مهرجانات وأنشطة

النشرة الثامنة


 اضغط هنا لتحميل النشرة الثامنة بصيغة ال pdf

 

الأنصاري.. منارة كويتية
ما بين الديبلوماسية والموسيقى عاش علي زكريا الأنصاري حياته وعمل بجد وحب، فأنجز الكثير ليصبح اليوم أحد المنارات الثقافية التي ظلت ملامحها خالدة في ذاكرة الوطن.

 


ووفاءً لهذا العلم من أعلام الثقافة في البلاد خصص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن مهرجان القرين الثقافي لهذا العام «منارة ثقافية باسم الفنان الراحل علي زكريا الأنصاري» أحد أبناء الكويت المبدعين الذي عمل من أجل رفع اسم وطنه عاليا.
تفاصيل أخرى ص 2


في أمسية احتفت باسمه وإبداعاته الموسيقية ومواقفه الإنسانية
علي زكريا الأنصاري.. منارة كويتية
بين الديبلوماسية والثقافة

 

 

كتب: جمال بخيت
ما بين الديبلوماسية والموسيقى عاش علي زكريا الأنصاري حياته وعمل بجد وحب، فأنجز الكثير ليصبح اليوم أحد المنارات الثقافية التي ظلت ملامحها خالدة في ذاكرة الوطن.
ووفاءً لهذا العلم من أعلام الثقافة في البلاد خصص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن مهرجان القرين الثقافي لهذا العام «منارة ثقافية باسم الفنان الراحل علي زكريا الأنصاري» أحد أبناء الكويت المبدعين الذي عمل من أجل رفع اسم وطنه عاليا.
وقدم المستشار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وممثل الكويت في لجنة صون التراث الثقافي غير المادي في منظمة (اليونسكو) والعازف والملحن الموسيقي الدكتور وليد السيف المنارة الثقافية مساء الأربعاء في مكتبة الكويت الوطنية، إذ تضمنت لمحة عن حياة الأنصاري وقصته مع الموسيقى وآراءه فيها وأعماله الموسيقية من سيمفونيات ومقطوعات وعزف منفرد على العود.
كما سلطت الضوء على بعض الجوانب الإنسانية لحياة الراحل علي الأنصاري من صور فوتوغرافية واسطوانة تحتوي على مجموعة مختارة من إبداعاته الموسيقية المحببة إليه.
وشارك في تقديم سيرة الراحل في المنارة الثقافية صديق الراحل الأنصاري المهندس محمد معتوق البخيت والابن الأكبر للأنصاري مازن علي الأنصاري.
وقدم السيف والبخيت ومازن الأنصاري مؤلفهم المشترك الخاص بالراحل علي زكريا الأنصاري وسيرته ابتداء بولادته العام 1929 حتى وفاته في 2011، مبرزين أدواره كأديب وأستاذ ومفتش تربوي وسفير وديبلوماسي وموسيقي من الطراز الرفيع.

عاشق الموسيقى
وقال وليد السيف متحدثا عن هذا العلم إن الموسيقى كانت عشق الراحل الأنصاري وهوايته المحببة، حيث طورها بمثابرته وإصراره وصبره وماله ليرتقي بها لفترة تزيد على أربعة عقود من الزمن حتى أوصلها إلى العالمية ونال باستحقاق لقب الموسيقار مسجلا اسما مرموقا بين أعظم الموسيقيين العالميين في القرن الـ 20.

استخدام الكمبيوتر
بدوره تطرق مازن علي الأنصاري إلى حب والده الشديد للموسيقى، قائلا: «كنا جميعا نساعده في تنمية هوايته خصوصا استخدامه للكمبيوتر الذي اعتبره الراحل اختراعا عجيبا لتطوير قدراته في التلحين الأوركسترالي».
وأضاف بالقول: «لاحظنا إصراره ومثابرته في التعلم فمكناه من العمل بالكمبيوتر وبرامجه المختلفة علما بأنه ليس من جيل الكمبيوتر، وهذا شيء جديد تعلمناه من الوالد في حياته».
وليد السيف: الأنصاري سجل اسماً مرموقاً بين أعظم الموسيقيين العالميين
في القرن الـ 20

مازن الأنصاري: كنا نساعده في تنمية هوايته خصوصاً استخدامه للكمبيوتر الذي اعتبره اختراعاً عجيباً

 

الأنصاري في سطور


درس الراحل الأنصاري في جامعة القاهرة عام 1954، وتابع بعدها حصوله على الدبلوم العالي من جامعة إكستر البريطانية لينخرط بعد ذلك في العمل بالسلك الديبلوماسي، حيث تنقل بين لبنان وتونس والاتحاد السوفييتي والهند وإندونيسيا وغيرها من دول العالم.
وفي أثناء وجوده في موسكو سفيرا لدولة الكويت هناك التفت إلى هوايته الموسيقية حيث وجد البيئة الحاضنة فقرر دراسة الموسيقى على يد المؤلف العالمي البروفيسور ميخائيلوف وغيره من خيرة الموسيقيين هناك وأبدع في التلحين الأوركسترالي خالقا توليفة رائعة بين العالمين العربي والغربي موسيقيا حتى إن أعماله عزفت كمقطوعات موسيقية داخل الكويت وخارجها.
وعند انتهاء فترة خدمته في الخارجية تفرغ لإعادة مقطوعاته مستغلا خبرته في تطويرها والإضافة إليها لتعزف في عدة محافل دولية مما جعل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يسجل أعماله ويوثقها بشكل حديث.
ومن بين أعماله سجل علي الأنصاري في يوليو من العام 2000 ست مقطوعات موسيقية كتبت للأوركسترا السيمفوني شوبان في وارسو بقيادة عميد الأكاديمية البروفيسور جيماك كما سجل في القاهرة بتاريخ 23 مايو 2000 ألبوما موسيقيا بقيادة إبراهيم راديو تضمن تسع مقطوعات موسيقية كتبت لأوركسترا عربية كنواة لتطويرها في المستقبل وتقديمها إلى العالم بشكل متقن.
كما سجل عزفا منفردا على آلته المحببة (العود) في مجموعات من الأسطوانات الرقمية خمس منها أطلق عليها «تأملات على العود» وأسطوانتين «انطباعات عن أغاني أم كلثوم» وأسطوانتين «انطباعات عن أغاني محمد عبدالوهاب»، وله كذلك العديد من التسجيلات التي تبرز محاولاته لتطوير موسيقى أغاني البحر الكويتية الشعبية ضمن الموسيقى الأوركسترالية.
وفي مجال الأدب نشرت له العديد من المقالات الأدبية والنقدية والاجتماعية والقصص القصيرة منها «عاشق الصورة» و«المتشائم» و«بورقيبة» وغيرها وكذلك نشرت له بعض الترجمات من اللغة الإنجليزية ومنها مسرحية «تواضعت فظفرت» للكاتب الإنجليزي أوليفر جولد سميث والتي ظهرت من ضمن منشورات المسرح العالمي في العام 1970 والتي كانت تصدر عن وزارة الإرشاد والأنباء آنذاك.
وكرم الراحل في عدة مناسبات ثقافية كان آخر التكريم في إمارة أبوظبي بتاريخ 6 أكتوبر 2011 من قبل منظومة دول مجلس التعاون الخليجي لإنجازاته في مجال الإبداع الموسيقي.

