مهرجانات وأنشطة

النشرة الثانية


اضغط هنا لتحميل النشرة الثانية بصيغة ال pdf

 

 

تكريم الرواد .. سنوات من العطاء

 

 

 

انطلقت فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الثاني قبل الافتتاح الرسمي بساعات، حيث دشنت الورش الفنية أعمالها في قاعات مكتبة الكويت الوطنية، بمشاركة أعداد كبيرة من الشباب والشابات المهتمين بالفن السابع، والراغبين في فهم مراحل العمل السينمائي منذ الفكرة الأولى، وتوظيف الصورة وفن المونتاج وخطوات الفيلم الناجح.

إلى ذلك شهد المسرح الكبير بمكتبة الكويت الوطنية مراسم الافتتاح الرسمي للمهرجان بحضور الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، والشيخ دعيج الخليفة الصباح، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة سابقا محمد العسعوسي، والمدير الفني للمهرجان فاطمة الحسينان، ورئيس نقابة الفنانين والإعلاميين نبيل الفيلكاوي، والفنانة هيا الشعيبي، وضيوف المهرجان من مصر والأردن والبحرين، ولفيف من الفنانين والإعلاميين الكويتيين وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى دولة الكويت.

وألقت الشيخة انتصار سالم العلي كلمة الأمانة العامة نيابة عن الأمين العام المهندس علي اليوحة، والذي أكد فيها أن المهرجان فرصة كبيرة لتطوير صناعة السينما في الكويت، ولمد جسور التواصل الثقافي بين شعوب العالم، مشددا على أن الأمانة العامة للمجلس الوطني تعمل على بناء سينما هادفة تستند على أطقم عمل محترمة وتواكب التطور التكنولوجي.

ثم أعلن عريف الحفل الإعلامي خالد البناو عن تكريم شخصية المهرجان عبدالله المحيلان، وتم عرض فيلم تسجيلي لأبرز الجوانب في سيرته الممتدة، وشهادات من رفاق دربه وزملائه، كذلك تم عرض فيلم آخر حول مسيرة اثنين من رواد الفن السينمائي في الكويت، وهما المصور توفيق الأمير، والمخرج حافظ عبدالرزاق، وقامت الشيخة انتصار سالم العلي والمدير الفني للمهرجان فاطمة الحسينان بتسليم دروع المهرجان وشهادات التقدير للمكرمين.
وتتواصل فعاليات المهرجان بعروض الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، والمحاضرات والورش الفنية التي تتمحور حول الأساليب الحديثة لصناعة سينما متقنة وهادفة تحمل رسالة إنسانية.

 


انطلاق فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الثاني
في ليلة للوفاء وتكريم الرواد

 

 

اليوحة: المهرجان فرصة لتطوير صناعة السينما ومد الجسور الثقافية بين شعوب العالم

المحيلان شخصية المهرجان وتكريم الرواد توفيق الأمير وحافظ عبدالرزاق

المهرجان فرصة لتبادل الأفكار والخبرات بين الأجيال المختلفة
أفلام الافتتاح جمعت بين الكوميديا والرعب والأكشن والإنسانيات

كتب: عماد جمعة
تحت رعاية وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد ناصر الجبري شهدت مكتبة الكويت الوطنية حفل افتتاح فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الكويت السينمائي وسط حضور فني وإعلامي كبيرين تتقدمهم الشيخة انتصار سالم الصباح والشاعر والملحن الشيخ دعيج الخليفة، ومحمد العسعوسي الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني السابق، والدكتور نبيل الفيلكاوي والفنانة هيا الشعيبي والفنانة إلهام الفضالة وعدد من أعضاء السلك الديبلوماسي من السفارات المعتمدة لدى الكويت، في ليلة للوفاء والتكريم لرموز الكويت الكبار الذين أبدعوا في فنهم وعطائهم على مدى أكثر من نصف قرن تقريبا، فاستحقوا التكريم والاحتفاء بهم وهم: شخصية المهرجان الفنان والمخرج الراحل عبدالله المحيلان صاحب البرامج الشهيرة مثل «استراحة خميس» و«للمشاهد مع التحية» وغيرهما من البرامج التي حققت نجاحات كبيرة والفنان ومدير تصوير الفيلم الكويتي «بس يا بحر» الذي حصد جوائز عالمية توفيق الأمير وكذلك فيلم «الصقر» وغيرهما من الأفلام التي تركت بصمة في تاريخ الكويت السينمائي ثم الإعلامي الكبير حافظ عبدالرزاق الذي تولى العديد من المناصب الإعلامية في وزارة الإعلام وحقق الكثير من الانجازات طوال فترة عمله فكانت أمسية استثنائية لرموز الكويت لنقول لهم شكرا ونحن على الدرب سائرون من أجل رفعة كويتنا الحبيبة.

أعلن عريف الحفل المذيع خالد البناو عن بدء الفعاليات بكلمة للمهندس علي اليوحة الأمين العام للمجلس الوطني ألقتها نيابة عنه الشيخة انتصار سالم الصباح وجاء فيها:
أرحب بكم أجمل ترحيب، ويسعدني أن أهدي ضيوف دولة الكويت خالص مشاعر المحبة والصداقة على مشاركتهم لنا في هذه التظاهرة الفنية ودعمهم لفعالياتها بخبراتهم وعلمهم وتجاربهم الفنية.

نلتقي اليوم مرة أخرى في النسخة الثانية لمهرجان الكويت السينمائي للعام 2018 بعد أن حققنا نجاحات ايجابية في السنة الأولى من المهرجان في العام 2017.
نلتقي اليوم جميعا، داعمين وموهوبين وكتابا ومخرجين وفنانين وفنيين. نستذكر معا جهود من ساهموا في إنجاح المهرجان الأول من خلال تفاعلاتهم الايجابية الرائعة، ونتفاعل معا بخبراتنا في مختلف صناعات «الفن السابع» من أفلام طويلة وقصيرة، روائية وثقافية ووثائقية وفنية، مستنيرين ومستندين إلى الإرث الغني الذي بدأه مؤسسو صناعة السينما في الكويت في عقد الستينيات من القرن الماضي.
هذا الإرث الذي دعانا إلى اختيار السينمائي القدير الراحل الأستاذ عبدالله المحيلان شخصية المهرجان لما له من أثر كبير في تنمية صناعة السينما الكويتية بأعماله المميزة والفريدة.
وأضافت: نحن في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب نؤمن بأن السينما أو «الفن السابع» من أهم الوسائل التي تساهم بشكل فاعل وقوي في بناء الجسور الثقافية بين شعوب العالم، لذا نعمل من خلال منصة هذا المهرجان على بناء سينما هادفة تستند إلى أطقم عمل محترفة تواكب التطور التكنولوجي وتعيد الجمهور للشاشة الكبيرة بعد الانجراف الملحوظ لشاشات الهواتف الذكية.
كما نهدف أيضا إلى خلق إطار لتبادل الخبرات والأفكار بين الأجيال المختلفة التي تعمل في مجال السينما ونتأمل أن يكون المهرجان فرصة لتطوير هذه الصناعة بما يليق من شكل وظروف بدايتها في دولة الكويت خاصة فيظل التطورات المتلاحقة والسريعة في صناعة السينما، فنحن اليوم نتحدث عن ما لا يقل عن 10 آلاف مهرجان مختلف ومتنوع حول العالم مرتبط بأفلام السينما بكل أنواعها، ومثل هذه المهرجانات - والتي يعد هذا المهرجان أحدها - تساهم في رسم خارطة تطور المهنة عبر مرور الزمن.
لقد أثبت مهرجان الكويت الأول وبشهادة من شاركوا في فعالياته الأثر الإيجابي في نفوس المخضرمين والشباب ممن يتطلعون إلى تقديم إبداعاتهم على مستوى محلي وعربي وربما عالمي لاحقا. فلقد كانت انطلاقته مفاجأة سارة ومفرحة للعديد من السينمائيين والكتاب والمخرجين والفنيين.
وقد وحاولنا في هذا المهرجان توظيف الورش والمحاضرات لتحقيق الاستفادة القصوى منها، وإضفاء تنوع في عضوية لجنة التحكيم بما يضمن الشفافية والحياد، إضافة إلى رصد الجوائز المالية للفائزين في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة.
في الختام، لا يسعني إلا أن أشكر معالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على رعايته وحضوره هذا المهرجان وأتمنى لضيوفنا الكرام المشاركين فيه إقامة طيبة في بلدهم الثاني الكويت وتحقيق الفائدة المرجوة من هذا الملتقى المبارك.

شخصية المهرجان
شهد الحضور فيلما تسجيليا عن شخصية المهرجان عبدالله المحيلان أخرجه خالد الخرشان وتضمن السيرة الذاتية للمحتفى به ولقطات من برامجه ولقاءاته مع النجوم سواء كانوا محليا أو عربيا واستضاف خلاله كل من الفنان القدير شادي الخليج رئيس مجلس ادارة جمعية الفنانين الكويتيين واللواء متقاعد فيصل الجزاف والاعلامي الدكتور طارق الرجيب والدكتور عبد الرحمن المحيلان شقيق المحتفى به وقد أبدع الخرشان في تصويره لهذا الفيلم فلم يتبع الشكل التقليدي كسيرة ذاتية وكلمات الضيوف بل قام بتقطيع الكلمات وإدخالها ضمن السيرة الذاتية في لقطات سريعة مهرولة يقول فيها كل ضيف جملة عن علاقته بالمحيلان كإشارات ضوئية تنير جزءا من اللوحة التي أرد أن يرسمها الخرشان سينمائيا عن الراحل منتقلا بين الضيوف وأجزاء من السيرة الذاتية ومشاهد من برامجه مما أضفى على الفيلم تدفقا وحيوية زادت من التشويق والمتابعة لتقوم الشيخة انتصار سالم الصباح ومديرة المهرجان فاطمة الحسينان بتقديم درع تذكارية تكريما لاسم الراحل المحيلان تسلمه ناصر عبدالله المحيلان.

