مهرجانات وأنشطة

النشرة الثالثة


 

إضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثالثة

 

زخـمٌ سـينمائي


... وتتواصل فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الكويت السينمائي، الذي يختتم غداً بعد 5 أيام من الزخم السينمائي (العملي والأكاديمي).
ويوما بعد يوم، تُثبت المواهب الكويتية الغضة أنها ليست عابرة سبيل في عالم الفن السابع، وأنها قادرة على وضع بصمتها بقوة، والوصول إلى كواكب بعيدة لم تطأها قدم من قبل في مجال صناعة الأعمال السينمائية، لاسيما أن هذه المواهب تمتلك كل عناصر الإبداع والتميز، ولا ينقصها سوى الدعم والتشجيع لتأخذ العلامة الكاملة في اختبار الطاقة الكامنة، سواء كان هؤلاء الموهوبون كُتّابا ومخرجين أو فنانين وفنيين.
وهذا ما اتضح جليا، في عروض «البرنامج الثاني» من الأفلام المحلية القصيرة التي شهدت منافسة حامية بين المشاركين الذين تنوعت أعمالهم بين الدراما الاجتماعية، على غرار فيلم «سوزان»، وأعمال الفانتازيا مثل فيلم «في داخلي» وفيلم «اللحن الأحمر»، إلى جانب الأفلام الوثائقية مثل فيلم «خارج الكويت»، عطفا على الأفلام الوطنية كفيلم «سالفة واحد بالغزو»، إضافة إلى الفيلم التربوي «غشاش».
وفي الجزء التطبيقي قدم مدير التصوير والمنتج الأمريكي بيتر بلسيتو، ضمن فعاليات المهرجان، محاضرة بعنوان «مهرجان الفيلم 360»، وأكد أن مهرجان الكويت السينمائي يمنح الشباب فرصة للاستفادة من خبرات الاختصاصيين وتجاربهم.
وقدم المنتج المصري محمد حفظي محاضرة أكد خلالها أن مهرجان السينما خطوة تمهيدية لصناعة سينما حقيقية في الكويت، وقال: نحن في حاجة إلى مزيد من الوقت كي نتمكن من إقناع الجمهور العربي بمشاهدة الأفلام العربية، وشدد على أن الإرادة القوية والدعم المادي من الدولة وإنشاء حركة ثقافية تؤدي دورا رئيسيا في صناعة السينما.
وقدمت جلاديس جوجو محاضرة بعنوان «فن المونتاج»، أوضحت خلالها أن مونتاج الأفلام معقد ويعتمد على المعيار الشخصي للمونتير وحدسه، وبينت أن المونتير يبحث عن اتجاه أو مدخل ليبدأ تقطيع مشاهد الفيلم ويقفز من مشهد لآخر، بحيث تصبح المادة هي التي تقوده.
كما تواصلت أنشطة المركز الإعلامي للمهرجان، حيث عقد مؤتمر صحافي بمكتبة الكويت الوطنية للفنان والمخرج دريد منجم، وأداره الزميل عبدالستار ناجي الذي رحب بوجود منجم في فعاليات المهرجان، مبينا أنه من مواليد دولة الكويت وعاش في مدينة الأحمدي، ثم انتقل مع أسرته إلى كندا، حيث واصل مسيرته السينمائية، وقال إن أغلب أعماله التسجيلية والوثائقية فازت بعدة جوائز.

 



«سيمفونية للأجيال»
يحكي مراحل تطور الأغنية الكويتية
ص 2
« الأفلام القصيرة»
مواهب كويتية سينمائية مبدعة
ص 4
ليس مجرد مهرجان!


