مهرجانات وأنشطة

النشرة الثالثة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثالثة

 

«عبالي أفرح - أمرح - أتعلم»
حديث الطفولة
ص 6 - 7

آراء حول المهرجان
ص4-5

كتاب يرصد واقع مسرح الطفل
ص10

هدى حسين:
سندريلا مسرح الطفل
ص11

عرض عرائس قدمته فرقة الزرقاء للفنون المسرحية
«عبالي أفرح أمرح أتعلم»..
يدعو الطفل إلى تنظيم وقته

 

 

العرض من نوع «دمى محركة بالعصا»
موجه إلى الفئة العمرية من 5 إلى 8 سنوات
كتب: فادي عبدالله
يعتبر مسرح الدمى أو العرائس شكلاً من أشكال العروض التي تؤدي الأدوار فيه دمى بدلاً من الممثلين الحقيقيين، وجرت العادة على إدراج هذا المسرح ضمن عروض مسرح الطفل، لأن الدمية هي وسيلة مهمة لمخاطبة الطفل ولتحريض الخيال عنده.
المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الخامسة أدخل هذا النوع من العروض ضمن الأعمال المتنافسة على جوائز المهرجان، من خلال عرض «عبالي أفرح أمرح أتعلم» لفرقة الزرقاء من المملكة الأردنية الهاشمية الذي دشن عروض المسابقة الرسمية.
وقبل الولوج إلى حيثيات العرض، لا بد من الإشارة التاريخية إلى أن استخدام الدمى يعد من أقدم أشكال العروض لأنها ارتبطت بالدين، ففي اليابان كان محرك الدمى كاهناً يجعل الآلهة تتجسد في الدمية كي تطرد الأرواح الشريرة، كما يعد مسرح الدمى أقدم من مسرح الممثل، مثال ذلك ملحمتا «الماهاباراتا» و«الرامايانا» حيث تقدمان على شكل عروض الدمى مع سرد الملحمة.
كما تختلف تقاليد عروض الدمى وشكل تقديمها، فثمة خشبات لها شكل العلبة الصغيرة كالعلبة الإيطالية، تتحرك الدمى بداخلها ويختفي محركها، وخشبات تكشف آلية الأداء إذ تضم فيها الدمية ومحركها، مثل العرض المستضاف في إحدى دورات المهرجان السابقة «يلا ينام مرجان» لمسرح الدمى اللبناني.
كما أن «خيال الظل» يعد ضرباً من عروض العرائس الذي نشأ في الصين والهند ثم انتقل إلى العالم العربي.
وللدمى أنواع، نوع يسمى «دمى محركة بالعصا» يثبت على عصا أو يحرك أفقياً بواسطة قضبان، ونوع آخر يسمى «الدمى القفازية» إذ يحرك بواسطة اليد عن طريق إدخال أصابع اليد والكف بداخل الدمية وهذا النوع قدمه المهرجان على الهامش من خلال «الأراقوز»، ونوع ثالث اسمه «دمى الخيوط» يحرك بواسطة الخيوط أو الأسلاك من أعلى الخشبة.
وعرض «عبالي أفرح أمرح أتعلم»، من نوع «دمى محركة بالعصا»، موجه إلى الفئة العمرية من 5 إلى 8 سنوات، يقدم حكاية الطفل «نعوم» الذي يلهو باللعب كثيراً على حساب دراسته، فيمارس لعبة كرة القدم في المنزل، ومن ثم حطم بكرته المزهرية التي أهدتها جدته لأمه، ولا يسعى لتنظيف ما كسر بفعلته، متكلاً على أخته الكبيرة «نعومة» في عملية جمع الزجاج المتكسر ورميه في سلة القمامة، قبل أن تأتي أمه وتعاقبه على فعلته، فتوبخه أخته لأن البيت ليس مكاناً مخصصاً للعب الكرة، بل ثمة ملاعب مخصصة لذلك.
يخرج «نعوم» ليلعب مع صديقه، وبعد انتهاء وقت اللعب، يأبى «نعوم» العودة لأنه لم يكتف من اللعب، فيتركه صديقه وزميله في الصف كي يرتاح قليلاً ثم يذاكر دروسه استعداداً لامتحان الغد.
يعود «نعوم» لمنزله، فتسعى أخته «نعومة» لمساعدته في الدراسة، وتعلمه كيفية تنظيم وقته، بأن يجعل وقتاً للطعام، ووقتاً للمذاكرة، ووقتاً للعب والمرح، ووقتاً لمشاهدة التلفاز، والراحة، فكلها أمور لا يخلو منها يوم الطفل عندما يبدأ في الدراسة، ويجب تنظيم أوقاتها بحيث يحصل كل منها على ما يستحقه من قدر يومي.
فالعرض يدعو الطفل إلى أن ينظم وقته بكفاءة بين كافة الأنشطة اليومية التي يقوم بها، من أجل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من هذه الأنشطة، فتنظيم الوقت بطريقة سليمة يضمن له تحقيق أفضل قدر من التحصيل الدراسي، ويساعد أيضا في تحقيق الراحة النفسية، وتهيئة عقله قبل الأحداث اليومية كلها سواء كانت مرتبطة بالدراسة أو خارج إطار المدرسة تماما.
فتهيئة الطفل ليصبح معتادا على تنظيم الوقت، سينعكس ذلك بالتأكيد على حياته وعمله في المستقبل، من أجل أن يحقق الاستفادة القصوى من كل الأمور التي يمر بها يوميا في حياته.
كذلك تنظيم وقت النوم عنده مثل الاستيقاظ كي يستطيع أن يمارس أنشطته كما يجب أن يأخذ كفايته من النوم، وكذلك عليه ترتيب سريره وقت الاستيقاظ.
كما يدعو العرض إلى أن يتأمل الطفل الحواس الخمس، نعمة السمع والبصر والذوق والشم واللمس، وأهمية معرفة ألوان إشارة المرور الضوئية، ومعنى كل لون فيها، الأخضر والأصفر والأحمر.
يبقى القول إن «عبالي أفرح أمرح أتعلم» مسرحية هادفة تعزز القيم التربوية والتعليمية تثقيفية وتوعوية للطفل، وتغرس فيه روح التعاون والمشاركة الإيجابية.