سنين من العطاء
بعد ذلك شهد الحضور فيلما تسجيليا آخر عن المكرمين الفنان توفيق الأمير والإعلامي حافظ عبدالرزاق تضمن البدايات السينمائية للكويت وكيف صنعها الرواد الأوائل مثل الإعلامي الكبير محمد السنعوسي وزير الإعلام الأسبق الذي قدم فيلم «العاصفة» ثم المخرج خالد الصديق الذي قدم رائعة «بس يا بحر» و«عرس الزين» و«الصقر» واستعرضت اللقطات جوانب من هذه الأفلام وكيف سافر الكويتيون الأوائل إلى كل بقاع الدنيا ومشاهد الغوص واللؤلؤ ثم تحدث الفنان والمصور توفيق الأمير عن مسيرته وكيف كانت البدايات السينمائية ومراحل تطورها وكيفية دخوله المجال السينمائي ثم الإعلامي الكبير حافظ عبد الرزاق الذي تنقل بين المناصب الإعلامية وقدم الكثير للإعلام الكويتي عبر مشوار طويل زاخر بالعطاء مساهما في رفعة الإعلام الكويتي لتكون لحظات الوفاء والتكريم حيث قدمت الشيخة انتصار سالم الصباح ومديرة المهرجان فاطمة الحسينان درعين تذكاريتين للمكرمين توفيق الأمير الذي أهدى درعه لأحفاده ثم حافظ عبدالرزاق وسط تصفيق الحضور تقديرا ووفاء لعطائهما.

لجنة التحكيم
ويشهد المهرجان تنوعا كبيرا بين الورش الفنية السينمائية وعروض الأفلام القصيرة والطويلة داخل المسابقة الرسمية وتتكون لجنة التحكيم التي ستشاهد هذه الأفلام برئاسة الفنان عامر التميمي وعضوية كل من المخرج البحريني بسام الزوادي والمخرجة الأردنية نادرة عمران والناقد السينمائي المصري طارق الشناوي.
أفلام حفل الافتتاح
شهد حفل الافتتاح أيضا تقديم عدد من الأفلام القصيرة وهي الأفلام التي فازت في الدورة الأولى من عمر المهرجان وارتأت إدارة المهرجان عرضها كأفلام فائزة ليشاهدها الحضور كأفلام متميزة خاصة من لم تتسن له فرصة حضور الدورة السابقة.

الجزء المفقود
قدم المخرج أحمد الخضري فيلما قصيرا جدا صامتا من دون حوار عن شاب «إبراهيم الشيخلي» يرغب في شراء حذاء فيقف متأملا الحذاء بشغف شديد وعندما يذهب لصاحب المحل ليشتريه يرى صاحب المحل أن رجله اليسرى مقطوعة فيتعاطف معه ويجعله يشتري الحذاء الأيمن فقط غير أن الشاب يرفض في إصرار ويدفع بفرده الحذاء الثانية أمامه ليحصل على سعرها وعندما يذهب بحذائه إلى البيت نكتشف أن جميع الأحذية التي اشتراها للرجل المقطوعة تحمل زهورا وورودا الفيلم إنساني بالدرجة الأولى ويحمل رسالة لكل إنسان معاق بأنه يستطيع أن يعيش حياته بشكل طبيعي ولا يجعل هذه الإعاقة سببا في تعطيل حياته، قدم الشيخلي اللقطات بوجه معبر يجمع بين التفاؤل والأمل والمعاناة.

أرياتا
فيلم «أرياتا» من إخراج أحمد التركيت وهو من الأفلام التي تعتمد على الإثارة والغموض والغوص في أغوار النفس البشرية في إطار من الرعب ويتناول معاناة شابة تدعى «ريم» مصابة بمرض تساقط الشعر المناعي (ألوبيشيا أرياتا) وهي تبدو غريبة الأطوار للوهلة الأولى تزور طبيباً نفسياً للكشف عن السر وراء حالتها لكنها لا تجد حلا ناجعاً لمشكلتها التي حيّرت الأطباء فمنهم من يؤكد أن ما تعانيه لا يعدو كونه أحد الأمراض الجلدية التي تصيب الكثير من البشر في العالم وعليها أن تزور طبيبا متخصصا في الأمراض الجلدية وهو الأمر الذي ترفض «ريم» تصديقه حتى تسوء حالتها على نحو تدريجي بعد ما أصبحت الأحلام المزعجة والكوابيس تزورها يومياً بل جعلتها تعيش في خيالات وأوهام خطيرة وهلاوس بعيدة عن الواقع سواء كانت في منزلها أو في مقر عملها، ويظهر الفيلم أنها تدعي أن زوجها مريض وتعيش معه وأنها قتلت ابنتها غرقا في البانيو من دون قصد ثم تدعي أن أمها كانت تريد أن تذبحها وهي طفلة عندما تذهب لطبيب آخر. الفيلم ينتمي لفئة أفلام الرعب لكنه إنساني بحيث تجد نفسك متعاطفا مع البطلة وتشعر بمعاناتها، الموسيقى كانت هادرة ومفاجئة على طريقة أفلام الرعب تنوعت المشاهد بين الفلاش باك التي جاءت معتمة بإضاءة خافتة والمشاهد في أحلام اليقظة وتصوير الخلايا العصبية داخل المخ.

لمياء خونده
الفيلم من إخراج خالد الريس ويعتبر من الأفلام القليلة التي جسدت مأساة الغزو العراقي للكويت وهو ملحمة وطنية تروي قصة حياة امرأة عراقية ساعدت الكويتيين أثناء الغزو الغاشم حيث احتُجزت وحكم عليها بالإعدام من قبل الجيش العراقي نتابع مسيرتها حيث القدر يساعدها على تخطي مصيرها الفيلم يظهر بشاعة الجنود العراقيين في تعذيب النساء والمراهقات ممن لا حول ولا قوة لهم وإعدامهم بالرصاص مما يتنافى مع طبيعة الجندية وان الشعوب تتعاطف مع بعضها بعيدا عن حسابات الزعماء والساسة فقد رفضت لمياء العراقية منح الضابط العراقي أسماء الكويتيين الذين ساعدتهم وعرضت نفسها للإعدام ليكون المشهد الأخير وهي تستمع للنشيد الوطني وطني الكويت سلمت للمجد.

شاي حليب
الفيلم كتابة وإخراج مشعل الحليل وتدور أحداثه في قالب كوميدي رغم مشاهد الانتحار والطعن بالسكين الفيلم يتناول قضية تجار الإقامات من خلال شاب يدعى ناصر يبحث عن والده المتقاعد الذي خرج ولم يعد قبل أن يلتقي ناصر ببعض الوافدين من الجالية الآسيوية كانت تربطهم علاقة «بيزنس» بأبيه وهم شركاء معا في هذه التجارة اللاانسانية وتمضي الأحداث في قالب فكاهي ساخر أثناء رحلة البحث عن والد ناصر ليتبيّن فيما بعد أن والد «ناصر» أصبح رهينة لدى مافيا هذه التجارة لمخالفته قانون تجارة الإقامات وفقا للنظم المتعارف عليها لدى العصابات ويدفع ناصر الفلوس التي طلبتها العصابة للإفراج عن والده الفيلم يعالج قضية مهمة وخطيرة وهي الاتجار بالبشر.

في داخلي
قدم المخرج عبد العزيز البلام فيلم «في داخلي» الذي تدور أحداثه في إطار فلسفي حول الذات والانا والأنا العليا حول شخص يعيش في عالم من المستهزئين به فكلما أقدم على فعل قاموا بالاستهزاء منه بطريقة ساخرة مرددين عبارة «أنا آسف» هذا الشخص يجدهم في العمل وفي البيت وفي كل مكان يذهب إليه وكلما تخلص من احدهم ظهر له مرة أخرى حتى تكون نهايته على أيديهم، هؤلاء الأشخاص هم داخل عقله الباطن وليس لهم وجود حقيقي في الواقع وهو دعوة لأن نواجه أنفسنا ونتحدى ظروفنا ولا نقوم بجلد الذات ونتعايش مع الواقع مهما كانت صعوباته.
الجدير بالذكر أن تلفزيون الكويت كان حاضرا في وقت مبكر وأجرى العديد من اللقاءات، يذكر أيضا أن المهرجان يتضمن عددا من الورش الفنية السينمائية.

 

توفيق الأمير: هذا التكريم أسعدني
وأدخل البهجة إلى قلبي

على هامش الحفل، صرح توفيق الامير بالقول: شكرا للقائمين على هذا المهرجان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذا التكريم الذي اسعدني وادخل البهجة إلى قلبي. وخلال مشاهدتي لمجموعة من الافلام القصيرة التي شاركت في الدورة السابقة شعرت بحماس كبير. لذلك أرجو أن يحصل هؤلاء الشباب المبدعين على الدعم التام والمساعدة من وزارة الإعلام للاستمرار في صناعة هذه التقنية الجميلة (عالم السينما). وأكمل بالقول: «هذا المهرجان من وجهة نظري مهم جدا كونه يعكس حضارة مجتمعنا، كما أنه أعادني إلى الماضي الجميل».

 

حافظ عبد الرزاق: تشجيع المجلس الوطني للشباب بادرة يشكرون عليها

في بداية حديثه شكر المخرج حافظ عبد الرزاق المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تلك البادرة الطيبة في تكريمه. وعن رأيه في المهرجان قال العبدالرزاق «كلمة حق يجب أن تقال للإخوة المسؤولين في المجلس الوطني مشكورين فقد أخذوا بيد الشباب الكويتي الذين لديهم الطموح والرغبة في مجال العمل السينمائي، وكون المجلس أخذ بيد الشباب فهذه وقفة يشكرون عليها». وتمنى عبدالرزاق أن يستمر المهرجان بغض النظر عن كل الظروف، وأن يتم تشجيع الشباب العاملين في المجال السينمائي.

 

انتصار سالم العلي: المهرجان يركز على دعم المواهب المحلية
كتبت: إيناس عوض
توقعت رئيسة ومؤسسة الفرقة السينمائية الأولى ومبادرة النوير التطوعية وعضو اللجنة المساندة لمهرجان الكويت السينمائي الثاني الشيخة انتصار سالم العلي الصباح أن يحقق مهرجان الكويت السينمائي بنسخته الثانية نجاحا باهرا معللة ذلك بتركيزه في دورته الحالية على تشجيع ودعم المواهب المحلية معنويا وماديا، وتجنبه الدخول في دهاليز المنافسة للمهرجانات السينمائية الاقليمية والعالمية.
وأكدت الشيخة انتصار سالم العلي على أن مهرجان الكويت السينمائي الثاني يهدف بالدرجة الاولى الى اثراء الساحة الفنية وتشجيع صناعة الأفلام في الكويت، بغية الارتقاء بإنتاجاتها المختلفة القصيرة والطويلة والوثائقية وتحفيز المبدعين من المخرجين الشباب على الانخراط بصورة أعمق وأكبر في المجال السينمائي وانتاج واخراج المزيد من الأفلام، مشيرة إلى أن القائمين على المهرجان حرصوا على تفعيل الآلية المرتبطة بهدفه الأساسي من خلال رفع قيمة الجوائز المالية المخصصة للأعمال السينمائية المشاركة في المهرجان مقارنة بجوائز العام الماضي، الأمر الذي من شأنه التشجيع على صناعة وعمل المزيد من الأفلام السينمائية في الفترة المقبلة.
وعن رأيها بالعلامات والسمات المميزة لصناعة السينما بنكهة كويتية قالت الشيخة انتصار سالم العلي أنها لم تتضح ولا يمكن بلورتها في سمات معينة لافتة إلى أن اتضاحها وتحقيق النقلة النوعية في هذا السياق مرهون بخروج السينما كفن من عباءة التلفزيون واختلاف الممثلين للأعمال التلفزيونية عن نظرائهم في الاعمال السينمائية.