ليس مجرد مهرجان يتضمن مجموعة من الفعاليات والأنشطة، لكن مهرجان الكويت السينمائي الأول لبنة رئيسية من لبنات إعادة «الفن السابع» إلى الواجهة الفنية والثقافية في الكويت، بعدما اختفى لعقوداً من الزمان لأسباب كثيرة.
المهرجان كان حلما قديما، وتحقق منذ انطلاقته يوم الجمعة الماضي، وأصبح واقعا ملموسا، بعد أن عادت «هوليوود الخليج» إلى الواجهة من جديد؛ لتستعيد مكانتها العريقة في خارطة «الفن السابع»، وهي التي دفعت عجلة الإنتاج السينمائي في الستينيات من القرن الماضي منذ أن قدم المخرج الكبير خالد الصديق فيلم «بس يا بحر» الذي أنجز قبل أكثر من 40 عاما.
إن مهرجان الكويت السينمائي الأول خطوة مهمة تعزز تأسيس بنية تحتية لصناعة السينما، ويُعد لبنة مهمة للبناء الثقافي في البلاد.
ويشكل المهرجان دعمًا للشباب الكويتي لتشجيعهم على الإنتاج السينمائي والنهوض بالحركة السينمائية في البلاد، كما أنه يعد مفردة من مفردات العمل الذي يقوم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعم السينما والسينمائيين في الكويت.
لقد سعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، طوال العام، إلى المشاركة في مهرجانات مختلفة لإتاحة الفرصة للمخرجين السينمائيين الكويتيين للمشاركة بأفلامهم التي حققوا بها مراكز متقدمة، لاسيما في مهرجان الخليج السينمائي.
ونجح المجلس في إيفاد مجموعة من السينمائيين الكويتيين للتدرب في ورش عمل بالتعاون مع السفارة الفرنسية، إلى جانب العروض السينمائية التي تُقدَّم بالتعاون مع دول العالم المختلفة تنفيذا لاتفاقيات التعاون الثقافي بين الكويت وتلك الدول.
إن المهرجان مجرد بداية لنهضة سينمائية كبرى سيقودها المبدعون من شباب الكويت؛ كي تتبوأ بلادهم مكانتها التي تستحقها على خارطة الفن السابع، ولن يتوانى المجلس الوطني في دعم وتشجيع فن السينما.
محمد العسعوسي
الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة



فيلم يحكي مراحل تطور الأغنية الكويتية منذ الخمسينيات
«سيمفونية للأجيال».. في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة
 الفيلم تضمن مواد أرشيفية نادرة من جهات رسمية وبعض الفنانين والمختصين


