النشرة الثامنة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثامنة

 

الحصاد .. هو الفوز

 

الافتتاحية 


الأمين العام: كامل العبدالجليل
قبل أن يعلـــن رئيس لجنــة التحكيم وفريقه نتائج جوائز الدورة العشرين لمهرجان الكويت المسرحي؛ فان معايير الفوز - من وجهة نظرنا في المجلس الوطني - تذهب إلى معانٍ ومضامين تتجاوز الحدود المادية والمعنوية للفوز بهذه الجائزة أو تلك، وقبل أن ننطلق للحديث عن حصادنا نبارك لجميع الفائزين.
إن الفوز الحقيقي هو بذلك الحصاد. وهو بلا أدنى شك حصاد مشبع بالإنجازات والبصمات؛ فنحن أمام تلك الاستمرارية التي تمثل – في حد ذاتها - إنجازا للفرق المسرحية والمسرحيين، وأيضا لكل القطاعات الثقافية والفنية، حيث بات هذا المهرجان موعدا محوريا للتواصل مع إبداعات المسرح والمسرحيين في كويتنا الغالية. وتمضي رحلة الحصاد، حيث العروض الستة التي راحت تتنافس على مدى أيام المهرجان مستقطبة العشرات من الكوادر التي تغطي كل قطاعات «أبو الفنون»، عبر امتزاج عال المستوى بين الأجيال والمبدعين.
والفوز حتى بذلك الحضور الجماهيري الذي راحت تزدحم به ردهات مسرح الدسمة قبيل العرض وبعده، في حوار يرسخ مكانة هذا العرس والموعد المسرحي المرتقب، والذي نؤكد أنه سيظل نابضا بالحضور لإيماننا في المجلس الوطني بأهميته ودوره وقيمته.
والفوز أيضا هو بتلك الندوة الفكرية التي ذهبت إلى موضوعات تمس نبض المسرح وقضاياه المحورية، وهو أيضا من خلال الندوات التطبيقية التي كانت بمنزلة الترمومتر الذي نرصد من خلاله آراء الاختصاصين والمبدعين في هذا المجال الخصب.
وقبل كل هذا وذاك فإن الفوز هو بتلك التكريمات، حيث سيظل حضور تلك الكوكبة من رموز المسرح وأجياله خالدا وهم يرتقون خشبة مسرح الدسمة، وسط تحية وتقدير زملائهم ورفاق دربهم.
وتمضى مسيرة الحصاد لتأخذ مسارات متعددة من بينها تلك المتابعة الإعلامية لجميع أنشطة هذا العرس المسرحي الذي تظل عروضه وفعالياته تتواصل، سواء عبر العروض المسرحية أو اللقاءات التي راح يستضيفها المركز الإعلامي، وأيضا النشرة الإعلامية اليومية بمقالاتها وتحليلاتها وصورها، التي توثق كل الأحداث اليومية لهذا المهرجان الذي كل ما فيه هو فوز وإنجاز... وهو فوز نفتخر به وإنجاز يدعونا إلى إكمال المسيرة.
وبهذه المناسبة أشد على أيادي الجميع اعتبارا من اللجنة المنظمة وكل الكوادر، صغيرها وكبيرها، الذين تواصلت جهودهم من أجل تتويج لحظة الحصاد، والفوز، وألف مبروك للجميع.

 


مدير مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ20 عبر عن تفاؤله بالمستقبل
فالح المطيري: نعتبر جميع العروض المشاركة فائزة.. ومشاركتها مكسبٌ للكويت وللحركة المسرحية


شباب الكويت قدّموا عروضا مميزة بشهادة الجميع

 

هناك جوائز للمتميزين في مختلف مجالات العمل المسرحي
لا نتدخل في آلية عمل لجنة التحكيم
أو قراراتها

 

طرح نصوص المهرجان في كتيب فكرة قابلة للتطبيق

 

حوار: يوسف غانم
رافق مهرجان الكويت المسرحي منذ بداياته وتحديدا منذ العام 1999، من خلال عضوية لجانه وترؤسه لبعضها، وبنظرة ملؤها التفاؤل بالمستقبل، وبكلماته الموجزة والمعبرة تحدث مدير مهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين فالح المطيري، شاكرا إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على منحه الثقة لإدارة المهرجان في حمل المسؤولية، داعيا الله تعالى أن يكون قد وفقه في أداء الأمانة، وأشاد بالعروض المقدمة واعتبرها جميعا فائزة بما قدمته وبجمهورها الوفي الذي كان نجما في هذا المهرجان.. وفيما يلي التفاصيل:
متى كانت بداية الإعداد لهذا المهرجان؟
بدأنا الإعداد للمهرجان منذ حوالي ستة أشهر تقريبا ومن بداية شهر يونيو الماضي، وذلك بإجراء الاتصالات ووضع خطة العمل بالنسبة الى المهرجان والميزانية، ودعوة الضيوف المشاركين، وما يرتبط بذلك من أعمال ومهام، كذلك الإعـــداد للنـــدوات الفكرية والورش المسرحية والعـــروض والنصــوص المشاركـــــة، والتي تم اختيارها من لجنة محايدة دون أي تدخـــل منا، ونسأل الله تعالى أن نكون قد وفقنا، وأن نكون قد أدينا رسالتنا المُبتغاة، وبما يحقق أهداف المهرجان.
وماذا بالنسبة لحفل الافتتاح؟
حفل الافتتاح تم الإعداد له منذ 3 شهور تقريبا، وذلك بعد الإعلان لتقدم الراغبين بالمشاركة في تنظيم وإعداد حفل الافتتاح، وقد رسا العرض على شركة «بانكر» للإنتاج المسرحي والتي جاءت بفكرة جديدة وجميلة وخفيفة، ونجحنا بفضل الله.
كما حرصنــــا على أن يرافــــق حفــل الافتتــــاح تكريم العديــد من الشخصيات التي أثرت الحركة المسرحية والفنية والأدبية في الكويت، سواء من الفنانين أو المخرجين وكذلك الكتَّاب والنقاد، والذين يستحقون الثناء لما قدموه خلال مسيرتهم، وبما يحفّز الشباب على الاقتداء بهم.
وكيف ترى العروض المشاركة في هذه الدورة؟
أرى أن جميع العروض قوية وتقريبا متوازية ومتناسبة، وجاءت ضمن المستوى الذي كنا نطمح له، وهذا دليل على أن المهرجان يتطور من سنة إلى أخرى نحو الأفضل، والجميع قد أشادوا بالعروض التي قدمت والتي حملت بصمات أبناء الكويت من الشباب، وكذلك تميزها بالتكامل الفني من جميع أعضائها والعمل كفريق واحد، وهذا الأمر من أهم أسس نجاح أي عمل، كما لاحظنا وجود التعاون بين فرق المسرح المختلفة وهذا أمر يبشر بالخير، ونحن دائما متفائلون.
هل من شيء مختلف في هذا المهرجان عن السنوات السابقة؟
ليس هناك شيء مختلف في هذه الدورة عن سابقاتها، وذلك لأنه لدينا لائحة منظمة للمهرجان وكل ما تتابعونه موجود في اللائحة التي نعمل على تطبيقها بحذافيرها من عروض وندوات فكرية وورش عمل وفقط مجرد اختيار المواضيع للندوات والفرق المسرحية المشاركة، فاختيار النصوص والمخرجين يعود لهذه الفرق، ولعل المختلف هو هذا الإقبال المميز من محبي المسرح.
وما هي أسس اختيار لجنة التحكيم؟
بالنسبة للجنة التحكيم تم اختيار أعضائها بدقة فائقة وعناية، وتم اعتماد الأسماء من اللجنة العليا للمهرجان، وأتمنى أن يوفقوا في تحديد النتائج النهائية، حيث يتسمون بالحيادية والنزاهة والخبرة الفنية والتحكيمية، ونحن ما يهمنا هو هذه المشاركة من فرقنا التي تقدم دائما الأفضل وتسعى لإبراز مكانتها على الساحة المسرحية في الكويت ومنطقة الخليج والعالم العربي.
وماذا عن دعوة الضيوف المشاركين من خارج الكويت؟
كان لدينا عدد أكبر من الضيوف من الفنانين والمخرجين والنقاد الذين تمت دعوتهم والراغبين بالمشاركة في فعاليات المهرجان وأنشطته، وجميعهم من أصحاب الخبرة والمعروفين في المجال الفني والمسرحي والأدبي، لكن ظروف البعض حالت دون حضورهم واعتذروا عن عدم المشاركة لأسباب تتعلق بارتباطاتهم أو لظروف خاصة، ونحن نقدّر ذلك.
هناك جوائز للعروض الفائزة وللمتميزين في هذا المهرجان، ما طبيعتها؟
نعم بالتأكيد هناك جوائز في المهرجان وهي خاضعة للائحة المهرجان، فلدينا جائزة أفضل عرض متكامل، وجائزة أفضل تأليف، وجائزة أفضل مخرج، وأفضل ديكور وأفضل ممثل دور أول وأفضل ممثلة دور أول، وأفضل ممثل دور ثان، وأفضل ممثلة دور ثان.
وهناك جوائز أيضا تتعلق بأفضل المستويات في الإضاءة والصوت والأزياء والموسيقى، كما لدينا جائزتان مقدمتان من جريدة «الأنباء» لأفضل ممثل وممثلة واعدة، إضافة الى جائزة أفضل مخرج التي تقدمها فرقة مسرح الخليج العربي باسم الفنان منصور المنصور تخليدا لذكرى رحيله، والتي تمنح بناء على قرار لجنة التحكيم.
وكذلك جائزة أفضل ممثل دور أول والتي تمنح بناء على رؤية وقرار لجنة التحكيم للفنان الفائز وهي مقدمة من فرقة المسرح العربي باسم الراحل كنعان حمد تخليدا لدوره أيضا، وحقيقة ان فرقة المسرح العربي ممثلـة بالمرحوم فؤاد الشطي رحمه الله تعالى هم أول من بـــدأ بمشاركة إدارة مهرجان الكويت المسرحي بمنح جائزة مقدمة من إدارة المســـرح ومن ثم إدارة مسرح الخليج العربي.
وهذا العــام لدينا جائــزة مقدمة من مؤسسة فنية تجارية من القطاع الخاص وهي جائزة «أفضل تأليف» ويقدمها صاحبها الأستاذ الفنان محمد الخضر باسم المؤسسة.
وكيف رأيت الإقبال من الجمهور على العروض هذا العام؟
حقيقة رأيت هذا العام جمهورا مختلفا وقد فوجئنا بحضور حفل الافتتاح المميز والكبير والذي فاق التوقعات، وفي العروض اليومية نشاهد جمهورا كل يوم مختلفا عن الجمهور في اليوم السابق، وهذا يدل على اهتمام الناس بالمسرح وبما يقدم من عروض متنوعة، وكذلك عودة الاهتمام بالفن المسرحي باعتباره «أبو الفنون».
وماذا عن المهتمين بالمسرح من طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية والفنانين بشكل عام؟
بالطبع هناك حضور كبير ومشهود من الفنانين بشكل عام، وهناك شخصيات متواجدة دائما، كذلك ومن ضيوف المهرجان الذين يحرصون على مشاهدة جميع العروض المقدمة، وكذلك المشاركة بالأنشطة المصاحبة للمهرجان من ندوات وورش عمل، وهذا الأمر يثري التجربة المسرحية في الكويت ويقدم خبرات جديدة ومتنوعة سواء من خلال الورش أو عبر النقاش وطرح الأفكار والنقد البناء والهادف من الجميع، والذي اتسمت به الفعاليات.
وماذا عن الدورات التي شاركت فيها أو أدرتها؟
هذه الدورة الثانية التي أديرها، حيث كنت مديرا للدورة السابعة عشرة في 2016، وهذه الدورة العشرون، لكن منذ 1999 كانت لي مشاركات ضمن اللجان وكنت رئيسا لبعضها إلى أن كلفت بإدارة المهرجان، وأتمنى أن أقدم ما أستطيع وبما تستحقه الكويت والحركة الفنية والمسرحية فيها، وبما يساهم باكتشاف المواهب والإبداعات الشبابية الكويتية في مختلف مجالات العمل المسرحي، من تأليف وإخراج وديكور وإضاءة وموسيقى، لأن نجاح أي منهم وتميز أي عرض مسرحي هو نجاح لنا جميعا.
وما آلية اختيار لجنة التحكيم؟
آلية اختيار لجنة التحكيم وفق توافر جميع عناصر العرض المسرحي، من التأليف والإخراج والسينوغرافيا وغيرها، وحجب أي جائزة يعود إلى رأي وقرارات لجنة التحكيم، وإدارة المهرجان لا تتدخل في عمل اللجنة.
هل توقيت ندوات المهرجان توقيت صائب؟
إقامة الندوة الفكرية على يومين متتاليين رغبة منا لحضور أكثر عدد من الضيوف والجمهور، أما عن الندوة التطبيقية فقد رأينا أنه من الأفضل إقامتها بعد العرض المسرحي مباشرة، كونها تعطي الروح والرونق للندوة.
وهل تتدخلون في النصوص المقدمة إليكم؟
إدارة المهرجان لا تتدخل في اختيارات نصوص الفرقة المسرحية المشاركة، وليس لديها صلاحية الاعتراض على أي نص، لكن تتعامل مع ما يُقدم لها وفق المحاذير الرقابية، ونحن نتسلم النصوص المجازة قبل ثلاثة أشهر، ومن ثم تعرض على لجنة القراءة، بعدها تتم الموافقة أو الرفض.
هل هناك نية لجمع نصوص العروض في كتيب؟
فكرة طرح النصوص المسرحية المشاركة في المنافسة ضمن كتيب فكرة قابلة للتطبيق في الدورة المقبلة من المهرجان.
كلمة أخيرة؟
أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، وإلى الأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش على ثقتهما الكبيرة والتي أعتز بها وأدعو الله تعالى أن يوفقني في هذه المسؤولية، وكذلك إلى كل من حضر وساهم بالعمل في أي من المواقع لإنجاح المهرجان، والذي يمثل نجاحه نجاحا للكويت والى شبابها المبدعين الذين قدموا أعمالا مميزة بشهادة الجميع، ولنا كفريق عمل حرص على بذل الجهد لإبرازه بأفضل صورة.

