مهرجانات وأنشطة

النشرة الثالثة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثالثة

 

الصيفي .. «تشكيلي»

 


إقبال جـماهـيري عـلـى فـعـالـيـات «صـيفي ثقـافي» في أسبوعه الثاني
.. وتستمر فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 12» الذي اختتم أسبوعه الثاني بالعديد من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة والتي شهدت إقبالا كبيرا من الجمهور، خاصة فئة الشباب.
وضمن فعاليات المهرجان أقامت د. سعداء الدعاس أستاذة النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورشة في الكتابة النقدية تحدثت فيها عن آلية النقد ما بين التحليل والتأويل، وقالت: «هناك آلية لقراءة العمل الفني ليس فيما يتعلق بطرح السلبيات بل في كيفية تحليل هذا النتاج الفني وتأويله».
وقدمت هبة الهندال المدربة المعتمدة في مجال التطوير الذاتي والإداري على مدار يومين محاضرة سمات القائد الناجح بمكتبة الكويت الوطنية، حضرها عدد كبير من الجمهور المستفيد منها وهم فئة الموظفين وأولياء الأمور عن كيفية تنمية المهارات الوظيفية والصفات القيادية الموجودة بداخل كل فرد، وكيفية تعزيز هذه الصفات في تطوير العلاقات والتواصل في البيئة الوظيفية.
وشهد المهرجان ليلة استثنائية كانت ذات أجواء فنية غنائية موسيقية متناسقة، عاش خلالها الجمهور في مسرح عبد الحسين عبد الرضا روائع الموسيقى والغناء مع الفنان العراقي يوسف عباس بالتعاون مع لابا «أكاديمية لوياك للفنون الأدائية».
وشهد مسرح الدسمة عرض «عطسة» للمخرج عبد الله التركماني، وهو عمل يثير إشكاليات كثيرة، أهمها يتعلق بمفهوم التأليف، فحسب بطاقة المسرحية أنها من تأليف محمد المسلم، على رغم أن العمل مأخوذ عن قصة أنطون تشيخوف الشهيرة «موت موظف»، والتي قدمت في معالجات لا حصر لها، وكان من المفترض الإشارة إلى القصة الأصلية وصاحبها وأن ما قام به المسلم هو إعداد درامي لها باللهجة الكويتية.
وألقى الدكتور أيوب خالد الأيوب محاضرة حول «الأنماط الشخصية في التنمية البشرية» بمكتبة الكويت الوطنية، أوضح فيها إن البرنامج الذي سيتم من خلاله تحديد الأبعاد السلوكية لنمط الشخصية يتعامل فقط مع إدراك السلوك أي كيف يرى الناس سلوكاً ما، فمن طبيعتنا أننا نحكم على الآخرين كما أن ردود أفعالنا تجاه الآخرين تُبنى في ضوء «مجال ارتياحنا» وتؤثر العادات فينا، بل تكوننا، ولكن إذا عرفنا «مجال راحة» الآخرين، وغيّرنا من سلوكنا ليتناسب (أو يلبي) حاجاتهم وتوقعاتهم، فإننا نستطيع أن نعمل مع الآخرين بشكل أكثر فعالية.


افتتحه العسعوسي في
قاعة الفنون ويستمر أسبوعا

59 فناناً قدموا إبداعات فنية
لـ 100 لوحة في المعرض الصيفي التشكيلي

 

 

كتب: جمال بخيت
59 فنانا وفنانة قدموا 100 لوحة تشكيلية في المعرض الصيفي التشكيلي الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 12. المعرض افتتحه الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي وبحضور نخبة من فناني التشكيل الكويتيين ومتذوقي الفنون ويستمر مدة أسبوع.
تنوعت الأعمال المشاركة بين فنون الرسم وبعض المشاركات النحتية، وشارك الفنان أحمد القصار بلوحة عن الحضارة مع تغيير ما يقدمه الفنان الأكثر شمولا، فهو يجيد فن الخط العربي، وتعتبر هذه الإسهامات في عالم صياغة اللوحة منحى جديدا يضاف إلى رصيد القصار، وتطالعنا ابتسام العصفور بأعمال تبدو فيها الصياغات الكلاسيكية والتي تقترب إلى فنون السيريالية مع إيضاحات جمالية في نسج الأرضيات الملونة ورسم الزهور بصياغة فنية متقنة.
ويرسم أحمد عبدالرحمن الصبر عالم البحار من خلال رسم تعبيري عن لغة البحر ورسم المراكب القديمة، في إشارة إلى الرجوع إلى لغة الماضي وجمالياته الفنية.
وعبر لغة التأثيرية الفنية، يرسم أحمد يعقوب المحارب الفنان الراحل عمر الشريف في لقطة فنية من أحد أفلامه ويترجمها الفنان إلى بورتريه يبدو فيه اختلاط لغة التصوير مع التكنيك الفني، ولا تنسى أنفال المرزوق أن تصوغ لغة البورتريه فترسم «بورتريه» نسائيا تبدو منه قوة الملامح مع تفاصيل الصياغة الفنية داخل العمل التشكيلي.
وعبر لغة تأثيرية، ترسم آمنة صالح الدريس عالم الصوفية بتفاصيل دقيقة تبدو فيها معالم راقص التنورة وهو فن يتواجد في مصر وتركيا وله رواده ومحبوه، ومن لغة التأثير الصوفي تنقلنا أمينة عبدالله المزيري إلى لوحة حروفية بديعة استخدمت فيها لغة المعادن في صياغة الخط العربي مع ألوان زخرفية باللونين الأسود والبني، فبدت اللوحة كأنها توثيق يمنح عالم الحروفيات هالة من القدسية والجمال الروحي الذي بدا ويظل في حالة التأمل الفلسفي والفني.
آمنة يعقوب البابطين في حوار مع التجريد ورسم مشهد أكثر جرأة لامرأة تلفها لغة الرياح، فيما تبدو لغة التعبير والتجريد وتأثيرات الطبيعة مع حسن الصياغة اللونية التي أظهرت عالم الإضاءة الرحبة في جوانب العمل وأركان اللوحة التي بدت بصورة جمالية بديعة.
وتستمر المشاهدة في المعرض الصيفي الذي لا شك أنه قدم بعض المشاهدات الحداثية لجيل من فناني التشكيل، ترسم بشاير العجمي قصة الطائر البديع ورغبة الحرية والطيران تبدو بصورة فنية بديعة فضلا عن لغة الألوان الجاذبة والمعبرة عن هذا النوع من الرسوم، فيما يطالعنا الفنان جاسم العمر بمشاركة تراثية بديعة ويرسم الأحياء القديمة (البيوت) وكيف كانت في الزمن الماضي، فضلا عن إبهارنا بلغة الإضاءة الفنية التي منحت العمل التشكيلي الكثير من الجمال والإمتاع البصري، وترسم جميلة حسين عبدالله الطبيعة الصامتة ولغة الطيور في رسم فضلت الفنانة أن يتخذ تميمة الأبيض والأسود، ولكن حسين البناي يرسم تأثيريا بلغة الطواحين الهوائية ويرحل تأثيريا إلى لغة الغرب ولكنه يترجم هذا التأثير رسما في الواقع.
وتظل أعمال حنان حبيب غريب وخالد العلي وخالدة وليد السنان وخديجة أبو الحسن كلها تدور في فلك الطبيعة الصامتة والتجريد ورسم الأحصنة، وتظل أعمال ريهام الرغيب علامة جيدة في تعبيرية اللغة ورسم المرأة وتجريداتها القريبة من لغة التأمل، أما زهراء الجريدان فتتميز بثراء اللون، وبورتريه زهراء خان يبدو واقعيا ولوحة الطبيعة لسلمى الدماك، فضلا عن البورتريه الواقعي والتعبيري لسلوى سبتي العنزي، أما سندس أحمد قمبر فترسم المصغرات الجميلة بفنية عالية تجيد عبرها لغة التفاصيل الفنية الجمالية والتي جاءت على اعتبار أنها تقدم لوحة استكشافية تشرح فيها قضية المشاهدة والإسقاط الرمزي من خلال لغة الفن البصري الجمالي.