كتب: محبوب العبدالله
ضمن الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، عُرض مساء الأحد الماضي في مسرح المكتبة الوطنية فيلم «سيمفونية للأجيال» من إخراج عبدالعزيز عبدالله المرشد.
الفيلم وثائقي ومدته ساعتان وربع الساعة. وقال مخرجه عبدالعزيز المرشد إن إنجاز هذا الفيلم استغرق بين فترة البحث وإعداد المادة للتصوير، ما بين 6 أشهر إلى سنة، وفترة إخراج الفيلم استمرت أيضا ما بين 6 أشهر الى سنة، وقد قُسم إنتاج وتنفيذ الفيلم إلى فترتين، الأولى فترة البحث عن المعلومة التي استمرت لمدة سنة، والبحث عن المادة والأرشيف واستمر سنة أيضا، وقد استغرق إنتاج وإخراج هذا الفيلم مدة ثلاث سنوات.
واضاف ان بعض مواد الأرشيف في الفيلم كانت نادرة وموزعة بين أكثر من جهة، سواء رسمية أو لدى بعض الأشخاص من الفنانين والباحثين والمختصين، وقد عُرض الفيلم من قبل في تلفزيون الكويت، ولكن على أجزاء متقطعة لطول مدة الفيلم، وقد استغرق عرضه كفيلم في التلفزيون مقسما إلى ثلاثة أجزاء كل جزء نصف ساعة في العام 2016، كما عرض لأول مرة في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة في مهرجان الكويت السينمائي، وقد شارك في الفيلم كتوثيق من خارج الكويت الفنان أحمد الجميري والفنان خالد الشيخ من البحرين.
وتابع المرشد: ومن المملكة العربية السعودية د. عبدالرب إدريس ومن جمهورية مصر العربية المرحومة د. رتيبة الحفني والإعلامي وجدي الحكيم والموسيقار سعيد البنا والأستاذة هناء العشماوي والأستاذ علي الحفني، ومن الكويت شارك في الفيلم وفي إعطاء شهادات عن مسيرة الأغنية الكويتية منذ الخمسينيات مع بداية إنشاء مركز الفنون الشعبية.
وعن مراحل تطور وزارة الإعلام، لفت المرشد الى دور وزارة الإعلام في ذلك الوقت بقيادة وزيرها المرحوم الشيخ جابر العلي ودور فرقة الإذاعة الموسيقية وحتى مرحلة السبعينيات مع افتتاح المعهد العالي للفنون الموسيقية، والمراحل التي مرت بها صناعة وإنتاج الأغنية الكويتية رسميا عبر الإذاعة، أو من خلال استديوهات وشركات الإنتاج الخاصة في فترة الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات والتطورات التي مرت بها مراحل وألوان وأنواع الأغنية الكويتية والأصوات التي غنتها من الجنسين والتي تنوعت بين الأغاني العاطفية والدينية وحتى الأغنية الرياضية والوطنية، وقدمت مجموعة من الشخصيات التي رافقت انطلاق هذه المراحل عددا كبيرا من الشخصيات من أبرزهم الفنان الموسيقي الراحل إبراهيم الصولة والفنان عبدالله بوغيث ود. يعقوب الغنيم ود. يوسف الرشيد والإعلامي محمد السنعوسي والشاعر بدر بورسلي والشاعر عبداللطيف البناي والفنان عبدالله الرويشد والفنان نبيل شعيل والفنان يوسف المهنا والفنان أنور عبدالله، إلى جانب الإشارة إلى دور الفرق الشعبية مثل فرقة عودة المهنا وفرقة أم زايد في حفظ ألوان وأنواع الغناء الشعبي، كما أبرز الفيلم التعاون الفني في مجالات الموسيقى والغناء بين الكويت ومصر في تلك السنوات، وعدد الفنانين الذين بعثتهم وزارة الإعلام للدراسة في معهد الموسيقى العربية، واستعانت الوزارة بفنانين موسيقيين للعمل في فرقة الإذاعة الموسيقية.
وتابع: وأشار الفيلم إلى دور الأغنية الكويتية في مرحلة الغزو العراقي الغاشم للكويت ودورها في معركة التحرير، وصولا إلى المرحلة الحالية بعد الغزو والتحرير الذي تبدو فيه الأغنية الكويتية متراجعة في الدور والمستوى، حيث برزت الأغنية السعودية وكذلك الإماراتية في المرحلة الراهنة.




الشهود الذين تحدثوا عن مراحل تطور الأغنية الكويتية

الموسيقار إبراهيم الصولة، د. يعقوب الغنيم، محمد السنعوسي، يوسف المهنا، أنور عبدالله، عبدالله الرويشد، نبيل شعيل، عبدالله بوغيث، بدر بورسلي، عبداللطيف البناي.. وآخرون من البحرين والسعودية.

تنوعت أفلامه بين الدراما الاجتماعية والفانتازيا والوثائقية والوطنية
«البرنامج الثاني» من أفلام المهرجان القصيرة .. مواهب كويتية شابة على طريق الإبداع