دعيج الخليفة: الكويت تمتلك مقومات التفوق
والصدارة في المجال السينمائي

كتبت: إيناس عوض
أعرب عضو مجلس الادارة والمتحدث الرسمي باسم شركة السينما الكويتية الوطنية الشيخ دعيج الخليفة الصباح عن سعادته البالغة بانطلاق النسخة الثانية من مهرجان الكويت السينمائي الذي يعد مناسبة مثالية لتشجيع المواهب الشابة في المجال السينمائي وصقل مهاراتهم وقدراتهم لإثبات جدارتهم السينمائية أسوة بالنجاح الكبير والبصمة المميزة التي تركها آخرون في مجالي المسرح وصناعة المسلسلات والأعمال التلفزيونية، مؤكدا اكتساب المهرجان زخما واهمية كبيرة بسبب تنظيمه والاشراف عليه من قبل وزارة الاعلام الكويتية ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وثمن الشيخ دعيج الخليفة جهود القائمين على المهرجان من الجهات الحكومية والأهلية، مشددا على ضرورة استمرار العمل بهذه الوتيرة المحفزة والمشجعة التي من شأنها الارتقاء بمهرجان الكويت السينمائي في دوراته المقبلة ليتصدر عن جدارة قائمة المهرجانات السينمائية الأكثر تأثيرا في المنطقة خصوصا أن الكويت تمتلك مقومات التفوق والتميز والصدارة في هذا المجال باعتبارها الدولة الخليجية الوحيدة التي تملك معهدا متخصصا لتعليم الفن المسرحي هو المعهد العالي للفنون المسرحية وأيضا المعهد العالي للفنون الموسيقية.

 

أكد أنه يوجد في مجال التوزيع اختلاف وتطور

الغانم: من غير دعم حكومي كما كان لن تكون لنا قائمة في السينما

 

 

صناعة السينما لها فروعها المتعددة

بالدعمين المادي والمعنوي سوف تكون لدينا صناعة سينما في الكويت

كنت محظوظا في أن أكون على علم بأغلب المشاريع التي أُنتجت منذ 2004

كصانع سينما إذا لم يكن لديك توزيع فأنت في خسارة محققة

في مجال التوزيع نُصدم بحاجز اللهجة والثقافة

أغلب القائمين
على السينمات الخليجية غير خليجيين

صناعة السينما الكويتية مازالت في بداياتها

كتبت: فضة المعيلي
تتواصل فعاليات مهرجان الكويت السينمائي في دورته الثانية، حيث أقيمت محاضرة في مكتبة الكويت الوطنية بعنوان «آفاق سينمائية» حاضر فيها هشام الغانم. وقد حضر المحاضرة جمع من المهتمين. وتركز المحاضرة على إنتاج الأفلام السينمائية التي تعتبر صناعة بحد ذاتها تعتمد عليها اقتصاديات بعض الدول وتؤسس لها كيانات مستقلة كغرف صناعة السينما أو نقابات مهنية متخصصة، وصناديق دعم مادي، حيث تنقسم هذه الصناعة إلى عدة تخصصات لعل أهمها هو التوزيع والتسويق، هذه العملية المعقدة التي تأتي مباشرة بعد الانتهاء من الإنتاج.
في البداية عرف هشام الغانم نفسه وقال: «هشام الغانم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة العالمية لتوزيع الأفلام، مدير عام الشركة الكويتية الوطنية سابقا، والمستشار الحالي لها، مشارك في معظم المهرجانات العربية للسينما، وأيضا مشارك في أغلب أسواق الأفلام العالمية مثل كان، وبرلين».
وأضاف أنه عمل في مجال التوزيع وعارض، وهذا ما يميز شركة السينما الكويتية الوطنية، بأنها أولى الشركات، لافتا إلى أنها تأسست في 4/10/1954، وأن الشركة تحاول أن تواكب العصر والتطور، وتحاول أن تحافظ على اسمها، مشيرا إلى أنه مازالت لنا ولله الحمد مكانة بين الشركات الزميلة.
وأوضح هشام الغانم: عندما نأتي إلى مجال التوزيع يوجد هناك اختلاف وتطور، فقد نكون من الشركات القليلة في المنطقة التي تتصف بأنها عارضة سينمائيا وموزعة في الوقت نفسه. مشيرا إلى أنه في السابق كنا “في المنطقة” أول من ادخل الفيلم العربي إلى خارج إلى الكويت، ولفت إلى أن ذلك تاريخ كبير، ولن نتطرق إليه.

التوزيع السينمائي
وأضاف الغانم أننا سوف نتكلم عن جزأين الأول هو التوزيع السينمائي والإنتاج، وعلق قائلا «سوف أكون أكثر أكاديمية سوف أقول أولا الإنتاج ثم التوزيع، وصناعة السينما بمعنى أنها صناعة لها فروعها المتعددة، والشخص البسيط يكاد لا يستطيع أن يفرق بين فرع وآخر، لكن المختصين أو على الأقل المهتمين بشكل بديهي يعرفون أن هناك طاقم إنتاج، وذلك يعتبر فرعا بكل ما يحمله الفرع من صناعة كاملة ما بين الفنيين إلى الممثلين، والإخراج والإنتاج، وكل ذلك له عملية وطريقة، ومن ثم التوزيع وهو عملية كبيرة ومعقدة، ولدينا أيضا التسويق وغيره». وأوضح الغانم أنها صناعة، وأن بعض الدول سبقتنا بمراحل ومنها مصر فهي تعد سباقة في هذا الموضوع ولديها «غرفة الصناعة المصرية»، لافتا إلى أنها تعتبر مفخرة فهي مازالت تحافظ على مصالح السينمائيين والسينما ذاتها.
وتابع الغانم أنه في الكويت كنا سباقين في أن تكون لدينا تجربة فريدة ورائدة سواء كان على مستوى إنتاج وزارة النفط في بعض الأفلام الوثائقية أو عن طريق فيلم «بس يا بحر»، الذي تحدث عن تاريخ الكويت البحري، وحاز جوائز كثيرة وكان للمخرج خالد الصديق، مبينا أن الكثير يعرف أدق تفاصيل هذا المشروع، إلى أن توقف الإنتاج فترة كبيرة إلى أن دخلنا في فيلم «شباب كول» الذي انتجه وكتبه السيناريست حمد بدر واخرجه محمد دحام الشمري، وفيلم «منتصف الليل» في العام 2004، والذي أخرجه دخيل النبهان. مضيفا أن المشاريع السينمائية الكويتية توالت بعد ذلك.
وقال الغانم: لقد كنت محظوظا في أن أكون على علم بأغلب المشاريع التي تم انتاجها منذ عام 2004 إلى اليوم، لافتا الى أنه في بعض الأوقات كنت مشاركا في النصيحة أو في التسويق في بعض الأعمال، وأنه وجد أن في مرحلة الإنتاج يكون الهاجس والدافع الأول هو حب السينما، وعلق قائلا: «هذا شيء رائع وأكثر من رائع، لان ذلك الذي نفتقده في الصناعة الاحترافية في الفن الكويتي، وعندما أقول إنها احترافيه أقصد أننا وصلنا إلى المسرح أو الدراما والمسلسلات».
وبين الغانم أنه كنا نحفظ في السابق كل الأفلام الكويتية والحوارات التي تتم، لأن التمثيل والأداء كان نابعا من القلب، وليس حبا في المادة، ولكن حب الفن بذاته، مشيرا الى أن هذا الهدف اختلف مع مرور الزمن والحياة فأصبح الموضوع تجاريا بحتا، وعندما نرجع إلى بعض السينمائيين سواء كانوا الهواة أو المحترفين نجد أن حب السينما هو الذي سيطر عليهم، فحب السينما وصناعة السينما هو المحرك الأساسي.

صندوق رعاية
وأوضح الغانم أن تلك النواة الطيبة من السينمائيين الحاليين الموجودين الآن ، لكن للأسف الشديد «أحد الأسباب التي سوف اذكرها أننا مقصرون في دعمهم، لكن تقصرينا يأتي من ظروف معينة، فأنا أمثل قطاعا خاصا ، ولا أمثل دولة ، ولدي حد معين من الدعم، أحاول ألا أتخطاه، ننصدم بالواقع بأن الميزانية كبيرة، ولا نستطيع أن نتحملها كلها، ومنذ عام 2006 إلى الآن أتكلم بنفس الموضوع أنه من غير دعم حكومي كما كان لن تكون لنا قائمة في السينما، والدعم الحكومي يتعين أن يكون عن طريق صندوق رعاية للسينمائيين، وذلك غير موجود، ونحن نأمل من وزارة الشباب أن يقوموا بتأسيس هذا الصندوق، وأيضا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب احتمال أن يكون أيضا راعيا لهذا الصندوق»
واستكمل الغانم حديثه: «أعتقد أنه إذا تم تأسيس هذا الصندوق برعاية سخية، سوف نرى إنتاجا مبهرا، وذلك اعتقادي ورأيي المتواضع في هذه النقطة، ذلك لأنني رأيت أمامي السينمائيين الكويتيين عندما عملوا، وموضوع الخبرة هذا صحيح ينقص الكل حتى عندما نعمل، ولكن السينمائيين الكويتيين لديهم الملكة، ونظرة في الكاميرا، وتلك الأمور لا تأتي حتى في الدراسة، ومع الدعم المادي والمعنوي سوف تكون لدينا صناعة، وللأسف في الكويت لا يكون صناعة، مع العلم أن بعض دول المنطقة عندهم صناديق ودعم، لكن لم يتم النجاح، والسبب يعود إلى أن الهدف مختلف، وأن القائمين عليه لا يشجعون السينمائيين، وأن تلك الصناديق لم نذكر لها عمل واحد تم وطني بالنسبة للبلدان التي هم فيها، وأغلب الأعمال تكون دمجا لما بين ثقافات متعددة وليس ثقافة البلد، لذلك ضاعت الحسبة ونجد أغلبها تلاشت، إلا صندوقا أو اثنين حافظا على بقائهما».