قالوا عن المهرجان

فاطمة حسين: اتمنى وجود مسرح خاص للطفل في الكويت
السنعوسي: أحيي جهود «المجلس الوطني» في الاهتمام بالطفل
بهجت: أشكر د. حسين المسلم صانع البهجة والأمل
حسن إبراهيم: المسرح نتاج الفعل البشري

كتب: محبوب العبدالله – فرح الشمالي
كيف شاهد الحضور من النخب الثقافية الذين حضروا حفل افتتاح مهرجان الطفل الخامس.... نشرة المهرجان رصدت هذه الآراء.
فاطمة حسين
بداية تحدثت رئيس جمعية الصحافيين الكاتبة فاطمة حسين قائلة إنه من الجميل جدا أن يتابع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب دوره في إقامة مثل هذا المهرجان الخاص بمسرح الطفل على المستوى العربي، إلى جانب ما يقوم به على مدار العام من أنشطة وفعاليات ثقافية وفكرية وفنية من خلال عدة مهرجانات وملتقيات وعدة نشاطات أخرى. ما يهمني ونحن نتابع مهرجان مسرح الطفل في دورته هذا العام أن يكون هناك مسرح خاص للطفل تقدم عليه مسرحيات خاصة للطفل بمواصفات فنية مثل ما هو موجود في الدول الأخرى التي تعتني وتهتم بالطفل ثقافيا وفنيا، وعندما يكون مثل هذا المسرح موجودا لدينا، فإنني سأقول لك رأيي حول هذا الموضوع، حيث إنني للأسف لم أشاهد مسرح طفل لدينا مثل ما هو موجود في الدول الأخرى.
محمد السنعوسي
بدوره تحدث وزير الإعلام الأسبق الإعلامي محمد السنعوسي قال إن النوايا الطيبة والجهد المبذول بدون شك تستحق الإشادة.
وأضاف: النتاج والنتائج من العاملين في هذا الميدان وخاصة الكتاب بالذات وكذلك من المخرجين والمنتجين والمعدين أجد أنهم مقصرون جدا تجاه مسرح الطفل. لأن مسرح الطفل بعد كل هذه الدورات والمعطيات التي وجدت والإمكانيات التي يوفرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تستحق أن يكون هناك اهتمام من جانب العاملين في مجال مسرح الطفل بأن يطوروا أفكارهم ويجددوا أدواتهم الفنية حتى يقدموا صورة مسرحية جديدة ومتجددة وشكلا ومضمونا في مسيرة مسرح الطفل في الكويت وفي الدول العربية الشقيقة التي تشارك سنويا في دورات المهرجان.
وللأسف الشديد ومن خلال متابعتي المستمرة لدورات هذا المهرجان لا أرى أن هناك مسرح طفل يستحق الحضور والمتابعة دائما.
وأعتقد أن هناك بعض الاجتهادات، هذه الاجتهادات البعض منها ساذج، والبعض الآخر اجتهاد قاصر. وأهم شيء في عنصر هذه السذاجة أو القصور هو النص المسرحي المكتوب للطفل. لذلك أتمنى أن تكون نتائج المسابقة السنوية التي تقام مع كل دورة للتأليف المسرحي لمسرح الطفل نتائج طيبة وأن يتواجد ويبرز من خلالها كتاب جدد يفهمون كيفية الكتابة لمسرح الطفل، وما يهدف إليه مسرح الطفل من قيم ثقافية وفنية وتربوية واجتماعية. ومع كل هذا فأنا أتابع وأحيي جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فيما يخص الاهتمام بمسرح الطفل وكل أنشطته الثقافية والفنية والأدبية. ويجب ألا نتوقف أو نكون متفرجين وننتقد فقط!
د. نبيل بهجت
الملحق الثقافي بسفارة جمهورية مصر العربية لدى الكويت د. نبيل بهجت تحدث عن حضوره دورة المهرجان الخامسة هذا العام ومتابعة دورات المهرجان من قبل، ومشاركة جمهورية مصر العربية في المهرجان دائما: قال بداية لا بد أن أحيي جهود د. حسين المسلم منسق المهرجان وأقول إنه صانع البهجة والأمل دائما. أنا متابع لدورات المهرجان العربي لمسرح الطفل منذ دورته الأولى حيث كنت مشاركا فيها، ومن ثم تابعت الدورة التالية من خلال وجودي في الكويت كملحق ثقافي في السفارة.
وقد لاحظت وتابعت جهود د. حسين المسلم في إقامة واستمرار هذا المهرجان، وهو من الذين يعملون ويريدون أن يتركوا بصمة في الحياة للأجيال القادمة، حيث إن لديه قدرة فنية على تجميع المفردات المختلفة لتشكيل بانوراما فنية لأنه من جيل المبدعين والمخرجين في المسرح العربي من أمثال كرم مطاوع وأحمد عبدالحليم وغيرهما في بقية الدول العربية الشقيقة، وهو دائما يذكرني بكبار الزهاد الذين يعملون لكي يعطوا العطاء الطيب والمفيد في هذه الحياة، وهو من الرواد في الوطن العربي الذين صنعوا وأوجدوا لمسات من الإبداع الفني في الكويت خاصة، وسيستمر مثل هذا الإبداع من خلال منظومة القيم التي يطرحها هذا المهرجان في كل دورة من دوراته، لأن مثل هذه القيم الفنية نحن بحاجة لها الآن لمواجهة هذا الكم الرخيص من الإنتاج، وأظن أن د. حسين المسلم وراء هذا الاختيار الجيد، لأنه يهتم دائما بالشكل والمضمون، وهذا واضح من خلال دورات المهرجان والتنوع الذي حصل وشاهده جمهور المهرجان وتفاعل معه. وأثمن هذا العام اختياره لموضوع «القصة ومسرحة القصة» بهدف نقل المسرح للمدارس والبيوت من خلال نشر الدراما من خلال القصة، وهذه فكرة عظيمة ومبتكرة، وهذا يؤكد رأيي فيه بأن حسين المسلم هو صانع البهجة والأمل وأتمنى أن يكون بيننا العديد من هذا النموذج الإنساني المثقف والفنان الفاعل الذي يحرص على نشر التنوير والفكر الإيجابي.