 كتب: فيصل التركي
يوما بعد يوم تُثبت المواهب الكويتية الغضة أنها ليست عابرة سبيل في عالم «الفن السابع»، بل هي قادرة على وضع بصمتها بقوة، والوصول إلى كواكب بعيدة لم تطأها قدم من قبل، في مجال صناعة الأعمال السينمائية، لاسيما أن هذه المواهب تمتلك كل عناصر الإبداع والتميز، ولا ينقصها سوى الدعم والتشجيع لتأخذ العلامة الكاملة في اختبار الطاقة الكامنة، سواء كان هؤلاء الموهوبون كُتّابا ومخرجين أو فنانين وفنيين، وغيرهم ممن يستمدون الإلهام والتألق من فنون الأولين الذين تركوا لهم إرثا كبيرا من الأفلام الروائية والثقافية، القصيرة منها والطويلة، والتي ظلت محفورة في الذاكرة حتى يومنا هذا، ولاتزال تتلقفها الأجيال بشغف كبير، كما لو أن تاريخ إنتاجها لا ينتهي أبدا، بل يتجدد في كل عام.
هذا ما اتضح جليا في عروض «البرنامج الثاني» من الأفلام المحلية القصيرة، مساء أمس الأول في مكتبة الكويت الوطنية، ضمن مهرجان الكويت السينمائي في دورته الأولى والذي انطلقت فعالياته في 24 مارس الجاري، وتختتم فعالياته مساء اليوم.
ويتكون المهرجان من 3 برامج يومية، يضم كل منها نحو 6 أفلام قصيرة، إضافة إلى فيلم وثائقي طويل.
وبالعودة إلى «البرنامج الثاني»، فقد شهد منافسة حامية بين المشاركين الذين تنوعت أعمالهم بين الدراما الاجتماعية، على غرار فيلم «سوزان»، وأعمال الفانتازيا مثل فيلم «في داخلي» وفيلم «اللحن الأحمر»، إلى جانب الأفلام الوثائقية مثل فيلم «خارج الكويت»، عطفا على الأفلام الوطنية كفيلم «سالفة واحد بالغزو»، إضافة إلى الفيلم التربوي «غشاش».
وقد شهدت قاعة العرض، في مكتبة الكويت الوطنية، حضور حشد جماهيري غفير، من السينمائيين والفنانين والإعلاميين، فضلا عن حضور باقة كبيرة من محبي الأفلام.

«سالفة واحد بالغزو»
البداية كانت مع الفيلم الوطني القصير «سالفة واحد بالغزو» للمخرج داود الشعيل، وتدور أحداث الفيلم في 5 دقائق حول عسكري كويتي يدعى حمد، يتلقى مكالمة هاتفية من صديق يخبره بالخروج من البيت فورا قبل قدوم الغزاة، ولكنهم يصلون قبل أن يتمكن من الخروج، مما يضطره إلى الاختباء برهة، ومباغتة العدو بسلاحه الرشاش.
الفيلم قدم ملخصا شاملا ومختصرا عن حال كثير من أبطال المقاومة الكويتية الذين سطروا ملاحم وطنية إبان الاحتلال، وخطوا بدمائهم الزكية معاني الحب والوفاء لكويتنا الحبيبة، كما نجح المخرج داود الشعيل في نسج حبكته الدرامية بكل اقتدار، حيث توافرت كل عناصر الإثارة والتشويق، لاسيما لناحية الموسيقى التصويرية التي بدت متناغمة إلى حد كبير مع أحداث العمل.

«غشاش»
وفي عرض آخر جاء الفيلم التربوي الهادف «غشاش» للمخرج مساعد خالد.
تدور أحداث الفيلم داخل أسوار المدرسة، حول سليمان، وهو طالب في الثانوية العامة، يُتهم بالغش في أثناء اختبار اللغة العربية، ويضطر إلى مواجهة وكيل المدرسة ليثبت براءته، ولكي يأخذ درجته الكاملة بدلا من الصفر، لكن مهمته ليست سهلة على الإطلاق، خصوصا بعد الرفض المتكرر من جانب الوكيل الصارم لمقابلته، غير أن الطالب سليمان يتمكن من إقناع وكيل المدرسة أخيرا بأنه طالب مجتهد وليس غشاشا.
حمل الفيلم رسائل تربوية عديدة إلى الطلاب ومديري المدارس في آن معا، مفادها أن الغش لا يبني مستقبلا ولا يخلق العقول النيرة، كما أن إغلاق لغة الحوار بين الطلاب ومديري المدارس قد يؤدي إلى اتساع الهوة ويزيد الأمور تعقيدا بين الطرفين.

