها. ثم يأتي بحث المقاربة الأنثروبولوجية للتثاقف التشريعي، ويجمع هذا الموضوع بين الأنثروبولوجيا والتشريع القانوني للثقافة، وهذه قضية تخصصية وثقافية. أما البحث الرابع فيتناول النقد الحديث ويختص بالنظريات النقدية في الموضوع، ويشكل النقد أهمية في مجال الفكر الذي تهتم به مجلة «عالم الفكر».
تأتي بعد ذلك موضوعات تبحث في الإعلام والفلسفة واللغة والرواية، والمنهج العام في هذه الدراسات منهج نقدي، وهذا يضع حدا للمنهج النمطي التقليدي. ونتأمل معالجة المنهج الأرسطي الفلسفي في البحث السادس، وفي بحث اللغة والرواية توجد ثلاث محاولات: الأولى مقاربة لمنهج اللغة العربية لغير الناطقين بها، والثانية في منهج علم المخطوطات، أما الأخيرة فهي في مسألة الإبداع النسائي من خلال الرواية.

 



جريدة الفنون


جريدة الفنون ونفائس المخطوطات الإعلامية
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
يحتوي العدد الجديد من جريدة الفنون الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على العديد من الموضوعات الثقافية والفنية.
ففي باب موسيقى، تكتب د. ياسمين فراج عن نشأة التأليف الموسيقي في مصر، وتتتبع بواكير النهضة الموسيقية الحديثة منذ دخول مادة الموسيقى إلى مناهج التعليم في مصر، مرورا بأهم المحطات والمفاصل التاريخية التي دفعت لظهور التأليف الموسيقي كإنشاء أكاديمية الفنون ومعهد الكونسرفتوار. وكذلك تسلط الضوء على عائلة خيرت أبرز العائلات المصرية التي أثرت في حركة التأليف الموسيقي على فترتين زمنيتين مختلفتي.
وفي باب سينما، يكتب محمد الفقي قراءة نقدية في فيلم (Inherent Vice) «العيب الجذري» أو «المتأصّل». المأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب توماس بينشون صدرت في العام 2009. والفيلم يأخذنا إلى أجواء أمريكا في السبعينيات. ويحلل الفقي عناصر الفيلم وأهم القضايا التي تناولها.
أما في باب فوتوغراف فينقل لنا المصور الكويتي صالح تقي رحلته إلى متحف فكتوريا وألبرت. المتحف الذي شيد في العام 1852 في شارع كروميل العريق في العاصمة البريطانية لندن. يضم المتحف مجموعة نفائس، قدرت بأربعة ملايين وخمسمائة ألف قطعة فنية، يمتد عمر بعضها إلى خمسة آلاف سنة.

 



عالم المعرفة


عالم المعرفة عبر منظار اللغة
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
كانت اللغة، ومازالت، لغزا غامضا، فهل هي من صنع الإنسان؟ أم أن الإنسان هو من صنعها؟ وما علاقة اللغة بالطبيعة: الإنسانية وغير الإنسانية؟ في كتابه هذا، يتجشم عالم اللغويات غاي دويتشر عناء البحث عن الصلة الخفية بين الفكر الإنساني من جهة تصور الطبيعة، واللغة من جهة كونها ملكة رمزية لتفسير العالم. ينطلق الكتاب في رحلة تجمع بين رصانة البحث العلمي والسرد القصصي، والنقد الأدبي والاستشراف المستقبلي، في مزيج فريد ينفع الباحث المختص، ويؤنس القارئ غير المختص.
تلقي فصول الكتاب التسعة الضوء على أوجه متعددة للمسألة المركزية نفسها: هل تؤثر لغة ما في إدراك الناطق بها للعالم؟ حاول المؤلف الوصول إلى إجابة من موارد متعددة، فبدأ باستشفاف الدراسات حول أعمال الشاعر الملحمي هوميروس، والقصور المحتمل، الذي تشير إليه لغته، في إدراك الألوان. وعرج بعدها على نظام الجهات الغريب الذي تفرضه لغات شعوب أستراليا الأصليين، كما تطرق إلى الإدراك اللوني المبهم عند اليابانيين للونين الأخضر والأزرق، وعرض إلى التفاوت الغريب بين اللغات في تقسيم الأشياء وفق جنسها، والصعوبات التي يعاني منها الناطقون بلغات أخرى لفهم المغزى من وراء ذلك التقسيم.
بيد أنه، وعلى الرغم من اتساع بساط البحث وتنوع مشاربه، فإن السؤال يبقى مفتوحا على كل الإجابات المحتملة، فهل ينظر الناطق بلغة ما إلى شيء محدد نظرة تختلف عن نظرة ناطق بلغة أخرى إلى الدرجة التي تجعل منه موضوع نظر مغاير؟ لا أحد، على وجه الحقيقة، يعلم.

Happy Wheels