هو فنان ومثقف حقيقي يسعى إلى إعلاء قيم الحياة الصحيحة والمؤثرة والفاعلة بعيدا عن نظم الظلام والجهل، ساعيا إلى إشاعة خيارات الأمل والتفاؤل والحب. وهي رسالة يؤمن بها ويريد إشاعتها وترسيخ وجودها لمن حوله بدءا من الأطفال الذين سيستمرون في هذه الحياة من بعدنا ويصبحون كبارا ليزرعوا ثمرة ما تعلموه هذه الأيام من حب وخير، وإنني سأظل دائما أثمن جهود د. حسين المسلم. وبالنسبة لمشاركة مصر في دورة المهرجان هذا العام فهي تتمثل بعدد من الورش الخاصة التي تشرح كيفية أن تمسرح القصة من خلال وسائط الدمى مثل خيال الظل والماريونيت والقفاز والأراجوز، وستكون من خلال مسرح متعدد الأغراض يجمع كل هذه الفنون كما اقترح د. حسين المسلم. كما يوجد في لجنة تقييم عروض المهرجان هذا العام عضو مصري متخصص في مسرح الطفل هو د. أحمد نبيل، وهو أحد المهتمين والمتخصصين في مسرح الطفل أكاديميا وإبداعيا فهو من الكتاب الكبار لمسرح الطفل.
حسن إبراهيم
أكد الفنان حسن إبراهيم حرصه لحضور ومتابعة حفل افتتاح المهرجان العربي لمسرح الطفل قائلاً: «تشرفت بالحضور لحفل افتتاح الدورة الخامسة للمهرجان العربي لمسرح الطفل على رغم ارتباطي بتصوير مسلسل جديد، ولكنني حرصت على حضور المهرجان ومتابعة العرض المسرحي للفنان محمد الحملي، وأيضا لأني من المتحمسين لهذا المهرجان منذ الدورة الأولى، حينها كنت عضوا في مجلس الإدارة لفرقة المسرح العربي، وشاركنا في الدورة الأولى وحصلنا على نصيب من الجوائز منها أفضل عرض مسرحي». وأشار إبراهيم إلى أنه بالرغم من اعتراضه على بعض القضايا التأسيسية في المهرجان فإنه يرى أنه يلامس تميز هذا المهرجان من خلال خصوصيته وعروضه غير الكلاسيكية وغير المقلدة.
وأردف: «أنا أجزم بأن أهداف وأثر هذا المهرجان ستحقق على المدى البعيد، وهذا ما يخطط له مدير المهرجان الدكتور حسين المسلم، إذ يبدو أنه يتجه اتجاها توثيقيا مهما جدا، وهذه ظاهرة مهمة يقودها منذ الدورة الأولى».
وعن تقييمه للأعمال المسرحية للطفل يرى أنه إلى الآن لم تنضج الأفكار، حيث إن أغلب عروض مسرح الطفل ذات طابع كلاسيكي متخذين أسلوب المسرح التجاري، وقال: يهمني كفنان في الساحة المسرحية قدمت العديد من الأعمال للطفل منها عمل تلفزيوني قريب موجه لفئة عمرية من سن ست سنوات حتى العشر سنوات، وهو في أواخر مراحل التنفيذ.
وتابع: «المسرح نتاج الفعل البشري ومجتمعنا ينتمي إلى حركة كلاسيكية بطيئة جدا، وهذه كارثة. فمازالت العروض المسرحية بنفس الطرح والهموم والمشاكل بالرغم من ازدياد عدد الجمهور وظهور أجيال جديدة لهم نجومهم المفضلون، فلم يحقق المسرح الكويتي أي جديد أو تطور، وقد يكون أسوأ من السابق من النواحي الفنية والتربوية وغيرها، وهذا الشيء لا يتحمل مسؤوليته المسرحيون وحدهم، بل أيضا الجمهور له يد بتراجع مستوى العروض المسرحية، حيث إن الجمهور الحالي أصبح بسيطاً فكريا لا ينجذب إلى العمل الهادف بقدر انجذابه إلى العوامل التكنولوجية والإبهار المسرحي ورفضه للتغيير وتطور الطرح المسرحي، ومع هذا نجد أن الكثير من أولياء الأمور والأطفال يتذمرون من العروض المسرحية، لذلك يجب القيام بنشاط إحصائي لجمهور المسرح لتقييم مسرح الطفل الحالي».
وتحدث إبراهيم عن تجربته كممثل في مسرح الطفل حيث قال:
«كانت في فترة الثمانينيات، وكنت مستمتعا جدا بتجاربي في مسرح الطفل ببداية جيدة وقوية بدور بطولة لمسرحية «دكوش يغزو وادي القمر» من إخراج وتأليف الفنانة أسمهان توفيق، وجاءت بعدها تجارب مسرحية مهمة أعتقد أنني لم استثمرها بشكل حقيقي كفنان ببحث عن مصلحته، وأنا لم أشارك في تأسيس مسرح الطفل ولكني عملت به ما بعد هذه المرحلة مع المؤسسين لمسرح الطفل والآن أعترف بأن ليس لدي إدراك كبير بمسرح الطفل الحالي بسبب اختلاف مدارك الطفل الحالي وأيضا لأسباب شخصية خاصة بي منها العمر وقلة الوقت، فالمسرح وخاصة مسرح الطفل يتطلب وقتا وجهدا كبيرا».
وبسؤاله عن سبب تفضيل الجمهور لمسرحيات الطفل في فترك الثمانينيات والتسعينيات أجاب: «أعيد القول إن لم يحقق مسرح الطفل أي قفزة أو تجديد عن الأعمال المسرحية التي قدمها فنانون أفنوا أعمارهم في مسرح الطفل، فدائما نتعرض لتعليقات الجمهور بأن مسرح الطفل في السابق أفضل وأكثر متعة وفائدة، وحاليا على الرغم من كثرة العدد فإن الإمكانيات المسرحية لم تتطور مثل المسرح وصناعة الستيج والخرسانة وغيرها، مما أثر حتى على الإمكانيات البشرية من فنانين وفنيي المسرح وهذا يدعو إلى الاستغراب حقا». ويرى الفنان حسن إبراهيم «أنه في الساحة الفنية والمسرحية خاصة، المبدع يحارب، الأمر الذي يمنعه من تقديم عمل مسرحي يلامس تغيرا كبيرا إلى الأفضل، وهذه مشكلة وواقع في أغلب مسارح الدول العربية».