 


عرض فرقة المسرح الشعبي اختتم فعاليات المهرجان
«صرخة» .. بزوغ الأمل من جدار الجماجم

 

النص «كولاج» من أعمال إسماعيل عبدالله وإخراج خالد أمين
لا تلعب أحلام حسن شخصية محددة بل هي رمز الأمل والحياة وهي أيضا رمز الرغبة وأساس الصراع

 

جاء تصميم الموسيقى منسجمًا مع إيقاع وروح العرض بنبضاتها وإيقاعاتها

 

كان العرض محكوما ومحبوكا على صعيد الإخراج وانسجام رؤيته البصرية

 

كتب: د. شريف صالح
اختتم عرض «صرخة» لفرقة المسرح الشعبي عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين.
في بطاقة التعريف إشارة واضحة إلى أن العرض هو كولاج من أعمال الكاتب المسرحي الإماراتي إسماعيل عبدالله، لكن من دون تحديد مصادر النص. وربما من يعرف تجربة إسماعيل سيلاحظ الإشارة إلى حرب النعل وكذلك صهيل الطين.
ولم يختر صناعه الاتكاء على أحد عناوين إسماعيل المستوحى منها العمل بل ذهب إلى كلمة درامية مشحونة هي «صرخة».
فمن صاحب الصرخة؟ هل هو العبد أم هو الإنسان عموما؟ هل هي صرخة ألم أم صرخة حرية؟
كان من الواضح أن الكولاج الذي نحن بصدده قدم سلسلة من المشاهد أو المقاطع. كل مقطع يشكل بنية مستقلة معبرة عن أحد نصوص إسماعيل. وفي الوقت نفسه تتلاحم مع غيرها من المقاطع.
ولا شك أن مغامرة الكولاج النصية ليست سهلة بالمرة لأنها تجمع بين نصوص قد لا يوجد بينها رابط جوهري في الأساس.
ولعل أول الحلول النصية التي نحن بصددها هي الحفاظ على روح التجربة الإبداعية عموما لإسماعيل عبدالله. فهو الكاتب المولود في خورفلكان وعاش طفولته على إيقاع الحكايات الشعبية والأساطير الشفاهية وطقوس الأعراس والجملة المحكمة البسيطة.
كما أنه أيضا المسرحي المتمرس الذي يملك خبرة درامية وفلسفية انعكست في سمتين الأولى ذلك النفس الوجودي في أصوات الشخصيات، والأخرى تتمثل في وعيه الطبقي بطبيعة المجتمع العربي عموما والخليجي خصوصا حيث صراع السادة والعبيد.
من ثم نحن لسنا أمام نص محكم البنية وفق القواعد الأرسطية التي تنقلنا من البداية إلى العقدة ثم الحل. ولسنا أيضا أمام عرض حداثي أو ما بعد حداثي لا يلقي بالا للنص على اعتبار أنه لم يعد العمود الفقري للعرض المسرحي. نحن أمام حالة بينية ما بين حضور النص بقوة.. وبنبرة مباشرة أحيانا، وبين تواريه كأنه مجرد همهمة أو كأنه جزء من المؤثرات الصوتية للحالة البصرية.
ثمة أمر آخر يتعلق بالنص وهو أنه لم يشتغل على الشخصيات بالصورة النمطية في رسم أبعادها النفسية والجسدية والاجتماعية.. وإنما قدمها لنا بوصفها فواعل.. حسب المصطلح السيميائي.
فنحن إزاء ثلاثة فواعل أساسية تكررت في كل مقاطع العرض ولحمتها بعضها ببعض.
الفاعل الأول يمكن أن نطلق عليه اسم «السيد» والذي جسده أحمد إيراج حيث ظهر منذ البداية في مكان مرتفع بوصفه الشخص المهيمن المخلوق من نار وطين.
هذا السيد الذي ينظر إلى حكايات البشر التعيسة باستخفاف ويحول بينهم وبين الحب والأمل. ومهما تلونت شخصية إيراج في العرض فإنها ظلت عاكسة للدور الوظيفي للسيد.
أما الفاعل الآخر فيمكن أن نسميه العبد وجسده علي الششتري.. وهو دور حمل تلوينات أداء أكثر رحابة من النمطية النسبية في شخصية السيد. هذا العبد قد يكون شابا مهزوما في حبه حيث يحال بينه وبين حبيبته. وقد يكون ابنا مفقودا لأم ثكلى.
وربما مقولة العرض الأساسية تكمن في تلك العلاقة الأزلية بين السيد والعبد.. والتي لخصتها جملة خالد أمين في بطاقة التعريف: هذه هي أعراف الزمن القاسي. وهذه هي موازين السادة لاستعبادنا. فوداعا للحرية.
ونأتي إلى الفاعل الثالث في العرض ويتمثل في «المرأة» والتي جسدتها أحلام حسن. لا تلعب أحلام شخصية محددة بل هي الأم والحبيبة. هي رمز الأمل والحياة والخصوبة والغد. وهي أيضا الرغبة وأساس الصراع بين السيد والعبد.
على مستوى السينوغرافيا كان هناك اشتغال على سمات بصرية شبه ثابتة منها ذلك الجدار الذي يغلق خلفية المسرح بعدد هائل من الجماجم. وكذلك اللعب على عدة تشكيلات أخرى من تلك الجماجم مثل الشجرة. وتم تلوين هذا الجدار الكئيب بثراء الإضاءة وتنويعاتها اللونية ما بين الأصفر والأحمر والأزرق.
وقد أطر هذا الجدار الفضاء على نحو محكم ومقبض. وكان مهددا لنا كمتلقين. كأنه يوحي بديمومته المرئية إلى أن الحقيقة الوحيدة هي الموت. وما نحن إلا إزاء حكايات بشرية لا نهائية مآلها في نهاية الأمر إلى الموت الذي جسده جدار الجماجم كأنه أبدية صامتة ومقبضة.
وجاء تصميم الموسيقى منسجما مع إيقاع وروح العرض بنبضاتها وإيقاعاتها. كما كان لتوحيد تصميم الأزياء دوره في دمج هذا الكولاج وكذلك في تأكيد تلك الأبدية الحزينة للعرض.
وما يقال عن الإضاءة والموسيقى والأزياء ينطبق أيضا على المكياج. حيث كانت جميعها منسجمة معا وتتسم بالاحترافية والاجتهاد.
بصفة عامة كان العرض محكوما ومحبوكا على صعيد الإخراج واحترافية عناصره وانسجام رؤيته البصرية. ربما أكثر من حبكته على مستوى النص.
ولا شك أن العرض استفاد من الخبرات الكبيرة لفريق التمثيل الذي نجح في تجسيد حالات الأدوار على تباينها الدرامي.
العرض يتسم عموما باجتهاد كبير جدا في تقديم دراما متميزة تستلهم مدارس مسرحية مختلفة.
وعلى رغم كآبة العرض عموما لكنه انتهى بنا إلى نهاية تصالحية.. بدعوة إلى الأمل والميلاد الجديد.. والإيمان بإنسانية الإنسان.

 

 

 

 

 

في ندوة أدارها أحمد البلوشي بحضور المخرج خالد أمين والمعدة فلول الفيلكاوي

 

د. أحمد عامر: «صرخة» نص ينتمي
إلى التيار التعبيري بلغة تراثية

 

د. هشام زين الدين: العرض يؤكد أننا لانزال نغوص في الكلاسيكية في الأداء

 

د. أحمد شرجي: لا جدوى للكولاج المسرحي إن لم تكن له رؤية جديدة
ليلى أحمد: النص غير مترابط ومفكك وكان في حاجة إلى جهد أكبر

 