معرض وحفل لتوزيع جائزة التصميم للإبداع في الحرف اليدوية
«سدى».. معرض للسدو
يجمع بين الأصالة والحداثة

 

 


الشيخة ألطاف الصباح: علينا المحافظة على التراث والتاريخ وإعادة إحيائهما كونهما يمثلان هوية الكويت

الشيخة بيبي الصباح: نشجع الفنانين على تقدير التراث الفني واستلهام الجماليات المعاصرة المستمدة من عراقة الماضي

كتبت: جويس شماس
خلق منتجات جديدة مستلهمة من الثقافة المحلية، إتاحة الفرصة للمبدعين باستكشاف تعابير حديثة لتراث النسيج، وتشجيع المواهب وتبادل الأفكار المبدعة المعاصرة التي تجمع بين الماضي والحاضر.. إنها أهداف «سدى»، مبادرة جمعية السدو في التصميم والابتكار والاستلهام في فنون النسيج، ومسابقة للفنانين والمصممين في الكويت بهدف عرض مواهبهم وإبداعاتهم وتحديدا الشبابية منها، والمستوحاة من السدو ونقوشه وألوانه، إنما بأسلوب متجدد وحديث يتداخل مع احتياجات العصر الحالي العملي والسريع، لتتجسد بأشياء تستخدم بشكل يومي وسهل وتقدم كهدايا وأدوات زينة وإكسسوارات ومقتنيات شخصية وملابس.

معرض وحفل
وبمناسبة ختام مبادرة «سدى» ومسابقتها التي امتدت طوال 3 شهور، وضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 23، وتحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبالتعاون مع «فيجوال ثيرابي» و«خليجسك»، أقيم معرض وحفل لتوزيع جائزة التصميم للإبداع في الحرف اليدوية في بيت السدو بحضور الأمين العام للمجلس الوطني م. علي اليوحة، والراعية والرئيسة الفخرية لبيت السدو الشيخة ألطاف الصباح ورئيسة مجلس إدارة الجمعية الشيخة بيبي دعيج جابر الصباح، الذين قدموا 5 جوائز للفائزين؛ حيث حصلت سامية سعادة على المركز الأول عن «سدو غليتش» المستوحى من ألعاب الفيديو في ثمانينيات القرن الماضي، والوزن النيون، في حسن وفازت دانة المكيمي بالمركز الثاني عن «مساند الكتب» التي تجمع بين عراقة الماضي وتجدد المعاصرة، ليحصل الثنائي أماني عبد الزهراني ومهى العتيبي عن «فوانيس نقوش السدو» التي تمزج بين تصاميم الفوانيس الصينية ونقوش مأخوذة من السدو وألوانه على المركز الثالث، بالإضافة إلى جائزتي شرف لكل من ريكارداس بلازوكس وجاسم النشمي.
النسيج والابتكار
وعلى هامش معرض «سدى»، صرحت الرئيسة الفخرية لبيت السدو الشيخة ألطاف الصباح دعمها الكامل ومساندتها للمواهب الشابة وحرصها على تعزيز النشاطات التي تسهم في المحافظة على التراث والتاريخ وإعادة إحيائهما، كونهما يمثلان هوية الكويت، وقالت «تمثل المنسوجات بشكل عام من ملابس ومفروشات، احتياجات الإنسان الأساسية التي تخدم الفرد والمجتمع على حد سواء في المناسبات كلها، البسيطة والفخمة وما بينها، كما أن النسيج بقصص ثقافية وفنية ووجدانية تحمل في تفاصيلها ونقوشها معاني وتعابير كثيرة، ما يقدم مساحة واسعة للدراسة والتفكير والإبداع، مثل ما هو الحال في مسابقة «سدى»، الذي يهدف لتشجيع البحث والاستلهام في مجال التقاليد والابتكار»، وقد بدأت بوادر الفكرة من سنوات عدة، في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث تم التعاون مع الفنان الكبير سامي محمد لتصميم أعمال فنية عصرية وحديثة للسدو كنسيج، لتتبع الخطوة محاولات مشابهة مع مجموعة «نقاط»، ثم الفنان بدر المنصور.
وفي السياق نفسه، أكدت الصباح أن النسيج قد يكون مادة كما في الأقمشة، أو تقنية مثل الحياكة والتطريز، أو مفهوم كتصميم، أو استعارة تستعمل في اللغة اليومية مثل تعبير «النسيج الاجتماعي» الذي يدل على التماسك البنائي للمجتمع، أو كما في لغة التقنيات الحديثة «الشبكة العنكبوتية»، وأوضحت «تنقل هذه المفردات صورا عن الحبكة، التشابك والتواصل، وتزداد أهميتها لتصبح المنسوجات كانون معاصرة وفقا للتركيبات والمعاني المختلفة التي ترفع من أسهمها وأهميتها»، خصوصا أن هدف مبادرة «سدى» الأساسية هو تشجيع الفنانين والملتحقين للوصول إلى البحث والتقصي في موضوع المنسوجات التقليدية في الكويت ودراسة أساليبها ومدلولاتها، سعيا لإعادة التفكير والتفسير لمفاهيم الكويت والابتكار في مجال الفنون عامة والمنسوجات تحديدا، وأشارت إلى أن المبادرة التي قدمها المعرض الأول تعكس رؤية الفنان وخواطره لموضوع النسيج والحياكة كمفهوم او معنى مبتكر، وعبرت عن سعادتها لرؤية وتعلم جماليات فنية جديدة تضيف بنهجها المفتوح المزيد من المعرفة في مجال الاستلهام والابتكار والعمل الفني.

التراث والمعاصرة
أما رئيسة مجلس إدارة الجمعية الشيخة بيبي دعيج جابر الصباح، فقد أكدت أن مبادرة «سدى» ومسابقتها تصب في خانة تعريف المصممين والفنانين وتشجيعهم على تقدير التراث الفني في الكويت، واستلهام المعاني والجماليات المعاصرة المستمدة من عراقة الماضي وسحر التراث.
وقالت «توجت سلسلة ورش العمل والمحاضرات والنشاطات المتنوعة بمسابقة «سدى» التي امتدت على مدار 3 شهور للكبار والصغار من الكويتيين والمقيمين، بدأت بمرحلة فتح باب تقديم تصاميم مستوحاة من السدو لمدة شهر، ثم تشكيل لجنة ثلاثية لاختيار أجمل 3 تصاميم من أصل 23 عملا فنيا، ووضعنا نصب أعيننا العمل على اختيار أعمال معاصرة عملية يمكن استعمالها بشكل سهل ويومي، خصوصا أن السدو نسيج خشن ونقوشه معقدة نوعا ما، كما أن الشباب لا يميلون لاستخدامها أو استعمالها لصعوبتها»، إلا أن البحث تركز على انتقاء منتجات تراثية وعصرية في آن واحد، وأوضحت «اخترنا 3 فائزين قدموا تصاميم جميلة وعملية يسهل استعمالها وتسويقها، لأنها تندرج ضمن احتياجات الإنسان المعاصر، مثل نقشة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والسدو لتزين أغراضا متعددة الاستخدامات كالأكواب وأغطية الهواتف والملابس والهدايا، ومسند للكتب يستعمل لترتيب الكتب او الديكور، وفوانيس مفرغة بنقوش السدو، فضلا عن جائزتين منحتا لشخصين قدما تصاميم جميلة جدا، غير أن مشكلتها تكمن في صعوبة تنفيذها، رغم تميزها، ما يجعلها تتعارض مع الفكرة الأساسية؛ تصميم عملي وسهل».
وفي ما يخص الخطوة التالية، أشارت الصباح إلى أن المنتجات الجديدة ستكون متوافرة في دكان بيت السدو قريبا، في حين يتم العمل على مساندة المشاركين الآخرين، مثل اصغر مشاركة في المعرض، وتبلغ من العمر ١٥ عاما قدمت تصميما مناسبا ليكون نقشه على الملابس، وقالت «نعمل على فتح المجال والأبواب أمام المواهب الشابة والصغيرة، وتنظيم فعاليات جديدة تسلط الأضواء على الأعمال التراثية المعاصرة».