مسرح الدسمة يشهد حالة من النشاط والبهجة على مدار اليوم

أطفال المهرجان العربي لمسرح الطفل استمتعوا بالعروض والفعاليات

 

 

مريم عبدالله: الفنون الهادفة
تفيد المجتمع وترتقي بالمشاهدين
ميسم وزينة أحمد حرصتا
على متابع ة عرض بلدهما الأردن
أنس الصالح يحب الرسم ولديه لوحات وأشغال فنية في حجرته

كتب: أحمد عبدالمقصود
يهل المهرجان العربي لمسرح الطفل الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تحت رعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح كل عام كالعيد، فيحرك وجدان وعقول وقلوب رواده من الأطفال ومعهم الآباء والأمهات، وحتى المهتمون بالمسرح بشكل عام، لما يتضمنه من أنشطة وفعاليات وعروض هادفة تحمل رسائل توعوية كما تحمل البهجة والسعادة إلى نفوسهم. وفي هذا العام ازداد المهرجان بريقا وألقا، بعدد زواره، لاسيما أن القائمين عليه وفي مقدمتهم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكل المنتسبين له وهم كثيرون يعملون ضمن منظومة عمل متكاملة قد مهدوا له دعائيا وإعلاميا بشكل مكثف عبر مختلف الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما ينعكس على حركة دائبة من الزوار لا ينقطعون طوال النهار عن مسرح الدسمة، ولعل الفضل في ذلك أيضا يعود لتنوع الأنشطة والفعاليات التي تملأ ردهات «الدسمة»، وتشرع أبوابها منذ الصباح، ومنها معارض وورش وأنشطة فنية كالأراجوز ومسرح الظل والعرائس والمهرج، وما شكل فرصة جيدة للتواصل مع عدد من الأطفال والذين يقام المهرجان خصيصا لهم وعلى شرفهم، التقيناهم وبعض الأمهات هنا لنرصد ردود أفعالهم حول المهرجان وأنشطته المصاحبة.
دخلنا إلى مقر معرض «صغيرك سفيرك»، فوجدنا مجموعة من الأطفال منشغلين بالرسم بالألوان والقصاصات، تعرفنا إليهم، وكانت البداية من دانا لؤي (ست سنوات) والتي عبرت عن سعادتها بالتواجد في المهرجان، وكانت تقوم ببعض الأنشطة الفنية فسألناها عن هواياتها، فقالت إنها تهوى مشاهدة أفلام الكارتون وتحب الشخصيات التي تصنع الخير وتنقذ حياة البشر، موضحة أنها حتى الآن لم تشاهد عروض المهرجان لكنها ستحرص على متابعة ما سيعرض في الأيام المقبلة.

 