كتب: محمد شوقي
عقدت الندوة التطبيقية للعرض المسرحي «صرخة»، لفرقة المسرح الشعبي، إخراج خالد أمين وتأليف إسماعيل عبدالله وإعداد فلول الفيلكاوي، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي العشرين.
افتتح مدير الندوة أحمد البلوشي قائلا: ونحن نودع المهرجان بالعرض الأخير «صرخة» نوجه الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إقامة هذا المهرجان، واهتمامه بكل جوانبه، من الحضور والفرق وكذلك الجمهور، وبدورنا نترك الكلمة لمعقب الندوة الدكتور أحمد عامر.
من جانبه قال المدرس بقسم المسرح في كلية الآداب بجامعة حلوان الدكتور أحمد عامر: تحية لكل صناع العرض المسرحي على ما بذلوه من جهد واضح على خشبة المسرح، ودخولا في الموضوع سوف اعتمد على محاولة قراءة العرض على تعريف بسيط للبنية يذهب إلى أن البنية هي مجموعة من العناصر مكونة بطريقة ما حتى تنتج المعنى للبنية البسيطة، مثل لعب الأطفال عندما تكتمل تتكون الصورة ونفهم معنى الصورة، ولتكن لطائر مثلا أو حيوان، حال اكتمال الصورة وتركيبها بشكل صحيح سيتولد المعنى، وهنا يمكن أن نعتبرها البنية؛ لكن حكاية بُنى معقدة مثل حكاية العرض المسرحي معقدة؛ فعناصره عندما يتم تركيبها لا تنتج المعنى لكن لا بد من أن يكون لها نظام تشغيلي وهو الذي يحكم أي معان أو كم المعاني الذي وصل للجمهور أو لم يصل.
وأوضح أن العرض اسمه الصرخة، فكما تحدث الدكتور أحمد صقر أمس أن عنوان النص ليس جديدا لكن هناك لوحة شهيرة لإدفارت مونك اسمها الصرخة، وهي أيقونة التيار التعبيري؛ فهل يمكن أن يحيلنا هذا العنوان إليها، واعتبار أننا أمام نص ينتمي إلى المدرسة التعبيرية.
وتابع: بمجرد أن يبدأ العرض يستمع الجمهور لمجموعتين قبل أن يراهما، وربما هنا نبدأ في إدراك شيء أن العرض مختلف المصادر ويعرض أمام جمهور مختلف المرجعيات، بمعنى أن العرض قائم على مصادر تراثية، وبالتالي الجمهور الخليجي عامة والكويتي خاصة، لديهم مرجعيات تنبههم لشفرات أكثر صلاحية من الجمهور غير الخليجي أو الكويتي، لكن العرض ليس تراثيا فقط لكنه أيضا يقدم شفرات حداثية تمكن ربما المتخصص معنى حداثية لفك شفرات لن يتمكن منها الآخر، إذن منذ البداية يقول لنا العرض إننا لا نقدم بنية واحدة ثابتة لجمهور متحد في مرجعياته؛ لذلك ليس مفاجئا أن يخرج كل منا بمجموعة من العناصر قام بتكوينها وتشغيلها في العقل.
وأوضح قائلا: قبل أن أكمل ما توصلت إليه على خشبة المسرح لدينا في البرشور الخاص بالعرض رسالة من صناعه، والحقيقة ليست رسالة واحدة نجد الكلمة التي كتبها المخرج خالد أمين «هذه أعراف الزمن القاسي، وهذه موازين السادة لاستعبادنا فوداعا للحرية»، نحن نتكلم وفقا للخطاب الذي يرسله المخرج عن أزمة كونية عامة إنسانية؛ إذ يتكلم عن لا أمل في تحقيق الحرية، هذه الكلمة ربما تعيدنا للوحة إدفارت مونك والتعبيرية وإلى التأزم وهذه الصرخة التي تصل لمن يقرأ الكلمة قبل العرض الذي يقول وداعا للحرية، هل سنرى هذا في العرض أما لا؟ سنرى لكن المعدة تقدم لنا خطابا مختلفا لماذا؟ سنرى إذ تقول في كلمتها في البروشور «لم تخلق الحياة من آدم فقط، ولم يولد الأمل من حواء فقط؛ لذا لا حياة إلا بهما معا». بناء على هذا المكتوب فنحن أمام أكثر من خطاب في عمل واحد، فهل تم تضفير هذين الخطابين عن طريق اشتغال عناصر خشبة المسرح بشكل يجعلهما بنية واحدة أم لا؟
وأكمل: سنرى من اللحظة الأولى، على خشبة المسرح، كما كبيرا من الجماهير؛ إذن نحن في المنحى الذي وعدنا به المخرج بأن هناك طغيانا شديدا، وأن هناك رجلا أو نظاما مستبدا، ليس بالضرورة نظاما سياسيا، هو نظام اجتماعي أو أسري أو ذكوري يقدم لنا كل هذه الاحتمالات، ويتمركز رجل جزء من خطابه نصف إله إغريقي أو أن هذا المستبد يقول إنه خلق من قالب ثم كسره وهذه حالة ربما تتناص مع الإمبراطور جونز، لا أقول هذه البنية تشبه هذه البنية ولكن الشخصية، وهي أيضا في هذا الجو السحري والخرافي الذي يدعي أنه لن يتم هزيمته إلا بتعويذة ما، هذه الحالة ليست للإمبراطور جونز فقط لكن لدينا شخصيات أخرى في التاريخ الدرامي والواقعي نماذج لهذا الرجل المستبد الذي منذ بداية العرض لآخره، ومنذ قدم لنا نفسه حتى تم القضاء عليه كان مركز العرض المسرحي.
وأشار إلى أن الرجل المستبد من أهم العناصر البنائية التي ساهمت في فك شفرة العرض المسرحي، لكن عندما نرجع لجملة المُعدة فلول الفيلكاوي في البروشور الخاص بالعرض، وفي الجزء الاجتماعي لم يكن على نفس الدرجة من المساواة مع الجزء الذي يمكن أن نسميه سياسيا أو اجتماعيا علويا حتى على مستوى الصورة بمعنى أن علاقات الحب الموجودة، وفكرة العم الظالم والرجل الذي يأخذ امرأة رغما عنها لم تمثل في السينوغرافيا إلا في الشخصية الرئيسة التي جسدتها الممثلة أحلام حسن، أيضا كان في الأزياء ثنائية التراثي والحداثي.
مداخلات
وبفتح المجال أمام المداخلات كان للدكتور هشام زين الدين مداخلة قال خلالها: العرض يؤكد أننا لانزال نغوص في الكلاسيكية في الأداء رغم أن الكلاسيكية الأوروبية انتهت فقد غرق العرض في الكلاسيكية ما يقطع الصِّلة مع المتلقي، وهذه الصِّلة الحية أهم ما يميز المسرح الآن كفن؛ فلا يجب التفلسف على حساب أداء الممثل واللغة البسيطة.
وفي مداخلة د. أحمد شرجي قال، لا جدوى للكولاج المسرحي إن لم تكن له رؤية جديدة؛ فرؤية العرض فقدت مصداقيتها، ويظهر ذلك في الخلط في لغة العرض بين الفصحى والعامية، كما كان هناك ضبابيات في العرض من خلال إغراقه في أيقونة واحدة.
وفي مداخلة ليلى أحمد قالت، النص غير مترابط ومفكك، وكان في حاجة إلى جهد أكبر لكي لا يحتاج إلى جهد في فهمه، والصراخ كان كثيرا وغير مبرر؛ إذ كانت هناك بدائل عنه، والعرض لا يوجد فيه خفة وموقف يؤدي لكوميديا سوداء.
وفي تعقيب للمؤلفة فلول الفيلكاوي قالت، أشكر المؤلف إسماعيل عبدالله على إتاحة الفرصة لي لاستخدام هذه النصوص، وبالنسبة للكولاج لمن اطلع على نصوص إسماعيل عبدالله يعرف أن شخصا واحدا ينتصر، إما الرجل وإما المرأة، من خلال نصوصه؛ فهذا الكولاج يؤكد أن لا حياة من دون المرأة، ولا أمل من دون رجل، وتلك كانت وجهة نظري.
وعقَّب المخرج خالد أمين قائلا، أشكر الجميع على الملاحظات التي وجهت لي في الندوة، وبداية أودّ أن أتكلم عن نصوص إسماعيل عبدالله، وأعلم أن أكثركم قرأها لكني وجدت في نصوصه معاناة دائما وأبدا، وهناك امرأة تنتصر، كما قالت فلول الفيلكاوي؛ ففي نهاية النصوص هناك شخص يعامل معاملة العبيد ويُقتل، أو يقتل السيد فيصبح سيدا، فأخذنا حالات من نصوصه ولم نأخذ مشاهد كما هي وتبنيناها واشتغلنا عليها. أما الجواب على: لماذا هناك مبالغة في المشاهد؟ نعم لأننا اشتغلنا على «البوتو» الياباني تحديدا فكنت أريد التركيز على الجسد كما في البوتو الذي لا بد من أن يكون الأداء فيه داخليا، والصرخات فيها مبالغ فيها لدرجة الإزعاج، فلي حق كمخرج أن أجرب كل أنواع الأداء.
أما بالنسبة إلى بعض الملاحظات فنحن للأسف أصحاب العرض اليتيم الذي لم يعرض من قبل؛ لذا تحدث أخطاء تقنية، وهذا متوقع فإذا قمنا ببروفات مثلا على المسرح نفسه لتجنبنا كثيرا من المشكلات، فلدي مناطق معينة كانت بها مشكلات ما أفقدني القدرة على إيصال معان معينة، كما أود التوضيح أنني غصت في الكلاسيكية رغم أنني قمت بأعمال غير كلاسيكية؛ فالبوتو مأخوذ عن كارثة هوريشيما عندما خرج اليابانيون يمشون مصبوغين بالأبيض وبأداء تعبيري طوره الغرب وأمريكا اللاتينية وأصبح جدا كلاسيكيا حتى «المسكات» غريبة فرحت في هذا الاتجاه، رغم أن الجمهور لا يستسيغ ذلك لكني أحببت هذا اللون، واسمحوا لي أن أجرب، ونعدكم إذا تكرر العرض فسوف نتلافى الأخطاء.

 

 

 

أقدم مدير إدارة إنتاج في الساحة المسرحية والدرامية

 

عبدالعزيز الهزاع: شعرت بالتقدير خلال تكريمي في مهرجان الكويت المسرحي

 

الفرق الأهلية تحتاج إلى الدعم حتى تقدم أعمالا لأن ميزانيتها ضعيفة
صقر الرشود كان يريد أن أصبح ممثلا لكني اعتذرت حتى أعمل في الإنتاج
مواصفات مدير الإنتاج تغيرت لكن المهم أن يكون أمينا وصاحب أخلاق
كتب: مفرح حجاب
عبد العزيز الهزاع هو أقدم مدير إنتاج في الساحة المسرحية والدرامية، انضم إلى فرقة مسرح الخليج منذ 45 عاما، ومنذ ذلك التاريخ وهو مدير إنتاج للفرقة، حيث شارك في أعمال الزمن الذهبي للفرقة «عريس لبنت السطان، انتجون تنتظر، الحلاق، طماشة، الحامي والحرامي، إذا طاح الجمل» وغيرها، أما على سبيل الدراما فهناك مسلسل «جحا»، الإبريق المكسور، إلى أبي وأمي مع التحية، يوميات متقاعد، بالإضافة إلى فيلم «بكاء النورس»، تم اختياره ليكرم هذا العام مع كوكبة من رواد المسرح في الكويت في النسخة العشرين من مهرجان الكويت المسرحي، التقينا به خلال هذا الحوار:
كيف استقبلت خبر تكريمك في مهرجان الكويت المسرحي هذا العام؟
كنت سعيدا جدا ومهما اصف لك سعادتي لن تصدقها، حيث شعرت بالتقدير وان كل الجهود التي قدمتها خلال السنوات الماضية كانت محل تقدير من الجميع، وبهذه المناسبة أتقدم للمجلس الوطني للثقافة والفنون بالشكر والتقدير على هذه اللفتة الطيبة، وإلى الأمين العام للمجلس كامل العبدالجليل، والأمين العام المساعد د. بدر الدويش، والى فرقة مسرح الخليج ومجلس إدارة الفرقة والأخ ميثم بدر وكل الناس الموجودة في المسرح فشكرا للجميع.
هل توقعت أن يكون التكريم هذا العام؟
أنا طوال عمري اعمل في المكان الذي يجب أن أعمل فيه بكل اخلاص ثم اترك الباقي لكل المحيطين والمهتمين من حولي، ولله الحمد الأمور تسير للأفضل.
كيف كانت بدايتك مع إدارة الإنتاج؟
أنا أعمل في إدارة الإنتاج منذ 45 عاما في فرقة مسرح الخليج، بمعنى أنني أعمل منذ بدأت عضويتي في الفرقة وحتى العرض الذي افتتح النسخة العشرين من مهرجان الكويت المسرحي.
هل بدأت مدير إنتاج مباشرة؟
بدأت مساعد مدير انتاج وكان رحمة الله عليه المخرج صقر الرشود يريد مني أن أعمل ممثلا ولكني فضلت الإنتاج، وبعدها ترقيت إلى مدير إنتاج في مسرحية «عريس لبنت السلطان» ومازلت حتى الآن، وكان من الصعب في السابق أن يبدأ أي شخص العمل في الإنتاج ويصبح مديرا منذ أول عمل كما يحدث الآن، حيث كانت هناك ضوابط واحترام لقيمة ما نعمل فيه.
هل إدارة الإنتاج في الدراما أفضل من المسرح؟
المسرح بالتأكيد لأسباب كثيرة أهمها أن المسرح يعد «لوكيشن» واحدا ويكون العمل فيه محدودا، على عكس الدراما التي قد تنتقل من مكان إلى اخر بأزياء وديكورات مختلفة والدليل أننا صورنا فيلم «بكاء النورس» في جزيرة «كبر»، فضلا عن توفير الممثلين وتواجدهم في التوقيت الذي يحتاجه المخرج.
ما المواصفات التي يجب أن يتحلى بها مدير إدارة الإنتاج؟
أن يكون أمينا وصاحب أخلاق فالأمانة مطلوبة في ظل وجود تفاوت في أسعار المشتريات، كما لا بد من التأكيد على الأخلاق لان العمل يكون فيه كم من الممثلات ولا بد أن يكون راقيا في أخلاقه وعمله، ولديه علاقات طيبة مع الممثلين والمتاجر والمطاعم حتى يستطيع خدمة العمل وتوفير الاحتياجات بأقل التكاليف، لأن إدارة الإنتاج الآن أصبحت تستسهل الأمور مما يجعل الجهة المنتجة تدفع أموالا طائلة لأن مدير الإنتاج محدود في كل شيء.
كيف كانت علاقتك بالمخرج الراحل صقر الرشود؟
التقيت به منذ أول انضمامي إلى فرقة مسرح الخليج وكما ذكرت كان يريد إقناعي بالعمل ممثلا لكني أحببت إدارة الإنتاج ولله الحمد كل مجالس فرقة مسرح الخليج المتعاقبة كانت ومازالت تجمعني بها علاقة قوية لأن الهدف هو العمل للفرقة وليس لشخص بعينه، فكنت التقي صقر في منطقة القادسية وكان يصور في يوم ما وأنا اعمل معه مدير إنتاج فطلب بخورا وذهبت إلى السيارة وأحضرت البخور والفحم، واستغرب أن يحدث ذلك في ثوان، وهذا يؤكد أن مدير الإنتاج يجب أن يكون مستعدا لكل هذه الأمور.
ما الأشياء التي كان يركز عليها صقر الرشود في الإخراج؟
كان يبحث عن المستحيل في أعماله ويحاول أن يجعله سهلا ولله الحمد كنت أحاول أن أوفر له كل ما يطلبه والدليل انه وعبد العزيز المنصور وغيره كلما أرادوا إخراج أي عمل يقولون أين عبد العزيز الهزاع.
كيف تنظر إلى ما يقدم على المسرح الآن؟
مختلف تماما عما كان يحدث في السابق، فالأعمال كان لها طعم وروح كلنا نريد أن نشاهدها مرات ومرات، فهل احد لا يذكر أعمال عبدالحسين عبدالرضا المسرحية وكيف كان راقيا في كل ما يطرحه العمل، وكيف ان الممثلين يبذلون جهودا بصمت، كذلك الحال مع الأعمال الدرامية، هل أحد ينسى «درب الزلق».
كيف تنظر إلى الفرق المسرحية الأهلية الآن؟
أولا علينا أن نعترف بان الفرق كانت تقدم أعمالا في السابق أفضل من الآن رغم هذا الكم الكبير من المنتسبين إليها الآن بالرغم من أن الأغلبية منهم متخصصون، لكن السبب أن الفرق ليس فيها دعم، فلا يمكن أن تقدم فرقة مجموعة أعمال في العام وميزانيتها تكفي الشاي والقهوة فقط، ولذلك نتمنى أن يتم دعم هذه الفرق بشكل جاد حتى تكمل مسيرتها.