أشكال ونقوش
فازت المصممة سامية سعادة بالجائزة الأولى عن تصميم «سدو غليتش» المستوحى من أشكال السدو وألعاب الفيديو، وقالت «أحب التصوير والقصص والألعاب الالكترونية، وعندما قررت المشاركة في المسابقة، أردت الجمع بين نقوش السدو ذات الزوايا الحادة التي تتماشى مع تفاصيل الألعاب الإلكترونية، إلا أن الأمر استلزم وقتا، لان الأفكار عادة ما تتغير خلال عملية التنفيذ»، كما أنها رغبت في إدخال لمستها الخاصة من خلال استبدال ألوان السدو الداكنة بأخرى فاتحة يمكن اعتبارها معاصرة، أي النيون، وأوضحت «ترتكز ألوان السدو على البيت وتجمع بين الأسود والأحمر والأخضر والذهبي، غير أنني حصلت على تدرجاتي الخاصة «النيون» من الأخضر الفاتح والزهري والأصفر، حتى إنني حصلت على ألوان قوس قزح عندما استعملت تقنية «غليتش» و«بيكسل» التي فككت نقشتي لأحصل على تصميم معاصر بحت، لكنه مستمد من السدو التقليدي في الوقت عينه، لأضرب بذلك عصفورين بحجر واحد».
مزجت سعادة في «سدو غليتش» بين التصاميم التي استعملتها نساء القبائل البدوية في أوائل القرن الماضي في شبه الجزيرة العربية، حيث كان السدو احد أهم الابتكارات حينها، ولكن بعد المضي قدما في القرن الواحد والعشرين، ابتكرت طرقا جديدة في الإعمال الفنية، وأوضحت «يعتمد تصميمي على الطرق المبتكرة في مزج ألوان النيون مع «الغليتش»، للتعبير عن السدو بطريقة حديثة مع المحافظة على شكل تصميم السدو الأساسي وعناصره»، بينما اختار الثنائي أماني عبد الزهراني ومهى العتيبي المزج بين نقوش السدو التقليدية وألوانه مع الفانوس الصيني الورقي، للحصول على تصميم شرقي مبتكر معاصر بحجم كف اليد، وعرفا عن أنفسهما بأنهما صديقتان تعملان في مجال التصميم، تعتمدان على الزخارف والألوان المائية، كأساس لمنتجاتهما بشكل عام، وقد قالت عبد الزهراني إنهما أرادا استلهام تصميمهما من الفانوس الصيني الذي يستعمل في الاحتفالات الشعبية هناك ورسمت عليها نقوش السدو، غير أن التصميم لم يعجبهما، ما دفعهما لاتباع طريقة أخرى؛ فرسما زخرفة السدو لينفذاها لاحقا على أوراق الكرتون، لتصبح أشبه بفانوس يعكس أشكال السدو على الحوائط، كما أنها تصلح لتكون قطعة إكسسوار أو تغليف هدية، وأضافت أنهما تستخدمان المخيلة والابتكار لترجمة الأفكار إلى إبداعات فنية على ارض الواقع.
أما المركز الثاني التي حصلت عليه دانة المكيمي، الحاصلة على شهادة بكالوريوس في التسويق والعلاقات العامة من جامعة الكويت الأميركية، فقد أوضحت أنها أخذت الرسم منذ الصغر وتعتبر نفسها فنانة، رغم أنها لم تحظ بفرصة تعلم فنون التصميم، وقالت «لطالما أحببت فكرة ابتكار قطعة أثاث منزلي بنمط حديث على شكل نقوش السدو؛ وقد تمكنت من تصميم «مسند الكتب»، التي اعتبرتها الفكرة الأمثل للمزج بين هذه العناصر لإنتاج شيء يجمع بين الأصالة والحداثة»، ما يساعدها على دخول مجال التصميم مهنيا.

 

افتتحها اليوحة ومحافظ الجهراء ضمن فعاليات «القرين»
المجلس الوطني دشن مكتبة
«سعد العبدالله» في ثوبها الجديد

 

 

كتب: محمد جمعة
افتتح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أمس الأربعاء مكتبة «سعد العبدالله» العامة في محافظة الجهراء بحضور محافظ الجهراء الفريق متقاعد فهد الأمير.
وقال الأمين العام للمجلس المهندس علي اليوحة بهذه المناسبة إن افتتاح المكتبة وتطويرها يأتي في إطار خدمة المجتمع ورفع مستوى الثقافة بين أوساط الشباب والمثقفين.
وأضاف اليوحة أن المجلس يسعى من خلال الخطط الموضوعة لتسويق المكتبات العامة إلى تقديم المعرفة بشكلها التقليدي المغلف بالتقنيات الحديثة المتوافرة فضلا عن صيانة وتطوير وتحديث المكتبات ومبانيها.
وأكد اهتمام المجلس بالمكتبات العامة، معربا عن التطلعات إلى أن تحاكي هذه المكتبات نظيراتها في دول العالم بأوعية المعرفة الموجودة فيها وموقعها المريح الذي يسهل الوصول إليها والاستفادة منها بشكل كبير.
وذكر أن من أهداف هذه المكتبات تعليم الطفل من خلال توفير مصادر معلومات مناسبة لحاجاته ورغباته وميوله إضافة إلى تعريفه بمكتبته وكيفية استخدامها والمحافظة عليها وعلى مصادرها وتشجيعه على ارتيادها والاستفادة من خدماتها.
وبين أن من أهداف المكتبة أيضا إرشاد الطفل وتوجيهه عند اختياره لمصادر المعلومات لغرض القراءة وتشجيع التعليم المستمر لديه والإجابة عن أسئلته واستفساراته من خلال مصادر المعلومات المتوافرة.
من جانبه أعرب محافظ الجهراء الفريق متقاعد فهد الأمير عن شكره وتقدير للعاملين بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على جهودهم تجاه المجتمع وتزويدهم بالمعلومات وتوفير مصادرها بما يناسب حاجاتهم وحاجات الطفل ورغباته وميوله.
يذكر أن أول مكتبة عامة غير رسمية أنشئت في الكويت عام 1913 لإيجاد مرجع ثقافي وعلمي لطلبة العلم فيما أنشئت أول مكتبة أهلية عامة رسمية عام 1936 وتم تزويدها بنحو 289 كتابا وألحقت فيما بعد بإدارة المعارف حاملة اسم «مكتبة المعارف العامة».
ومع نمو الكويت وتقدمها شهدت فترة الستينيات والسبعينيات أوج مراحل الاهتمام بالقراءة وإنشاء المكتبات واهتمت الحكومة بالتعليم من خلال إنشاء مكتبة في كل مدرسة تعليمية وإقامة مكتبة عامة في كل محافظة.


عرض في مركز اليرموك الثقافي ضمن فعاليات مهرجان القرين
«راشومون» روايات يابانية مختلفة
لقصة واحدة بحثاً عن الحقيقة

 

 