الأشقاء عبدالله وحسين وساندرا يوسف (خمس وأربع سنوات) أيضا كانوا يقومون بنشاط فني، عبارة عن تلوين بالقصاصات، وسألناهم عن رأيهم في الأنشطة التي حضروا ليتابعوها فقال حسين إنه يحب الرسم كثيرا وقد انضم إلى رفاقه الصغار فور رؤيتهم وهم يستخدمون الألوان، وبسؤالهم عن الهوايات قال عبدالله إنه يحب الرسم والموسيقى ويتابع «سبونج بوب».
المفاجأة كانت الطفلة مريم عبدالله (12 عاما)، والتي كشفت في ردودها عن معرفة وثقافة واطلاع، فبسؤالها عن المسرح قالت إنها شاركت لأكثر من مرة في الأنشطة الفنية المدرسية، وأنها تتابع الأعمال المسرحية لفنانين أمثال النجمة هدى حسين والنجم الشاب محمد الحملي عبر موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب»، وبسؤالها عن أهمية الفنون وخصوصا المسرح، أجابت: الفنون الهادفة تفيد المجتمع وترتقي بالمشاهدين وتعدل سلوكياتهم، أما المسرح فهو أكثر الفنون تأثيرا ولا سيما مسرح الطفل حسب قولها.
مريم كشفت عن أنها تجيد العزف على البيانو، لافتة إلى أنها تحب الموسيقى والرسم وقراءة القصص ومشاهدة الأعمال الفنية وخصوصا الكرتونية.
شقيقها علي عبدالله (11 عاما) جاء إلى المهرجان بناء على رغبة والدته، حيث إنه يهوى لعب كرة القدم ويشجع نادي برشلونه الإسباني، ولا يشغله نشاط فني بعينه، لكنه أكد على أنه شاهد اليوم أشياء جميلة مثل الشخصيات العرائسية ومسرح الدمى والمهرج ومسرح خيال الظل.
الطفل أنس محمد الصالح (9 سنوات) قال إنه يشاهد بعض العروض في «كيدزانيا»، وعن شعوره بعد متابعة بعض الأنشطة في المهرجان قال إنه يشعر بالسعادة والفرح، ولفت إلى أنه لم يشارك في الأنشطة الفنية المدرسية من قبل، لكنه يحب الرسم وله لوحات وأشغال فنية في حجرته.
أما شقيقته فاطمة محمد الصالح (10 سنوات) فتشارك في الأنشطة المدرسية وتحب الموسيقى والرسم أيضا، وتعشق أفلام السنافر وبياض الثلج.
وفي معرض جولتنا توقفنا أمام معرض فرقة «ومضة» من جمهورية مصر العربية، ولفت نظرنا أن الأطفال يتجمهرون أمام أعضاء الفرقة الذين يقدمون فقرات قصيرة للعرائس التي تتراقص على أنغام أغنية شعبية مصرية، وبعد انتهاء الفقرة تعرفنا إلى عدد من الأطفال منهم ميسم أحمد وشقيقتها زينة (8 سنوات) وعرفنا أنهما من الأردن وقد أتيا إلى المسرح لمشاهدة عرض فرقة «الزرقا» الذي قدم أمس بعنوان «عبالي أفرح أمرح أتعلم»، وقد أبدت ميسم اعجابها الشديد بمسرح العرائس وبالفقرة القصيرة التي قدمت أمامها، وقد تفاعلت مع أعضاء فرقة «ومضة» وحركت عرائس الظل برفقة شقيقتها زينة.
وكان متوقعا ونحن نتحدث إلى الأطفال أن تتداخل معنا بعض الأمهات، واللاتي كن يستشعرن خجل أولادهن فيقمن هن بالرد بدلا عنهم، لكن صراحة كان يشغلني أسئلة أخرى غير تلك التي سألتها للأطفال، فحرصت على سؤالهن عن مدى اهتمامهن بأن يصحبن الأولاد لمثل هذه الفعاليات. والسؤال الآخر الذي تبادر إلى ذهني هو كيف سمعن بالمهرجان والنشاطات المصاحبة له؟
أم عبدالرحمن قالت إنها حريصة من وقت لآخر على أن تصحب أولادها لترفه عنهم، سواء في أماكن اللعب أو الأنشطة الفنية في بعض الاماكن في الكويت، وبما أن الأولاد انتهوا من الاختبارات فقد وجدت الفرصة لاصطحابهم إلى المهرجان الذي سمعت عنه من بعض الجروبات في «الواتس آب»، لافتة إلى أن أولادها يحبون القصص والأعمال التي تطغى عليها المناظر الطبيعية الخلابة وأعمال الخيال العلمي.
إحدى الأمهات رفضت الكشف عن اسمها قالت إنها اصطحبت اليوم ابنتيها لمشاهدة العرض اليومي في المهرجان، لافتة إلى انها لأول مرة ستشاهد عملا مسرحيا للطفل، وأنها شعرت بالسعادة لما رأت طفلتيها سعيدتين بالأنشطة والتفاعل مع مثيلاتهن من الأطفال الموجودين.
وختاما قالت أم فهاد إنها تحرص كل فترة هي وزوجها على أن يقوما مع الأطفال بزيارة مكان ما مختص بالفنون سواء التشكيلية أو المسرحية أو غيرها، ولفتت إلى أنها متابعة جيدة لنشاطات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فيما يقدم للطفل على وجه الخصوص، ولذلك فهي التي تنشر الأخبار لصديقاتها في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.


من تأليف اللبناني فارس يواكيم وأخرجها عبدالأمير مطر في العام 1983

«تسمح تضحك» .. أول مسرحية أطفال للمسارح الأهلية

 

إعداد عبدالمحسن الشمري:
قام نشاط مسرح الطفل في الكويت والخليج على يد السيدة عواطف البدر من خلال مسرح البدر، حيث قدمت في العام 1978 أول عرض في الكويت لهذا المسرح من خلال «السندباد البحري»، تأليف محفوظ عبدالرحمن، وإخراج منصور المنصور، وتحديدا في الثلاثين من أكتوبر من العام 1978، وهي من بطولة نخبة من الفنانين بينهم عبدالرحمن العقل وهدى حسين اللذان استمرا في المشاركة في أعمال مسرح الطفل، وأصبحا نجميه البارزين.
وقدمت البدر بعد ذلك عددا من الأعمال التي حققت نجاحا كبيرا، ومن هذه الأعمال «البساط السحري»، تأليف مهدي الصايغ، وإخراج منصور المنصور، 1979، «ألف، باء، تاء»، تأليف خالد الخشان، وإخراج منصور المنصور 1980، «العفريت»، تأليف خلف أحمد خلف، وإخراج منصور المنصور، وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحا جماهيريا وفنيا كبيرين، وكانت وراء انطلاق عدد من الأسماء الشابة، خاصة في مجال التمثيل.
وبعد النجاح الذي حققته أعمال البدر في هذا المجال بدأ عدد من الفرق الخاصة تقديم أعمال الطفل، ومنها مسرح السور بقيادة الفنان خليفة عمر خليفوه الذي نجح في تكوين جمهور خاص له من خلال الأعمال التي أخرجها وشارك في بطولتها عدد من العناصر الشابة التي سرعان ما أخذت مكانها في الحركة المسرحية المحلية.
وعلى صعيد الفرق الأهلية كانت فرقة المسرح الكويتي هي السباقة في تقديم أعمال خاصة بمسرح الطفل، وتحديدا في العام 1983 عندما قدمت مسرحية «تسمح تضحك» من تأليف الكاتب اللبناني فارس يواكيم، وأخرجها للفرقة الفنان عبدالأمير مطر، والدكتور نادر القنة مساعدا للمخرج، أما بطولتها فكانت لمجموعة من عناصر الفرقة البارزين مثل محمد المنيع، وطيبة الفرج، وعبدالله غلوم، إلى جانب كل من مبارك سويد، وحسين نصير، ومحمود شهاب، ووحيد عبدالصمد، ونواف الشمري، وباسم عبدالأمير، وجاسم عباس، كما شاركت في بطولة المسرحية الفنانة انتصار الشراح، بعد نجاحها في عدة أعمال للطفل، مثل «سندريلا»، مع فرقة البدر.