 


السفير علي مهدي: استمرار دورات المهرجان
بذات التميز يؤكد نجاحه جماهيريا

 

كتبت: فرح الشمالي
أشاد سفير السلام بمنظمة اليونسكو والأمين العام للهيئة الدولية للمسرح ITI علي مهدي من السودان بمهرجان الكويت المسرحي بفعالياته المتنوعة ما بين عروض مسرحية وما يصاحبها من ندوات فكرية متطورة تناقش فيها أوراق علمية تعد بعناية وورش مسرحية وندوات يومية وحوار حول مفردات العرض.
وقال: أسعد أن أعود إلى فضاء مهرجان الكويت المسرحي بعد سنوات وقد شهدت دوراته التأسيسية الأولى، كما شهدت في هذه الدورة عروضا تتميز بالتعبير عن مدى التطور التي حدث في المسرح الكويتي والحركة المسرحية، وأظن أن للمهرجان دورا كبيرا في هذا التطور والرقي لأنه يوفر لهم فرصة التنافس المشجعة للمشاركين من المسرحيين الشباب للفوز بالجوائز، كما أنني سعيد جدا بالجمهور الكويتي الذي لا ينقطع عن المسرح.
وأضاف: وما يؤكد نجاح مهرجان الكويت المسرحي هو استمراره لأكثر من ثمانية وعشرين عاما بذات التميز وذات الحضور الجماهيري المكثف، فهناك مهرجانات تغيب فجأة لعدم الاستعداد الكافي لتأسيسها وليس هناك أهداف واضحة تساعد على استمرارها.
وذكر مهدي أن الحركة المسرحية في السودان قديمة جدا قد تصل لأكثر من 200 عام من العطاء، ولكن ككل حركات الفنون في المنطقة تتأثر قطعا بالظروف السياسية والاقتصادية، ولأنها حركة وحيدة فإن الدعم الرسمي ليس بالحجم الذي يجعلها في مصاف الحركات الأخرى، وتابع: وهي تقوم على إرث قديم وتاريخ له علاقة بالتراث والفنون التقليدية، وفي مطلع السبعينيات من القرن الماضي تأسس المعهد العالي للفنون مما أضفى على الحركة المسرحية بعديها العلمي والأكاديمي، كذلك جميع المؤسسات التي تساعد على التطور في مجال العلم أضيفت في المشهد الثقافي والمسرحي وراهنت على المجتمع المدني الثقافي.
وقال عن مهرجان البقعة الدولي للمسرح الذي تقيمه السودان: نحتفي العام القادم بالدورة الواحدة والعشرين للمهرجان وهو مؤسسة ثقافية تقدم الدولة له الدعم لكن ليست لها علاقة مباشرة به ولكن تعتمد إدارة المهرجان على الشركات الخاصة وقليل من هذه الشركات ترغب في دعم الفنون.
وعن الجوائز التي حصل عليها والمناصب التي تقلدها خلال مشواره في عالم الفن والمسرح قال: أنا سعيد بجميع الجوائز التي حصلت عليها والتي تحفز الفنان لها تأثير في مستقبله، فأنا حصلت على جائزة حرية الإبداع وهي تمنح للشخصيات التي تسهم في إحداث التغيير الفكري، ثم عينت بقرار من منظمة اليونسكو سفيرا للسلام، وأسعدني الانتقال بين العواصم وأقدم تجربتي في مشروع الفنون الأدائية في تعزيز السلام والمسرح في مناطق النزاع والصراع، وأؤدي دورا مهما في تعزيز السلام والحوار عبر الفنون فقدمت العديد من العروض في نيويورك ومانيلا وفرانكفورت وأديس أبابا ومعهد العالم العربي في باريس.

 


اعتبر جميع الأعمال المشاركة في مهرجان الكويت المسرحي الـ20 فائزة

 

أحمد الحليل: نجاح «كوميديا بلا ألوان» بفضل النص المميز وجهود فريق العمل المتكاملة

 

فالح المطيري شاركنا مسيرة المهرجان ولم يبخل في تقديم أي شيء يمكن أن يحقق إضافة إيجابية

 

كان معنا فريق من الشباب الكويتيين المخلصين والمبدعين سواء على المسرح
أو في الكواليس

 

أتقبل النقد والملاحظات دائما وأستفيد منها في العمل والتعامل مع العروض الفنية والمسرحية

 

كتب: يوسف غانم
ممثل ومخرج كويتي، حاصل على شهادة بالتمثيل والإخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، يعمل مخرجا تلفزيونيا وله العديد من الأعمال المسرحية والفنية تمثيلا وإخراجا، كما شارك في أحد البرامج الإذاعية مذيعا لمدة سنتين، همه الأول تقديم مسرح يدخل المتعة والبهجة إلى قلوب الناس، وكذلك النهوض بالحركة المسرحية في الكويت.
الجوائز لا تهمه بقدر ما يهمه نجاح الأعمال في إيصال رسائلها للجمهور، وأن تكون تلك الرسائل هادفة، من خلال مسرح حقيقي يسهم بنهضة الحركة الثقافية في مجتمعاتنا العربية، التي تعاني الكثير من الآلام، وجمهورنا الباحث عن الأفضل يتقبل النقد ويستفيد منه، إنه المخرج والفنان أحمد سليمان الحليل، مخرج «كوميديا بلا ألوان»، والتي تشارك ضمن عروض مهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين، التقيناه فكان حديثه التالي:
في البداية أنا جدا سعيد بمشاركتي بمهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين، حيث له مكانة خاصة جدا في قلبي فكانت بداية معرفتي بالمهرجان وبالمسرح منذ دورته الثالثة حضوري كمتفرج وكانت بدايتي كممثل في المهرجان الرابع مع فرقة المسرح العربي، حيث شاركت بعمل من إخراج أخي وصديقي أحمد فؤاد الشطي، ونحن اليوم في المهرجان العشرين وتوالت مشاركاتي في دورات المهرجان ما بين ممثل ومخرج، وكذلك من خلال فرقتي الخاصة كمنتج لبعض الأعمال.
مكانة فنية
وأوضح الحليل أن لهذا المهرجان أيضا مكانته في الساحة الفنية والثقافية في الكويت خصوصا وفي الخليج والعالم العربي عموما بفضل ما يقدمه من تجارب متنوعة ولمشاركة الشباب فيه بشكل أساسي فأصبح منارة لاكتشاف المواهب والمبدعين في جميع نواحي العمل المسرحي، لما يحظى به المهرجان من مشاركات للأعمال المتميزة وكذلك حضور الضيوف من المتخصصين في المسرح سواء كانوا كتابا أو مخرجين أو ممثلين ونقادا والذين يشاركون في الأنشطة المصاحبة للعروض من ندوات وورش عمل، وهذا الأمر يعود بالفائدة على جميع المشاركين من خلال تبادل الخبرات والتجارب والاستماع للآراء والانتقادات من أشخاص لهم باع طويل ومشهود لهم في الحركة المسرحية العربية.
وبالنسبة لمسرحية «كوميديا بلا ألوان» فقد عبّر الفنان الحليل عن سعادته بهذه التجربة لما حملته من معان ضمنها المؤلف الرائع والصديق سامي بلال، وكذلك بجهود عناصر العمل والممثلين الرائعين وفي مقدمتهم صديقي وشريكي وزميلي بطل المسرحية المبدع نادر الحساوي، وخالد المفيدي الذي أوجه له تحية خاصة أيضا، وكذلك الزملاء الفنانون سليمان المرزوق وسارة رشاد وعبدالله الزيد وعيسى ذياب وأحمد البناي ويوسف الحشاش الذي بذل جهدا خاصا من وقته، وعبدالله العماني ومحمد الحساوي وحسن عبدال وأسامة أحمد ناصر وشيماء عماد والمشرف العام أحمد الشطي، وبالتأكيد إذا كنا نجحنا فبفضل الله تعالى وبفضل جهود فريق العمل التي حوّلت النص المميز للمؤلف والصديق سامي بلال إلى واقع على خشبة المسرح، والذي شهد له الجميع بقوة الفكرة وترتيب الأحداث والمعاني الغزيرة وملامستها لواقع كل منا.
عمل متكامل
وأوضح الفنان الحليل أن آلية العمل كانت متكاملة بين الجميع، مبديا دهشته بالمستوى المميز الذي ظهروا فيه حيث إنه لم يكن يتوقع ذلك وقد أعطوا أكثر مما كان يتصور، مؤكدا أنهم تعلموا من بعضهم جميعا وقد استفادوا من هذا التعاون في النتيجة النهائية.
أما الانتقادات وما قد يثار حول العمل من تساؤلات فأكد الحليل أن هذه الانتقادات تعتبر إيجابية مهما كانت مادام هدفها موجها للعمل، ومنها نستفيد فنطور من أنفسنا ونتلافى الأخطاء إن وجدت، وبالتأكيد كل عمل معرّض للنقد، ونحن مع النقد الهادف والحقيقي، وأشكر كل متابع ومهتم خصوصا من المتخصصين عندما يبدون ملاحظاتهم لأستفيد منها.
الحساوي والمفيدي
وبسؤالنا عن دور خالد المفيدي في العمل شدد الحليل على الدور الكبير الذي لعبه الفنان والمسرحي خالد المفيدي في إنجاح العمل، فهو إضافة إلى أنه نجم مسرحي وأستاذ ومخرج وأنا أحب العمل معه وشارك معنا كممثل مع البطل نادر الحساوي، لكن لظروف خارجة عن إرادته لم يستطع أن يكمل معنا وكان له دور مشكور جدا في الإشراف اللغوي وهو قدير ومشهود له في هذا المجال، وقد بقي معنا حتى يوم العرض وكأن هذا العرض له هو شخصيا، واستمر معنا في كل الجوانب وأتوجه إليه بجزيل الشكر على مبادراته الرائعة وحقيقة أنه مكسب كبير لي ولكل من يعرفه ويعمل معه.
أما الديكور فقد أبدع فيه المصمم أحمد البناي والأزياء جاءت بشكل متناسق ومميز من المصممة الدكتورة خلود الرشيدي وكذلك الإضاءة التي أشرف عليه يوسف الحشاش والموسيقى وتأثيراته لعبدالله العماني والبوستر لهديل الحليل، والمخرجة شيماء عماد والمخرج أحمد الشطي كمشرف عام أيضا، فجاءت «كوميديا بلا عنوان» بهذه الصورة التي شاهدتموها فيها.
الشباب المبدع
وعن مشاركة عنصر الشباب قال الحليل: كان معنا فريق من الشباب الكويتيين المخلصين والمبدعين سواء على المسرح وفي الكواليس كذلك، شباب لم يناموا وبذلوا الكثير من الوقت والجهد في سبيل إنجاح العمل وهذا ما لمسته من حرص كل واحد منهم وفي جميع مواقعهم من العمل، وأتمنى أن نكون قد وفقنا في تقديم عرض يدخل المتعة والبهجة إلى قلوب مشاهديه، وبما يقدم أيضا شيئا لمسيرة المسرح في الكويت.
وعن شعوره كمخرج في أول عمل يقدمه باسم المسرح العربي، قال الحليل: إنه كان يشعر بالقلق والتوتر حيث أنه عمل مع المسرح العربي كممثل في الكثير من الأعمال لكنه كمخرج فقد كانت تجربته الأولى لذلك كان يشعر بنوع من التحدي، خصوصا أنه كان محظوظا بجميع الأسماء التي تشاركه في هذا العمل، والتي يحرص على أن يأخذ كل ذي حق حقه، مؤكدا سعادته بما وصل إليه العرض من مستوى يليق بجهود فريق العمل من جهة وبثقة إدارة المسرح العربي الذي قدموا كل التسهيلات وفي مقدمتهم رئيس مجلس الإدارة أحمد فؤاد الشطي الذي كان يتابع جميع مراحل العمل وكما يفعل مع جميع المخرجين، وكعادته في التواصل مع جميع الذي يعملون تحت اسم المسرح العربي في مختلف مراحل أعمالهم، داعيا الله تعالى أن يوفقنا ويوفق جميع الزملاء في عروضهم، وبما يصب في صالح الثقافة والفن في كويتنا الغالية.
متابعة العروض
وبالنسبة للعروض الأخرى المشاركة في المهرجان أكد الحليل حرصه على متابعة جميع العروض المقدمة في هذه الدورة وأي عمل يقدم باعتبارهم جميعا زملاء وأصدقاء وإخوة، ولدينا تجارب مميزة وأفكار إبداعية جديدة وأنا مستمتع بها، وسأستمتع دائما بما يقدمه فنانونا ومبدعونا.
أما الجوائز وحسبتها، فعبّر الحليل عن ثقته الكبيرة بلجنة التحكيم فهم جميعا من أصحاب الاختصاص والمشهود لهم بالكفاءة والمعرفة والنزاهة في المجال الفني والأكاديمي والتحكيمي أيضا، وسواء وفقنا بالجوائز أم لم نوفق فنحن نعتبر أنفسنا فائزين بالمشاركة، وحقيقة أعتبر العروض الستة المشاركة فائزة بما ستستفيده في نهاية المهرجان من خبرة وتجربة غنية.
الكل فائز
وأوضح الحليل أنه لم يشعر بوجود أجواء المنافسة من أجل الجوائز ولكنه كان يلاحظ التنافس من أجل تقديم عرض جميل، وكل عرض ناجح هو نجاح للكويت وللفن المسرحي في الكويت وللفنانين المشاركين، مشيرا إلى أنه قد استمتع بعروض زملائه متمنيا أن يكونوا أيضا قد استمتعوا بعرضه، فكل نجاح لأحدهم هو نجاح للجميع.
نص رائع
وعن النص ومعالجته الإخراجية بيّن الحليل أن شهادته في المؤلف والصديق سامي بلال مجروحة، وقد قدم نصا جميلا في المضمون ومتعبا في التجسيد على خشبة المسرح، وأحمد الله تعالى أن وفقنا في الوصول إلى هذه النتيجة، خصوصا أن النص متميز وفائز بجائزة مسابقة النصوص في الشارقة ضمن فعاليات مهرجان أيام الشارقة المسرحي، ويتناول حياة هذا المتقاعد الذي يبحث عن بارقة أمل عبر العديد من المواقف المتعددة التي تمر به في حياته اليومية، وهذه المسألة قد تمس كلا منا في بيئتنا وواقعنا.
روح جميلة
وأشار الحليل إلى ما يتمتع به المهرجان من روح جميلة، وإدارة حريصة على تقديم الأفضل وأن يظهر مهرجان الكويت المسرحي العشرين بأبهى صورة، فكل الشكر لإدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولإدارة مهرجان الكويت المسرحي على التنظيم المميز والمتابعة المستمرة، والاهتمام بضيوف الكويت من المشاركين بفعاليات المهرجان من ندوات وورش عمل وكل ذلك يعود علينا بالفائدة التي نتمنى أن تتحقق للجميع، وكذلك مبادرتهم الكريمة بتكريم المبدعين والرواد الذي قدموا ومازالوا يقدمون للحركة المسرحية.
شكر وتقدير
وتوجه المبدع الحليل بالشكر والتقدير، ومن القلب إلى جميع الناس، من الجمهور وعائلتي وخصوصا والدي ووالدتي وأبنائي على دعمهم الحقيقي وتحملهم، وكذلك فريق العمل مرة أخرى، ولمدير المهرجان فالح المطيري الذي شاركنا مسيرة المهرجان والذي لا يبخل في تقديم أي شيء يمكن أن يحقق إضافة إيجابية أو نجاحا لهذا المهرجان الذي نفخر به جميعا كفنانين في الكويت، مشيدا في الوقت ذاته بالجهود الإعلامية التي تبذل لإظهار فعاليات المهرجان خصوصا من خلال النشرة اليومية التي يحتفظ بأعدادها للرجوع إليها مع كل دورة والتعرف أين أصبحنا، وإلى أين وصلنا، متمنيا أن تكون «كوميديا بلا ألوان» قد حققت شيئا من آمالنا وطموحاتنا كخطوة وتجربة نتعلم منها ونفخر بها.