كتب: محمد جمعة
يُعتبر مهرجان القرين الثقافي ملتقى فنيا توعويا تنصهر فيه كل الثقافات ومختلف الأفكار والتوجهات، ومحرابا يجمع عشاق جميع ألوان الفنون، وما بين الندوات الثقافية والملتقيات الفكرية والحفلات الموسيقية ينغمس الجمهور في تلك الأنشطة باحثا عن المتعة والمعلومة، وكان عشاق السينما على موعد مع عرض فيلم «راشومون» Rashomon والذي عرض في مركز اليرموك الثقافي أمام حضور من مختلف الجنسيات الذين توافدوا على أحد أهم المنابر الثقافية بالكويت لمتابعة إحدى أيقونات السينما اليابانية «راشومون».
فيلم «راشومون» سيناريو اكيرا كورساوا وشاينوبو هاشيموتو والفيلم مبني على القصة القصيرة لـ راينوسوكي اكوتاغاوا، وهو من إخراج: اكيرا كورساوا وبطولة توشيرو ميفيون في دور تاجومارو وتاكاشي شاميور في دور الحطاب وماتشيكو كيو في دور الزوجة (اسمها ماساكو كانزاوا) وماسايكي موري في دور تاكهيرو كانزاوا ومينورو تشياكي في دور الكاهن ودايسوك كاتو في دور البوليس.
وقبل الدخول إلى تفاصيل «راشومون» سنتوقف عند ملخص للسيرة الذاتية لمخرج تلك التحفة السينمائية حيث كان أكيرا كورساوا (1910 – 1998) رساما قبل أن يكون مخرجا وفي بداية الثلاثينات من القرن الماضي، دخل كورساوا في مجال صناعة الأفلام تحديدا في العام 1936 كمخرج مساعد من ثم ظهور كورساوا كمخرج محترف في العام 1943.
وبعد تصديه لأفلام عدة من عقد الأربعينيات التي كان مهدا له لاحترافية صناعة الأفلام، أخرج فيلما أوصله إلى العالمية (راشومون) في العام 1950، وفاز جائزة أفضل فيلم في مهرجان فينس، علاوة على ذلك يعد من أول أفلام التي عرضت في الغرب ولم يتوقف إبداع المخرج أكيرا كورساوا عند هذا الحد بعد أن أخرج الفيلم راشومون، بل ظل ينتج السلسلة غير المنقطعة من أفلام ماستربيس إلى نهاية حياته، منها الفيلم (لكي أعيش) Ikiru 1952، والملحمة الساموراية (سبعة الجنود الساموراي) Seven Samurai 1954 الذي يعد من أكثر الأفلام إثارة للجدل، وفيلمه مقتبس من روايات شكسبير (عرش الدم) Throne Of Blood، والفيلم (حارس القرية) Yojimbo 1961 يحكي عن جندي الساموراي مجهول الهوية.
وعندما بلغ كورساوا الخامسة والسبعين من عمره، لم يتوقع النقاد وصناع السينما أنه سيخرج فيلما آخر، ويضعه ضمن أفلامه الماستربيس… وبالفعل أخرج كورساوا في العام 1985 فيلما مقتبسا أيضا من روايات شكسبير، وهذا الفيلم هو «التمرد» Ran 1985.
روايات مختلفة
وبالعودة إلى «راشومون» تدور أحداثه حول أربعة أشخاص يسردون روايات مختلفة لحدث واحد حصل في الغابة، وهو جريمة قتل أو انتحار محارب ساموراي واغتصاب زوجته وتدور أحداث الفيلم في ثلاثة أماكن رئيسية، المكان الأول الذي هو المكان الحاضر، هو تحت سقف بوابة راشومون في يوم ماطر، المكان الثاني الذي هو في الماضي هو الغابة التي تحصل فيها الجريمة، والمكان الثالث الذي هو أيضاً حدث ماض هو ساحة المحكمة التي تُسرد فيها أحداث الجريمة من قبل الشهود والمتهم والمجنى عليهم.
ومع بداية الفيلم نلج من تلك البوابة هائلة الحجم التي اسمها «راشومون» في خضم مطر غزير ينهمر، لنجد أنفسنا حيال شخصيتين الأولى حطاب، والثانية كاهن، وهما يقولان لنا: «إن شيئاً مروّعاً قد حصل»، شيء لم يريا مثله من قبل، هذا ما سيخبران به عابر السبيل الذي يقصدهما ليحتمي من المطر الذي لا يعرف التوقف أبداً.
وهناك يروي لنا الحطاب أنه رأى جثة في الغابة ومضى يخبر الشرطة بها، وذلك منذ ثلاثة أيام، بينما يقول الكاهن إنه رأى الساموراي وزوجته يمضيان في الغابة في اليوم نفسه، وليصبح أيضاً إلى جانب الحطاب في حضرة الشرطة، لن نرى أي شرطي أو قاضٍ، سيكونان جالسين يتكلمان إلى المحقق وقد تربعا على الأرض، يخاطبانه مواجهين للكاميرا، وهناك سيضاف إليهما قاطع الطريق، والذي سيروي قصته بخصوص الساموراي وزوجته، سيقول إنه خدع الساموراي بقوله إن لديه سيوفاً خاصة، نصلها من المرايا، وأخذه بعيداً معه ليراها، وهناك همّ بتقييده، ومن ثم أحضر زوجته التي وقع في غرامها من النظرة الأولى، وحين همّ باغتصابها فوجئ بأنها ترغب فيه، وبعد أن فرغ منها سألته أن يقتل زوجها لأنها لا تستطيع أن تعيش مع قاطع الطريق وزوجها على قيد الحياة، وبالتالي فإن قاطع الطريق يفك وثاق الساموراي ويسأله أن ينازله، لينتصر قاطع الطريق في النهاية، لكن المرأة تكون قد هربت.
وعلى رغم أن العمل مضت عليه عشرات السنين غير أنه مازال قادرا على إبهار كل من يشاهده، ويجبر المتفرج على المتابعة حتى كلمة النهاية من خلال رؤية ثاقبة لمخرج أرسى العديد من القواعد التي مازال يشتغل عليها الكثير من المخرجين حتى وقتنا هذا، فضلا عن إظهار أبطاله بشخصيات مختلفة وفق رواياتهم المتباينة لحدث واحد، كما تبدو تلك الشخصيات كما ترى أنفسها وكما يراها الآخرون معادلة صاغها المخرج الياباني أكيرا بذكاء ليقدم تحفته الفنية التي مازالت تتوارثها الأجيال.

 

 

عرض في «القرين» فيلمي «ساير الجنة» و«حبيب الأرض»

الواقع السينمائي الخليجي
بين الإنتاج والصناعة والتجارة

 

الواقع السينمائي في دول مجلس التعاون يؤكد أن صناعة الفيلم السينمائي في هذه الدول متعثرة

نتمنى أن يحتضن مهرجان الكويت السينمائي الدولي المنتجين والمخرجين الذين يبحثون عن ممولين لأفكارهم السينمائية

كتب: محبوب العبدالله
ربما مصادفة أو حسب ترتيب مسبق أن يجري، في دورة مهرجان القرين الثقافي هذا العام، عرض فيلمين سينمائيين خليجيين من سلسلة الأفلام الروائية الطويلة وهما: ساير الجنة الإماراتي وحبيب الأرض الكويتي.
وكلا الفيلمين شارك أخيرا في شهر أكتوبر 2016 في الدورة الثالثة لمهرجان السينما الخليجي الثالث التي أقيمت في إمارة أبوظبي.
وكلا الفيلمين فاز في دورة هذا المهرجان، فقد فاز فيلم حبيب الأرض بالمرتبة الأولى، وفاز ساير الجنة بالمرتبة الثانية.
وعلى امتداد دورات مهرجان القرين الثقافي تعرض في كل دورة من دوراته أفلام سينمائية عربية وأجنبية يتم اختيارها للمهرجان من خلال متخصصين – كما تقول مراقبة السينما في المجلس فاطمة الحسينان – حيث يتنوع هذا الاختيار بين سينما شبابية من الكويت أو دول مجلس التعاون الخليجي، أو أفلام من دول عربية، وأحيانا من دول أجنبية صديقة، ويكون الاختيار حسب الاتفاقيات الثقافية الموقعة بين الكويت وهذه الدول.
ولكن الواقع السينمائي في دول مجلس التعاون يقول شيئا آخر ويعلن عن نتائج تقول إن صناعة الفيلم السينمائي في هذه الدول متعثرة، ولاتزال هذه الصناعة وراءها جهود فردية وغير متبناة رسميا حيث لا توجد الآن مؤسسات إنتاج سينمائي رسمية في هذه الدول إلا ربما في دولة الإمارات من خلال مهرجان الخليج السينمائي في دبي، ومؤسسة الدوحة للأفلام في قطر.
ويتمثل الوجود السينمائي في دول مجلس التعاون الخليجي في إنتاج أفلام سينمائية قصيرة أو تسجيلية أو روائية قصيرة من خلال جهود فردية لشباب درسوا الفن السينمائي في دول عربية أو أجنبية من خلال بعثات دراسية رسمية من دولهم، ولكنهم للأسف يعودون ليعملوا في مجالات أخرى مثل الإخراج الدرامي التلفزيوني.