خطة تسويقية
وقال الغانم: الموضوع الأساسي وهو ما بعد مرحلة الإنتاج، والكل يعرفه، وإذا كان لدي منتج يجب أن يتم قبل هذا الشيء أن يكون هناك خطة تسويقية، الهدف الرئيسي منها هو التوزيع السينمائي، وكصانع سينما إذا لم يكن لديك توزيع فأنت في خسارة محققة، وأن 99.9% من الذين يقومون بدفع الميزانيات هم الشباب أنفسهم، و99.9% هم الذين يخسرون. أما من ناحية التسويق فيقول الغانم: «التسويق عالم معقد، واهتماماته أوسع من أن أكون أهتم بشباب يحاولون خلق بيئة عمل أو بيئة صناعة السينما في بلد ما، فالقطاع الخاص في بعض الأحيان يكون طماعا ليس لديه وقت يبذله أو يوفره على أساس أنه يفكر في مصلحتك، فهو بيئة مادية بحتة، لكن هناك بعض الأفرع من قطاع الخاص يتصفون بأنهم وطنيون ويخدمون، لكن عندما أرجع إلى مجال التوزيع بحد ذاته فعلى سبيل المثال الفيلم الكويتي يصدم بحاجز اللهجة، فالثقافة مختلفة وأيضا اللهجة مختلفة، فيكون النطاق الجغرافي للفيلم الكويتي هو الخليج.
من ناحية أخرى أوضح الغانم أن أغلب الأفلام التي عاصرها هي أفلام تجارية.
وتابع الغانم قائلا: «أنا اعتقد أن هناك مشكلة، بل مصيبة لصناع الفيلم الخليجي بأن القائمين على السينمات الخليجية أغلبهم غير خليجيين، ولا يوجد لديه هاجس الاهتمام أو الفهم للفيلم الخليجي، والدليل على ذلك أن أكثر فيلم حصل على إيرادات هو فيلم اماراتي كان في الكويت»، مشيرا إلى أن الكويت تجلب أكثر الإيرادات للأفلام الخليجية. من ناحية أخرى قال الغانم ان المادة هي أساس المشروع، ولا يوجد بند الاقتراض في البنوك من أجل مشروع سينمائي، ولكن عندما تذهب إلى أمريكا وأوروبا يوجد، وممكن أن يدخل البنك شريكا معك.
وأوضح الغانم أن بعض المحبين للسينما الكويتية لديهم الحماس، والفكرة، والنية، لكن نصدم بأنه يسمع النصيحة ولا يطبقها عندما يأتي لدي في المكتب ويأخذ موعدا.
ولفت الغانم إلى أن المشكلة أنهم يريدون السيطرة على الفيلم من الألف إلى الياء بدون أن يتدخل أحد. وعبر تساؤل طرحه الغانم: «ماذا ينقصنا حتى تكون لدينا صناعة؟» واجابة على تساؤله قال الغانم: نحتاج الدعم الحكومي، لافتا إلى أن صناعة السينما الكويتية مازالت في بداياتها، وحتى الآن لم نخط الخطوة الثانية، مشيرا إلى أن الصناعة تتصف بالبطء، والسبب يعود إلى أنه لا يوجد تكاتف جهود بين السينمائيين كما لا يوجد جهة سينمائية جادة.

 

 


يحمل رسالة الحب والعطاء بين أفراد المجتمع الكويتي

«عتيج».. رحلة في دراما الواقع وزمن القيم القديمة

 

 

كتبت: دارين الدرويش
عبر «سبحة» غامضة تنتقل بين شخصيات العمل، استطاع المخرج أحمد الخلف والمؤلف يعرب بورحمة أن ينقلا المشاهد لفيلم «عتيج»، من كويت القدم إلى كويتنا اليوم بقصص مترابطة تدور أحداثها بشكل واقعي مغلف بالدراما.
على مدى 67 دقيقة طرح «أبو عتيج» (صلاح الملا) و«عتيج» (خالد البريكي) ووالدته هيفاء عادل وجميع شخصيات الفيلم عددا من القيم كالحب والعطاء والمودة التي تغيرت بين الماضي والحاضر باستخدام جميع العناصر الفنية سواء التصويرية أو المؤثرات الصوتية الخاصة.
ولعل انطلاق الفيلم وهو أحد أفلام مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الكويت الثاني للسينما، بمشهد الأغاني التراثية عن البحر لفرقة الماص للفنون الشعبية هو دعوة للعودة إلى الجذور في زمن غابت عنه القيم القديمة التي تمتع بها المجتمع الكويتي، لينتقل الفيلم إلى الوقت الحالي حيث تدور أحداثه في حاضر الكويت وتتحدث القصة عن تسرع الحكم على الآخرين وهو مفهوم خاطئ رغم أنه شائع جدا بين الناس.
وقد أظهر الفيلم شيوع هذا الأمر من خلال ثلاث قصص فريدة من نوعها ومترابطة تنتقل بين شخصيات العمل بانتقال «السبحة» التي يتحدث بلسانها الفنان علي نجم، ما يخلق غموضا لدى المشاهدين، ينجلي عند وضوح الأحداث المتمثلة بنكران الذات والعطاء والفداء لدى أبطال الفيلم.
تعقيب ومداخلات
وقد تصدى للتعقيب على الفيلم الناقد السنيمائي عماد النويري، الذي أثنى على جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتدشين مهرجان الكويت السينمائي والذي كان حلما بالنسبة للسينمائيين والفنانين في الكويت، مؤكدا أن في الكويت كل الامكانيات التي توفر بيئة مثالية لهذا المهرجان لان ينطلق من المحلية إلى مضاهاة العديد من المهرجانات الخليجية والعربية.
وحول رؤيته للفيلم، اعتبر النويري أن بدء الفيلم بمشهد افتتاحي من الموروث البحري، يعطي دلالة عن مصير الأحداث وطبيعة السيناريو والمقولة التي يريد أن يخرج بها الفيلم، لافتا إلى أن المشهد الأول عن البحر والأغنية التراثية التي رافقته دليل على ارتباط موضوع الفيلم بالقيم الكويتية القديمة، وهي مقدمة رمزية ودعوة للارتباط بالأشياء الجميلة في ماضي الكويت، ولفت إلى أن الفيلم ينتقل لفكرة عن تاريخ المادة التي تصنع منها المسابح وهي «الفاتورام» لينتقل إلى التعريف عن شخصيات الفيلم الرئيسية وهم أبو عتيج وزوجته (هيفاء عادل) والابن عتيج.
وقال النويري إن السيناريو مميز ويتألف من 3 قصص يربط المسباح فيما بينها حيث ينتقل من شخصية إلى أخرى، فيما تميزت عناصر الفيلم بالقدرة على السيطرة على مفردات اللغة السنيمائية الخاصة بالمخرج أحمد الخلف.
وتحدث عن نقاط التميز في التصوير والمونتاج والشريط الصوتي والأداء التمثيلي، لافتا إلى أن لكل عنصر خصوصية ومحطات تميز مختلفة، وتطرق إلى الشريط الصوتي الذي تنقل ما بين الأغاني التراثية كالأغاني البحرية وصوت السهارى، إلى عزف العود وأصوات الأواني المنزلية، وكذلك برزت أصوات أكواب الشاي كرتم متنقل بين أحداث الفيلم، بالإضافة إلى استخدام مجموعة من الآلات الوترية التي ساهمت في تكثيف اللحظة التعبيرية للصورة، مشيرا إلى ان النوتة الصوتية تنقلت من الارتباط بالتراث من خلال الأغاني التي دلت عليها في القصة الأولى، إلى الإيقاعات الشبابية في القصة الثانية والثالثة، ما يميز الموسيقى التصويرية من توقيع الفنان مشعل العروج.
تمثيليا، أشاد النويري بأداء الممثل صلاح الملا الذي تميز كثيرا في دور «أبو عتيج» وكذلك الممثل خالد البريكي في دوره «عتيج» حيث عملا بمقدرة واحترافية عالية في الأداء، وكذلك الممثلة هيفاء عادل التي عملت في حدود دورها كأم مغلوبة على أمرها، رغم ما تحمله من معتقدات عن الحرية والديموقراطية والحق في التعبير، مشيرا إلى تميز الممثلتين نور الغندور وروان الصايغ في دوريهما وكذلك بقية الممثلين الذين قاموا بما يجب عليهم في حدود الشخصية المرسومة لهم.
وحول المونتاج قال إنه متوازن في حدود طبيعة القصة الهادئة للفيلم، إذ لم يكن هناك انتقالات فجائية، حيث تميز الفيلم بسلاسة الانتقال من لقطة إلى أخرى ومن مشهد إلى آخر. في المحصلة النهائية قال النويري إن الفيلم تمكن من أن يجسد كونه متتابعة صورية في سياق درامي بلغة فيها متعة وجمال، كما استطاع تحقيق معادلة عدم تغليب أي عنصر من عناصره الفنية على الآخر إذ تمتعت جميع عناصر الفيلم بالتميز فلا يوجد خصوصية لعنصر على آخر، وهذا يعتبر من مقومات الفيلم الجيد.

 

الخلف: واجبنا كسينمائيين دعم المهرجان وضمان استمراريته
تحت قاعدة «أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا» تحدث مخرج الفيلم أحمد الخلف عن أهمية أن يكون لدى الكويت مهرجان يعنى بالسينما والسينمائيين حتى ولو حدث ذلك متأخرا. واعتبر الخلف أنه من واجب جميع صناع السينما والأفلام المهمة المشاركة في المهرجان بغض النظر عن مسألة الفوز وترتيب الجوائز، لافتا إلى أن مشاركة فيلمه «عتيج» بمثابة دعم للمهرجان، لأن الهدف الأساسي من المشاركة هو إعطاء ثقل للمهرجان وتمهيد الطريق أمامه لضمان استمراريته.
وحول «عتيج» قال إن الفيلم سبق أن عرض في دور السينما الكويتية حيث انتج وعرض منذ عام تقريبا، وشارك في مهرجان دول مجلس التعاون الخليجي السينمائي، ومهرجان القاهرة السينمائي، وهو من بطولة هيفاء عادل وصلاح الملا وخالد البريكي وعبد المحسن القفاص.
وأوضح أن قصة الفيلم تدور حول العطاء وأهميته في المجتمع ويتمثل ذلك في «مسباح» يتنقل بين أفراد المجتمع الكويتي برمزية معينة جسدت بأسلوب فني، مؤكدا أن بساطة الطرح كفيلة بإيصال الهدف من الفيلم من خلال الشخصيات التي توضح في نهاية الفيلم القيم التي يعبر عنها وتتلخص في الحب والعطاء.