 


أشاد بفعاليات المهرجان وثمَّن دعم «المجلس الوطني» للحركة المسرحية

 

د. هشام زين الدين: التجربة المسرحية الكويتية تستحق الاحترام لكونها
تجربة رائدة

 

أغلبية المسرحيين ليسوا مؤهلين لتقبل النقد الموضوعي لأعمالهم

 

الفنان الكويتي المسرحي متميز عن أقرانه من الفنانين في الدول الأخرى
كتبت: سهام فتحي
أعرب الناقد والكاتب والمخرج المسرحي اللبناني الدكتور هشام زين الدين عن سعادته البالغة بمشاركته الأولى في دولة الكويت، من خلال مهرجان الكويت المسرحي في نسخته العشرين، وذلك من خلال ندوة «النقد في المسرح العربي بين الحضور والغياب»، والتي قدم خلالها ورقة بحثية أثارت الجدل والعديد من التساؤلات، وذلك يعد من أهم أهداف الندوات الفنية، وأشار إلى أن تفاعل الحاضرين، سواء بالاتفاق أو الاختلاف، هو ما يمنح الورقة قيمة، والمهم هو الاستفادة من الأفكار التي وردت في الورقة والنقاش المثار حولها.
وعن تقبل العاملين في المجال المسرحي النقد والتقييم أشار إلى أن التقبل شكليا موجود ظاهريا؛ فالجميع يدعون تقبلهم النقد، ولكن ضمنيا تجد أن أغلبية المسرحيين ليسوا مؤهلين لتقبل النقد الموضوعي لأعمالهم؛ لأن ذلك مرتبط كما أعتقد بتركيبة العقلية العربية وفي العالم الثالث، وهذا ليس ذنب المسرحي، ولكنه مسألة اجتماعية ثقافية تربوية، كوننا لم نعتد في منظومتنا التربوية، ولا في مدارسنا، على أن نُربى على هذه النظرية وتقبل الرأي الآخر، سواء كان يعجبني أو لا. لأن النقد الموضوعي لا يتعاطى مع الشخص من منطلق شخصي فلست أنت المستهدف بل ما تكتبه وما تقدمه وما تنتجه، ولست أنت كشخص.
وأكد زين الدين أننا في عالمنا العربي لانزال نعتقد أن ما أنتج هو أنا شخصيا، وما أقوله كذلك، ولا يوجد فصل بين المنتج والشخص، ولذلك لا يتقبل المسرحيون غالبا النقد إلا البعض القليل منهم ويعتبرون عملة نادرة.
هدف النقد
وحول أهمية النقد في تشكيل الذوق ومعرفة قيمة العمل الفني أوضح أن هذا هو هدف النقد، من خلال الناقد الذي تعلم ويتمتع بموسوعة معرفية فيما يخص المدارس والمناهج التي يتناولها، أما المشاهد أو المتلقي فليس مختصا بأن يلم بكل مدارس الفن المسرحي، أما الناقد فعليه أن يفسر للمشاهد ما يراه ويقرب المعلومة والفكرة والإيحاء في المسرح للمتلقي لكي يفهمها ويتأثر بها، وعليه أن يفعل ذلك للمخرج والممثل المسرحي اللذين قد لا يتمتعان بمدارس الإخراج والفلسفة رغم تمتعهما بالموهبة، لكن هناك كما هائلا من المعارف قد يصعب عليهم الإلمام بها، ولذا الناقد يسهل له بعض الأمور التي ربما لم يتسن له أن يتعرف عليها، وقد يعتقد المتلقي والعامل في المجال الفني أنهم ليسوا بحاجة إلى الناقد رغم دوره المهم، مما يجعل دوره غير واضح أو أساسي، وأشار إلى أن الناقد يجب أن يتمتع بالمعرفة كونه لا يبدع أو ينتج أعمالا فنية أو أفكارا طليعية، ولكنه يعتبر خزان معرفة، وعليه أن يفسر المعلومات والأفكار ليوضحها.
وعن اختلاف آراء النقاد بشأن الأعمال المسرحية يرى زين الدين أن ذلك يغني العمل الفني، كون الناقد يرى العمل من زاوية مختلفة، ومن زاوية شخصية ومعرفية وثقافية مختلفة، إلا أن المدح ومحاباة بعض الأعمال، أو قتل أعمال أخرى يخرج عن إطار النقد، فالعلاقات الخاصة والتشهير أو محاباة الأعمال تعتبر ترويجا صحافيا وإعلاميا بعيدا عن العمل النقدي، فبعض النقاد قد يؤثر في تقبل الجمهور للأعمال كون الناقد يتمتع بمصداقية وثقة لدى المتلقين، كما أنه يتمتع بقدرة تأثيرية من خلال التعليق على الأعمال الفنية، إلا أن النقد اللاذع غير المستحق لبعض النقاد قد ينكشف من خلال رد فعل المشاهدين عقب مشاهدة العمل والإعجاب به عكسا لما قاله الناقد، ولذلك أنصح النقاد بأن نبض وشعور وإحساس المشاهدين لا يمكن خداعهم أو التأثير عليهم بشكل مغاير للحقيقة الواضحة؛ فالعمل الجيد الذي أعجب به الجمهور وصفق له لا يمكن وصفه بالسيئ؛ فمحبة الجمهور للعمل هي المقياس المهم والأساسي، وقد يعتبر دور الناقد منتهيا عندما يحوز العمل إعجاب وتشجيع المتلقين. وعن النقد قديما وحديثا أوضح أن كل مجالات العلوم، من مسرح وإخراج وتمثيل وإنتاج العرض وذوق الجمهور كلها تتغير، والنقد هو جزء من هذه المنظومة، وبالتأكيد إصابة الكثير من التغيير والتحديث.
وأضاف: إنني لا أعرف إن كان التغيير للأفضل أو الأسوأ فهذا رهن بالوقت، ولا يمكن الحكم على ذلك، ولكن التغيير شمل كل المجالات الفنية.
مهرجان الكويت المسرحي
وعن رأيه في العروض التي قدمت من خلال مهرجان الكويت المسرحي العشرين أشار إلى أنه يحضر للكويت للمرة الأولى لكنه متابع جيد للأعمال المسرحية الكويتية، من خلال عدد من الأصدقاء والأعمال التي تعرض في الخارج. وأضاف: إن التجربة المسرحية الكويتية تستحق كل الاحترام كونها تجربة رائدة؛ فهناك مخرجون وممثلون وسنغرافيون يتمتعون بمستوى عال من الموهبة وأعمالهم المسرحية متكاملة، قد نختلف في تقييم بعض الأعمال لكن في المجمل المسرح الكويتي متمكن ويعرف إلى أين يتجه، وهناك انسجام بين مكونات العرض المسرحي، من مبدعيه ومؤلفيه وصانعيه، وهناك حركة كويتية مسرحية حقيقية يبقى الموضوع العلاقة مع الجمهور كونه جمهور لا يتابع المسرح الجاد في الكويت نتيجة لعدة أسباب يمكن بحثها، أما المسرحيات الكويتية فهي تمثل قيما فنية مسرحية يعتز بها، والفنان الكويتي المسرحي متميز عن أقرانه من الفنانين في الدول الأخرى، وأصبح لديه من الخبرة والآليات الإبداعية التي ابتدعها بنفسه، من خلال الأكاديمية والتجارب المتراكمة التي يخضع لها الفنانون في الكويت، وهذا منحهم حصانة قوية في مجال المسرح.
واختتم زين الدين مشيدا بدور المهرجانات المسرحية في إثراء الحياة الفنية، بالإضافة إلى الدور المهم الذي تؤديه الندوات التي تقام إلى جانب العروض المسرحية حيث تفتح نوافذ جديدة وتكون لديه آراء وأفكار مختلفة وتفيد أصحاب التجربة المسرحية في تطوير إبداعاتهم ومعارفهم من خلال النقاش، وناشد المسؤولين بأهمية نشر نتائج واستنتاجات هذه الندوات كي يستفيد منها كل العاملين في مجال المسرح. وطالب بمزيد من المهرجانات المسرحية التي تثري الحياة الفنية كما يفعل مهرجان الكويت المسرحي الذي أصبح له مكانة وقيمة ومركز مرموق.

 

 

 

أعرب عن سعادته بمشاركته أول مرة في المهرجان

 

سامح الصريطي: المسرح الكويتي يحتل مساحة مميزة في المشهد الثقافي العربي

 

أتمنى ألا يهجر النجوم الجدد المسرح ويتجهوا إلى السينما والتلفزيون

 

بعد انتهاء المهرجان.. يجب عرض مسرحياته جماهيريا

 

الالتحام بين الفنان والجمهور متعة
لا تضاهيها متعه أخرى

 

كتبت: سهام فتحي
عبَّر الفنان سامح الصريطي عن سعادته بمشاركته الأولى في مهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين، خاصة أنه مطلع على بداية تاريخ المسرح الكويتي الذي أُسس على أيدي كبار الأساتذة، وشهد وجود نجوم كبار مثل عبدالحسين عبدالرضا وسعاد العبدالله وحياة الفهد ومحمد المنصور وغيرهم. كما أبدى إعجابه وتقديره بما شاهده من عروض مسرحية جديدة يقدمها جيل شاب واعٍ ومتميز، متمنيا أن يستمر نشاط هؤلاء النجوم الجدد وألا يهجروا المسرح ويتجهوا إلى السينما أو التلفزيون، حيث إن هذا الجيل الصاعد يمتلك إمكانات متميزة في مجالات التأليف والإخراج والتمثيل والديكور.
وأشاد الصريطي بإقبال الجمهور الكويتي على المسرح ومشاهدة الأعمال المسرحية المقدمة من خلال المهرجان، ووهو ما يعد سببا رئيسا لإنجاح المهرجان في الكويت، وثمن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المحوري في تقديم الدعم للفرق المشاركة في مهرجان المسرح من أجل تنميته ودعم وتنشيط الحركة المسرحية الكويتية.