 


كتب كلمات الأغنية الشاعر الشهيد فائق عبدالجليل الذي كان يترأس مجلس إدارة الفرقة، ولحنها الفنان فيصل عبدالله، وحققت المسرحية التي قدمت على مسرح كيفان نجاحا كبيرا، خاصة أنها تعتمد على فكرة تربوية في مخاطبة الطفل بعيدا عن الإضحاك غير المبرر.
وكان تقديم «تسمح تضحك» بوابة للفرق الأهلية بدخول هذا المجال وتقديم أعمال مسرحية ناجحة، منها مسرحية «بيبي والعجوز» التي أخرجها الدكتور حسين المسلم لفرقة المسرح الشعبي.
والمعروف أن فرقة المسرح الكويتي كانت السباقة في خوض العديد من التجارب الفنية، ومنها فيلم «سارة»، وأيضا خوضها تجربة مسرح العرائس من خلال أوبريت «أبو زيد بطل الرويد» الذي يشكل تجربة مهمة على صعيد الأعمال الخاصة بالطفل، والأوبريت من تأليف الشاعر الشهيد فايق عبدالجليل، ومن إخراج الفنان المصري أحمد خلوصي.
وقد شارك في تحريك العرائس والأصوات مجموعة من الأسماء البارزة على الساحة المحلية آنذاك مثل فتوح محمد، وعبدالله غلوم، وعبدالمحسن الخلفان، وخليل زينل، وأحمد العامر، ويوسف العميري، وشريدة الشريدة، وبدر العتال، وشوكت عبدالقادر، ومنير عبدالمنعم، ورأفت احمد، وصبيح الملا، ويسري روبين، وصلاح داود، ولطفي السيد.
وقدمت المسرحية التي لحنها الدكتور أحمد كمال في العشرين من اغسطس 1974 على مسرح الشامية، وشهدت اقبالا كبيرا من الجمهور، وكانت بداية ولادة مسرح العرائس في الكويت، كما كانت المسرحية نقطة تحول مهمة، وبداية التفكير الجدي في تأسيس مسرح الطفل في الكويت، حيث ولد هذا المسرح على يد السيدة عواطف البدر، بعد ذلك بثلاثة أعوام.


تأليف الباحثة المصرية هبة مازن

«مسرح الطفل» كتاب يرصد دور المسرح المدرسي في تنمية ثقافة الطفل

 