 

يناقش قضايا المخدرات وآثار التفكك الأسري في المجتمع

«ناشي وميرا» .. جرعة توعوية مكثفة ونصائح للشباب

 

 

كتب: علاء محمود
فيلم «ناشي وميرا» للكاتب علي الدوحان والمخرج أحمد حاجي، كان أول الأفلام الروائية الطويلة المنافسة، ضمن عروض مهرجان الكويت السينمائي في دورته الثانية، والذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث تم عرضه في مسرح «مكتبة الكويت الوطنية»، بحضور جمع من الجمهور، قضى 90 دقيقة من الوقت مستمتعا بأحداث هذا الفيلم التي حملت في طياتها قصة شائقة وعددا من الرسائل والعبر الموجهة إلى جيل الشباب بشكل خاص.
تفاصيل متشابكة
الفيلم الذي لم يخل من الحب والرومانسية، دارت أحداثه حول مجموعة من الشباب، أغلبهم اختار أن يعالج مشكلاته على طريقته الخاصة بعيدا عن عائلته، لكن تلك الطريقة تؤدي به إلى طريق مغلق مملوء بالمتاعب والمشقات أكثر مما كانت لديهم، وتمثّل ذلك في شخصية ناشي - جسدها بدر الشعيبي - الشاب الذي تخلت عنه عائلته بسبب طبيعة العمل الذي اختاره، وهو أن يكون مصمم أزياء، وميرا – جسدتها شيلاء سبت - تلك الفتاة التي تعمل أيضا في المجال نفسه (الأزياء)، وبسبب نجاحها وغيرة المرأة التي كانت تعمل لديها، جرى الإيقاع بها في عالم المخدرات حتى أدمنت وأصبحت مروجة رغما عنها، إلى جانب داليا (جسدت دورها إيما شاه) التي تعمل في مجال التصوير، وتقع في غرام ناشي من دون أن تخبره بذلك، فتحاول طوال الوقت أن تسانده وتساعده بكل الطرق، من أجل أن تلفت انتباهه إليها من دون أن تخبره بالأمر، وفي الوقت نفسه تحاول أن تبعده عن الفتاة التي يحبها (ميرا) التي أدخلته في عديد من المتاعب، كما تقول له دوما.
كذلك شهد الفيلم ظهورا مميزا للفنانتين زهرة عرفات (جسدت شخصية سيدة أعمال عانت في زواجها كثيرا فكانت السبب في سجن زوجها مما جعل ابنها الوحيد طلال يكرهها) وعبدالرحمن الدين الذي بدوره يعيش في شقة مع أحد أصدقائه ويعاني قلة المال، فيدخله ذلك الصديق في عديد من المتاعب والمشكلات.
نص وإخراج
الكاتب علي الدوحان أراد، من خلال النص، أن يتوجه بصورة مباشرة إلى أبناء جيله من الشباب، عبر تقديمه توجيه مجموعة من النصائح التوعوية التي كان أهمها ضرر تعاطي المخدرات والدخول في هذا العالم الموحش، وأيضا الأبعاد السلبية وراء البعد عن الأسرة ومشكلات التفكك الأسري، فاستطاع بذلك أن يمنح المخرج أحمد حاجي بذرة جميلة فأخرجها للجمهور بصورة سينمائية ناجحة؛ مستخدما رؤية بسيطة واضعا بها بصمته الخاصة التي تبشر بمستقبل جميل له، واكتملت عناصر تلك الرؤية الإخراجية مع الأداء التمثيلي اللافت الذي أتقنه جميع الممثلين المشاركين في العمل من دون استثناء.
يذكر أن فيلم «ناشي وميرا» قد تمت صناعته في العام 2015، وهو من تأليف علي الدوحان وإخراج أحمد حاجي، ومن بطولة بدر الشعيبي، وشيلاء سبت، وهدى الخطيب، وزهرة عرفات، وإيما شاه، وعبدالرحمن الدين وغيرهم من النجوم الشباب.
التجربة الأولى
وعلى هامش الفيلم، صرحت الفنانة إيما شاه عن مشاركتها بالقول: «أحترم التعامل مع المخرج أحمد حاجي والمؤلف علي الدوحان وجميع فريق العمل خلف الكواليس او امام الكاميرا، وأتمنى أن يكون القادم افضل مع علمنا الكامل بجميع اوجه النقد اللازم لهذا العمل، نحتاج لتطوير أدواتنا وبالذات أدواتي كممثلة، وهذا اول فيلم طويل لي اراقب فيه نفسي في شاشة اكبر امام الجمهور لأعرف ما علي ان افعله في المستقبل القريب من جميع النواحي، فهذه التجربة كأنها بروفة وتدريب لنقدم الافضل، ونعرف كذلك ونعي تماما كل الاسباب النقدية تحت اي ظرف مر من خلاله تصوير هذا الفيلم وحتى ما يقع علي كممثلة».
وتابعت بالقول: «أي مهرجان سينمائي في العالم يكون الهدف الأول في الشجاعة لعبور الخطوة الأولى مهما كانت صعبة، وهذه الخطوة ليست فقط المحفل وتنظيمه بل بوجود الموارد والافكار البشرية التي على اساسها تم التخطيط لهذه المحافل، وأن تتوافر مساحة من التعبير والشعور بالحرية لتكون النتيجة المبهرة دائما الإبداع. المشاركة بالتأكيد حافز إيجابي لي».
وأكملت قائلة: «ليست لدي رؤية لواقع سينمائي في الكويت، مازال الطريق طويلا جدا. نحتاج الى سوق عمل حقيقي وفهم آلية السوق في صناعة السينما. لا توجد جهات رقابية في امريكا التي تفتح الابواب للمبدعين... الابداع يحتاج الى حرية».

 

أول عروض الأفلام الروائية القصيرة ضمن المسابقة الرسمية
5 تجارب سينمائية شبابية واعدة بأفكار ورؤى ثرية

 


كتب: حافظ الشمري
ضمن فعاليات مهرجان الكويت السينمائي بدورته الثانية انطلقت في مسرح مكتبة الكويت الوطنية عروض المسابقة الرسمية للأفلام الكويتية السينمائية الروائية القصيرة بحضور جماهيري وعدد من المختصين والنقاد في المجال السينمائي، حيث اتسمت التجارب بالروح الفنية الشبابية المفعمة بطرح قضايا محلية تحمل هاجس المجتمع الكويتي، كذلك تضمنت إيقاعات سينمائية ثرية في الطرح والأفكار والرؤى والخيال السينمائي الخصب الذي يبشر بصناعة سينمائية كويتية واعدة.

«حاتم صديق جاسم»
تم عرض خمسة أفلام روائية قصيرة على التوالي، حيث دشن فيلم «حاتم صديق جاسم» أول العروض وهو من تأليف وإخراج الفنان احمد إيراج الذي شارك فيه كممثل مع احمد حمدي ورانيا شهاب، مدة الفيلم 23 دقيقة، ودارت أحداثه حول علاقة صداقة عميقة بين الشاب «جاسم» الكويتي والشاب «حاتم» المصري، حيث يصل الأخير إلى الكويت ويستقبله الأول في المطار، ويستحضران الكثير من الذكريات والمواقف التي جمعت بينهما، وهمها في الطريق إلى المنزل يتعرضان لحادث دهس غير متوقع يؤدي إلى نهاية مؤلمة بوفاة «حاتم»، مما يدفع صديقه «جاسم» إلى الحزن الشديد على رحيله.
العمل قصته بسيطة والهدف منها التأكيد على عمق ومتانة العلاقات الكويتية المصرية، حيث حمل فكرة إنسانية عاطفية بين الأصدقاء، حاول المخرج التعامل مع بساطة الفكرة بحرفية من خلال التقنية في التعامل مع حركة الكاميرا، كذلك التركيز على المشاهد الخارجية كثيرا.

«جارنا بوحمد»
الفيلم الثاني «جارنا بوحمد» من تأليف وإخراج مشعل الحليل ومدته 32 دقيقة، تمثيل حسن إبراهيم وأحمد الجناعي، وضيف الشرف الفنان القدير أحمد مساعد، وتطرق الفيلم إلى قصة شاب عشريني تثير فضوله أصوات مزعجة قادمة من منزل جاره «بوحمد»، ثم يقوده ذلك الفضول إلى ما لا يكن يتوقعه، فالجار «بوحمد» يعيش حالة نفسية صعبة بعد وفاة زوجته، ويعمل على ابتكار جهاز ينقل الإنسان بلمح البصر من مكان إلى آخر، حيث تنشأ علاقة بين الشاب وجاره «بوحمد»، ويكشف له تفاصيل هذا الجهاز، الذي يقوم بنسخ هذا الشاب إثر خطأ تكنولوجي، لكن الجار يسارع لإصلاح هذا الخطأ، وفي النهاية يقرر صاحب الجهاز الرحيل إلى الخارج جراء حالته النفسية ويترك الجهاز لهذا الشاب.
الفيلم على رغم قصته المستمدة من وحي خيال المؤلف والمخرج، فإن هناك حبكة في الطرح خصوصا في تسارع الأحداث، إلى جانب وجود عناصر الإبهار في الصوت والإضاءة، مما أعطى العمل بعدا وثراء في التوظيف الإخراجي.

«حجر في الطريق»
ثم تم عرض فيلم «حجر في الطريق» للمخرج محمد البلوشي ومدته ثماني دقائق، تأليف إبراهيم نيروز، تمثيل بدر الحلاق، وبدر البناي، وسعود بوعبيد، وحسين الحداد، وأحمد خشاوي، مدير التصوير والإضاءة رضا زكي. وتطرق العمل إلى قصة مدير شركة يحاول أن يخرج عن المألوف ويغير من طريقة من يريدون التقدم للتوظيف لديه، حيث تنكر في لبس المشرد وجلس عند باب الشركة الخارجي ينتظرهم ويرى ويرصد تصرفاتهم وردود أفعالهم، حيث تجري الأحداث والمفارقات حتى يصل ثلاثة شبان ممن وقع عليهم الاختيار للوظيفة، فيقابلون صاحب الشركة ويكتشفون أنه نفسه الشخص المشرد الذي أراد اختبارهم جميعا، بالتالي يقوم باختيار الشخص الذي ساعده ووقف إلى جانبه لنيل الوظيفة.
محاولة المؤلف نحو صنع فكرة تحركت حولها عناصر الفن السينمائي، والتجربة حملت رؤية إخراجية واعدة، حيث تعاملت مع النص بذكاء، لكي تضع بصمتها، مدفوعة بالتناغم بين أساسيات الفرجة السينمائية.