 

أزمة المسرح
وحول أسباب تراجع المسرح أخيرا أوضح الصريطي أن أحد أهم تلك الأسباب في كثير من الدول، ومن ضمنها مصر، هو العامل المادي وارتفاع كلفة العروض والدعاية وأسعار التذاكر مما جعل المشاهدين يعزفون عن المتابعة، وأشار إلى أن العامل المادي يتوافر في الدول الخليجية وهذا ما يساعد على وجود وازدهار المسرح في تلك الدول وعلى رأسهم الكويت فهي من الدول التي تدعم الفن المسرحي، وهي سباقة في إقامة المهرجانات المسرحية ومازالت تدعم وتطور هذا المهرجان حتى يكون دافعا للكثير من الفنانين للعطاء والإبداع وهذا ما يجعلنا نستبشر خيرا بمستقبل المسرح الكويتي، كما أن مهرجان الكويت المسرحي ينتظره المسرحيون ويحرصون على المشاركة فيه، والاستفادة بالعروض التي تقدم فيه، ومتابعة آراء ضيوف المهرجان وتعقيبات المشاركين في الندوات الفكرية التي تقام ضمن فعاليات المهرجان.
وحول تقبل الفنان للنقد في مجتمعنا العربي أكد الصريطي أن الكل يتقبلون النقد إذا ما كان يهدف إلى المصلحة ويستفيد منه، أما إذا كان الغرض من الانتقاد هو الهدم أو الاستعراض أو لخلافات شخصية فلن يتقبله الفنان.

 

دور العرض
وحول دور المسرح أشار الصريطي إلى أن للمسرح دورا مهما في تثقيف وتوعية وترفيه المشاهدين، وأن الالتحام بين الفنان والجمهور يعتبر متعة لا تضاهيها متعه أخرى، ولكننا نحتاج إلى دعم من خلال بناء المزيد من دور العرض وتوفيرها للشباب لتصبح متنفسا للمبدعين، فالشباب الذين ينشأون على تذوق الفن الجيد في المسرح لن يقبلوا بالسلوكيات والأفكار الخاطئة، والمسرح يعيد البهجة إلى النـاس، فضلا عـن دوره في الارتقاء بالذوق العام، وكلما زرعت الفن أوجدت الروح والإحساس في قلوب الشباب الذين سوف ينشأون رافضين للعادات والأفكار السيئة، لكننا في مجتمعاتنا العربية نعانى نقصا شديدا في دور العرض المسرحي، حيث إن أغلب المناطق السكنية الجديدة التي بنيت ولاتزال تُبنى ليست بها دار سينما أو قاعة عرض مسرحية.

 

المسرح قيمة جمالية
وقال الصريطي الذي قدم العديد من المسرحيات الناجحة في بداية دخوله عالم الفن حيث عمل عضوا في فرقة أنغام الشباب المسرحية وقدم العديد من المسرحيات ومنها «الحب بعد المداولة»، و«عطشان يا صبايا» وآخرها «ذات الهمة» إنه بعيد عن المسرح على رغم عشقه له لعدة أسباب، لأن الفنان عندما يتلاقى مع جمهور المسرح لا بد أن يكون في أبهى صوره، فالفنان يذهب ليقابل معشوقه وهو المتلقي. وأضاف: «للأسف لا تتوافر العروض التي تليق بمستوى حبي للجمهور، وآخر ما قدمته على خشبة المسرح هو مسرحية «ذات الهمة» التي حازت إعجاب الجمهور، وقمت بعرضها في عدد من الدول العربية».

 

أهميه المهرجانات
وأشار الصريطي إلى أن مهرجانات المسرح المتخصصة تحافظ على وجود العروض والأعمال المسرحية التي تحمل قيمة وأهدافا ومحتوى مميزا، حيث إن تجاهل مثل تلك المهرجانات يؤكد عملية هجر المسرح، ولكن المهرجانات تحيى وتعيد استمرار حضور المسرح، وتشجع المبدعين على إنتاج مسرحيات للمشاركة بها في المهرجانات، على رغم أنه يفترض أن تكون المهرجانات لاحقة للأعمال المسرحية، لكن واقع الأمر وما يحدث فعليا أن البعض يقوم بإنتاج عروض لتُعرض في المهرجان، ولفت إلى أنه يفترض من وجهه نظره أن توضع بعض الشروط مثل أن يكون العرض المشارك في المهرجانات سبق عرضه جماهيريا لمدة شهر على الأقل حتى لا يكون الغرض من بعض العروض التي تنفذ بشكل سريع من أجل المشاركة في المهرجان فقط.
وعن الندوات التي تقام ضمن فعاليات المهرجان أوضح أنها شكل من تبادل الأفكار وتعارف وتلاقى المبدعين وطرح أفكار وتبادل الحوار مما يسبب حراكا ثقافيا.
واختتم الصريطي مؤكدا أن مهرجان الكويت المسرحي استطاع أن يعلن هويته ويوجه بوصلته صوب الإبداع بكل ما تعنيه هذه المفردة من أبعاد ومضامين.
وأعرب عن تطلعه إلى أن يحظى هذا المهرجان بالمكانة التي يستحقها لاسيما بعدما احتل مساحة مميزة في المشهد الثقافي الخليجي والعربي، وتمنى له المزيد من التقدم والازدهار.

 


المهرجان ..
مسرح المسرح!

 

يقول سارتر: «نحن أولئك الممثلون الذين دُفع بهم إلى المسرح دون إعطائهم دورا محددا!».
كأن سارتر - الكاتب والفيلسوف الكبير - مازال تحت وطأة سؤاله الوجودي عن الهوية، والماهية.
وكأنني أرغب في مخالفته، متجاوزا فخ الحيرة ولغز السؤال. فعندما ينفتح ستار المسرح. يتحرك ممثلون، ترتفع إضاءة، تعلو ومضات الموسيقى، وتنبض الكواليس بعشرات المبدعين المجهولين لنا.
بينما في الصالة يتضامن المئات كجمهور تعاقد مع ذاته، مثلما تعاقد مع ممثلي الخشبة، على شروط الفرجة.
إذن المسرح يفرض علينا أدواره، ويحددها لنا، مهما كانت مواقعنا. وعندما يُقام مهرجان الكويت المسرحي، فهو إذن «مسرح المسرح». هو تلك الخشبة اللانهائية على مدار أيام وليالٍ، هو تلك الخشبة الممتدة عبر الندوات التطبيقية، مرورا بالندوة الفكرية، الورش، الصحف المكتوبة، صفحات الـ «سوشيال ميديا»، صور الفوتوغرافيا، الحوارات الجانبية العفوية... وصولا إلى أحاديث النقاد.
فإذا كانت الخشبة تؤسس وتطلق «الفعل الدرامي»، فإن المهرجان هو الخشبة الأعظم التي تؤسس وتطلق «الفعل الحضاري»، للوعي والفرجة والمعرفة، للحوار والمتعة واللعب.
لا شك في أن المسرح هو «أبو الفنون»، كما نعرف جميعا، لكنه أيضا الوجه الحضاري الأجمل للشعوب والأوطان.
وفي قلب نهضة دولة الكويت، كان المسرح حاضرا دوما، وإذا كنا نستحضر الرواد، ويأخذنا الحنين إلى الماضي عبر برنامج التكريم السنوي. فيجب ألا نغمض أعيننا دون رؤية المستقبل.
ففي العروض التي رأيناها، رأينا جمهورا راقيا ملأ الصالة والقاعات، وقد اتخذ موقعه الحضاري من اللعبة.
رأينا شبابا، مئات الشباب، الذين يحق للكويت أن تفخر بهم، يمارسون - بإبداع ومحبة - مختلف الحرف المسرحية.
رأينا ذلك الحضور النسائي اللافت في التأليف، والتمثيل... وغيرها من العناصر.
ومثلما يجدد الشباب شرايين ودماء المسرح، يجدد الضيوف من كبار المسرحيين العرب، طاقات المهرجان، مع الحرص هذا العام على إتاحة الفرص لوجوه جديدة تزور المهرجان للمرة الأولى، وتتفاعل من كثب.
قد يبدو للعين البعيدة، أن تنظيم مثل هذا الفعاليات أمر سهل، لكنه ليس كذلك؛ فهو ثمرة مباركة لخبرات طويلة جدا لرواد الإبداع والثقافة في الكويت، مثلما هو ثمرة لجهود الأمناء على الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
د. شريف صالح

 

 

 

شاركت في فعاليات المهرجان ببحث «النقد في المسرح العربي»

 

د. لمياء أنور: بعض العروض همَّشت دور المرأة عكس الواقع الذي لمستُه بنفسي

 

المسرح الكويتي
يمتاز بخصائص
عن المسارح الأخرى

 

على الناقد أن يطلع على ثقافة المجتمعات ليتمكن من قراءة
إنتاجها الإبداعي

 

اهتمام بعض المخرجين بالديكور على حساب النص والممثل
أمر كارثي

 

تابوهات الرقابة أهم المشكلات التي تواجه النصوص المسرحية
كتبت: سهام فتحي
أعربت الباحثة د. لمياء أنور من جمهورية مصر العربية عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان الكويت المسرحي الـ 20 للمرة الأولى، وثمنت دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في نشر الثقافة والوعي من خلال إقامة المهرجانات الثقافية مثل مهرجان الكويت المسرحي، وأشارت إلى أن مشاركتها جاءت من خلال بحث في ندوة «النقد في المسرح العربي بين الحضور والغياب»، وتناولت خلاله النقد والأساس في ذلك المحور هو الناقد الذي يعد أساسيا ومن دونه لا يوجد نقد من الأساس، وتطرقت إلى غياب النقد بحثا عن صفات الناقد التي يجب أن تتوافر له ليتمكن من النقد، وذكرت سمات الناقد والأدوات الفكرية والفنية التي يتمكن من خلالها صياغة قراءة العرض المسرحي في مقال.
دور الناقد
وأكدت أن الناقد المتخصص لا بد أن يكون على وعي بكافة عناصر العمل المسرحي ليتمكن من تحليل العمل من خلال نظرية المعرفة أي الحصيلة المعرفية التي تتوافر للناقد والثقافات التي يتطرق إليها ليكون رؤية للعالم ومن دون هذه المعرفة لا يملك رؤية.
كما تناولت رسالة العرض بالنسبة للناقد وقراءتها وفقا للإطار الزماني والمكاني للعرض، فعلى سبيل المثال المسرح الكويتي يمتاز بخصائص عن المسارح الأخرى، لذلك على الناقد أن يطلع على ثقافة المجتمعات أولا ليتمكن من قراءة الإنتاج الإبداعي الخاص به.
وتحدثت عن العروض التي تابعتها من خلال المهرجان وأوضحت أنها لاحظت اتجاها معينا مسيطرا وظلما للمرأة وتساءلت حول كون ذلك هو واقع المرأة في المجتمع الكويتي، وتمنت من صناع الأعمال المسرحية الإجابة عن هذا التساؤل. على رغم أنها تختلف مع رؤية صناع بعض الأعمال التي همشت دور المرأة الكويتية وهو ما يعاكس الواقع الذي تلمسه ويلاحظه الجميع ويغاير الواقع.

 

نماذج مشوهة
ولفتت أنور إلى أن العروض المسرحية قدمت نماذج مشوهة، فإحداهن قتلت لأنها حملت سفاحا، وفي عرض آخر تم تقديم مثال لسيدة تهتم فقط بالأموال والمصروف بعيدا عن الهدف الأساسي للعرض وهو الكوميديا.
وانتقدت وقوع بعض المتخصصين في خطأ تعريف السينوغرافيا كونها فقط في الديكور حيث إنها تشمل كل ما يوجد على خشبة المسرح حتى الصمت وجسد الممثل والديكور والإضاءة والمؤثرات الموسيقية، فاهتمام بعض المخرجين بالديكور على حساب النص المسرحي والممثل يعد كارثيا، وهو شيء وجد في بعض العروض المقدمة في المهرجان، فبعض العروض أسرفت في استخدام الديكور، مما أشعر المشاهدين بالملل والانزعاج البصري بدون مبرر درامي للديكور، مما أحدث صداما مع المتلقي، وبعض التفاصيل كان على المخرج الإلمام بها منذ قراءة النص وانتهاء بوصولها للمشاهد.

 

المهرجانات
وحول الندوات المقامة ضمن فعاليات المهرجان أكدت أنور أنها كانت موفقة للغاية على رغم بعض الاختلاف في الآراء نظرا لاختلاف ثقافات المشاركين في الندوات إضافة إلى اختلاف الحصيلة المعرفية واختلاف الأهواء، فالبعض يهوى التنظير أو القراءة ولكن المحك المهم هو عدم تحول الاختلاف إلى خلاف، فللجميع الحق في عرض وجهات نظره بشكل جيد ويتقبله الآخرون بشكل محترم وهذا ما تحقق في الندوات وحقق الاستفادة للمشاركين.
وحول مدى الاستفادة التي تحققها المهرجانات المسرحية أشارت إلى أنها إذا اتسمت بالدولية فإنها تمكن المشاركين من التعرف على الثقافات الأخرى وفتح آفاق أخرى في دول مختلفة واطلاع صناع العرض على آراء وتعقيبات المشاركين في المهرجانات بعيدا عن المحاباة أو التمجيد من المحيطين بهم، كل ذلك يعد من أوجه الاستفادة بحق.
وأضافت أنور أن النقاد والمشاركين يطلعون على العروض المشاركة ويقدمون النصائح الهادفة التي لا تنتهج النقد أو الذم فقط أو المبالغة في الثناء مما يسبب كوارث للعروض، فلا وجود لعرض مسرحي سيئ بشكل كامل، هناك عرض أخفق في بعض الأشياء وآخر جاد وعلى الناقد أن يوضح نقاط الإخفاق والإجادة.
وثمنت أنور تجربة الشباب المشارك في العروض خاصة إذا تميز بالقدرة على الاطلاع على ثقافات المجتمع وسياساته مما يشكل وجدان الفنان إلى جانب اطلاعه على عروض أخرى من ثقافات مختلفة من أجل التجديد وعدم تكرار القديم.