 


وتبقى لغة الكولاج الذي تستعيد أمجاده سهيلة العطية وتتفوق في صياغة الخامات وتمنحنا لغة تشكيلية لا شك أنها مبهرة، وأيضا تبدو اللوحة الرومانسية بريشة شريفة الطاهر، وجماليات الحروفيات الخطية بريشة الخطاط عبدالله النجار، والمشهد الطبيعي عند عبير الغيص.
مشهد المرأة المتأملة يأتي في سياق لوحة عبير الكندري، وكيف تصور المشهد الحياتي بثراء اللون وتكنيك التفاصيل الواقعية الجميلة، أما الطبيعة فنراها عند عبير العازمي، وفن الصياغة الإبداعية مع لغة الفسيفساء نلمسه في أعمال عطارد الثاقب من خلال تصوير لغة الحضارة وترجمتها في أعمالها المليئة بالزخرفة الإبداعية التي لا شك أنها تقدم الجمال البصري للمتلقي، فيما يرسم علي الناصر «بورتريه» وتقدم فاتن العلاج لوحة من الألعاب الكويتية القديمة، ويقدم الفنان فاضل أشكناني لغة التراث البحري في لوحة ذات ثراء لوني بديع.
ومن البورتريه لفاطمة الخميس إلى فن النحت لفايزة الدوسري التي قدمت مجموعة من المنحوتات المباشرة الملونة وأضفت عليها لغة الألوان البديعة.
ونظل داخل أروقة المعرض ونرصد أعمال فرح كمال ولطيفة السبيعي بين السيريالية والطبيعة، ولقمان الأحمد وليالي العتيبي وليلى هاشم ثاني وصولا إلى منحوتات الخشب التي قدمها النحات محمد عبدالله المجادي عبر عملين امتازا بتفاصيل استخدام لغة الخشب وإظهار حُسن الصياغة الفنية في طرح فكرة المنحوتة، ووسط هذا الإمتاع البصري يطالعنا الفنان محمد الشيباني بلغة الحداثة المزدوجة مع لغة التصوير الواقعي، فيقدم لوحة إبداعية تبدو فيها لغة الإضاءة والظلال في حالة تفرد صاغها الشيباني صاحب الأفكار الجديدة والجريئة في أعماله، ومن التراث يرسم البيت القديم محمد الكندري، وبورتريه لمريم المزيدي، وطبيعة صامتة لمريم المزين، ونعود إلى لغة النحت لمساعد الفيلكاوي الذي يصوغ هذه المرة خامة الحديد ليقدم لنا نموذجا يمتاز بالبساطة ولغة الجمال الفني.
وتبقى أعمال منى السبع ومنى الهزيم ومي الفاضل ونبيلة الشطي ونورة المطيري ونورة العبدالهادي علامات جمالية قدمت بورتريه التراث والأصالة الفنية والمشهد البصري البديع، إضافة إلى نورة أمان ونورة الخضر وهيثم جوهر والفنان وليد الناشي الذي قدم ثلاثة وجوه في لوحة واحدة مستعينا بفكرة الموناليزا ليضع المتلقي في حيرة التأمل إلى جانب يعقوب إبراهيم ولوحاته الإبداعية التي تظهر مهارة الإضاءة ورسم الإشاعات والتقنيات الجميلة في رصد التفاصيل وصولا إلى الفنان القدير إبراهيم إسماعيل وتفاصيله وجمالياته وخطوطه الفنية التي تمتاز بها أعماله حتى لو قدم جديدا فإن لغة الخطوط لا تغيب عن عمق اللوحة والعمل التشكيلي في لوحاته.

 

المجلس الوطني افتتح معرض الكتاب الثاني في سوق شرق

 

 

روائع الكتب والمجلات عرضها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في افتتاح المعرض الثاني لإصدارات المجلس وذلك في سوق شرق ضمن فعاليات صيفي ثقافي 12 ويستمر لمدة ثلاثة أيام، قدم المعرض للجمهور نخبة من الكتب والمطبوعات الخاصة بالمجلس كعالم المعرفة وسلسلة ابداعات عالمية وكتاب الثقافة العالمية واصدارات سلسلة المسرح العالمي ومجلة الفنون، اضافة الى مجموعة كبيرة في الكتب التاريخية ومؤلفات عن التراث والفنون التشكيلية الكويتية.
وتأتي بادرة عرض الكتب ومعارض الكتب في المجمعات التجارية تشجيعا في المجلس للجمهور لاقتناء ما يرونه مناسبا من الكثير من المؤلفات والكتب ومطبوعات الأطفال بأسعار زهيدة اضافة الى تشجيع فكرة المعرفة وحصدها واثراء المشهد الثقافي وتنمية قضية القراءة والاطلاع عند الشباب والكبار ومحبي الكتب وعملية الاقتناء.
وقدم المجلس المعرض الاول في مجمع الافنيوز والذي لاقى نجاحا كبيرا من خلال عملية اقبال الجمهور على اقتناء الكتب والمطبوعات الحديثة، اضافة الى ان المعرض الثاني ايضا يشهد اقبالا عائليا على عملية شراء الكتب واقتنائها.

 

في ندوة فكرية أقيمت ضمن مهرجان صيفي ثقافي 12 على مسرح الدسمة
مسرحيون وأكاديميون: الإدارة العلمية صمام الأمان لضمان نجاح الإنتاج المسرحي

 

 