«خارج الكويت»
في غضون ذلك، عرض الفيلم الوثائقي «خارج الكويت» للمخرج إيدن بروكس، حيث يتناول الفيلم في 25 دقيقة أفكارا وحكايات متعددة لمجموعة من الفنانين الكويتيين الشباب، الذين يسافرون إلى المملكة المتحدة لعرض أعمالهم الفنية في أحد المعارض المرموقة في العاصمة البريطانية لندن، ومن هذه الأعمال الفن التشكيلي وصناعة السدو وفن التصوير المرئي والفوتوغرافي، وغيرها من الهوايات والموروثات الشعبية، التي تلقى تفاعلا واسعا في الخارج.
الجميل في الفيلم أنه موجه إلى الغرب بشكل مباشر، إلى حد أن جميع الفنانين كانوا يتحدثون باللغة الإنجليزية، بغية نقل التراث الكويتي إلى أبعد بقعة في العالم، ولكي تتطلع الشعوب الأخرى على العادات والتقاليد الكويتية.

«سوزان»
كما قدم «البرنامج الثاني» للأفلام القصيرة عرضا للفيلم الاجتماعي «سوزان»، وتدور أحداثه حول خادمة من الجنسية الآسيوية تدعى سوزان غارسيا تعمل لدى عائلة كويتية، من دون أن تعلم هذه العائلة أن الخادمة مخالفة لقانون الإقامة، فهي جاءت إلى الكويت بجواز سفر مزور، وبمعرفة مسبقة من جانب مكتب العمالة المنزلية الذي ساعدها في دخول البلاد، ولكن سوزان تجازف بكل ما لديها من أجل حياة أفضل لعائلتها، غير أن المغامرة تصل إلى احتمال عدم رجوعها إلى ديارها.
قدم الفيلم، خلال 20 دقيقة، نموذجا حيا لمعاناة شريحة كبيرة من الخادمات، ممن أصبحن فريسة سهلة لبعض مكاتب الخدم، كما أضاء الفيلم على حرية الأديان في الكويت، وتجلى ذلك من خلال تركيز الكاميرا أكثر من مرة على قلادة الصليب التي تضعها سوزان على صدرها.

«اللحن الأحمر»
إلى ذلك، عرض فيلم الفانتازيا «اللحن الأحمر» للمخرجة مريم العماني، وهو من الأعمال القصيرة التي لا تتجاوز مدتها 5 دقائق، إذ بدا لوحة سريالية بريشة رسام بوهيمي حاذق.
والفيلم يعبّر عن الصراع بين الأمور الجيدة والجميلة في الحياة من جانب، وبين الأمور المزعجة والمشوشة من جانب آخر، فهو يجسد حالات وتناقضات إنسانية مختلفة، من خلال رمز الريشة الحمراء الذي ينقلنا بين بعض المشاهد والأحداث، وهذه التناقضات والصراعات قد تكون بين الإنسان ونفسه، وقد يواجهها مع الناس من حوله، وعامل الوقت الذي يؤدي دورا كبيرا في حالاتنا ومواقفنا.

«في داخلي»
أما الفيلم الفانتازي الآخر «في داخلي» للمخرج عبدالعزيز البلام فقد كان مسك ختام «البرنامج الثاني»، فهو يروي في 25 دقيقة حكاية شاب يعيش في عالم المستهزئين، وعلى إثر ذلك يخوض صراعا مريرا مع النفس، بين التخيلات والوساوس من جهة، وبين إثبات الذات وإعادة الثقة بالنفس من جهة أخرى، لكنه في نهاية الأمر يستسلم لقدره ويرفع الراية البيضاء بعدما نالت منه الأفكار السلبية.