 

مشكلات المسرح
أما المشكلات التي تواجه المسرح فأوضحت أن الرقابة من أهم المشكلات التي تواجه النصوص المسرحية رغم تجنب التابوهات الثلاثة المعروفة «الجنس والدين والسياسة»، وأرجعت وجود بعض القائمين على الرقابة من غير المتخصصين أدبيا ويطبقون القواعد على النصوص بعيدا عن التذوق الفني، وتمنت تولي الرقابة بعض الكتَّاب والمتخصصين، إضافة إلى وجود بعض المشكلات الإنتاجية.
وختمت أنور مؤكدة على دور المسرح في نشر الثقافة والتنوير ومواجهة المشكلات المعاصرة، فعلى سبيل المثال الجنود هم من يواجهون الإرهاب على الحدود، أما الفنان فيواجهها من خلال أعماله على خشبة المسرح أو السينما، والمسرح أداة مهمة جدا وقوية فهو قادر على نشر الوعي الثقافي كونه يتوجه إلى الجمهور المتخصص أو غير المتخصص ويحقق استفادة أكيدة من النص المسرحي ويعمل على تشكيل وعى الجمهور من خلال ما تقدمه جماليا أو فكريا وبطرح أفكار إيجابية حول المشكلات التي تواجه المجتمعات.

 

 

 

فؤاد الشطي .. الغائب الحاضر

 

ونحن نعيش أيام وليالي مهرجان الكويت المسرحي، في دورته العشرين، نتذكر الحاضر الغائب دائما فؤاد الشطي، فارس المسرح العربي الذي شكل رحيله في أبريل من العام 2016 صدمة كبيرة للحركة الفنية والمسرحية الخليجية والعربية، فهو مبدع استثنائي متفرد، نسيج وحده لا تملك إلا أن تحبه وتصغي إلى حديثه العذب الذي لا يخلو من الملح والطرف والمقالب الخفيفة أحيانا... تولى إدارة مهرجان الكويت المسرحي في ثلاث دورات متتالية، أعوام 2000 و2001 و2002 فحققت نجاحا كبيرا وزخما فنيا ومسرحيا وتحولت إلى تظاهرة عربية مسرحية، بعد أن منحها الشطي من خبراته وعلاقاته المتشعبة في العالم العربي مع المسرحيين العرب، وظل الشطي مساندا ومعاونا لكل فعاليات المهرجان قبل ذلك وبعده، وإذا غاب عنه لظروف صحية كان يبادر المسرحيون العرب إلى زيارته في منزله وقضاء الأمسيات معه... لم يمر الشطي مرورا عابرا على المسرح، بل ترك بصمات خالدة على خارطة المسرح العربي خاصة الخليجي، قاد فرقة المسرح العربي لعدة عقود؛ فابتكر يوم المسرح العربي لتكريم الفنان، وحقق كثيرا من الإنجازات. أخرج لفرقة المسرح العربي كثيرا من المسرحيات، منها مسرحية «سلطان للبيع» و«خروف نيام نيام» و«احذروا» و«القضية خارج الملف» و«رحلة حنظلة» و«مراهق في الخمسين» و«طار الفيل» وغيرها كثيرا، شكلت عصرا جميلا من الإبداع الراقي والمتميز.
كما ساهم في تأسيس كل من الاتحاد العام للفنانين العرب، واتحاد المسرحيين العرب، واللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وانتُخب من قبل المسرحيين الكويتيين ليمثلهم في اللجنة العليا للمسرح بالكويت، في مبادرة هي الأولى من نوعها، والاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية ومؤسس المركز الكويتي والإقليمي للهيئة العالمية للمسرح، ورئيسا لمجلس إدارته منذ تأسيسه، وانتُخب كأول عربي عضو في المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح (ITI) لثلاث دورات متتالية سيظل الشطي الغائب الحاضر دوما، خاصة بعد أن تولى نجله المخرج أحمد الشطي رئاسة فرقة المسرح العربي، وبدأ في تطويرها في مرحلة شبابية جديدة لتستمر المسيرة ويبقى الرمز.

 

 

 

ثمَّن دعم «المجلس الوطني» للحركة المسرحية وأشاد بعروض المهرجان

 

فهد الحارثي: الكويت بلد الفن والجمال .. وتكريمي منها يعني لي الكثير

 

الكويت عادت لتستعيد مكانتها وريادتها المسرحية

 

المسرحي يحتاج إلى خبرات الشاعر والإعلامي والرسام

 

رؤية 2030 وضعت لنا الاستراتيجية التي كان المسرح السعودي يفتقدها

 

هجرتُ الشعر والقصة من أجل الكتابة للمسرح .. وأزعم أنني أتنفسها
حاوره: د. شريف صالح
الكاتب المسرحي السعودي فهد الحارثي أحد الوجوه الخليجية والعربية التي كرمها مهرجان المسرح في الكويت في دورته العشرين.
كاتب صاحب تجربة عريضة تزيد على ثلاثين عاما، وأحد الأسماء اللامعة في سماء المسرح السعودي. كما أنه أحد مؤسسي فرقة الطائف المسرحية وله عشرات الأعمال المسرحية المهمة للكبار والصغار مثل: يا رايح الوادي، سفر الهوامش، المحتكر، البابور، لعبة كراسي، عندما يأتي المساء، يوشك أن ينفجر، وملف إنكليزي.
التقيناه في هذا الحوار محاولين إلقاء الضوء على ملامح تجربته الثرية.

 

بداية، ماذا يعني لك التكريم في مهرجان الكويت المسرحي؟
لا شك في أن لمهرجان الكويت المسرحي قيمة كبرى، صحيح أنني كرمت في السعودية ومصر وتونس واليوم أكرم في الكويت، وهذا يعني لي الشيء الكثير لأن الكويت بلد الفن والجمال ورائدة خليجية في شتى مجالات الثقافة، وهذا سيدفعني إلى جمال أكثر.

 

إذا عدنا إلى البدايات كنت من أوائل من خصصوا صفحة للمسرح في الصحف السعودية، ما الذي كنت تطمح إليه؟
في تلك الفترة كان ذلك حدثا نوعيا، كنت أعمل في مجال الإعلام ولشعوري بقلة الوعي بالمسرح رغبت في نشر الثقافة المسرحية لدى القراء والجمهور. والجريدة رحبت بتجربة رائدة ليس فقط في السعودية بل ربما في العالم العربي. وكررتها مع أكثر من صحيفة. وتزامن ذلك مع فترة ذهبية صاخبة بوجود كبار المسرحيين العرب وكثرة القضايا المطروحة على الساحة آنذاك. وأتصور أنني ساهمت في تكوين وعي لدى المتلقي وربما لدى المشتغلين بالمسرح في المملكة أيضا. وكانت هذه الصفحة هي بوابة عبوري إلى مجال المسرح أساسا. وكان عملي الإعلامي أقرب إلى مفهوم الكاتب الصحافي يعتمد على التحليل والنقاش وليس جمع ونشر الأخبار.

 

بمعنى أنك آنذاك لم تكن تخطط لتصبح كاتبا مسرحيا؟
في هذا الوقت كانت لي تجارب في كتابة القصة والشعر.. لكنني وجدت نفسي أتوجه إلى ورطة المسرح الجميلة والعميقة. مع استمراري في تحرير الصفحة المتخصصة به.

 

ألا يعاودك الحنين إلى تجربة تلك الصفحة؟
بالتأكيد أطمح إلى تكرار التجربة لكن ليس في الصحافة الورقية بل في الفضاء الإلكتروني الأكثر فاعلية الآن والأسرع في نقل الأفكار. والتعبير عن مشاغباتي التي أكتبها من حين إلى آخر.

 

إلى أي مدى أفادتك تجاربك في الصحافة والشعر والقصة؟
أتصور أنها أفادتني كثيرا.. فالمسرحي يحتاج إلى شتى الخبرات، خبرة الشاعر والإعلامي والرسام. وإن كنت في نهاية الأمر أومن بالتخصص وأفضل تركيز الجهد على جانب إبداعي معين. لأنه من الصعب توزيع الطاقة في مجالات شتى لذلك تفرغت للمسرح.

 

لديك تجربة مهمة في الورش المسرحية.. هل تعتبرها أفضل من الدراسة الأكاديمية؟
قدمنا من خلال فرقة الطائف تجربة ورش رائدة ومهمة بالفعل.. وربما كانت الأولى من نوعها في المملكة.. وميزتها أنها كانت مستدامة ولا تتعلق بتقديم عمل محدد. وكنا حريصين كمسرحيين آنذاك على تنمية أدواتنا في مختلف مجالات المسرح من إضاءة وتمثيل وكتابة وإخراج.. وأيضا استفدنا من الكثير من التجارب المشابهة في مصر والأردن ودول أجنبية.. وطوعنا فكرة الورش لظروفنا. وأعتقد أن هذه التجربة كان لها الفضل في تكوين جيل مسرحي واع ومختلف ونقلت المسرح في المملكة إلى أفق جديد. وبعد ما يزيد على ربع قرن لاتزال هذه التجربة ممتدة وتعمل بفكر الورش وأنتجت أجيالا هم الآن في مقدمة الحركة المسرحية في المملكة، منهم رفيق الدرب المخرج أحمد الأحمري. وأصبح لنا حضور مميز في الساحتين الخليجية والعربية حيث حصدنا أكثر من 80 جائزة. وهذا لا يعني أن الورش أفضل من الدراسة الأكاديمية بل لكل منهما ميزاته. والمهم من يخلص للمسرح في الحالتين.. فحتى من تخرجوا في الأكاديميات يحرصون دائما على تجديد أنفسهم عبر الورش التي ترفدنا بالجديد وتمنحنا جرعات خفيفة ومحفزة للإبداع وأعتبرها «مصحة علاجية» لكل العاملين في المسرح.

 

على رغم خبرتك الممتدة لأكثر من ثلاثين عاما لكنك ركزت جهدك على التأليف المسرحي تحديدا؟
ربما تكويني الأدبي أثر في وجعلني أفضل الكتابة وأزعم أنني أتنفسها. مارست الإخراج والإضاءة وإدارة الخشبة لكنني فضلت التأليف ولم أجد نفسي في مجالات المسرح الأخرى.

 

هل ثمة كُتاب أثروا فيك وكان لهم الفضل في هذا التوجه؟
لا شك أن أي كاتب يبدأ بمرحلة التأثر حتى لو كان خافتا.. فمن السعودية تأثرت بالكاتب راشد الشمراني.. وعربيا تأثرت بأكثر من كاتب خصوصا سعدالله ونوس. لكنني اجتهدت دائما أن أصنع لنفسي خطي المنفرد ومشروعي الخاص. لذلك في أكثر من تجربة كتابة ذهبت إلى مسارات متعددة خصوصا. اشتغلت مثلا على مسرح الحركة وتطلبت التجربة نصوصا معينة. كما التفت إلى المزج بين لغة الحوار المسرحي والسرد القصصي.. وأيضا كان للتجربة الشعرية حضورها في بعض النصوص دون أن تستعلي على المتلقي. وأخيرا اتجهت إلى الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي عبر مجموعة من النصوص.. فدائما لدي روح التجريب والتمرد وليس التقليد لأحد.

 

لكن من يتابع أعمالك يلاحظ أحيانا الاقتراب من المسرح الملحمي.. وفي أحيان أخرى أقرب إلى المسرح الفقير؟
ربما هذا في البدايات بحكم التأثر قليلا سواء بالمسرح الملحمي أو المسرح الفقير.. وكذلك مسرح الحكواتي.. لكنني تخلصت من هذه المدارس والتقيد بها.. وربما هذا ما لفت نظر الباحثين إلى تجربتي في أكثر من رسالة ماجستير ودكتوراه.

 

أيضا تنوعت تجربتك بين مسرح الكبار والصغار.. فأيهما الأقرب إليك؟
بالتأكيد مسرح الكبار. في رأيي أن مسرح الصغار صعب جدا والاستسهال به مؤذ وقاتل لأنه يتطلب كاتبا بروح طفل.. وأعني روح الطفل الذي نتوجه إليه اليوم وهو طفل إلكتروني يختلف تماما عن الطفل الذي عشناه نحن. لذلك أقول إننا يجب ألا نهبط إلى مستوى الطفل بل أن نرتقي إليه.