بس يا بحر
وللدلالة على أن صناعة السينما في دول الخليج العربية ومنذ أكثر من ثلاثين سنة مضت منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ظلت فردية ويكفي الإشارة إلى فيلم المخرج خالد الصديق «بس يا بحر» والذي أنجزه مخرجه في فترة السبعينيات من القرن الماضي وحقق شهرة ونجاحا في عدة مهرجانات سينمائية عربية وأجنبية، وفاز بعدة جوائز ولم يستطع مخرجه الفنان خالد الصديق أن ينتج ويصنع فيلما آخر بمستواه لعدم توافر التمويل له.
وعلى امتداد عدة عواصم ومدن خليجية توجد مهرجانات سينمائية لعل من أشهرها مهرجان دبي السينمائي الدولي، ومهرجان أبوظبي السينمائي، وغير هذين المهرجانين مهرجانات أخرى في الدوحة وسلطنة عمان وهي مهرجانات ناجحة ومستمرة لكنها في النهاية مهرجانات موسمية مهمتها التسويق لأفلام سينمائية عربية وأوروبية وأميركية وهندية.

مهرجان الكويت السينمائي
وهذا يذكر بما ينشر هذه الأيام من أخبار عن الاستعداد لإقامة الدورة الأولى لمهرجان الكويت السينمائي الدولي في شهر مارس 2017، ومثل هذا المهرجان تعثرت خطوات إقامته على مدى سنوات مضت.
ونتمنى أن يقام هذه المرة ويحقق الشعار المعلن عنه بأن هذا المهرجان يهدف إلى تنمية السينما في الكويت، وتعزيز التواصل الفني والثقافي حول العالم انطلاقا من أن السينما هي نافذة الشعوب حول العالم وستعرض خلال أيام هذا المهرجان أفلام محلية ودولية حديثة، وتنظيم مسابقة واختيار الأفلام الفائزة، وتوجيه الدعوة إلى نخبة من السينمائيين حول العالم لتعزيز التواصل السينمائي بين الكويت وبقية الدول ودعم الإنتاج السينمائي المحلي.
ولعل في هذا الذي يقال عن مهرجان الكويت السينمائي الدولي المقبل فاتحة خير واحتضان لعدد من المنتجين والمخرجين السينمائيين الكويتيين الذين يبحثون عن ممولين ومنتجين لأفكارهم السينمائية وتحقيقا لطموحاتهم في صناعة سينمائية راقية ومعبرة عنهم وعن واقعهم يتقابلون فيها مع الصناعة السينمائية القائمة على الضفة الأخرى من الخليج في إيران والتي بلغت درجة عالية من الجودة والانتشار في العالم.
وأمام مهرجان الكويت السينمائي الدولي المقبل مهمة تحقيق وجود صناعة سينمائية كويتية، وألا يكون مهرجانا للعرض والتسويق التجاري للأفلام العربية والأوروبية والأميركية والهندية كما هو حاصل في المهرجانات السينمائية الموجودة حاليا في دول مجلس التعاون الخليجي.
بهبهاني والخلف
وهذا يتحقق بوجود عناصر كويتية شابة استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية أن تثبت وجودها وأن تقدم إنتاجا سينمائيا شاركت فيه بمهرجانات سينمائية خليجية وأوروبية وعربية مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان دبي السينمائي الدولي، ومهرجان قرطاج السينمائي في تونس، ومهرجان كان السينمائي الدولي في فرنسا، ومنهم المخرجان والمنتجان صادق بهبهاني وأحمد الخلف، ومنذ عام 2007 أنتج وأخرج صادق بهبهاني 6 أفلام قصيرة، و3 أفلام روائية قصيرة.
وشارك في 2007 في مهرجان أبوظبي السينما قبل أن يتوقف بفيلم «متى» وفي العام 2009 شارك في مهرجان الخليج السينمائي في دبي بفيلم بعنوان «بحث».
وفي عام 2011 تناول في فيلم «محطة رقم 1» موضوع نبذ الطائفية والتعصب.
وشارك فيه في ملتقى الكويت السينمائي الدولي الذي أقامه الإعلامي الراحل بدر المضف، ولم يكرر إقامة الملتقى لأنه لم يتلق أي دعم أو تشجيع.
كما شارك المخرج صادق بهبهاني في المهرجان السينمائي الأول لدول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة.
وأنتج وأخرج بمفرده فيلم الصالحية عام 2012 وشارك في مهرجان الخليج السينمائي في دبي، ومهرجان أيام قرطاج السينمائي في تونس، ومهرجان (كان) السينمائي في فرنسا ضمن فئة قسم الأفلام القصيرة، وهو ثالث فيلم كويتي يشارك في مهرجان (كان) بعد فيلم «بس يا بحر» للمخرج خالد الصديق، وفيلم «تورا بورا» للمخرج وليد العوضي.


كذلك أنتج وأخرج صادق البهبهاني فيلم «الزولية» عن رواية الكاتب ميثم بودي وشارك فيه في مهرجان دبي السينمائي الدولي ضمن فئة الأفلام الروائية القصيرة.
ولا بد من الإشارة إلى جهود الفنان والمخرج السينمائي أحمد الخلف الذي أنتج وأخرج حتى الآن فيلمين قصيرين هما: سلام وأمل، وفيلمين روائيين هما: كان رفيجي وعتيج وقد شارك بهما في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وهو مثل زميله صادق بهبهاني لم يحصل على أي دعم من أي جهة حكومية أو من القطاع الخاص.
والذي يهمنا قوله إنه ومع انطلاقة الدورة الأولى لمهرجان الكويت السينمائي الدولي في شهر مارس المقبل أن تكون من أهداف هذا المهرجان تبني ودعم المنتجين والمخرجين الذين يبحثون عن مصادر تمويل لأفكارهم في سبيل صناعة أفلام جديدة معبرة عن بيئتهم وقضاياهم.
وللعلم فإن الفيلمين المعروضين ضمن مهرجان القرين الثقافي هذا العام وهما: ساير الجنة من دولة الإمارات، وحبيب الأرض من الكويت يتفاوتان في التقييم الفني والفوز بجوائز المهرجانات السينمائية والدولية فقد فاز فيلم «ساير الجنة» بتسع جوائز في عدة مهرجانات عربية ودولية، وفاز فيلم حبيب الأرض بجائزتين الأولى في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي بجائزة أحسن ممثل للفنان فيصل العميري عن دوره في الفيلم، وجائزة أفضل فيلم لمهرجان الخليج السينمائي.


الياباني
شويتشي سيكي قدَّم عرضا مرئيًا
في المكتبة الوطنية ضمن فعاليات «القرين»

 

 

اليوحة:
ثقافة الرسوم المتحركة فترة جميلة في السبعينيات
تاكاشيا شيكي: الفعاليات الثقافية تساهم في تعزيز الروابط الثنائية بين البلدين
الكاظمي: الشخصيات الكارتونية لسيكي لاقت رواجا كبيرا في الوطن العربي
كتب: محمد جمعة
أقيم في مسرح المكتبة الوطنية عرض مرئي للفنان الياباني شويتشي سيكي، حضره الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، والسفير الياباني لدى الكويت تاكاشيا شيكي، ومراقب المشاريع في الإدارة الهندسية رئيسة فعالية الإبداع الياباني ابتسام الكاظمي، وجمع غفير من الحضور من الأطفال والكبار.
وبهذه المناسبة عبر اليوحة عن سعادته بالحضور الكبير، معبرا عن أن ذلك يدل على أهمية الحدث بوجود شخصية عالمية مثل شويتشي سيكي، ومشيرا إلى أن المجلس الوطني تعود من خلال تنظيم أنشطته على استضافة الأمسيات الموسيقية والمسرحية والسينمائية، والفنية، ولكنه هذه المرة جاء بشيء جديد وهو ثقافة الرسوم المتحركة التي قُدمت في فترة السبعينيات، واصفا إياها بالفترة الزمنية الجميلة، والتي استمتعنا من خلالها.