«موجة ضوء»
أعقب ذلك عرض فيلم أنيميشن بعنوان «موجة ضوء» للمخرجة هالة الحمود ومدته خمس دقائق، وتحدث الفيلم عن موظف جالس بمكتبه وهو منهمك في جدول أعماله المزدحم تشتت انتباهه ظهور ذبابة ضوئية في ليلة ممطرة، حيث بينت له إيقاع الحياة واللحظات التي تمر من غير أن يشعر بها، حيث تأخذه إلى عالم وحياة وخيال.
على رغم المساحة المحدودة من مدة العمل، لكن استطاعت المخرجة هالة الحمود أن تثير الإعجاب، حيث وضعت كل ما يدور من أحداث في مسافة زمنية قصيرة، وتمكنت من توصيل الفكرة والرسالة بكل إدراك، وبلغتها الشخصية كمخرجة.

«بيت أبوي»
بعد ذلك تم عرض فيلم «بيت أبوي» من إخراج نورة المسلم ومدته 13 دقيقة، تمثيل عبدالله الفريح، ويوسف علي، وبدر العميري، ومحمد الموسوي، وتطرق الفيلم إلى توتر العلاقة بين شاب ووالده، حيث يتصاعد هذا التوتر ويبلغ ذروته من خلال اقتراح الشركة العقارية التي يعمل بها هذا الشاب أن يهدم منزل والده القديم ويتم تحويله إلى مجمع مطاعم، ويرى الشاب أنها فرصة نحو بدء حياة جديدة بالنسبة إليه، بينما يرى والده عكس ذلك تماما، مما يثير بعض المواضيع العاطفية العالقة بينهما، فالوالد يستحضر ذكرياته الجميلة ولا يود بيع هذا البيت ويظل متمسكا به على رغم إلحاح الابن، ولكن بعد وفاة والده يقرر بيع هذا البيت.
الفيلم حمل حالة وجدانية ووطنية وإنسانية في آن واحد، فهو طرح العلاقة بين الابن الذي يحب والده ولا يريد أن يغضبه، كذلك طرح أهمية المحافظة على الإرث التراثي، والمخرج قام بتوظيف أدواته بإتقان معتمدا على أداء الممثلين وتكامل العناصر الفنية للعمل السينمائي.
تعقيب ومداخلات
وبعد انتهاء عرض الأفلام عقَّب عليها الفنان ناصر كرماني الذي استهل حديثه قائلا: «أثمن دور وجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإقامة مثل هذه المهرجانات السينمائية التي تحرك ابداعات الشباب السينمائي الكويتي، ونحن بحاجة جميعا لهذه المهرجانات».
وأضاف أن تلك التجارب كانت واعدة ومتميزة بأفكارها من كافة العناصر الفنية، وكل فيلم كان بحد ذاته بطولة، والمهم توصيل الفكرة للمتلقي، مشيرا الى أن الأفلام القصيرة التي عرضت تعتبر من نوعية الأفلام المستقلة والمتعارف عليها عالميا كونها لا تتبع قنوات إنتاجية، لافتا إلى أهمية وجود الصناعة السينمائية التي باتت ضرورة حضارية.
بعد ذلك تحدث عدد من المختصين، فقالت الشيخة انتصار سالم العلي الصباح إنها معجبة جدا بتلك التجارب السينمائية التي حملت أهدافا في القصص وأحدثت الفوارق، وتضمنت رسائل هادفة وتقنيات عالية.
وقال الناقد عبدالستار ناجي إن هذه الأفلام كشفت العشق الشبابي للسينما والدور الذي يطمحون إليه في الخارطة السينمائية المحلية. وقال المخرج حبيب حسين إنها بداية طريق جميلة. وتمنى الفنان حسن إبراهيم استمرارية مثل هذه التجارب لأنها تحمل نفسا شبابيا سينمائيا طموحا.

 


رسائل المخرجين

تحدث صناع هذه الأفلام عن تجاربهم فقال المخرج محمد البلوشي إن فيلمه «حجر على الطريق» تحدث عن كيفية توصيل الفكرة بأقصر الطرق. وقالت المخرجة هالة الحمود إن فيلمها «موجة ضوء» تطرق إلى التواصل مع نبض الحياة، فيما قالت المخرجة نورة المسلم إن فيلمها «بيت أبوي» يتناول أهمية الحفاظ على التراث الشخصي، وقال المخرج مشعل الحليل إن فيلمه «جارنا بوحمد» دار حول الفضول الذي يقود إلى رحلة غير متوقعة.

قالوا عن المهرجان
العمران: «السينما» منصة لتحفيز الشباب على الإبداع
قالت الفنانة الأردنية نادرة العمران إن الجميل في هذا المهرجان السينمائي الكويتي في دورته الثانية أنه يعرض تجارب الشباب، ويسلط الضوء عليها، وأيضا يعزز روح المنافسة بينهم من خلال المسابقة التي رصدت مبالغ مالية ممتازة. وأضافت العمران أن الفعالية تجمع الكثير من أقطاب الثقافة في الكويت. وأكدت العمران أن المهرجان بمثابة منصة لتحفيز الشباب في الإبداع ودعمهم ومساعدتهم.

 

الذوادي: المهرجان قام بإظهار المواهب الشبابية

قال المخرج البحريني بسام الذوادي إن وجود المهرجان السينمائي الكويتي في دورته الثانية مهم جدا، ويدعم وينشر الثقافة في البلد. وأضاف الذوادي بأن وجود المهرجان وهذا الكم الكبير من الأفلام الكويتية يعد شرفا للكويتيين والخليجيين أيضا، لأنه قام بإظهار المواهب الشبابية. وتمنى الذوادي استمرارية المهرجان الكويتي للسينما وإظهار المواهب ودعمها بشكل أكبر، وأن يتحول هذا المهرجان من مهرجان للأفلام الكويتية إلى مهرجان دولي يجمع الأفلام من كل مكان بحيث يتسابق المشاركون ويرون الإبداع الكويتي، ونحن نرى إبداعاتهم أيضا.

 

ورشة «التفكير بالصورة» توفر أبجدية التذوق السينمائي للمشاركين

شريف صالح: الورشة تهدف إلى تمكين المتعلم من شحذ ملكة التخيل

كتبت: فضة المعيلي
ضمن فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الثاني، أقيمت ورشة «التفكير بالصورة» في مكتبة الكويت الوطنية، حاضر فيها شريف صالح. وقد حضر الورشة جمع من المهتمين.
في البداية قال صالح إن الورشة تهدف إلى تمكين المتعلم من شحذ ملكة التخيل، وامتلاك القدرة على فهم طبيعة الكتابة السينمائية إلى جانب كيفية قراءة الفيلم. ولفت إلى أن الورشة سوف تتناول التفرقة بين نظامي التواصل الإنساني: الكلمة/ الصورة، وكيفية شحذ الخيال، والاستفادة من مستويي الوعي/ اللاوعي، أساسيات بناء القصة باعتبارها سلسلة من الصور (السيناريو)، وأيضا كيف تقرأ الصورة.
وتابع بأن الورشة سوف توفر أبجدية التذوق السينمائي للمشاركين، لافتا إلى أن الورشة سوف تتضمن الكثير من التدريبات التفاعلية والعملية، وليس مجرد التنظير، وأيضا هناك تطبيقات على بعض المقاطع والأعمال الفنية، وبالأخص فيلم «الزوجة الثانية» باعتباره اهم الأفلام في تاريخ السينما العربية.
وتناول صالح عدة مصطلحات ومنها تعريف الفيلم وهو سلسلة من الصور متتابعة وفق سيناريو مكتوب، يمتد من 90 إلى 120 دقيقة في المتوسط. ولفت من خلال حديثه إلى أنه صعب جدا لمنتج أن يغامر بالصرف على فيلم من دون سيناريو محدد. أما عنده تناوله تعريف السيناريو فقال بأنه يتضمن سلسلة من «المشاهد/ الصور» مرتبة وفق حبكة ذات بداية ونهاية أو وفق نسق بصري معين، وأشار إلى أن الحبكة ليست ضرورية في بعض أنواع الأفلام، مضيفا أن الفيلم هو سلسلة صور «مرئية» وفق نسق، وأيضا بناء على سيناريو هو أيضا سلسلة صور مكتوبة بالكلمات.
ابتكار بشري
من جانب آخر عرف صالح المشاركين بالصورة وقال بانها ابتكار بشري يجسد «أشياء» أو «موضوعات» في إطار مادي محدد، قد يكون ثنائي الأبعاد «صورة فوتوغرافيا»، ثلاثي الابعاد «تمثالا»، وقد يكون مرسوما «لوحة» أو عبر تقنية التكنولوجيا «صورا رقمية»، وقد يوهم بالحركة «السينما والفيديو». وأشار إلى أن الصورة قد تحاكي واقعا، أو قد تعكس صورة ذهنية في خيال صانعها. وطرح صالح تساؤلا للحضور وهو «في البدء هل كانت الصورة أم الكلمة» وأجاب بأنه لو عدنا إلى الإنسان الأول عندما قرر قبل نحو خمسين ألف عام أن يسير على قدميه مغادرا كهوف وغابات أفريقيا. هذا الإنسان كان يرى الكون الغامض من حوله بوصفه «مجموعة صور» ومؤكد أنه لجأ إلى تقليد حركات وأصوات الحيوانات من حوله للتعبير عن نفسه. وتابع بأن الإنسان عندما كان يخرج للصيد أو يضطر إلى مصارعة الحيوانات كان يعود فيرسم صراعاته مع تلك الحيوانات على جدران الكهوف التي يسكنها، لذلك كان هناك متتالية قصصية من الصور، كانت عبارة عن شريط سينمائي صامت يوثق صراعاته وطقوسه، كما أقام حلبات للرقص ومصارعة الحيوانات تظهر كيف انتصر عليها.
وتابع صالح أنه في البدء أراد الإنسان الأول عبر الصورة والرسم والرقص أن يمنح نفسه الثقة ويغرس في داخله قدرته على الانتصار ويفهم أيضا تلك الوحوش المحيطة به، وفي نهاية الأمر يسيطر على الطبيعة ويتجنب أخطارها، أما أبجدية الكلام فحتما نشأت في مرحلة لاحقة وكانت أيضا أبجدية مصورة مثل الهيروغليفية. وأكد صالح أن الإنسان الأول ترجم الصورة إلى «معنى وكلام»، والسينمائي اليوم يفعل العكس، يترجم «المعنى والكلام» إلى صور.
نظامان أساسيان واستكمل صالح حديثه للمشاركين وقال «نخلص من ذلك إلى أن البشرية عرفت نظامين أساسين للتواصل هما: الصورة والكلمة، وهما نظامان شديدا الثراء والتعقيد عبر الاف السنين، ولا ينفصلان أحدهما عن الآخر غالبا، رغم إمكانية الاكتفاء بأحدهما، فـ «الكلمة» مهما كانت مجردة تحيل إلى «صورة» ذهنية ما. وتناول صالح عناصر الصورة وهي: الحجم، والألوان، الإضاءة، الملمس، زاوية الرؤية، الحركة، الإيهام بالعمق، الإيهام بالزمن. وعبر تساؤل للمشاركين وهو «من أين تأتي الصورة؟» قال صالح بأن فرويد انتبه إلى أن النفس أو العقل أو الأنا لديها جزيرتين جزيرة الوعي، وجزيرة اللاوعي، وأن الأولى ظاهرية ومنضبطة ومجارية للقوانين والأعراف، والأخرى غامضة وشاسعة ومنفلتة ولها قوانينها الخاصة، وكانت هذه الفكرة من أخطر أفكار القرن العشرين. أما يونغ فتحدث عن أهمية اللاوعي كمخزن هائل نضع فيه كل ما نرغب في نسيانه أو لا يشكل لنا أهمية فلا شيء يضيع من تجاربنا بل معظمها يسبح في مياه اللاوعي «أو ما نعتبره النسيان وفجاه قد نتذكره بوضوح تام».
وأضاف صالح أنه في أثناء النوم ينتج اللاوعي عشرات الأحلام، وهذه الأفلام وبعيدا عن ضرورتها النفسية تشكل أفلاما رائعة بالنسبة لصاحبها، بعضها عاطفي جدا وبعضها رعب مميت «وثمة محاولات لتصويرها بالفعل عن طريق البرمجة العصبية وبرامج كمبيوتر متطورة جدا»، وأشار صالح إلى أنه لا يوجد إنسان لا يحلم، لكن القدرة على تذكر الأحلام تختلف من شخص لآخر، والبعض محروم من نعمة التذكر.