كتب: عماد جمعة
صدرت عشرات الكتب المتخصصة في مسرح الطفل، سواء من الناحية التاريخية أو الواقعية أو المستقبلية، وجميعها تهتم بتربية الأطفال وسلوكياتهم ومدى تأثير ذلك على المجتمع خصوصا المسرح المدرسي الذي لعب دورا كبيرا في تشكيل عقل ووجدان الأطفال. وضمن الجهود الرامية لتسليط الأضواء على مسرح الطفل ودراسته وأهميته داخل منظومة المسرح العربي ككل، يأتي كتاب «مسرح الطفل»، تأليف الباحثة المصرية هبة مازن والصادر في الآونة الأخيرة عن دار أمجد للنشر والتوزيع في عُمان في 223 صفحة من الحجم الكبير، ليكون حلقة مضافة إلى سلسلة تلك الجهود القيّمة في هذا المضمار، إذ جرى تقسيم الكتاب إلى 7 فصول عُنونَ الفصل الأول بـ «تاريخ المسرح في العالم»، والثاني حمل عنوان «مسرح الطفل/ الأهمية - الدور الوظيفي البنائي - آليات العمل والأهداف»، والثالث «المسرح المدرسي ودوره في تنمية ثقافة الطفل»، والرابع «الدراما المسرحية وكيفية توظيفها في العملية التربوية»، وعُنونَ الفصل الخامس بـ «دراما ومسرح الطفل»، فيما كان السادس بعنوان «تأثير مسرح الدمى ومسرح الممثلين على خيال الطفل» أما السابع والأخير فجاء تحت عنوان «دور الإعلام في تربية الأطفال».
البدايات
وعبر صفحات كتابها، تسرد لنا المؤلفة هبة مازن بدايات مسرح الطفل، إذ نشأ الفن المسرحي عموما نشأة ذات طابع توجيهي تثقيفي إرشادي خصوصا مع المسرحيات التي قدمت قديما، حيث أصبح المسرح ذا دور تربوي متلازم مع مجمل النتاجات المسرحية الإغريقية، فقد أكد الباحثون والمهتمون أن بدايات مسرح الطفل تتمثل في الآتي تاريخيا، في أن المسرح الهندي القديم وفق ما يذكره كتاب «بهارتا»، قد شهد البدايات الأولى لمسرح الطفل من خلال تلقي المسؤولين والقائمين على شؤون المسرح تكوينهم منذ نعومة أظافرهم في هذا الميدان على أيدي آبائهم وأجدادهم، حيث لقن «بهاراتا» أسرار هذا الفن إلى أبنائه العشرين بأمر من «راهاما» نفسه، أما في العصر الإغريقي فقد كان الأطفال الإغريقيون في مدينة أثينا يتعلمون التمثيل الدرامي التعبيري ضمن المنهاج الدراسي، وقد اهتم كبار أعلام المسرح الكلاسيكي الفرنسي بمسرح الطفل، كما كتب الناقد الفرنسي بوسوي في كتابه «خواطر وأفكار عن التمثيل» في العام 1620: «ليس من الجائز منع المسرحيات الموجهة إلى الأطفال وهي أسلوب لتحسين نشأتهم وتنظيم عملهم»، وقد كتب راسين تراجيديتين حول مواضيع دينية إنجيلية وهما «إستر» و«اتالي» خصصتا لأطفال معهد سانت سير، وخلال القرن التاسع عشر وتحديدا في العام 1874 قدمت مدام استيفاني دي جينليس عرضا مسرحيا خاصا بالأطفال في حديقة ضيعة دون شارتر بضواحي باريس، كما قدمت دي جينليس مسرحية «المسافر» التي أدى أدوارها أبناء الدوق في باريس، وكذلك مسرحية «عاقبة الفضول» التي تصور ما يجلبه الفضول على صاحبه، وفي الفترة ذاتها، قدم المربي أرنود بركين العروض المسرحية المخصصة للأطفال، وكلا المُربيين كانا يشرفان على مسرح الطفل ويستخدمان اللعب والتمثيل في مجال رعاية الأطفال والعناية بهم وتربيتهم وتعليمهم فيما نشرت المربية دي جينلس كتاباً خاصاً بمسرح الأطفال اسمه «مسرح للأشخاص الناشئين» في العام 1779 وهو أول كتاب عن مسرح الأطفال في العالم ، وفي إسبانيا قدم أول عرض مسرحي للأطفال حمل عنوان «خليج الأعراس» في العام 1657 وقدم في حديقة الأمير فرناندو ابن فيليب الرابع ملك اسبانيا، والعرض من تأليف الكاتب المسرحي بدرو كالدرون دي لابركا الذي كان مهتما جدا بتقديم مسرحيات الأطفال، ويذهب الكاتب الأمريكي مارك توين إلى أن مسرح الأطفال هو مسرح حديث لم يظهر إلا في القرن العشرين، وفي العام 1903 أنشأت ميني هينز في الولايات المتحدة الأمريكية مسرح الأطفال التعليمي والذي قدم عدة عروض منها «الأمير والفقير» و«الأميرة الصغيرة» و«العاصمة»، وفي روسيا ظهر مسرح الطفل في العام 1918، وقدمت عروض عدة منها «ملابس الإمبراطور»، وكانت أهداف مسرح الطفل في روسيا إيديولوجية بحتة.
الدراما التعليمية
أما في الجانب الفلسفي، فتجد مازن أن عددا من الفلاسفة قد تناول الدراما التعليمية فلسفيا وأهميتها من الناحية الفلسفية، إذ نجد في غالبية كتاباتهم وأطروحاتهم ما يمكن القول إن الدراما التعليمية والقائمين عليها قد استفادوا من الطروحات الفلسفية في مجال توظيف الدراما تعليميا وتربويا، ومن أبرز الفلاسفة الذين أخذت أطروحاتهم طريقها نحو التطبيق العملي في الدراما التعليمية جان جاك روسو، إذ استفاد القائمون على الدراما التعليمية من آراء التربية الحديثة وفقا للفيلسوف روسو وتحديدا ما جاء في كتابه «إميل» بالإضافة إلى أهمية اللعب والتمثيل ومعرفة الحياة عن طريق الحياة باعتبارها مرتكزات جوهرية في التربية الهادفة، كما نجد تمثلات في الدراما التعليمية من الناحية الفلسفية عبر التأكيد على الدور المهم للخطاب الفكري لهذه الدراما من خلال أطروحات الفلاسفة منتسوري - جون ديوي – بستالوتزي - سوزان إسحق، كما أن جان جاك روسو يرفض تعليم المتعلم بواسطة الكتب ويفضل أن تعلمه الطبيعة بواسطة اللعب والحركة والحواس والمشاركة.
المسرح العربي
وتتتبع المؤلفة بدايات مسرح الطفل في العالم العربي فترى أن المغرب قد عرف مسرح الطفل في العام 1860، بعد أن احتل الإسبان مدينة تطوان فجرى تقديم مسرحية للأطفال بعنوان «الطفل المغربي» وذلك على خشبة مسرح إيزابيل الثانية في تطوان وهي أول خشبة مسرح في العالم العربي، أما في مصر فقد أنشأت فرقة القهوة للعرائس في العام 1959 وقدمت أول عروضها للعرائس، فيما تأسس أول مسرح للأطفال في العام 1964 في الإسكندرية، وفي سورية تأسس مسرح العرائس في العام 1960 وكان يقدم عروضه ضمن نطاق المسرح المدرسي، وفي لبنان تم تقديم أبرز عروض مسرح الطفل العربية وهو «يعيش المهرج» في العام 1981، أما في الأردن فقد بدأ مسرح الطفل من خلال تجربة الفنانة مارجو ملاتجليان التي تعد رائدة مسرح الطفل الذي بدأت به في العام 1970 بمسرحية «عنبرة والساحرة»، وفي لبنان بدأ مسرح الطفل في العام 1968 من خلال تقديم مسرحية «حمدان»، فيما ظهر في الكويت أول نشاط لمسرح الطفل من خلال فرق المدارس التي استخدمت المسرح كأداة تعليمية وتثقيفية وتوجيهية للأطفال.

 

بدأت في سن الرابعة في مسلسل «نوادر جحا» واستمرت 4 عقود

هدى حسين.. سندريللا مسرح الطفل

 


كتب: شريف صالح
عندما نحتفي برواد مسرح الطفل فمن الطبيعي أن نتوقف عند محطة هدى حسين التي شاركت في الريادة والتأسيس، بل ربما قبل ذلك أيضا، لأنها من الفنانات القلائل في الكويت والعالم العربي التي بدأت عملها مبكرا جدا في سن الرابعة من عمرها في مسلسل «نوادر جحا» مع علي المفيدي وعبدالرحمن العقل وأحمد مساعد، كما شاركت في برنامج «ماما أنيسة» في الإذاعة أكثر من مرة. فهي بدأت نجوميتها طفلة وحافظت عليها لعقود.
كانت هدى حسين علي راضي في طفولتها متأثرة بشقيقاتها اللواتي يملكن الشغف والموهبة مثلها، وعلى رأسهن شقيقتها الكبرى التي كانت تدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية وتعمل في الإذاعة وتصطحبها معها.
كما كانت طفلة مهذبة وهادئة ومتفوقة في الدراسة، وأنيقة في لبسها لدرجة اختيارها على الدوام كأفضل لبس وأفضل مظهر. برزت موهبتها الفنية مع الزهرات في الأنشطة المدرسية المختلفة.