تقارب الشعوب
وبدوره أعرب السفير تاكاشيا شيكي عن سعادته بوجوده في مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 23، وقال إن المهرجان يعتبر إحدى أبرز التظاهرات الفنية والثقافية في دولة الكويت وفي المنطقة، مردفا: «أتوجه بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والقائمين على المهرجان الناجح لدعوتنا في هذه الفعالية التي تقام على مدى يومين أحد أشهر فناني الرسوم المتحركة في العالم سيكي.
ولفت شيكي إلى أن الفنان سيكي قام بتصميم العديد من الرسوم المتحركة المشهورة والمحبوبة لدى أطفال العالم وعلى الأخص أطفال الشرق الأوسط ومنها مغامرات «السندباد»، و «لولو الصغيرة»، والتي تحمل القيم التربوية والإنسانية، حيث لاقت استحسان وإعجاب الجميع. وأضاف شيكي أنه مما يضفي على مهرجان القرين الثقافي رونقا خاصا أنه يواكب الاحتفالات الوطنية للبلاد.
وأكد شيكي أن مثل هذه الفعاليات الثقافية تسهم في تعزيز الروابط الثنائية بين البلدين، وتساعد على التقريب بين الشعوب على رغم التباعد الجغرافي واختلاف اللغة، وتنوع اللغة.
من جانبها قالت الكاظمي إن الهدف من الفعالية هو الاستفادة من تجربة سيكي في مجال صناعة الرسوم المتحركة من خلال العرض المرئي لتصاميم شخصيات الكارتونية، التي لاقت رواجا كبيرا في الوطن العربي لثلاثة عقود متتالية، مشيرا إلى أن الأبرز كان مسلسل «مغامرات سندباد» الكارتوني، و«لوسي»، و «فلونه» وغيرها الكثير.
وفي ختام كلمتها شكرت الكاظمي صاحب الفكرة المهندس عبدالله الحداد على جهوده الطيبة لإعداد الفعالية.
تجربة وحافز
في السياق ذاته تحدث الفنان سيكي عن بدايته في هذا المجال وتجربته الثرية وقدم عرضا مرئيا عن أهم المسلسلات الكارتونية التي شارك فيها، وقال إنه في البداية انه عندما كان ملتحقا في إحدى المدارس الفنية كان يبحث عن عمل بجانب الدراسة، فذهب إلى إحدى شركات الإنتاج، وتُدعى «نيبون»، وحصل على عمل هناك، ولم يكن لديه أي حافز في أن يصبح راسما لـ «أنمي»، ولكنه شاهد صورا للفنان الأمريكي بول كوكر وقد تأثر بها كثيرا، ومن هنا بدأ مشواره الفني من خلال التحاقه بقسم «الأنمي»، ورسم أول تجاربه لعمل أمريكي - ياباني مشترك وهو مسلسل «الأوزة الأم».
أما عن أول الشخصيات التي رسمها فيقول سيكي «كامويغايدن» في العام 1969، وفيكي الفايكنغ الصغير في العام 1974.
وعبر سيكي عن سعادته وفخره بأنه يملك قاعدة جماهيرية كبيرة في العالم وعلى وجه الخصوص في الوطن العربي. وأشار سيكي إلى أنه سنويا ومنذ العام 2009 يقام له معرض لأبرز رسوماته في إحدى المكتبات الشهيرة في اليابان. وعن معرفته الكبيرة بتقاليد وأزياء الشعوب ومصدر إلهامه قال إنه قام بالبحث والاطلاع على العديد من الكتب لإثراء معرفته ما مكنه من دراسة كل شخصية على حدة عند رسمه. أما عن شخصيته المميزة في مسلسل «سندباد» فهو علاء بابا، وفي مسلسل «فلونه» زار المكان الأصلي الذي ولدت فيه فلونه. وقدم نصيحة للشباب الكويتي بأن يرسموا ما يحبونه، وفي الختام بادر سيكي بالتوقيع على أبرز رسوماته وإعطائها كهدية تذكارية لجمهور.

الهدف من الفعالية
إيمانا من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بضرورة إقامة المحافل الفنية والأدبية التي من شأنها دعم وتوطيد أواصر العلاقات الثقافية بين الكويت وسائر بلدان العالم وتزويد الشباب الكويتي بمصادر الإلهام التي تثري مخيلته وتصقل موهبته ارتأى المجلس استضافة الفنان الياباني شويتشي سيكي ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الثالث والعشرين الذي أدى دورا بارزا في تقديم أعمال فنية هادفة لأطفال العالم، وتحديدا أطفال الوطن العربي والكويت لثلاثة عقود متتالية، حيث قام سيكي بتصميم شخصيات والإشراف على رسم العديد من الأعمال الكرتونية المحبوبة ذات القيم السامية التي تستحق أن نقف عندها لنتعلم من أحد كبار أساتذتها كيف صُنعت بتلك الجودة التي مكنتها من دخول قلوب الكثيرين والبقاء في ذاكرتهم سنوات طويلة.


خلال أمسية شعرية أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية

أربعة شعراء شباب أنشدوا للحياة قصائد مزدانة بالجمال

 

 