الحمر: الإنتاج المسرحي في القطاع الخاص في حاجة ماسة لدعم الدولة

القحطاني: الإنتاج المسرحي مرتبط باستراتيجيات التفكير العليا ومواجهة العقبات

الهاجري: المجلس الوطني للثقافة لديه توجه لدعم الإنتاج المسرحي الخاص
كتب: محمد شوقي
ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 12 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، افتتحت ندوة فكرية بعنوان «كيفية التعامل مع مراحل الإنتاج المسرحي» والتي قدمها أستاذ التمثيل والإخراج في كلية الآداب قسم المسرح - جامعة الإسكندرية الدكتور جمال ياقوت وذلك يوم السبت الموافق 22 يوليو الجاري على مسرح الدسمة في تمام الساعة السادسة مساء بحضور عدد كبير من المهتمين والمتخصصين في مجال المسرح.
في البداية تحدث الدكتور جمال ياقوت قائلا: سوف نتناول في البداية أبرز وأهم مشاكل الإنتاج المسرحي في الوطن العربي ولعل جمهورية مصر العربية أحد النماذج التي سنتحدث عن مشاكل الإنتاج المسرحي فيها فإذا نظرنا إلى أبرز المشاكل فسنجد أن الاهتمام بمادة الإنتاج المسرحي في المؤسسات التعليمية ضعيف وقد تم إلغاؤها لفترة طويلة حتى تم إدراجها مرة أخرى مؤخرا في قسم المسرح كلية الآداب جامعة الإسكندرية، كما يوجد 6 أكاديميات تعليمية للمسرح في مصر على رأسها المعهد العالي للفنون المسرحية للأسف هذه الأكاديميات لا تدرس مادة الإنتاج المسرحي على الرغم من وجود المعهد العالي للسينما في نفس الأكاديمية به قسم للإنتاج المسرحي وليس مجرد مادة تدرس؛ ونرى أن أهمية دراسة الإنتاج في السينما تكمن في التعامل معها بوصفها صناعة تعنى بجانب القيمة الفنية بالقيمة المالية والاقتصادية معا، وهناك مقولة مهمة لأحد أهم منتجي المسرح التجاري في أمريكا هذه المقولة «وظيفتنا أن نصنع خلطة شيقة تجمع بين الفن والتجارة» ولكي تتم هذه الخلطة لا بد أن يكون لدينا إدارة علمية للإنتاج المسرحي الذي للأسف لا تدرس مادته.
وقال د. ياقوت: لقد كتبت العديد من المقالات حول أهمية الإنتاج المسرحي كما تم نشر بعضها في نشرات أكاديمية في الكويت العام الفائت بواسطة الكاتب والناقد الدكتور فيصل القحطاني أوضحت خلالها أهمية الإنتاج المسرحي وتصحيح المفاهيم الخاطئة، فهناك من يعتقد خطأ أن الإنتاج الفني هو مرحلة إنتاج العناصر المادية للعمل المسرحي من ديكورات وملابس إلى آخره، لكن الإنتاج المسرحي يعنى بالعملية المسرحية كلها بدءا بقرار الإنتاج حتى انتهاء العمل.
وأوضح د. ياقوت أن مادة الإنتاج المسرحي تتضمن العديد من القضايا التي لا يتم تدريسها في المواد الأخرى الخاصة بفن المسرح مثل مادة التمثيل والإخراج والنقد فهي تعني بتدريس نظم الإنتاج في المؤسسات المختلفة من مصادر التمويل والتسويق وإعداد المواصفات والمقايسات التفصيلية ومن حسن الحظ أنني خريج كلية التجارة قسم محاسبة وبعد 13 عاما توجهت لدراسة المسرح فجمعت بين التجارة والأعمال والمسرح ومن هنا جاء اهتمامي بهذه القضية عندما رأيت تجارب ناجحة في عدد من الدول التي يشهد فيها المسرح نهضة مثل إنجلترا وفرنسا والسويد فقضية الإنتاج المسرحي في حاجة إلى أن تكون على أسس علمية سليمة.
وصنف د. ياقوت مراحل الإنتاج المسرحي إلى مرحلتين الأولى مرحلة التخطيط والثانية هي مرحلة التنفيذ فأما مرحلة التخطيط فيكون للمخرج بها أدوار كما للمنتج أدوار تتعلق بالتخطيط للمشروعات الإنتاجية المسرحية وفقا لثقافة المؤسسة والأموال المتاحة والكوادر البشرية والأصول الثابتة من مسارح ودور عرض فهذه الموارد تحتاج إلى تخطيط جيد واستخدام أمثل لكي نحقق هدفا معينا في وقت معين فهناك مبدأ نسميه التخصيص الأمثل للموارد ويعني استخداما كاملا وأمثل لموارد أي مؤسسة كما أن أولويات مرحلة التخطيط تهتم بوضع وتحديد شكل الإنتاج بالنسبة للمؤسسة أما دور المخرج هنا فهو تحديد ما يحتاجه من عناصر بشرية؛ ويميز المرحلة التخطيطية أنها تضع ملامح التنظيم والذي يعني تحديد المواصفات والوظائف مثل اختيار مصممي الديكور والممثلين وغيرها من التفاصيل وبعد تحديد المواصفات يتم توظيف واختيار الفرد الجيد لكل وظيفة.
وأوضح د. ياقوت أن المرحلة التنفيذية تتضمن وظيفتين الوظيفة الأولى التوجيه بالعمليات التمويلية والتوظيف الفعلي والوظيفة الأخرى هي الرقابة والتأكد من أن ما تم التخطيط له قد تم تنفيذه.
وذكر د. ياقوت أن عملية الإنتاج المسرحي يلزمها تسويق والذي من الممكن أن يتم حتى في العروض المجانية فمن الضروري أن نذهب إلى المستهلك أو جمهور المسرح، فعلى سبيل المثال في مصر تستخدم استراتيجيات للتسويق المسرحي غير سليمة حيث يذهب المسوق إلى النسبة الأقل من الشعب المصري في حين هناك النسبة الأكبر ممن لا يعرفون شيئا عن المسرح فمنهم من يجد رهبة في الذهاب إلى المسرح ومنهم من يختزل المسرح في نوع واحد وهو المسرح التجاري فلابد ان يخلق المسوق الحاجة للمسرح عند الفئة التي ليس لديها حاجة للمسرح؛ فهناك مثال في السويد عندما وجدت إحدى الفرق المسرحية الحكومة تحصل ضرائب من العمال نظير النشاط المسرحي وهم لا يتابعونه فقامت بعمل خيمة في منطقة هؤلاء العمال لتقديم العروض المسرحية فيها فقوبلوا بالاستهزاء والرفض في البداية من قبل العمال إلا أنه اليوم تلو الآخر جذبوا هؤلاء العمال فأصبحت الخيمة من أكبر المسارح في السويد وظهرت أنشطة اقتصادية حول هذا المسرح مثل محلات بيع الأغذية والحلوى وغيرها.
وشدد د. ياقوت على أن قضية الإنتاج المسرحي من القضايا الهامة والتي تبرز قضايا كثيرة غير موجودة في مواد الإخراج والتمثيل خاصة فيما يتعلق بوضع استراتيجيات التمويل والتسويق والخطط الإنتاجية للمؤسسات والخطط السنوية للفرق المسرحية.
تشابه في المشاكل
وعقب المخرج والمؤلف صالح الحمر أن هناك تشابها كبيرا بين مشاكل الإنتاج المسرحي في مصر والكويت إلا أننا في الكويت نعاني من مشكلتين هما إنتاج نجوم المسرح في الكويت لأنفسهم وهي مشكلة ظهرت منذ عشر سنوات كما أن تكلفة المسرح وتجهيزه أعلى من تكلفة أجور الممثلين في ظل وجود ندرة في المسارح فلدينا مسرحان في الدسمة وكيفان والمسرح الثالث في الشامية غير صالح للعرض لذا نطالب بأن تقوم الدولة بدعم القطاع الخاص ومنتجيه العاملين في مجال المسرح.
وأكد المخرج الدكتور مبارك المزعل أن وضع دراسة جدوى للعمل المسرحي مسألة غاية في الأهمية لان المخرج تستجد أمامه أمور جديدة خلال فترة العرض يعجز المنتج عن الوفاء بها لذلك لابد من دراسة جدوى لضمان نجاح العمل، مشيرا إلى أن هناك خمس عوامل لنجاح العمل المسرحي هي وجود النجم وموقع المسرح والدعاية والسوق الجيد وتوفيق من الله.
وعقب الكاتب والناقد المسرحي الدكتور فيصل القحطاني بأن هناك مشكلة في فهم الإنتاج المسرحي والخلط بينه وبين الإنتاج السينمائي خاصة بين فئة الشباب من المهتمين بالمسرح وعلينا عندما نعمل في مجال المسرح أن نعرف مع من نعمل هل نعمل مع مؤسسة حكومية أم مؤسسة نفع عام أم قطاع خاص؟ وعلينا أن نعي أن قضية الرقابة تدخل في الإنتاج فليس من المعقول أن يقدم لي نص مسرحي وهو مرفوض رقابيا ونرى انه من الضروري إعادة تدريس مادة الإنتاج المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت الأمر الذي يسعي إليه مجلس إدارة المعهد حاليا. كما نرى أن عملية الإنتاج المسرحي مرتبطة بمهارات التفكير العليا ومواجهة العقبات ولكي نواجه هذه المشكلة لا بد من فك الاشتباك وتوجيه الشباب المهتمين بالإنتاج المسرحي، إن أرادوا العمل فعليهم الاستعانة بالأسس العلمية السليمة.
قلة وعي
وعقب رئيس لجنة العروض والورش المسرحية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبد الكريم الهاجري بان هناك قلة وعي لدى الشباب المهتم بالمسرح بقضية الإنتاج لذا حرصنا على إقامة هذه الندوة لتثقيف الشباب وخريجي المسرح الذين عزف الكثير منهم عن ممارسة العمل المسرحي لقلة الوعي والخبرة في هذا المجال، مشيرا إلى أن هناك حرصا كبيرا على تنظيم هذه الندوة لذا تم توثيقها في كتيبات وبالصوت والصورة للاستفادة بما يطرح فيها من أفكار.
وأضاف الهاجري: إن هناك توجها من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ممثلا في أمينه العام لدعم القطاع الخاص العامل في مجال المسرح فمسارحنا مفتوحة للقطاع الخاص للعرض في المناسبات والدليل على ذلك انه تم افتتاح مسرح السالمية مؤخرا بعرض مسرحي خاص.