 

 



أشاد بالطاقات الشابة الواعدة خلال ورشة التصوير السينمائي
دريد منجم: انطلقتُ سينمائيًّا من الكويت
الصناعة السينمائية تتطلب دعمًا من الدولة لكي تحقق الطموحات السينمائية المطلوبة



كتب: حافظ الشمري
تواصلت أنشطة المركز الإعلامي لمهرجان الكويت السينمائي في دورته الأولى، حيث عقد يوم أمس مؤتمر صحافي بمكتبة الكويت الوطنية للفنان والمخرج دريد منجم، وأداره الزميل عبدالستار ناجي الذي رحب في البداية بوجود منجم في فعاليات المهرجان، مبينا أنه من مواليد دولة الكويت وعاش في مدينة الأحمدي، ثم انتقل مع أسرته إلى كندا، حيث واصل مسيرته السينمائية، ولقد فازت أغلب أعماله التسجيلية والوثائقية بعدة جوائز.
من جانبه، عبر دريد منجم عن سعادته الغامرة بالزيارة الثانية لدولة الكويت التي عاش بها أجمل الذكريات، ولقد قام بتصوير فيلم لمدة ثلاث ثوان عن الكويت، وأفتخر بأن صوتي وذاكرتي لاتزال هنا، وتعلمت منذ أن كان عمري في السابعة عشرة فنون التصوير، وكانت بداية مرحلة التعليم والإبداع، وأشعر بالامتنان لهذا البلد الجميل الذي أعطاني الدفعة الكبيرة للمجال السينمائي.

جائزة الأوسكار
وأضاف أنه عاش في تورنتو بكندا، وتواصل في عمله السينمائي هناك، وقام مع فنان صديق له بتصوير عمل سينمائي روائي طويل تناول مدينة المحمودية، وهي إحدى مدن العراق ودارت أحداثه حول قصة حقيقية، وتم تصوير العمل في الأردن، وعرض وحصل على عدة جوائز، لافتا إلى أنه التقى في لندن عدة فنانين ومخرجين، معبرا عن سعادته لحصول فيلمه السينمائي «خزانة الأمل» على جائزة الأوسكار.
وأشار منجم إلى عمله في مشاريعه السينمائية في بغداد قبل ثلاث سنوات، كما تطرق إلى الحديث عن كاميرات التصوير «الديجيتال» الحديثة التي قللت الأسعار بشكل واسع وأكثر من تكلفة الكاميرات التقليدية عن السابق، والتي كانت تتطلب التحميض والإمكانات الكثيرة، مبينا أن التغيير في التصوير أصبح على نطاق كبير ومريح مما ساهم في انتعاش الصناعة السينمائية عربيا وعالميا.

مستقبل واعد
وتناول منجم الورشة السينمائية التي يقوم بها ضمن فعاليات مهرجان الكويت السينمائي خلال ورشة التصوير السينمائي، مبينا أنه لمس خلالها طاقات شبابية كويتية طموحة تبحث عن مستقبل واعد سينمائيا، ولقد حرص على تعريفهم الأساس وإثبات شخصياتهم وبصماتهم، خصوصا أنهم يمتلكون المواهب.

الصناعة السينمائية
وحول رأيه في إقامة مهرجان سينمائي في الكويت، أجاب منجم قائلا: «الأهم هو إقامة مهرجان سينمائي في الكويت رغم التأخير، لاسيما أن الفنان الكويتي يمتلك القدرات والمهارات، فالصناعة السينمائية دوما تتطلب دعما من الدولة لكي تحقق الطموحات السينمائية المطلوبة».
وعن رأيه في المخرجين الشباب السينمائيين في دولة الكويت، عبر منجم عن إعجابه الشديد في المخرج الكويتي مقداد الكوت، الذي ترك بصمات جميلة في تجاربه السينمائية التي قدمها، ووضع له بصمة تعبر عن شخصيته كمخرج.