ندى الأحمد: أشتاق للمرسى وكم أحنو له .. والدمع في عصف اشتياقي دافق

سالم الرميضي: أحقا تركتِ الودَّ؟ من بعد ما صنتِ .. إلى حيث لن ألقاكِ راحلة أنتِ؟

سعد العجمي: أنا لن أجرجر في القصيدة ناقة أضحت لدى عمري من الأغراب

جابر النعمة: جردوه من اسمه من حلمه المتكرر من موته مثلما يتصور أو يشتهي

كتب: مهاب نصر
يتواصل دعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمبدعين الشباب... من خلال إشراكهم في كثير من أنشطته وفعالياته، وفي مكتبة الكويت الوطنية كي يُقام ضمن مهرجان القرين الثقافي، في دورته الـ23، أمسية شعرية شارك فيها أربعة شعراء شباب، بالتعاون مع منتدى المبدعين الجدد التابع لرابطة الأدباء الكويتيين.
وتأتي الأمسية في إطار دعم الشاب المبدع وتشجيعهم، من أجل التواصل مع عطاءاتهم الشعرية، ومن ثم إعطاء فرصة كافية للجمهور المتذوق للشعر كي يتعرف عليهم، ويكون قريبا من تجاربهم الشعرية المتوهجة بالحيوية.
والشعراء المشاركون في الأمسية هم سعد العجمي، وجابر النعمة، وندى الأحمد، وسالم الرميضي... فيما تنوعت القصائد الملقاة بين الفصحى والعامية، بالإضافة إلى التنوع في المواضيع التي تطرق إليها الشعراء.
والأمسية أدارها الكاتب فهد القعود، وتناوب فيها الشعراء في إلقاء القصائد... كي ينشد الشاعر سعد بن ثقل العجمي قصائده التي اتسمت بكثير من المفردات المستوحاة من الحياة في انساق شعرية جذابة، ليقول في قصيدة «منتظر الصحراء»، من ديوان يحمل العنوان نفسه:
كل السؤالات
ماتت
قبل أن تصلا
يا طور سيناء
هل مازلت مشتعلا
تاهت...
وفي هذا السياق الشعري اتخذ الشاعر من الفلسفة طريقا لفهم الواقع، ومتسعا يتحرك فيه خياله لوضع أجوبة عن تساؤلات تبدو في مضامينها مفعمة بالغموض، وبدت في «قصيدة قابلة للانفجار» الرؤى متحركة في أكثر من اتجاه ومتناسقة مع الموسيقى الداخلية، ومنها:
أنا...
لن أجرجر
في القصيدة
ناقة
أضحت
لدى عمري
من الأغراب
صحراء أجدادي...
بنينا فوقها
خيما
ولكن ناطحات سحاب!
واتسمت قصيدة «هبة الحسين»... بمساحة كبيرة من الحب والسلام، ومن ثم الإطلالة العميقة على الماضي، ومدح آل البيت بصفاتهم ومقاماتهم العالية، ومن ثم فإن العجمي يتناول في قصيدته رؤى مكثفة، وذات إسقاطات حسية على الواقع، من خلال استحضاره التاريخ ليقول:
آثار عطرك...
في كفي
وفي عنقي
ووحي طرفك
منساب
على الورق
وجاءت قصائد الشاعرة ندى الأحمد في أنساق رومانسية، متفاعلة مع الخيال والواقع، وذلك وفق احتفاء جمالي بالكلمة لتقول في قصيدة لها:
لقد اختصرت شعور الحب أكمله
لغير قلبك لا لا شيء أحمله
فكيف أنسى غراما كان يجمعنا
وجمر شوقك بالوجدان تشتعل
ثم اتسمت قصائد الشاعر سالم الرميضي بقوة المفردات وجمال المعاني، والقدرة على استشراف معان جديدة في متون قصائده، ليس على مستوى الشكل فقط، ولكن أيضا على مستوى المعاني والأخيلة ليقول في قصيدة «قبل الـ بعد»:
هنا
ذات يوم
قد أمر مرورا
ويجلس
صمتي مع أناي
وتتناغم الرؤى في تواصل دائم مع مفردات الرميضي الشعرية، وذلك وفق ما يبثه من خيالات متوهجة بالحيوية ومتفاعلة مع المعاني.
وتتوالى الرؤى في قصائد، سواء الشعبية أو الفصحى، بأساليب شعرية متجددة، وبرشاقة في اختيار المفردات والمعاني؛ ليقول في قصيدة «إلى حيث لن ألقاك...؟»:
أحقا تركتِ الودَّ؟ من بعد ما صنتِ
إلى حيث لن ألقاكِ راحلة أنتِ؟
أضعتِ هوانا باتباع حسودنا
واللافت في قصائد الرميضي أنها كثيرة الاحتفال بالجمال، كما أنها تتوهج بالمعاني التي تصور الواقع في أنساق خيالية، ووجدانية وعاطفية.
بينما عبرت قصائد الشاعر جابر النعمة عن تداعيات إنسانية مفعمة بكثير من الرؤى، التي تواصل من خلالها الشاعر مع صور شعرية متخيلة، ومن ثم قرأ الشاعر بعضا من قصائد ديوانه «تمهيدا لولادتي» ليقول في قصيدة «الكثير الكثير من نقاط الضعف»:
انسحب الشاعر من عالمه
مستمعا للصرخة المزلزلة
مرتجفا
«ليس علي أن أقول أي شيء
فلا أنا ميت
ولست مثل أي حي
بينما جاءت قصيدة «أدون مشاهدي وأهرب»، كي يستكمل بها الشاعر رؤيته للواقع، ولكن في نسق شاعري جذاب ليقول:
جردوه من اسمه
من حلمه المتكرر
من موته مثلما يتصور أو يشتهي
من محاولة لاكتشاف العداوة
وقصيدة «هل تأذنين لي أن أدعوك حبيبتي» تحمل في متنها كثيرا من المدلولات الحسية التي يحاول الشاعر من خلالها فهم الواقع ليقول:
وكما أنت، جئتِ
كما قال لي الليل عن حلمي
وفي ختام الأمسية كرم المدير العام للمكتبة الوطنية الدكتور كامل العبدالجليل الشعراء الذين شاركوا في الأمسية بشهادات تقدير.


معرضها افتتحه بدر الدويش في قاعة «الفنون»

الفنانة الأوزبكية نايليا مورزين...
تحاورت مع التراث بخيال مفعم بالحيوية

 

 

عبرت الفنانة في لوحاتها عن الكثير من الرؤى الفنية التي اتخذت مضامينها من الحكايات والأساطير

رصدت الماضي في أبهى صوره وجسدت شخصياته في بساطة ويسر
جعلت من العناصر التشكيلية الرمزية مساراً تمضي فيه فكرتها

كتب: مدحت علام
في سعيه الدؤوب من أجل إبراز الجوانب المضيئة للفنون التشكيلية في مختلف دول العالم... أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ23 معرض الفنانة التشكيلية الأوزبكية نايليا مورزين، والذي افتتحه في قاعة الفنون في ضاحية عبد الله السالم الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش وبحضور مراقب الفنون التشكيلية مشعل الخلف، ونخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور المتابع للحركة التشكيلية في مختلف بلدان العالم. وتأتي أهمية المعرض من خلال انتماء الفنانة لبلد له مكانة خاصة في قلوب المسلمين فأوزبكستان مرتبطة بالإسلام من خلال أماكن تاريخية مثل بخارى وسمرقند وطشقند وخوارزم.
وعبرت الفنانة نايليا مورزين في معرضها عن الكثير من الرؤى الفنية التي اتخذت مضامينها من التراث المحلي لبلدها، والحكايات والأساطير التي لاتزال موجودة في الذاكرة الأوزبكية، وذلك وفق تناغم فني استخلصته من الرمز والسوريالية، بالإضافة إلى استلهام الخيال في صياغة مواضيع تتماهى مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء.
ورصدت الفنانة بريشتها المتخيلة الماضي في أبهى صوره لتجسد شخصياته في بساطة ويسر، مع مزيد من الرمزية التي تتبع في منهجها أساليب تجريدية متفاعلة مع الرؤى التشكيلية ومتحركة في سياقها بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء.
وفي لوحة «انتظار» استطاعت الفنانة أن تجعل من العناصر التشكيلية الرمزية مسارا تمضي فيه فكرتها قدما كي تؤكد على المعنى المقصود بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، فيما جاءت الألوان الفاقعة ملتهبة بالترقب والانتظار.
واتسمت لوحة «تكوين» بالكثير من العناصر الفنية المفعمة بالحركة، تلك التي رصدت فيها الفنانة بعضا من رؤاها الحيوية في تنوع دلالي واضح، وبتعابير لونية جذابة، كما أن عناصر التراث كانت متناسقة مع الألوان وفي الوقت نفسه متفاعلة معها.
وفي لوحة «بيت الطيور» استطاعت الفنانة بقدر من الرمزية أن تحكي قصة مفادها الوطن، ومعانيها مرتبطة بالمكان لتستخدم الفيل كوطن متحرك، بينما الطيور مستقرة في بيتها المحمول على ظهره، وهذه الرؤية على رغم خيالها الواسع فإنها تعبير ضمني عن الوطن.
وفي لوحة أخرى رصدت الفنانة شخصية تاريخية من أوزبكستان مثل «بوداها» والتي ترمز للكثير من الأشياء المتعلقة بالماضي القديم، إلى جانب لوحات أخرى رصدت فيها الفنانة الزهور والطبيعة في تماهٍ لوني ورمزي شديد، كما أن ثمرة الرمان كانت حاضرة وبقوة في بعض اللوحات، تلك الثمرة التي لها دلالات خاصة في الحياة.
وفي أكثر من لوحة رصدت الفنانة العيد أو الكريسماس في تنوع دلالي أخاذ وبألوان تنم عن الفرحة والاحتفاء بالحياة، لنشاهد أشكالا خيالية معبرة مثل العازف على الناي والسلم والبيضة وغير ذلك من العناصر المتوهجة بالحيوية.
والطيران... أو التحليق في الملكوت أخذ الحظ الأوفر من لوحات المعرض، لتجعل الفنان الفتاة الصغيرة تطير مع كلبها المدلل بين عناصر حياتية مختلفة... فيما احتل اللونان الأبيض والأحمر وقليل من الأصفر فراغ اللوحة في طمأنينة واستقرار نفسي.
ورصدت الفنانة في لوحة لها الخيال في صوره المتنوعة فالعربة يعتليها شخص ويجرها آخر بينما تدك عجلاتها ثمار الرمان فتفلق بعضها وتدهس الآخر في مدلولات فنية متنوعة.
إلى جانب ما بدت فيها اللوحات الأخرى من رمزية تلك التي استخلصتها الفنانة من تداخل الألوان وتدفقها على أسطح اللوحات في تكثيف شديد، لنشاهد الحصان يتنقل بين الصخور، والسفينة تجوب البحار المزخرفة بدرجات الألوان الزرقاء.
فيما أخذت الشخصيات التاريخية نصيبا كبيرا من اهتمام الفنانة، في تناول فني ملهم، ومتواصل مع الذائقة الإنسانية بكل أحلامها وتطلعاتها.
وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعريفها بالمعرض: «يتجلى دور الفن بوصفه الوسيط الأجدر على التواصل الإنساني في أرقى أشكاله غير عابئ ببعد المسافات والحواجز، واللغة، وفي واحد من أهداف المجلس الوطني للثقافة الفنون والآداب الانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب، وتعزيز قيم التفاهم فيما بينها... وفي السنوات الأخيرة تم تكثيف التبادلات الرفيعة المستوى وتوطدت العلاقات بين البلدين الكويت وأوزبكستان وتعززت الثقة بينهما... ونلتقي في هذا المعرض مع إبداع الفنانة الاوزبكية نايليا مورزين، وربما يكون هذا المعرض - وهو الأول لها على ارض الكويت - سببا في التعرف على جمهورية أوزبكستان، اكبر دولة إسلامية وسط آسيا من حيث السكان، وتضم أقاليم لها شهرة عريقة في تاريخ الإسلام منها بخارى وسمرقند وطشقند وخوارزم، قدمت هذه المناطق علماء أثروا التراث الإسلامي».