مكتبة الكويت الوطنية احتفت بإصداره خلال ندوة «كتاب الشهر»
بدر الزوير: «المدرسة الأحمدية» .. نقطة انطلاق لأبناء الكويت نحو مجال تعليمي أوسع

 

 

المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح كان أول من تبرع لبناء المدرسة .. بألف روبية

المدرسة الأحمدية سارت سيرًا حسنًا بخطى ثابتة وكانت المناهج الدراسية فيها تعتمد على اجتهادات المدرسين

كامل العبدالجليل «الكتاب» يوثق لمرحلة مهمة من تاريخ التعليم في الكويت
كتب: مدحت علام
المدرسة الأحمدية، ثانية المدارس النظامية في دولة الكويت، كانت محور ندوة كتاب الشهر التي ألقاها الكاتب بدر الزوير في مكتبة الكويت الوطنية، وأدارتها من قسم المكتبات الخاصة الكاتبة أبرار ملك... وتحدث فيها الزوير عن كتابه «المدرسة الأحمدية».
في استهلال المحاضرة تحدث المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية الدكتور كامل العبد الجليل عن اهتمام الزوير بتراث الكويت؛ خصوصا في مجال التعليم، مؤكدا أهمية كتابه الذي يوثق لمرحلة مهمة في تاريخ الكويت، خصوصا فيما يخص النقلة التعليمية التي أحدثتها المدرسة الأحمدية في مجال العلوم الحديثة في الكويت.
وفي تقديمها للندوة أشارت أبرار ملك إلى الندوة الشهرية التي تقيمها المكتبة احتفاء بالمؤلفين الكويتيين، وتشجيعا على ما يقدمونه من إصدارات تُثري الحياة الثقافية والفكرية، كما ألقت الضوء على السيرة الذاتية للمحاضر.
وتحدث الزوير عن ظروف إصدار كتابه «المدرسة الأحمدية» حينما التقى بأعضاء رابطة الأدباء، وذلك في شتاء العام 2011م، لإهداء كتابه الأول عن المدرسة المباركية، ومن ثم اقترح عليه الشاعر خليفة الوقيان الكتابة عن المدرسة الأحمدية.

 


وأوضح الزوير أنه بدأ رحلة البحث بين طلبة الأحمدية ومدرسيها، وكان على اتصال بمن كان منهم في خارج دولة الكويت، وتتبع كل ما كتب عنها عبر المقالات والأحاديث واللقاءات ومراسلة المدرسين في خارج الكويت للحصول على أي معلومة تفيد بحثه، واستغرق منه هذا الجهد والعمل الدؤوب خمس سنوات كاملة.
وكشف الزوير عن أن فكرة إنشاء المدرسة الأحمدية جاءت بتشجيع ودعم نفر من وجهاء وأعيان دولة الكويت الذين كانوا يجتمعون ذات ليلة في ديوان السيد خلف النقيب، في منطقة القبلة، يتباحثون في أمر إصلاح العملية التعليمية في دولة الكويت؛ إذ أشار عليهم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي بأنه يجب تطوير التعليم بدولة الكويت، ويجب أن نحاول أن نرتقي بتعليم أبنائنا؛ فلا نقف عند مستوى معين، بل يجب أن نخطو خطوة إلى الأمام، بإضافة المواد الجديدة المستحدثة، ويريد بها مادة اللغة الإنجليزية والجغرافيا. فانبرى الشيخ عبدالعزيز الرشيد ورأى بحكمته وعقله النير ألّا ضرورة لمجادلة إخوتنا في هذا الموضوع، ولندعهم يدرسون بطريقتهم، ولنتجه إلى إنشاء مدرسة أخرى جديدة ندرس بها المواد الحديثة.
وأشار المحاضر إلى أن المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح تبرع أيضا بأرض له. وجرى افتتاح المدرسة الأحمدية في يوم الثلاثاء الموافق السابع من سبتمبر 1921م، واجتمع عدد كبير من وجهاء الكويت وأعيانها والضيوف، وسارت المدرسة سيرا حثيثا، وواظب الطلاب على الحضور إلى المدرسة، وانتفع الطلاب بالمواد الدراسية، واستفادوا كثيرا من أساتذتهم، ونهلوا من علمهم وتجربتهم.
وقال الزوير: «سارت المدرسة الأحمدية سيرا حسنا وبخطى ثابتة وكانت فيها المناهج الدراسية تسير باجتهادات المدرسين، فكانت تشتمل على القرآن الكريم واللغة الإنجليزية والحساب بقسميه: مسك الدفاتر وحساب الغوص والجص والدهن. واللغة العربية وفيها النحو والصرف والمحفوظات والإملاء والخط، وكذلك الفقه والسيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين والجغرافيا».
وأشار إلى تأثر التعليم في الكويت خلال العام 1928 بظهور اللؤلؤ الصناعي في اليابان، وكساد تجارة اللؤلؤ في الخليج العربي. وأثر ذلك على التعليم في المدرسة الأحمدية، ولم يتبق من الإعانات سوى إعانة المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله.
وتم حل هذه العقبة من خلال اجتماع نفر من أهل الكويت في مجلس الشيخ يوسف بن عيسى القناعي.
ومن ثم تم تشكيل مجلس المعارف الذي خاطب الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين، وطلب منه أن يسهم في نهضة التعليم بدولة الكويت بإرسال مجموعة من أبناء فلسطين للنهوض بأعباء التعليم فيها.
قام الشيخ أمين الحسيني بإرسال أول بعثة تعليمية إلى دولة الكويت، وكان ذلك في العام 1936م، وكانت مكونة في البداية من 4 معلمين.
وبعد مغادرة البعثة التعليمية الأولى من دولة الكويت، تسلم إدارة المعارف الأستاذ عبداللطيف الشملان، واتجه نظره إلى مصر لاختيار مدرسين من هناك، واستطاع أن يقنع الحكومة المصرية بمساعدته في ذلك؛ فتم إرسال المدرسين لها على أن تقوم الحكومة المصرية بدفع نصف مرتباتهم والباقي تدفعه حكومة الكويت.
وفي أثناء ذلك تم إرسال أكبر بعثة تعليمية خارج الكويت إلى مصر في العام 1945م، كان عدد طلابها 65 طالبا.
وفي العام 1948م قرر مجلس المعارف الاستعانة من جديد بالمدرسين الفلسطينيين، واختير ثلة من خيرة الشباب الفلسطينيين آنذاك.
وفي العام 1950 توقف نظام ندب المدرسين المصريين إلى دولة الكويت بسبب حدوث خلاف في الرأي بين مجلس المعارف ومدير المعارف المصري؛ فتفاقم الخلاف وألغت الحكومة المصرية آنذاك عقود مدرسيها، وبعد ذلك تعاقد المجلس مع أحد رجال التعليم البارزين ومن الرعيل الأول من التربويين، ألا وهو الأستاذ درويش المقدادي الذي اختير ليكون مديرا للمعارف خلفا لمدير المعارف المصري.
واستطرد الزوير في حديثه مشيرا إلى تنظيم الأستاذ درويش المقدادي العملية التربوية في الخمسينيات، ولكن واجهته في البداية عقبات كبيرة، منها أنه اضطر للتعاقد مع خريجي شهادة الماترك، وهي شهادة الثانوية العامة، لتعليم الصفين الرابع والخامس الثانوي، والذي أثر بدوره على مستواهم، وأيضا واجهته مشكلة في الاستعانة بمدرسين من مصر.
وقد أصروا على أن يتم التعاقد مع مدير معارف كويتي، الأمر الذي جعله يستقيل من إدارة المعارف بعد مضي عامين على عمله.