شهدت مشاركة واسعة من الشباب لاكتساب المهارة والحرفية
سعود الرسلاني قدَّم ورشة «فن الترتيب» المونتاج السينمائي ومهاراته

كتبت: إيناس عوض
ضمن فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الثاني، نظمت ورشة بعنوان «فن الترتيب» المونتاج السينمائي ومهاراته، قدمها الخبير في المونتاج وصناعة الأعمال السينمائية سعود الرسلاني، وشارك فيها عدد من السينمائيين الشباب الذين يسعون الى اكتساب المهارة والحرفية في ترتيب وتركيب المشاهد والأحداث في الفيلم السينمائي، بغية الوصول الى تطبيق ناجح لفن المونتاج في الإطار السينمائي.
تهدف الوشة التي تستمر لمدة خمسة أيام الى تحقيق خمسة أهداف أساسية وهي بناء تصوير يساعد المتعلم على بناء وتحرير القصص، والحصول على معرفة عملية شاملة لبرنامج تحرير الفيديو اللاخطية، واكتساب المتعلم قدرة على القيام بتصحيح الألوان بشكل مهني، وامتلاك معرفة بسيطة عن كيفية استخدام برنامج effects after adobe، وأخيرا فهم صيغ ومبادئ الفيديو.
استهل المحاضر سعود الرسلاني حديثه بمقدمة تعريفية موجزة للمشاركين في الورشة عن ماهيتها وما ستتضمنه من فعاليات ومهارات وقال: الورشة بمنزلة مقدمة لفن ما بعد الانتاج، يستكشف من خلالها نظرية وممارسة أساليب التحرير المختلفة من أجل الحصول على فهم أفضل لكيفية بناء القصص في غرفة التحرير، وذلك من خلال العروض والتجارب العملية، التي ستعرف المتعلم بتقنيات التحرير المتقدمة من خلال فحص متعمق لبرامج تحرير الفيديو، مشيرا الى ان محتوى الورشة سيسهم في تعزيز المشاريع بشكل أكبر، حيث سيقوم المتعلم بانشاء رسوم متحركة باستخدام After Effects بالاضافة الى التركيز بشدة على تقنيات ما بعد الانتاج التي تعمل على تحسين جودة الصوت والصورة لمقاطع الفيديو. أيضا توفير لقطات لجميع التمارين والمشاريع، بهدف منح المتعلمين خيار تصوير مواد جديدة لمشاريعهم النهائية إذا رغبوا. وأوضح الرسلاني أن الفيلم السينمائي بمفهومه الشامل والمتكامل يرتكز إلى ثلاث دعائم أساسية يجب أن تتوافر لها قوة البناء ومتانة التكوين حتى يكتمل الفيلم فنيا وتعبيريا وهي السيناريو الجيد المحكم البناء والإخراج القوي والمونتاج الذي يعتبر أهم الدعائم الثلاث على الاطلاق، لانه يتم داخل حجرة صغيرة مغلقة تنتهي فيها آخر العمليات الفنية وأكثرها حيوية بالنسبة للفيلم السينمائي، إذ يتمّ ربط أجزاء الفيلم المختلفة التي صورت مع بعضها، وفق معايير واعتبارات عديدة منها رؤية المخرج ومستوى أداء المشاركين في العمل والهدف من الفيلم والرسالة المرجوة منه، وبحسب قدرة المونتير على الالمام بكل المعطيات المحيطة بالعمل الذي يمنتجه والمقترنة قطعا بحرفيته وخبرته يخرج من بين أصابعه الفيلم إما مشوها وكسيحا أو قويا ومترابطا وناجحا، فباستطاعة المونتير أن يجعل من العمل الذي ساهمت فيه العناصر الفنية الأخرى من ممثلين ومصوّرين وعمال اضاءة وصوت وغيرهم عملا بارعا يبرز فيه مجهوداتهم الكبيرة التي بذلوها لإخراج هذا العمل في أجمل وجه، بل إن في مقدوره أن يضيف اليه أبعادا أخرى من عنده تمنح العمل أصالة وجودة، كما في قدرته أن يفسد ويشوه هذه المجهودات وكأنها لم تكن. وتابع شرحه مستشهدا في كل جزئية بأمثلة ونماذج عملية ونظرية وقال: فإذا افترضنا أن اللقطة السينمائية هي «الكلمة» وأن المنظر والمشهد هو«الجملة» فإن تركيب اللقطات ووضعها في أماكنها المناسبة هو ما نستطيع أن نعتبرها قواعد «اللغة والإعراب» في المفهوم السينمائي، وباختصار فإن اللقطات السينمائية التي قد تمّ اختيارها بدقة وتمّ تصويرها من الزوايا الصحيحة التي اختارها المخرج، وتحديد الطول الملائم لها الذي يجب ألا يزيد أو ينقص عنه، فهي تعتبر وحدة متكاملة وهذا ما نسميه بالمونتاج أي العملية التي تخضع في تكوينها لليد.
وحدد الرسلاني ثلاث مهارات أساسية يجب الالمام بها من قبل «المونتير» حتى ينجح في أداء دوره المهم والمؤثر في صناعة الفيلم السينمائي وهي أولا القطع المناسب: أي يتم تحديد الموضع المناسب لقطع اللقطة، وتجنب القطع الخطأ. ثانيا الزمن المناسب: أي تقدير الزمن المناسب لكل لقطة، وتجنب الإطالة الزائدة. وأخيرا الانتقال المناسب: أي الانتقال من لقطة لأخرى بطريقة صحيحة متناسبة ومتناغمة. مشددا على ضرورة التزام «المونتير» بمهامه ومسؤولياته الرئيسة والتي من أهمها تنفيذ القطع المبرر للقطات وفق آلية منطقية وترتيبها وفق ذات المنطق لجذب انتباه ومتابعة المتفرج، واضفاء التشويق والاثارة على العمل وهو ما يتحقق بالاستخدام الإبداعي لأدوات المونتاج، وكيفية خلق تأثيرات درامية للمتفرج، واستثارة المشاعر والتفاعل مع الفيلم، وأيضا ضبط مزامنة الصوت للصورة فمن المعروف أن الشكل التقليدي للحوار يتطلب ضبط الصوت مع حركة الشفاه، لكن يمكن اظهار لقطات رد الفعل أثناء الحديث، كذلك يمكن مد صوت نهاية الحوار إلى بدايات مشهد جديد تال حسب الفعل الدرامي المطلوب.

 