مرحلة الطفولة

حول طفولتها تقول هدى: قبل أن أصبح فنانة كنت أفكر في أن أكون مدرّسة أطفال، لكن يبدو أن تيار الفن كان أقوى مني بحكم انتمائي إلى عائلة فنية، فالمهنة هي التي اختارتني عندما وجدت نفسي متأثرة، وأنا طفلة بشقيقاتي، خصوصا شقيقتي الكبرى التي كانت تدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية أيام الراحل زكي طليمات، وتعمل في الإذاعة وتصطحبني معها للاشتراك في برنامج الأطفال الإذاعي «ماما أنيسة»، وأتذكر أن ميكروفون الإذاعة كان أطول مني، فكنت أقف على كرسي لأصل إليه.
وسرعان ما شاركت في أعمال إذاعية لا تنسى مثل «حبابة» مع الراحلة مريم الغضبان. وتعتبر هدى «حبابة» أول بطولة لها، ونقطة انطلاقها في المجال الفني، لأنه ساهم في تعريف الناس بها.
ومن ذكرياتها أثناء العمل أنها كانت تكتب واجباتها المدرسية في الاستوديو ومع ذلك كانت من المتفوقات دائما، وعندما تكون لديها زحمة في العمل كانت تتناول وجبتي الغداء والعشاء في الأستوديو. وكان أجرها عن الحلقة الواحدة 30 دينارا، حيث تسلمت في نهاية العمل 900 دينار، وهو مبلغ كبير، في ذلك الوقت، بالنسبة إلى فتاة في عمرها.
كما استفادت من اتساع قماشة موهبتها، في تنويع أعمالها، ما بين الإذاعة والتلفزيون وخشبة المسرح، إلى يومنا هذا.. وما بين تقديم البرامج ومسرح الطفل وأيضا مسرح الكبار.. فمثلما لفتت الأنظار في «السندباد البحري» كانت على موعد مع مسرحية مهمة للكبار هي «نورة» للمخرج الراحل فؤاد الشطي.
وتعتبر هدى الراحل القدير المخرج فؤاد الشطي (زوج أختها سعاد)، بمثابة أب روحي لها، حيث أسند إليها دورا في مسرحية «نورة» (باللهجة العامية) لفرقة المسرح العربي، من تأليف جاسم الزايد، أشعار فهد بورسلي وفايق عبدالجليل، وقدمت على مسرح كيفان من 6 إلى 28 نوفمبر 1978، ثم على خشبة مسرح الإذاعة والتلفزيون في أبوظبي في ديسمبر 1978، وعلى خشبة مسرح الديوان الأميري الصيفي بإمارة الفجيرة في 23 ديسمبر 1978، وأعيد عرضها لمدة تسعة أيام في مارس 1985 على مسرح كيفان.

نورة

وتزامنت ولادة نجومية هدى في مسرحية «نورة» للكبار، في دور رومانسي مع ولادة نجوميتها في مسرح الطفل مع «السندباد البحري» من وحي ألف ليلة وليلة ومعالجة درامية للكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، إخراج الراحل منصور المنصور، وإنتاج مؤسسة البدر للكاتبة عواطف البدر.
ثم سرعان ما توالت أعمالها وإبداعاتها في مسرح الطفل وأبرزها:

أربعة عقود

وتقريبا هدى حسين هي الفنانة الكويتية الوحيدة، وربما العربية، التي استمرت في تقديم مسرح الطفل لأربعة عقود متصلة منذ أواخر السبعينيات وإلى اليوم، ففي التسعينيات قدمت أعمالا مثل: البنات والساحر، والأخطبوط وعروس البحر، وجميلة والوحش. وفي الألفية الجديدة قدمت أعمالا مثل: الأميرات الثلاث، ولعبة الكراسي، وغزلات وملك الفئران، والساحرة وحنين والتنين.
كما قدمت في السنوات الأخيرة أعمالا لاقت نجاحا منها: التوائم السبعة، وغدير راعية الجمال، والبنات والطنطل، وكوخ حارسات الغابة، وملكة الظلام.
ونلاحظ أن قوة هدى أنها وازنت ما بين البطولة الجماعية، والبطولة الفردية، وكذلك التلوين ما بين القصص الدرامية المؤثرة والطابع الغنائي والاستعراضي. وعلى مستوى النصوص التي اختارتها، يمكننا تصنيفها إلى ثلاثة أقسام: أعمال مستهلمة من الآداب العالمية بعد معالجتها بما يناسب البيئة المحلية مثل «السندريللا»، وأعمال من التراث العربي مثل «السندباد البحري» وأخرى من التراث والفولكلور الكويتي.
وفي مجمل أعمالها حرصت هدى حسين على تقديم عروض تناسب جميع أفراد الأسرة، وتمزج الثقافة والفكرة بالمتعة والبهجة.
وليس من قبيل المبالغة إذا قلنا إن هدى هي أبرز فنانات جيلها، والرقم الصعب، بعد جيل الرواد والمؤسسين، وربما هي أكثر فنانة أخلصت وقدمت أهم أعمال مسرح الطفل واكتسبت جمهورا عريضا يتجاوز حدود الكويت إلى الخليج والعالم العربي كله.. ثقة في اسمها الذي أصبح أيقونة مهمة من أيقونات مسرح الطفل العربي.

Happy Wheels