 


وقام المجلس بتعيين الأستاذ عبدالعزيز حسين في منصب مدير المعارف في العام الدراسي 1952/ 1953م، وذلك ليتمكن من جلب معلمين مؤهلين من مصر لرفع مستوى التعليم في دولة الكويت.
وقدم المحاضر تقريرا عن التعليم في دولة الكويت في العام 1952، وهي السنة التي تقدمت فيها دولة الكويت بطلب إلى وزير المعارف المصري آنذاك للاعتراف بشهادة الدراسة الثانوية، وبحثت وزارة المعارف المصرية الموضوع، وقررت إيفاد الأستاذين محمد علي رضا المراقب العام للتعليم الابتدائي، وحافظ حمدي مدير إدارة التعاون الثقافي الشرقي إلى دولة الكويت لدراسة نظم التعليم وتقديم تقرير عنها، وقد خلصت هذه اللجنة إلى تقديم عدد من المقترحات والتوصيات.
وفي مطلع العام الدراسي 1951/ 1952م تمت إعادة تنظيم المرحلة الابتدائية بعد فصل بساتين الأطفال عنها، فأصبحت المرحلة الابتدائية سبع سنوات يدخلها الطالب حين يبلغ من العمر 6 سنوات، وأصبحت منذ ذلك التاريخ المدرسة الأحمدية مدرسة ابتدائية.
كما تطرق إلى تقرير «القباني/ عقراوي» عن التعليم الكويتي. واقتراح أن يكون السلم التعليمي من ثلاث مراحل (ابتدائية ومتوسطة وثانوية)
وتكون مدة كل منها أربع سنوات، وتمتد المراحل الثلاث على 12 سنة.
ونوّه الزوير إلى المشاريع العمرانية التي لم تسلم المدرسة الأحمدية منها والتي شملت هدم المباني القديمة التي تعيق بناء المنشآت الحديثة، فكانت خسارة كبيرة بهدم ذلك المبنى الذي شهد انطلاقة كبيرة في مسار التعليم أثرت الحياة التعليمية بدولة الكويت.
ثم تقرر نقل بناء المدرسة عوضا عن المدرسة الأولى إلى أرض اشترتها دائرة المعارف من السيد يوسف المرزوق، وأرض خلفها لأسرة المنديل، وبُني المبنى الثاني في فترة قصيرة، وفتحت أبوابها في العام الدراسي 1957/ 1958م كمدرسة ابتدائية وفق النظام التعليمي الجديد.
واستمرت الدراسة في المبنى الجديد، وسارت سيرا حسنا، وقد عين الأستاذ الفاضل إسماعيل ناظرا لها.
ثم انتقل الاسم إلى مدرسة في ضاحية المنصورية في العام الدراسي 1973/ 1974، وسميت المدرسة في البداية باسم المنصورية الابتدائية للبنين، ولكن ما لبث أن تغير اسمها إلى مدرسة الأحمدية الابتدائية للبنين، ثم تحولت الهيئة التدريسية إلى مدرسات في العام 1979 وتوالت عليها مربيات فاضلات.
وتحدث المحاضر عن تطور مراحل بناء المدرسة الأحمدية، والمناهج الدراسية التي تغيرت تدريجيا إلى المنهج الكويتي. وأول إرهاصات التمثيل فيها، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والفنية والكشفية وغيرها.


في حفل أقيم ضمن فعاليات «صيفي ثقافي 12» بالتعاون مع أكاديمية لوياك للفنون الأدائية
ليلة موسيقية استثنائية أحياها
الفنان يوسف عباس أعادت زمن الطرب الأصيل

 

عباس: العود حياتي وأعزف منذ ست سنوات تقريبًا
لا توجد آلة موسيقية سهلة وأخرى صعبة لكن الأمر يتوقف على الموهبة والجهد
كتب: فضة المعيلي
شهد مهرجان صيفي ثقافي، في دورته الـ «12»، ليلة استثنائية كانت ذات أجواء فنية غنائية موسيقية متناسقة، عاش خلالها جمهور مسرح عبد الحسين عبد الرضا روائع الموسيقى والغناء مع الفنان يوسف عباس، بالتعاون مع «أكاديمية لوياك للفنون الأدائية». وقد حضر الحفل الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، وعدد من المهتمين بالموسيقى والمتذوقين.
وبدأت الأمسية بكلمة ألقاها الإعلامي هاشم أسد، حيث قال: اليوم هناك ثمرة تعاون مشترك بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولوياك، وفي هذا الحفل الجميل الذي سوف يحييه الفنان يوسف عباس من العراق، والذي يعتبر من المميزين وأكثر المبدعين من أبناء جيله في التلحين وعزف المقطوعات الموسيقية.
بعدها قام الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي بإهداء عباس درعا تكريمية.
واستهل يوسف عباس فقرته بتحية الجمهور، وعبّر عن «سعادته بالقدوم إلى الكويت لأداء هذا الحفل، وقبل أن يبدأ قال إن العود الذي سوف يعزف عليه عود كويتي، ومن أجمل الأعواد الذي عزف عليها، وهو عود يحمل توقيع الكويتي يعقوب جاسم المتخصص في صناعة الأعواد».
ومن ثم عزف مقطوعتين موسيقيتين بعنوان «ذكرى منير» التي أهداها إلى ذكرى العازف الشهير منير بشير. أما المقطوعة الأخرى «دفتر هاموش الغلابة»، وهي أغنية شعبية الطابع. ومن لابا غنى عبدالعزيز المسباح لأم كلثوم أغنية «أنا في انتظارك»، أما أحمد حافظ فقد غنى «عنابي»، وهي من أشهر أعمال كارم محمود، وفي غنائهم أعادوا الحاضرين إلى الزمن الجميل والطرب الأصيل.
وخلال الحفل كانت مواهب «لابا» حاضرة بقوة، والتي تمثلت في غناء المسباح وحافظ، فقد اندمجا مع عزف يوسف عباس الاحترافي، فقدموا وصلاتهم الغنائية ليشكلوا بذلك لوحة فنية متكاملة غنية بعناصرها. أما عزف عباس فكان يطرب الأسماع بمشاركة العازفين جان بشرى على آلة التشيلو، وأمير عزت عازف على البركشن، وشريف عزت على الطبلة، فحركوا الوجدان وألهبوا تفاعل الحضور وانسجامهم. وأضفت الإضاءة الخافتة جوا ساحرا تناغم مع عذوبة القطع والأغاني التي غناها الفنان يوسف عباس، حيث حملت الكثير من المشاعر، وكان أداء عباس كأنه يروى حكاية، فكان عزفه وغناؤه قصيدة تتوالى أبيات شعرها باتساق نغمات العود وكأنما يلقيها شاعر متمرس.
وواصل يوسف عباس عزفه وغناءه الذي تنوع في الأساليب الفنية وعزف مقطوعات من تأليفه وهي «شوق»، و«رحيل»، و«رقصة قلب» والتي تميزت بانسيابية جميلة تعكس الاحترافية والخبرة، ومن ثم عزف وغنى «ألف ليلة وليلة» لأم كلثوم. وأيضا قدم كوكتيل من الأغاني العراقية والمصرية المتنوعة، لامست إحساس الجماهير المتعطشة للفن والغناء، ومنها «فوق النخل»، و«لسه فاكر». وبعدها قام عباس بغناء «على قد ما تتساب سيب»، وهي من ألحانه ومن كلمات الشاعر المصري مصطفى إبراهيم.

زيارة أولى
من جانبها أكدت رئيس مجلس إدارة لوياك فارعة السقاف أهمية الشراكة والتعاون مع المجلس الوطني في تقديم أنشطة فنية وثقافية تسهم في إنعاش الحركة الثقافية وتثريها بالطاقات الشبابية الكويتية والعربية.
وعلى هامش الحفل عبر يوسف عباس لنشرة «المجلس» عن سعادته بزيارته الأولى لدولة الكويت، وعن تعاونه مع لابا، وقال معلقا: «التعاون جميل، ومختلف، لأن شباب لابا موهوبون ومجتهدون، وهم محترفون».
وعن سبب اتجاهه إلى الموسيقى، قال عباس: «لا أعرف، فأنا دائما أسال هذا السؤال، لكن أعتقد أن الموسيقى هي من أسمى الأشياء الموجودة في الحياة، وهذا الذي جعلني أتجه إليها».
وعن بداياته، يقول إنه في البداية كان يغني قبل العزف، وبعد ذلك فكر أنه يجب أن يتعلم على آلة موسيقية، وكانت أكثر آلة شدته هي آلة العود. وردا على سؤال: «هل آلة العود سهلة ويمكن التجريب بها؟». قال عباس: «كل الآلات الموسيقية صعبة، ولا توجد آلة موسيقية سهلة وآلة موسيقية صعبة، ولكنها تفرق حسب الموهبة والجهد، في بعض الأحيان هناك أشخاص موهوبون، ولكنهم لا يجتهدون، فترى أن المجتهد تخطاهم بمراحل بسبب مثابرته في التدريب ومعرفته بكل ما يخص الآلة التي يعزف عليها».