 

بمشاركة عدد كبير من المواهب الشبابية

سيكي أعطى ورشة لفنون «الأنيميشن»

 

 

كتبت: فضة المعيلي
أقيمت ورشة الفنان الياباني شويتشي سيكي، في المكتبة الوطنية، حضرها جمع كبير من المواهب الشبابية الذين لديهم اهتمام كبير بفنون صناعة «الأنيميشن».
وبهذه المناسبة قال سيكي إنه سيقوم بتعليم رسم «الأنيميشن» بطريقة مبسطة، وسوف يعطي ملاحظات وتوجيهات لكل متدرب على حدة بطريقة تصميم «الأنيميشن»، حتى يأخذ الاستفادة، وبالتالي ينمي مهاراته في ذلك المجال.
وتهدف الورشة إلى تعليم المتدربين تصميم الشخصيات الكرتونية، حيث تناولت الورشة، على مدى ساعتين، دراسة عناصر الوجه والأطراف وكيفية تغيير نسب الجسم، وكيفية تصميم الشخصية الكرتونية وتحويلها إلى شخصيات، وطريقة عمل التعبيرات والحركات المختلفة لكل شخصية. واختار سيكي شخصيات المسلسل الكارتوني الشهير «سندباد» الذي يتطلب كثيرا من الإبداع، والذي سيسهم لفتح آفاق جديدة لموهبة المشاركين، ومحاولة استثمار خيالهم الخصب.
وأيضا تعد الورشة، ذات العمل الجماعي، من أفضل الفعاليات الفنية، حيث تشتمل على العديد من الفنانين الذين ينتمون إلى مدارس فنية متنوعة، ويسعون للتعرف على الأساليب الفنية المختلفة عن أساليبهم، فضلا على الاطلاع على تكنيكات مختلفة يقدمها الفنان الياباني سيكي. أما المميز في هذه الورشة فهو أن الجميع يعملون معا في المكان نفسه، ويطلعون على أساليب بعضهم البعض، ليقدم كل منهم في نهاية الورشة عمله، بعد أن يكون قد اطلع على تجارب الآخرين، حيث تكون الاستفادة كبيرة من خلال المشاهدة.
وتعد استضافة الفنان الياباني شويتشي سيكي في دولة الكويت، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي، إضافة ثقافية ذات قيمة كبيرة تلامس قلوب كثيرين ممن أحبوا اعمال الكرتون اليابانية في طفولتهم، وتسهم في إثراء معلوماتهم عما وراء كواليس هذه الصناعة نظرا لخبرة الضيف الكبيرة في هذا المجال، وباعه الطويل الذي جعله ملهما لكثير ممن امتهنوا مهنة صناعة الأنيميشن أو الرسوم المتحركة حول العالم، إلى جانب تقوية الأواصر الثقافية بين الكويت واليابان في قالب مرح ومفيد.

 

سعد محمد حسن يعيد بكمانه جمهور دار الآثار لزمن الفن الجميل

أمسية موسيقية أبدعت فيها رحاب مطاوع

 

 

كتبت: خلود أبو المجد
سهرة موسيقية مميزة أقيمت مساء أمس، في مركز اليرموك الثقافي بدار الآثار الإسلامية، كان بطلها سعد محمد حسن محمد، ولمن لا يعرفه هو أستاذ للكمان الشرقي بمعهد الموسيقى العربية، وأحد أشهر عازفي الكمان في الشرق الأوسط، صاحب سنوات العمر التي تجاوزت التسعين عاما، من زمن الفن الجميل الذي يحفظه عن ظهر قلب منذ جلوسه الأول بين صفوف العازفين خلف «الست» في زمن أمجادها وغيرها من العمالقة الذين وقف بينهم «سعد محمد حسن» أو الحاج «سعد»، كما يعرفه الجميع على مسارح دار الأوبرا وحفلات الموسيقى العربية التي مازالت على موعد مع حضوره بين ليلة وأخرى.
هو آخر من تبقى من العازفين خلف العمالقة بداية من «الست» ومرورا بـ «عبدالوهاب» و«عبدالحليم»، و«فريد الأطرش»، و«شادية»، و«هدى سلطان»، ووصولا إلى «عمرو دياب» و«تامر حسني» من شباب «اليومين دول».
وبدأ حفل الأمس بعزف موسيقي لأغنية «صافيني مرة»، لعبدالحليم حافظ، وأعقبها رائعة الموسيقار محمد عبدالوهاب «الحبيب المجهول» التي غنى فيها الكمان فصفق الجمهور أكثر من مرة بعد الصولوهات التي قدمها بطل الحفل، ليقدم من بعدها رائعة «الورد جميل»، ليعلن بعدها عن مفاجأة الحفل الفنانة رحاب مطاوع ذات الصوت الرائع التي شدت برائعة أم كلثوم «ليلي نهاري»، فأخذت معها جمهور الحضور للغوص في أعماق الزمن الجميل برفقة كمان الأستاذ سعد محمد حسن، فيصفق لهما الجمهور كثيرا بعد انتهاء الأغنية، وتختتم الليلة الموسيقية الطربية كما تم افتتاحها بأغنية للعندليب الأسمر، كان الختام بأغنية «على قد الشوق» التي كان يغنيها الجمهور وهو يصفق أو مندمج في العزف المنفرد الذي قدمه كمان سعد محمد حسن إلى جانب بقية الفرقة المصاحبة له.

Happy Wheels