 

إلى أي مدى تؤمن بأن النص المسرحي قابل للحياة حتى إن لم يقدم على خشبة المسرح؟
من المؤكد أن النص قابل للحياة ونشره في كتاب يوثقه إلى الأبد ويتيح له فرصا متعددة للتفسير والتأويل مع اختلاف العروض المأخوذة عنه وتفاوت رؤى المخرجين له. حتى إن كان البعض يعتبر أن النص الدرامي الذي لا يقدم على خشبة المسرح هو «نص ميت».
رغم التغيرات الإيجابية التي تشهدها المملكة حاليا على صعيد الاهتمام بالفنون عموما لكن مازال المسرح السعودي يتحسس خطاه على صعيد المشاركات العربية؟
بالعكس أرى أن المسرح السعودي حاضر بقوة منذ عشرين عاما على الأقل.. ويقدم صورة جيدة جدا كمسرح متطور لديه كوادر من المخرجين والكتاب والممثلين.. فنحن نملك الثروة البشرية لكن ما كان ينقصنا هو المشروع الذي يستثمر هذا الكنز، أو الاستراتيجية التي نبني عليها جميعا..
وهذا ما بدأ تحققه في إطار رؤية المملكة 2030 ومن ضمنها إنشاء أكاديمية ودعم الفرق والجمعيات المسرحية. ولا شك أن هذه النقلة ستقود إلى ثورة في الحركة المسرحية في المملكة وستنعكس إيجابيا أكثر على مشاركتنا العربية والدولية. ورغم أننا افتقدنا في السابق مثل هذه الاستراتيجية لكننا نجحنا في نيل أكثر من أربعين جائزة عربية.

 

وماذا عن المسرح الكويتي، كيف تراه بحكم متابعتك له من كثب؟
المسرح الكويتي رائد خليجيا وعربيا، وهو مسرح ثري للغاية ويكفي أن معهد الفنون المسرحية في الكويت كان الوعاء الحاضن لمعظم المسرحيين في الخليج وليس في الكويت فقط. ومايزال يرفد الساحة الخليجية بأجيال جديدة. ربما مر المسرح في الكويت بفترة اهتزاز لكنه الآن يستعيد عافيته وهناك أسماء واعدة ولامعة على صعيد الإخراج والكتابة والتمثيل وتصميم الديكور والإضاءة.. وهذا يعني أن الكويت عادت لتستعيد مكانتها وريادتها المسرحية.

 


أوضح أن الاستعدادات للعرض استغرقت 80 يوما

 

عبدالعزيز التركي: بذلنا جهداً كبيراً
في «البارج» لينال استحسان الجميع

 

أسماء النقاد في الندوات التطبيقية كبيرة
وذات خبرة واسعة

 

السينوغرافيا في العرض قامت عليها كفاءات
كويتية نادرة

 

حوار محمد شوقي
المخرج عبدالعزيز التركي (مخرج العرض المسرحي «البارج» الذي قدمته فرقة تياترو) هو أحد مخرجي الشباب الذي تنبأ له النقاد والمختصون بمستقبل واعد في عالم الإخرا ج المسرحي لما له من رؤية متميزة في الإخراج المسرحي والتي تجلت واضحة في عرض البارج، فلقد استطاع بما لديه من خبرة ودراية وعلم أن يعكس الرؤية المسرحية للنص بعناصره المختلفة دون تعقيد لكن ببساطة ويسر كان محل إشادة النقاد والاختصاصيين في الندوة التطبيقية.. فكان لنا معه هذا اللقاء:

 

نريد إلقاء الضوء حول الاستعدادات والتجهيز لعرض البارج المسرحي؟
البارج بدأ الإعداد له في العام 2016 إذ تم عمل ورشة عمل بمشاركة كاتبة النص فلول الفيلكاوي وجميع القائمين على عناصر العمل من مساعد المخرج وإضاءة وأزياء وديكور وغيره حيث تم التباحث في كيفية كتابة فكرة النص وإظهار الرؤية للمتلقي بشكل واضح من دون أي خدش للعادات والتقاليد والإرث الكويتي الذي نفخر فيه لطالما هو الثروة الحقيقية لنا ككويتيين وقد تمت كتابة النص بالفعل وتم تجييش عناصر العمل من قبلي كمخرج في تشكيل العناصر الأخرى كممثلين والإضاءة والديكور والأزياء واختيار الفريق بحرفية فمع احترامي لجميع الكفاءات فدور فضة في المسرحية يحتاج لممثلة من طراز خاص حيث اخترنا الفنانة الجميلة والمبدعة حصة النبهان التي استطاعت تجسيد دور فضة في أبهى صورة وحلة وقد رأينا الحديث عنها والإشادة بها في الندوة التطبيقية من أساتذة النقد المسرحي والاختصاصيين فالحمد لله بعد جهد كبير ظهر العمل للجميع ونال إعجابهم، فمن جهتي عسكرت إن جاز التعبير لتنفيذ العمل على مدار أكثر من ٨٠ يوما قبل المهرجان.

 

كيف تقيم تجربة مهرجان الكويت المسرحي العشرين لهذا العام؟
نثمن للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حمله مسؤولية إقامة مهرجانات المسرح، فالمسرح هو الفن الكويتي الأصيل التي تجسدت في العروض المتميزة والجميلة التي تقدم على خشبة المسرح منذ العام ١٩٨٩ وحتى ٢٠١٩ أي منذ ٣٠ عاما من الإبداع والتألق يقف وراء ذلك المجلس بكل إمكاناته المادية والبشرية فكل مهرجان تكتشف أفكارا جديدة وطاقات مبدعة وخلاقة ورؤى جديدة لمخرجين ومؤلفين وممثلين فاليوم المهرجان داعم ليس للفنانين فقط لكن حتى للجمهور الذي لا يحمل فكرا مسرحيا وفنيا وهنا أتحدث عن الجزء العلمي والأكاديمي فأصبح الجمهور هاويا لهذا النوع من المسرح لسبب بسيط أنه وجد ذاته فيه ولا تجد ذلك في أي مكان والمجلس كعادته وليس بغريب عليه أن يثري عطاءه فهو صرح كويتي والمهرجان عرس لجميع الفنانين الكويتيين والمختصين بما فيهم أنا كمخرج.

 

كيف تقيم تجربة النقد داخل الندوات التطبيقية التي تقام عقب كل عرض؟
في الحقيقة المهرجان من خلال دعوته لعدد أو كوكبة من النقاد والاختصاصيين للمشاركة في الندوات التطبيقية والتقييم والمتابعة فهذا أمر محمود وواجب عمله لأننا كمخرجين ومؤلفين وفنانين قد تكون أفكارنا محدودة في إطار سياق العرض المسرحي لكننا نحتاج إلى إضاءات وإلى مفاتيح من أعين كثيرة كالنقاد لكي تثبت المشهدية للمشهد نفسه أو المسرحية نفسها وتطعم التفاصيل على المسرح فنحتاج الإشادات كما نحتاج للنقد البناء ففي الندوات التطبيقية ترى نقدا بناء داعما للمؤلف والمخرج.

 

ماذا عن عناصر السينوغرافيا المستخدمة في العرض.. هل أدت الغرض منها؟
لقد عملت مع فريق تياترو في مسرحية البارج فهو فريق احترافي في كافة الجوانب ومنها السينوغرافيا وهم في غنى عن التعريف الأستاذ عبدالله النصار كمصمم إضاءة والدكتور فهد المذن كمصمم ديكور وأزياء فلقد رأينا عرض البارج جميلا وغنيا بإبداعاتهم الفنية والفكرية وأتمنى من الجميع خاصة المقبلين على هذا الفن السينوغرافيا بكل جوانبها ان يحذوا حذو هؤلاء لأنهم هم من أخذوا على عاتقهم الأمانة في الموهبة والعمل فاليوم وبشهادة جميع المشاركين في الندوة التطبيقية رأينا إرشادات كبيرة بجميع عوامل أو جوانب السينوغرافيا في عرض البارج فلقد كان معززا لقوى ورؤية العرض.

 

نريد إلقاء الضوء حول معنى البارج وفكرة العرض بشكل عام؟
البارج تعني باللهجة الكويتية القديمة البرق الذي يأتي في وقت العاصفة يضرب السفينة ويكسرها، فنحن في العرض نتحدث عن فكرة أن جميع من تسول له نفسه أن يحاول انتهاك قرار باسم الحب او ينصب نفسه مسؤولا عن قرارات العشاق، مصيره البارج فلدينا مثل كويتي يقول «الحوبة تبطي ولكن لا تخطئ».

 

هل هناك عراقيل او صعوبات واجهتكم خلال الاستعداد للعرض؟
لقد واجهتنا بعض العراقيل والصعوبات ككل عمل مسرحي يواجه عراقيل ترهق كاهل الجميع وحركة الممثلين في أدائهم لكن العناية الإلهية كانت حاضرة فاليوم الشكر لله
ولجهود الممثلين.

 

كيف ترى الحركة المسرحية حاليا وقد غاب عنها عدد من الرموز خلال السنوات الأخيرة؟
نحن المسرحيين بكبارنا نفتخر سواء الأحياء أو الأموات منهم فنحن أبناؤهم والمكملون لمسيرتهم الخالدة وسوف نورث الأمانة إلى الأجيال المقبلة فنحن من دون السابقين من المسرحيين لا نكون فهم الأساس، تعلمنا منهم فلقد كانوا أساتذة كبارا وكلمات الشكر لا تكفيهم ولا تكفي ما قدموه من أعمال مسرحية خالدة محفورة في الذاكرة فأنا أتحدث ليس من منطلق أني فنان او مخرج لكن كمحب للمسرحيين السابقين الأحياء منهم والأموات فهم السبب في تواجدنا وتواجد المسرح الآن وأتمنى أن أكون لهم خير ممثل ومعين في المرحلة القادمة والحالية.

 

إلى أي مدى يسهم مهرجان الكويت المسرحي في إثراء الحركة المسرحية؟
أوجه شكري للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعمه اللامحدود لنا كمسرحيين ونحن في الأساس لا نريد أكثر مما يقدمه المجلس من تقدير لنا كمسرحيين وشخوصنا ولآرائنا ودائما المجلس ما يكون الجسر والراعي الأول والأخير لنا كما لم يدخر وسعا بتوجيهنا، فدائما ما كان ينصفنا واليوم الأسماء والقامات الموجودة في المهرجان تؤكد ذلك.

 

كيف ترى الأعمال المسرحية المقدمة في المهرجان؟
الأعمال والعروض المقدمة في المهرجان هي أعمال حرفية ومهنية فلا يمكن أن نبخس أحدا جهده فجميع المخرجين شبابا وممثلين مبدعون ونلاحظ وجود أساتذة نحن طلابهم في منافسة شريفة ما بين الأستاذ والطالب.

 


سامي بلال: «كوميديا بلا ألوان»
نص قائم على أبعاد إنسانية

 

كتب: خالد سامح
سامي بلال من الأسماء الفنية التي لمعت خلال العقد الفائت كويتيا وعربيا، أخرج وألف العديد من الأعمال المسرحية، ووقف ممثلا إلى جانب كبار النجوم الكويتيين، في أعمال تلفزيونية مميزة، وشارك في هذه الدورة المميزة من مهرجان الكويت المسرحي بعرض من تأليفه يحمل عنوان «كوميديا بلا ألوان»، من إخراج أحمد الحليل.
يحدثنا الفنان سامي بلال عن نصه، وما يحمل من رسائل فكرية وجمالية فيقول: «كوميديا بلا ألوان» هو النص الفائز بالمركز الأول في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي سنة 2019. ويتكلم - كما بقية نصوصي - منطلقا من بُعد إنساني. لكن صغت هذا النص بقالب «ربما» يكون أقرب إلى الكوميديا السوداء، وهو يطرح قضايا إنسانية وجودية، ويطرح العديد من الأسئلة، وأتمنى أن أكون قد وفقت بتقديم نص مميز ومختلف يترك بصمة في المشهد الفني الكويتي والعربي.
ويرى بلال أن مهرجان الكويت المسرحي هو المتنفس الحقيقي للمسرحيين الكويتيين. يقوده الشباب المفعم بالحيوية ولا تنقصه الخبرة كما يقول. ويتابع «كيف لا وهذا الجيل قد تسلم الراية ممن سبقوه من الرواد والمؤسسين مكملا مسيرة حافلة بالإنجازات والتحديات. وهذا الترابط بين الأجيال مهم جدا وهو ما يميز الحراك المسرحي في الكويت»..
سألناه: برأيك هل واكب المسرح العربي التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية في مرحلة «الربيع العربي»، وهل نجح في التعبير عنها؟ فأجاب:
المسرح العربي عموما مثقل بهموم الشارع العربي، وقريب من قضاياه. ولا ينحصر في قضايا وقتية أو آنية. وبالطبع الفن عامة هو راصد للأوضاع وتطوراتها. ونسمع كثيرا أن المسرح مرآة المجتمع، لكنني أعتقد أن المسرح هو أشمل من ذلك فيتعدى المجتمعات والأزمان وصولا إلى هم إنساني مشترك.
كما سألناه عن أعماله المسرحية القادمة، فأشار إلى أنه حاليا يعمل على تدريب مجموعة من الممثلين الهواة لنقدم عروضا مسرحية قصيرة.
وتابع: «كما أنني أعكف على كتابة نص مسرحي جديد يبحث العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة (زوج وزوجة، أخ وأخته، غريبان... إلخ) على شكل مشاهد قصيرة جدا وغير مسلسلة».
صحافي أردني، من ضيوف المهرجان

 

Happy Wheels