في ورشة «هاجس، فكرة، فيلم» التي تستمر ثلاثة أيام

يعرب بورحمة عرض خطوات
صناعة الفيلم السينمائي الناجح

كتبت: إيناس عوض
ضمن فعاليات الورش الفنية التي تعقد ضمن أنشطة مهرجان الكويت السينمائي الثاني، نظمت ورشة بعنوان «هاجس، فكرة، فيلم».. خطوات الفيلم الناجح، قدمها المخرج يعرب بورحمة، وشارك فيها عدد من السينمائيين الشباب الذين يطمحون إلى خلق أفلام سينمائية ناجحة، بمنظور عصري يواكب التطور الهائل والسريع لفنون العمل السينمائي المختلفة.
تهدف الورشة التي ستستمر لمدة ثلاثة أيام في مكتبة الكويت الوطنية، إلى تسليط الضوء على اهم المراحل التي يمر بها الفيلم الناجح والتي تبدأ بتحويل الآلام إلى أفكار حتى الوصول إلى انتاج فيلم ذي وقع عميق في وجدان الجمهور.
استهل المخرج يعرب بورحمة الورشة بمقدمة تحليلية موجزة عن عنوان الورشة «هاجس، فكرة، فيلم» وقال: مراحل صناعة الفيلم الناجح والمؤثر تبدأ بمضمونه والهواجس والأفكار التي تتبلور برؤى المنتج والمخرج لتتحول إلى قصة ومشاهد تركب وفق آليات محددة ليتكون في النهاية العمل السينمائي، مؤكدا أن عملية صناعة الفيلم تُعتبر جهدا مشتركا. فهناك مجموعات مختلفة من الناس تدخل الميدان في مراحل مختلفة من العملية للوصول بالمشروع إلى طور الإنجاز. ومن المستحيل لشخص واحد إنجاز فيلم بمفرده. وعلق بعبارة «أن الكاتب له قلم والرسّام له فرشاة ولكنّ صانع الأفلام يحتاج إلى جيش»، فلا يمكن للمخرجين إحراز نجاح إلا عندما يبدون القدرة على العمل مع فريق التصوير والممثّلين.
وتابع بورحمة معددا المهارات التي سيكتسبها المشاركون في الدورة بعد اتمامها، والتي من أهمها الالمام بمراحل صناعة الفيلم السينمائي بمختلف أنواعه، والتي يطلق عليها عناصر الفيلم التي بتكاملها ينتج فيلم ناجح قادر على التأثير في المشاهد الذي يكون له الحكم النهائي في الجودة من عدمها. محددا عناصر الفيلم، وهي:
أولا – الفكرة: وتمثل نواة الفيلم، ويمكن أن يستلهمها كاتب الفيلم من الصفر، أو الألم والمشاعر الانسانية العميقة والمعقدة، أو من خلال الاقتباس من أحد الأعمال الأدبيّة، والعمل على تكييف الشخصيات والأحداث وجعلها أكثر مناسبة للعمل المرئي، وتضم الفكرة في العموم رسالة تصل إلى عقل ووجدان المشاهد محاولة التأثير في كلاهما بصورةٍ إيجابية كسائر الأعمال الفنية.
ثانيا - التحضير: وهو بداية زخم صناعة الفيلم، من خلال العمل على تطوير وتحويل الفكرة إلى سيناريو مكتوب مناسب للعمل، وتُراعى في كتابة السيناريو العديد من العناصر الفنية المتخصّصة كسير الأحداث، والشخصيات، والتصاعد الدرامي، والحكبة، والنهاية، كما يحتوي السيناريو على الحوار بين الشخصيات وتفاصيل المشاهد وأوقاتها.
ويختار المخرج فريق عمل من المساعدين، وتكون مهمّتهم اختيار مواقع التصوير المناسبة والممثّلين الذين سيقومون بأداء أدوار شخصيات العمل، كذلك الاستقرار على طريقة التصوير، وبالتالي الإضاءة الملائمة لها، والديكور والملابس الملائمة للسيناريو المكتوب والشخصيّات، ويقوم فريق الإنتاج بالإشراف على تلبية تلك الاحتياجات ومواءمة وجودها مع أوقات التصوير المختلفة.
تجهيز الفيلم
ثالثا – التنفيذ: والذي يقترن بالنجاح ويأتي بعد التجهيز الجيّد والحرص على عدم نسيان التفاصيل، وفي أغلب الأفلام تأخذ مرحلة التجهيز وقتا أطول من التنفيذ الذي يجب أن يتمّ بسرعة لاعتبارات إنتاجية، ويبدأ تنفيذ الفيلم ببناء الديكورات وتجهيز مواقع التصوير؛ بحيث يتم تصوير جميع المشاهد الخاصة بكل موقع مع تقسيمها إلى أرقام، والعمل على تجميعها وترتيبها في المرحلة النهائيّة، وهي مرحلة المونتاج والمكساج. وفيها يقوم المخرج بمُساعدة المونتير في ترتيب المشاهد واختيار أفضل اللقطات في كل مشهد؛ بحيث يصل الفيلم إلى المشاهد في أفضل صورة مرئيّة ومناسبة لأفكار ورؤية المخرج، كما يُمكن حذف المشاهد غير المناسبة من الفيلم نهائيا، كذلك يتمّ في تلك المرحلة تعديل ألوان الفيلم وضبط الأصوات وإضافة المؤثّرات الخاصّة والموسيقى التصويرية، ويضع المونتير شارة المقدمة والنهاية، وبهذا يخرج الفيلم في صورته النهائية إلى المشاهد. وأشار بورحمة إلى انه في وقتنا الحالي بات من السهل صنع الأفلام القصيرة أو الطويلة، وبميزانيّات قليلة بسبب تطور التكنولوجيا، والبرامج الرقمية المتاحة والمتوافرة، من خلال استخدام أجهزة المحمول الذكية، أو كاميرات التصوير الرقمية، والتي تتوافر عليها جميع البرامج الخاصة بتعديل الألوان والصوت وحتى التقطيع. مشددا في الوقت ذاته على أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين في صناعة الفيلم ويجب التعامل مع آلياتها ومكوناتها وبرامجها بحرص شديد ودقة متناهية.

 

إصدارات مهمة تناولت «الفن السابع» خليجيًّا

مطبوعات وثّقت بدايات السينما في الكويت

 

 

كتب: محبوب العبدالله
ربما يقول البعض ممن لديهم اهتمامات سينمائية بأن هذا المهرجان تأخر كثيرا وكان يجب أن يقام في الكويت، حيث تتوافر الإمكانات الفنية والأدبية والمادية التي تسهم في وجوده واستمراره، والأجواء الثقافية التي تتمتع بها الكويت، خصوصا بعد أن حققت مهرجانات المسرح والقرين الثقافي نجاحا وانتشارا خليجيا وعربيا، إلى جانب الفعاليات والمنتديات الأخرى، مثل الفنون التشكيلية والموسيقية الغنائية، وأبرزت دور الكويت الريادي والفني والثقافي خليجيا وعربيا.
دور المجلس الوطني
يقوم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإدارات مهرجان الكويت السينمائي بتشجيع ودعم قدرات ومواهب السينمائيين الشباب الكويتيين مع استغلال قدرات جيل السينمائيين السابق، من أمثال خالد الصديق وهاشم محمد وعبدالله المخيال، وخالد النصرالله كمخرجين ومنتجين لهم تجاربهم السابقة. والتركيز كذلك على تأهيل كتَّاب سيناريو وحوار سينمائي وغيرهم من العناصر الفنية في التصوير السينمائي والصوت والإضاءة.
وهذا يتوافر مستقبلا باستمرار الدورات الفنية والورش المتخصصة بالفن السينمائي على مدار العام وحتى موعد الدورة الثانية لمهرجان الكويت السينمائي.
ونجح المهرجان، منذ الدورة الأولى، في أن يؤسس لقيام صناعة كويتية في المستقبل بكوادر كويتية شابة، كما حدث من قبل في دولة الإمارات العربية الشقيقة، حيث صناعة وإنتاج السينما فيها يقودها شباب سينمائيون من الجنسين بمواهب وقدرات سينمائية متخصصة.
السينما في الكويت
وفي كتابه «السينما في الكويت» يستعرض الناقد السينمائي عماد النويري بدايات ومحاولات الإنتاج السينمائي في الكويت، من خلال شهادات تحدث فيها محمد قبازرد، ومحمد السنعوسي، وخالد الصديق، وهاشم محمد، إلى جانب تناوله إنتاج وإنجاز وإخراج الفيلم الروائي الأول «بس يا بحر» للمخرج خالد الصديق، وما قام به «نادي الكويت للسينما» منذ تكوينه في السبعينيات، ودوره في التعريف بالفن السينمائي، ودور شركة السينما الكويتية الوطنية التي أُسست في العام 1954 بهدف عرض الأفلام السينمائية العالمية والعربية والهندية، ولاتزال تتابع دورها في ترويج وعرض الأفلام السينمائية بصالات العرض التابعة لها، والمنتشرة في أنحاء الكويت.
كما يتضمن الكتاب العديد من الموضوعات عن الواقع السينمائي في الكويت منذ بداياته الأولى، مع عرض لشهادات مهمة لرواد السينما، ومنهم محمد قبازرد، ومحمد ناصر السنعوسي، وخالد الصديق وهاشم محمد، ويرصد الكتاب أهم التجارب السينمائية في الكويت خلال ربع القرن الأخير، ويتضمن معلومات عن أفلام الغوص الأولى، وإطلالة على نشاطات نادي الكويت للسينما، مع عرض مفصل لنشاطاته منذ إنشائه عام 1976.
كما تضمن الكتاب فصلا عن تاريخ ونشاطات شركة السينما الكويتية، ودعمها لحركة السينما في الكويت. وتحت عنوان «السينما في الكويت .. الواقع والتحديات»، يشتمل الكتاب أيضا على وقائع ندوة شارك فيها مجموعة من السينمائيين منهم بدر المضف وعبدالرحمن المسلم وعامر الزهير وحبيب حسين ووليد العوضي.
ويضم الكتاب أيضا بعض كتابات النويري التي لها صلة بالواقع السينمائي في الكويت، ونشرت خلال ربع القرن الأخير في جريدة «القبس» الكويتية، وغيرها من الإصدارات والمطبوعات العربية. ولندرة المعلومات عن موضوع السينما في الكويت في المكتبة السينمائية العربية، يعتبر هذا الكتاب وثيقة مهمة، إذ تقدم هذا الواقع للمهتم والباحث على حد سواء.
سينما الخليج
أصدر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كتابا بعنوان «السينما في دول مجلس التعاون الخليجي» من إعداد عماد النويري، ويتضمن الكتاب ستة فصول تناقش موضوعات عدة ترتبط بالفن السابع في الدول الخليجية، إضافة إلى ملحق يتضمن بيانات وأرقاما تؤرخ لمسيرة السينما وتطوراتها.
ولفت المجلس - في مقدمة الكتاب - إلى أن هناك معلومات قليلة جدا تتناول الواقع السينمائي في الخليج على الرغم من وجود كثير من الكتاب الذين يصورون فنيا الافكار والاحداث، كما ان هناك مبدعين قادرين على تحويل المكتوب إلى مرئي لا ينقصه الجمال والقدرة على التأثير. مضيفا أنه لما كان الخليج ليس حقبة تاريخية منعزلة أو قابلة للانعزال فإن مشكلات السينما العربية تصب في الخليج والعكس صحيح. وعلى الرغم من عدم وجود إنتاج سينمائي بالمعنى المعروف في دول مجلس التعاون الخليجي الست (الإمارات والبحرين والسعودية وعمان وقطر والكويت)، فإن الكتاب الذي أعده مدير نادي الكويت للسينما الناقد عماد النويري يتطرق إلى الواقع السينمائي في كل دولة خليجية والمتمثل في العديد من المحاولات الفردية والرسمية. وتأتي أهمية الكتاب باعتباره أول توثيق حقيقي لواقع السينما في منطقة الخليج العربي التي عاش فيها معد الكتاب طويلا وحضر خلالها العديد من الملتقيات والمهرجانات السينمائية الخليجية كمتابع ومشارك في أوراق بحث وكعضو لجان تحكيم.
وما يجعل الكتاب بمنزلة شهادة من قرب هو معايشة الكاتب واقع السينما الخليجية، من خلال المشاركة في تنظيم العديد من فعالياتها في الكويت التي كان هدفها التعريف بالسينما في مجلس التعاون الخليجي ومنها فيلم «ندوة السينما العربية عام 1995»، وهي أول ندوة سينمائية متخصصة في الخليج و«أسبوع السينما الخليجية» الذي عقد في الكويت عام 2007، إضافة إلى مساهمته كناقد وباحث في التعريف بالسينما من خلال العديد من المقالات التي نشرت في الصحف الكويتية. يذكر أن للكاتب أربعة إصدارات سابقة هي المجموعة القصصية «الرأس والجدار» و«سينمائيات» و«نور الشريف الإنسان والفنان» و«السينما في الكويت»، كما انه كاتب لمجموعة من الأفلام التسجيلية منها «يوم في حياة مدينة» و«إرادة فنان» و«نظرة على السينما في الخليج».

Happy Wheels