مشروع قادم
وعن قدرة أي عازف على التلحين، علق عباس: «لا أعتقد أن كل عازف لديه قدرة على التلحين، ومن جهتي فقد قمت بالتلحين والتأليف». وعن علاقته مع العود يقول: «العود حياتي، وأعزف العود منذ ست سنوات تقريبا، وصوت العود شجي وجميل جدا، وأحب الموسيقار رياض السنباطي».
وعن تحقيقه أحلامه، قال عباس: «لم أحقق ما أريده حتى الآن».
وعن مزج بعض العازفين موسيقى الشرق والغرب، يقول عباس: «شيء جميل، ذلك لأنه يجعلنا منفتحين على ثقافات أخرى، وبالنسبة إلي الموسيقى لغة العالم كله، وتكسر حواجز اللغة؛ لأن اللغة الموسيقية هي التي تجمع العازفين بعضهم مع بعض». وعن رأيه هل يتقبل الغرب ثقافة الشرق؟ قال عباس: «بالطبع يتقبل الغرب ثقافة الشرق بشكل كبير جدا».
وعن المشروع القادم، يقول عباس إنه سيقوم مع فرقته بالمشاركة في حفلات أخرى في جولة في فرنسا، وإنجلترا، وأوروبا، مشيرا إلى أنه سيطلق في المستقبل أول سي دي بعنوان «مشروع يوسف عباس»، في عام 2019.
وتبقى الإشارة إلى أن يوسف عباس يعد من أبرع عازفي العود الشباب، حيث شارك في عدة حفلات بالعزف المنفرد مع الموسيقار نصير شمة، وفاز بجائزة المركز الأول مناصفة مع العازف المغربي بشير الغربي، في مهرجان قرطاج الدولي عام 2010. كما أصدرت له وزارة الثقافة العراقية عام 2013 ألبوما موسيقيا بعنوان «وتر بابلي»، ضمن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية.


قدمها خليفة علي خليفة بمركز عبدالعزيز حسين الثقافي

ورشة «بإشارتي تفهم كلماتي» تواصلت مع فئة الصم والبكم

 


كتبت: فرح الشمالي
ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان صيفي ثقافي ١٢ الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أقيمت ورشة «بإشارتي تفهم كلماتي»، قدمها على مدار يومين خليفة علي خليفة عضو ومترجم لغة الإشارة في الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية، بمركز عبدالعزيز حسين الثقافي بمنطقة مشرف.
تهدف الورشة إلى تحقيق التواصل الإنساني المطلوب بين فئات المجتمع، وتلقي مهارات جديدة تسهم في خلق تقارب منشود.
وأشار خليفة، في بداية الورشة إلى تعريف الإعاقة السمعية وتصنيفها إلى مستويات متفاوتة من الضعف السمعي، تتراوح بين ضعف سمعي بسيط وضعف سمعي شديد يكون سببه انحرافا في السمع يحد من القدرة على التواصل السمعي اللفظي.
وتناول في الورشة أساسيات استخدام لغة الإشارة في التواصل مع ذوي الإعاقة السمعية، وهي الإيحاءات وتعابير الوجه التي تعبر عن السعادة والغضب والحزن ولغة الجسد والالتزام بالإطار الشخصي، وهي خاصة لمقدمي البرامج التلفزيونية الموجهة لفئة الصم والبكم.
وقدم خليفة شرحا مع تدريبات شارك فيها مع منتسبي الورشة عن لغة الإشارة باستخدام اليد لأبجدية الهجاء الإصبعي للحروف العربية، والتي تستخدم فيها باطن اليد، بالإضافة إلى الأرقام العربية باستخدام ظهر اليد.

أوصى الجميع في محاضرة «الصحة الجسدية» بممارسة الرياضة

المطوع: نقص فيتامين «د» يزيد
من فرصة الإصابة بالسكتة القلبية

 


العبد الجليل: المكتبة تحرص على تقديم محاضرات ذات طبيعة ثقافية لجميع أفراد المجتمع
الفيلكاوي: الطعام جزء أساس وأثر دال على ثقافة الإنسان

ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ12، أقيمت في المكتبة الوطنية ندوة عن التوعية بصحة الإنسان حاضر فيها د. عبدالله المطوع تحت عنوان «الصحة الجسدية عبر التغذية السليمة»، وقام بإدارة الندوة عبدالله الفيلكاوي.
في البداية قال المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل عبدالجليل: يسعدني أن أحييكم في هذا المساء الجميل، الذي تنطلق فيه فعاليات أنشطة مكتبة الكويت الوطنية ضمن مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ12، وتواصل المكتبة جهودها في هذا المهرجان السنوي لتجديد الأنشطة دائما بما تقدمه من مستجدات تعكس واقع واحتياجات المجتمع.
وأضاف عبدالجليل بأن المحاضرات التي تحرص المكتبة على تقديمها ذات طبيعة ثقافية مهمة لجميع أفراد المجتمع وبنفس الوقت تعكس رسالة المكتبة في تنمية المعرفة والوعي باحتياجات المواطنين والمقيمين في رحاب دولة الكويت بما هو مهم، حيث تعكسه الكتب والإصدارات المتنوعة لكبار الكتاب والمؤلفين، والأكاديميين في تشخيص الكثير من القضايا وعرضها أمامكم للاستفادة.
وأكد العبد الجليل أن المحاضرة الثقافية المقامة مهمة وذات قيمة علمية واجتماعية كبيرة، ولا شك أن موضوع السلوكيات الغذائية، والعناية والاهتمام بالصحة العامة هاجس وموضوع مهم يشغل بال الكثيرين، والكل لديه استفسارات وتساؤلات حول أمراض هذا العصر وعلاقتها بالسلوكيات الغذائية السليمة والصحة البدنية، وعلق العبدالجليل قائلا «لا نجد أفضل من د. عبدالله المطوع أن يقدم أولى محاضرات موسم صيفي ثقافي في المكتبة الوطنية».
من جانبه قال عبدالله الفيلكاوي بأن الطعام جزء أساس وأثر دال على ثقافة الإنسان، وأن معرفة ماذا يأكل الإنسان، ولماذا يأكل مؤشر أساس على ثقافته وعلى طبقته الاجتماعية، وبإمكاننا أن نحكم هل هي طبقة أرستقراطية، أم هي طبقة كادحة، هل هي طبقة مثقفة سواء من هذه أو تلك.
وأضاف الفيلكاوي: لو نلاحظ في المطبخ الكويتي هناك تنوع ثقافي داخله يدل على ثقافة الآباء والأجداد عندما كانوا يرتحلون للتجارة وغيرها، ولكن في مرحلة لاحقة في وقتنا المعاصر اليوم، نلاحظ أن هناك تحولا في ثقافة الطعام في الكويت يتركز على ماذا نأكل، ولماذا نأكل، ولو تتبعنا متى بدأ هذا التحول فسوف نرى أنه ظهر عند عودة بعض المتخصصين من دراساتهم خارج الكويت وطرح هذه الثقافة، حيث أول ما نتساءل من هؤلاء المتخصصين الذين غيروا الثقافة تشير الأصابع فورا إلى د. عبدالله مجبل المطوع بشهاداته العليا التي حصل عليها في هذا التخصص.

رحلة يومية
واستهل د.عبدالله المطوع حديثه عن رحلة يومية للإنسان، ووصفها بأنها رحلة أجمل من رحلات ابن بطوطة، وأجمل من رحلات ماجلان، ألا وهي رحلة «الطعام» ووجه المطوع سؤالا للحضور عن «متى تبدأ عملية الهضم في جسم الإنسان»، وإجابة على ذلك التساؤل قال المطوع بأنها تبدأ مباشرة عند رؤية الطعام من بعيد، أو عند تنفس رائحة الطعام حيث تبدأ الإنزيمات الهاضمة في الخروج وتبدأ عملية الهضم مباشرة قبل بداية الهضم، وقبل بداية تناول الطعام. وأضاف د. المطوع أنه عندما يمسك الإنسان الطعام أو «اللقمة» ويضعها في فمه ومجرد لمسها للسان يبدأ مباشرة إنزيمان يفرزان عند ملامسة الطعام اللسان وهما «إنزيم أميليز» وهو إنزيم مخصص لهضم السكريات والنشويات، أما الإنزيم الآخر فهو مضاد للبكتريا وهو ينظف ويعقم الطعام قبل دخوله الجسم، مشيرا إلى أن تلك الإنزيمات تفرز من الفم فتقوم الأسنان بمضغ الطعام، واللعاب يختلط به، فيقوم الإنسان ببلع هذه اللقمة، فينتقل الطعام من الفم إلى المعدة عن طريق المريء، وينقل الطعام عن طريق قوتين أساسيتين وهما قوة الجاذبية الأرضية، وقوة العضلات الموجودة في المريء.

سبع ثوانٍ
وأشار د. المطوع إلى أن عملية انتقال الطعام من الفم إلى المريء تستغرق سبع ثوان، أما بالنسبة للشراب فينتقل من الفم إلى المعدة عن طريق المريء ويستغرق الانتقال ثانية واحدة فقط. وأضاف بأنه عندما يهبط الطعام داخل المعدة سوف تستقبل المعدة الطعام لمدة ساعتين، وتقوم المعدة حينها بهضم ثلث الفيتامينات والمعادن الموجودة في الطعام ومن ضمنها فيتامين بــ 12 الذي يحافظ على قوة الإنسان ويحميه من الإصابة من فقر الدم، لافتا إلى أن أغلب الأشخاص الذين خضعوا لعملية «تكميم المعدة» دائما يعانون من فقر الدم والسبب أن امتصاص فيتامين بــ 12 يكون ضعيفا جدا بسبب قطعهم للمعدة، وهي مركز امتصاص ذلك الفيتامين المهم.
واستكمل د. المطوع قائلا «تقوم المعدة بإفراز ثلاثة إنزيمات للهضم إنزيم يسمى إنزيم أميليز، وإنزيم الببسين المخصص لهضم البروتينات.


حصل على عدة جوائز من مهرجان كان السينمائي
الفيلم الإيطالي «سينما باراديسو» .. سحر المشاعر الإنسانية

 

 

كتب: شريف صالح
ضمن أنشطة مهرجان صيفي ثقافي في دورته
الـ 12 وبالتعاون مع ملتقى سين السينمائي عرض في صالة رابطة الأدباء الفيلم الإيطالي «سينما باراديسو» تأليف وإخراج جوزيبيتو رناتوري، وقدم له مؤسس الملتقى خلف العصيمي.
الفيلم إنتاج 1988 وحائز على جائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبي، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخvاصة من مهرجان كان، وعشرات الجوائز والترشيحات.. كما يحتل المركز الـ 55 في قائمة موقع IMDB لأفضل 250 فيلما.
يقع الفيلم في حوالي ساعتين ويلعب بطولته جاك بيرين وفيليب نواريه، وتدور أحداثه حول «توتو أوسلفاتوري» (بيرين)، الذي يتذكر مسقط رأسه في صقلية بعد أن تصله مكالمة من والدته التي انقطع عن رؤيتها ثلاثين عاما، حيث تخبره بوفاة صديقه «الفريدو» ولعب دوره نواريه.
ويصور الفيلم علاقة توتو، مع «الفريدو» مُشغل الأفلام في دار السينما الوحيدة في البلدة التي تحمل اسم «سينما باراديسو» وذلك الهوس الذي ينتاب هذا الطفل تجاه عالم السينما، والأفلام. ولا يبدو «الفريدو» أقل ولعا منه، فهو يحفظ مقاطع كاملة وجملا وردت على لسان أساطير السينما لا يتوقف عن الاستشهاد بها.
تأتي هذه العلاقة اللطيفة بين العجوز «الفريدو» والصبي «توتو» عقب مصرع أو غياب والد توتو إبان الحرب العالمية الثانية، حيث يعيش مع والدته وأخته الصغيرة على أمل عودة الأب الجندي. لكن شيئا فشيئا يتضاءل الأمل في عودة الأب ويجد «توتو» في مشغل الأفلام بديل أب، يأخذه إلى جنة السينما وسحر الأفلام.
ولا تتوقف قصة الفيلم على هذا الخيط المحوري، بل يقدم لنا خيطا آخر يتعلق بتطور فن السينما نفسه كصناعة وأفلام وأساطير وقضايا، نتابع الكثير من المشاهد على الشاشة، وهي في عملية تناص مع الواقع، وإعادة إنتاج في الواقع، ومدى تأثيرها المدهش على جمهور السينما، لحظات من الحب والألم والدموع والإثارة، عدا عن مشاهد القبلات التي كان القس يفرض رقابته الصارمة عليها.
إنه فيلم يقدم تحية رائعة لعالم السينما المدهش بعيني جمهورها، وبالأخص بعيني الطفل الحالم «توتو».
وإلى جانب خيط الصداقة بين العجوز والصبي، وخيط تاريخ السينما وتأثيرها المدهش، جاء الخيط الثالث في سرد تطورات وتغيرات البلدة التي تقع في صقلية في الجنوب الإيطالي، تداعيات ما بعد الحرب العالمية الثانية، البيوت المهدمة والفقر وقطعان الماشية، وصولا إلى ظهور السيارات وتجديد صالة العرض وبيعها.. وأخيرا تتواصل رحلة التطور والتغير الاجتماعي عندما تقرر البلدية هدم الصالة، رغم كل ما شاهدته من ذكريات ولحظات حب وألم، من أجل تشييد «جراج» بدلا منها خصوصا أن زمن السينما ولى، مع انشغال الناس بالفيديو والتلفزيون.
ثمة خيط رابع يتعلق برحلة «توتو» نفسها في الحياة، حيث جسد دوره ثلاثة ممثلين مختلفين، في الطفولة، والشباب، والكهولة.. فالصبي المولع بالسينما وآلة العرض وتصوير الأفلام القصيرة، واصل دراسته بنجاح وتعلق قلبه بفتاة زرقاء العينين، لكنه سرعان ما فقدها وانقطع أثرها، بعدما التحق بالجندية، وفور عودته نصحه «ألفريدو» بالسفر إلى روما والنجاح هناك وعدم العودة إلى البلدة مرة أخرى، وبالفعل يأخذ بالنصيحة ولا يعود إلا بعد ثلاثين عاما للمشاركة في جنازة أبيه الروحي.
وفي البلدة يتصالح «توتو» مع والدته، وتفيض به الذكريات والدموع، ويجد «الفريدو» قد ترك له وصلات ومقاطع الأفلام التي كان يحذفها لدواع رقابية. كما يجد والدته قد احتفظت بالكثير من أشيائه في غرفته الخاصة. وينتهي الفيلم بـ«توتو» جالسا في صالة السينما مستعيدا أحلى ذكريات عمره.
عقب الفيلم فتح الباب للنقاش حيث أكد الكاتب والناقد السوري عبد الرحمن حلاق على أن الفيلم يكرس حب الحياة وحب المعرفة.. ويعبر عن الجماهير المكبوتة عقب الحرب العالمية الثانية.
واعتبر أن عودة البطل في النهاية بمثابة ترميم لحياته ووصل ما انقطع، من هنا تأتي رمزية المشاهد التي احتفظ بها ألفريدو وتركها هدية له.
أما عضو ملتقى سين غسان الغلايني فقال إنه يشاهد الفيلم للمرة الثالثة وتوقف عند ظهور سكان البلدة وكأنهم مكبلون بقيود كثيرة ولا إمكانية لتحطيمها إلا من خلال الهجرة كما فعل البطل.
وأخيرا أكد الكاتب العراقي سليم الشيخلي على تميز الفيلم في تصوير البلدة وتغيراتها وكذلك في تصوير عالم الطفولة، مشيرا إلى أن الفيلم رائع ويستحق جميع الجوائز التي حصل عليها.
الفيلم الذي يعتبر من الأفلام الناجحة في عالم السينما، يعرض فيه مشاهد القبلات للعديد من الأفلام الكلاسيكية الشهيرة، والتي كانت رقابة القرية تقطعها.

أخرجه عبدالله التركماني وقُدِّم ضمن أنشطة مهرجان «صيفي ثقافي»

«عطسة» .. معالجة كوميدية لقصة تشيخوف

المكسب الحقيقي لهذا العمل هو تأكيد الطاقة الكبيرة التي يتمتع بها بطله عبدالعزيز النصار

 

 

كتب: شريف صالح
ضمن أنشطة مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته لـ 12، قدم على مسرح الدسمة عرض «عطسة» للمخرج عبد الله التركماني، وهو عمل يثير إشكاليات كثيرة، أولها يتعلق بمفهوم التأليف، فحسب بطاقة المسرحية أنها من تأليف محمد المسلم، رغم أن العمل مأخوذ عن قصة أنطون تشيخوف الشهيرة «موت موظف»، والتي قدمت في معالجات لا حصر لها، وكان من المفترض الإشارة إلى القصة الأصلية وصاحبها وأن ما قام به المسلم هو إعداد درامي لها باللهجة الكويتية.
من يشاهد العرضين البحريني ثم الكويتي الذي قدم للمرة الأول في مهرجان مسرح الشباب العام الماضي، سيدرك التأثر في الرؤية الإخراجية والدرامية، على الرغم من أن العمل البحريني مونودراما.
الإشكالية الأخرى تتعلق بطبيعة النص نفسه، فتشيخوف وهو كاتب مسرحي عظيم لم ير في نصه البذرة التي تدفعه لكتابته كمسرحية، ربما لقلة عدد شخصياته، وتأسيسه على موقف درامي بسيط، «المواطن الذي عطس بالخطأ على قفا مسؤول مهم».
العمل من إنتاج فرقة المسرح الكويتي، بالتعاون مع كوادر من فرقة «الجيل الواعي»، وتدور حبكته حول جماعة تقدم عرضا مسرحيا بحضور «المهم» لكن «أحدهم» يعطس على قفاه ما يتسبب في إلغاء العرض.. ويعيش هذا الـ «أحدهم» في كوابيس وهلاوس خوفا من العقاب على فعلته العادية والتي قد تصدر عن أي شخص.
وإذا كان «المهم» في قصة «موت موظف» تجاهل العاطس ولم يتكلم معه إلا أن «المهم» هنا قال له: «لا شيء».. هذه اللاشيء كما قال له معارفه تعني «كل شيء».. فكل احتمالات العقاب قائمة.
نحن طيلة العرض نرى وعي البطل عبد العزيز نصار مجسَدا، في حوارات ومواقف درامية.. كلها تدور في إطار الخوف من العقاب، وكيفية الاعتذار عن غلطته غير المقصودة. إلى أن ينتهي جالسا في بيته، ميتا من الخوف على الأرجح، وهو ما يتفق مع نهاية قصة تشيخوف.
إن تشيخوف قدم نصه كي يفضح تراتبية القهر في المجتمع الإنساني، وكيف أن سلوكا عاديا وعفويا مثل عطسة قد يفتح الباب لعقاب رهيب، وينتهي بموت من ارتكبها. وهو ما يشير إلى غياب معنى الحرية في أبسط صورها.
لكن المسرحية تعرضت لنوع من «التشويش» تحت سطوة «الإفيه» ومساحة «الارتجال» والنبرة التجارية الجذابة.. لأن النص فقد روحه التراجيدية المؤلمة وتحول إلى عرض كوميدي يثير الضحك. فمن الصعب أن يحدث تماهٍ مع أزمة البطل وتصديقه.
إخراجيا بذل التركماني جهدا كبيرا في الحفاظ على حيوية العرض ما يقرب من ساعة ونصف الساعة، وهذا أمر يحسب له كمخرج، كما اشتغل جيدا مع السينوغرافيا، في تجسيد مرئيات لا وعي البطل، لكن العرض عانى من الزحام وشيء من الصخب، إضافة إلى تسطيح معظم الشخصيات التي كانت مجرد ظلال أو أدوات في خدمة بطل العرض، رغم أن هذه الشخصيات لعبت «كراكترات» عدة.
وربما المكسب الحقيقي لهذا العمل هو تأكيد الطاقة الكبيرة التي يتمتع بها بطله الممثل عبد العزيز النصار، والذي يثبت جدارته خطوة بعد أخرى.
تبقى الإشارة إلى أن المسرحية من تمثيل: عبد العزيز النصار، سارة التمتامي، مبارك الرندي، فهد الخياط، خالد الثويني، عدنان بالعيسى، ناصر حبيب، محمد الفيلي. موسيقى ومؤثرات عبد العزيز القديري، إضاءة فاضل النصار، ديكور محمد الربيعان، أزياء زينب خان.
وكان من اللافت في بطاقة المسرحية إشارة الوفاء إلى ذكرى ثلاثة مسرحيين رحلوا عنا هم: فؤاد الشطي، هاشم بهمن، ورشا فاروق.

 

هبه الهندال حاضرت عن
«سمات القائد الناجح»..
وعرضت مهارات للنجاح الوظيفي

 


كتبت: فرح الشمالي
قدمت أ. هبه الهندال المدربة المعتمدة في مجال التطوير الذاتي والإداري على مدار يومين محاضرة سمات القائد الناجح بمكتبة الكويت الوطنية، ضمن الورش والمحاضرات الثقافية والتنموية بمهرجان صيفي ثقافي 12.
تناولت المحاضرة التي حضرها عدد كبير من الجمهور المستفاد منها وهم فئة الموظفين وأولياء الأمور عن كيفية تنمية المهارات الوظيفية والصفات القيادية والموجودة بداخل كل فرد، وكيفية تعزيز هذه الصفات في تطوير العلاقات والتواصل في البيئة الوظيفية.
وقسمت الهندال المهارات الوظيفية للقياديين إلى قسمين الأول هو مهارات ذاتية المرتبطة بالعقل والعاطفة وهي الثقة بالنفس، مهارة الاستماع للغير، العاطفة والتأثر، الاحترام، التفكير الإبداعي، وتحقيق التأثير على الغير، اتخاذ القرارات، إدارة الوقت، التحفيز، التفكير الايجابي والابتعاد عن السلبيين، وإدارة المجموعات
والقسم الثاني عن المهارات الخارجية والتي تتضمن المظهر الخارجي، لغة الجسد، التحكم بنبرات الصوت، المساحة الشخصية، امتلاك مهارات في الحوار والنقاش، وإلقاء الخطاب وتقديم العروض.
كما قدمت أ. هبه الهندال للحضور مجموعة من التمارين التي يجب ممارستها يومية عن كيفية تعزيز الصفات الايجابية ومعالجة الصفات السلبية من خلال تشكيل الأفكار والكلمات وتحويلها إلى سلوك وعادات، وتمرين يوضح طريقة التعامل الذكي مع الضغوطات لمساعدة القائد على التفكير واتخاذ القرار، وتمارين في إدارة الوقت والتخطيط وتحديد الوقت الضائع الذي يهدره الشخص في اليوم.
وأكدت الهندال على أهمية كتابة الإنسان الدستور الشخصي وأن يحدد رسالته في الحياة بوضع قوانين ومبادئ ثابتة لا يمكن تجاوزها وأهميته في اتضاح الرؤية التي تساعد الشخص على تنظيم أفكاره وتحديد أهدافه.

 

Happy Wheels