قدَّم بعض المشاهد للتعرف على طرق النقد وإيجابيات الإخراج
محمد رضا حاضر في المكتبة الوطنية عن «أدوات النقد السينمائي»
من أهداف النقد السينمائي الإسهام في نشر ثقافة الفيلم والتعرف على مضمون العمل



كتب: جمال بخيت
«أدوات النقد السينمائي» عنوان المحاضرة التي حاضر فيها الباحث محمد رضا في مكتبة الكويت الوطنية في إطار البرنامج المصاحب لفعاليات مهرجان الكويت السينمائي الأول.
قدم المحاضر خلال الحديث عن أدوات النقد السينمائي بعض المشاهد الفيلمية للتعرف على طرق النقد وإيجابيات الإخراج.
 وفِي البداية قدم المحاضر تعريفا للنقد السينمائي حيث قال: النقد السينمائي هو الحالة التحليلية التي يضع فيها الكاتب نفسه لتنفيذ مهمة إيصال الفيلم إلى القرّاء والمقصود هنا هو إيجاد قراءة لعناصر الفيلم المختلفة، إذا ما كان العمل يحتمل مثل هذه القراءة، تلك التي ليس بإمكان القارئ لسبب أو لآخر معرفتها.
وأضاف المحاضر: «النقد هو حالة توسط بين الفيلم وبين المشاهد والقارئ بحيث يساهم ذلك الأداء في ثقافة المتلقي السينمائية وغير السينمائية ومن يقوم بهذه الوظيفة وهي وظيفة التوسط عليه أن يكون ملما بالفيلم والجمهور وكلما ارتفع إلمامه بهما نجح في عمله إضافة إلى قضية توثيق العلاقة بين الأطراف الثلاثة.

أهداف النقد
وطرح المحاضر تساؤلا حول الهدف من قضية النقد السينمائي وقال عنه «هناك عدة أهداف للنقد السينمائي منها الإسهام في نشر ثقافة الفيلم والتعرف على مضمون العمل ومن يقوم به كالتعرف على السير الذاتية والشخصيات والروايات الأدبية التي هي محور بعض الأعمال التي تقدم».
وأشار المحاضر إلى أن النقد أيضا يساهم في نشر ثقافة المعرفة السينمائية والتعرف على هذه الصناعة بداية من النص إلى الشاشة. فضلا عن عملية الاختيار النابعة من التعرف على هذه الثقافة فهي تساهم في عملية المتابعة والاختيار والمشاركة وتحوله إلى مشارك فعال بدلا من متلق لا يمتلك أدوات المعرفة. كذلك إيصال القارئ المهتم فعليا بالسينما كفن وكثقافة إلى درجة إدراك تجعله قادرا على قراءة الفيلم بنفسه إذا ما أراد ذلك.
وانتقل المحاضر إلى الحديث عن بعض المناهج التي يستند إليها النقد، وقال: إن هناك مجموعة من المناهج منها الأكاديمي والانطباعي والأدبي والأيديولوجي. وخص المحاضر المنهج الأكاديمي باعتباره المنهج الصحيح لتناول كل ما له علاقة بالفيلم السينمائي.

تحليل الفيلم
قضية تحليل الفيلم كانت محور النقطة التالية في محاضرة الباحث محمد رضا والتي تناولها بداية بالقول «رغم توافر مناهج للنقد ولكن علينا الإلمام الشامل والبحث الفعلي في تاريخ السينما كفن وكثقافة عامة إضافة إلى البحث في تاريخ الفيلم، واعتماد المنهج الأقرب منا. مع التأكيد على أن المنهج الأكاديمي هو المنهج الصحيح. وعلى الناقد الإلمام بالمعرفة الفعلية بفن الكتابة وكيفية التواصل مع القارئ بحيث لا تجعله يشعر بأنه خارج الحسابات، إضافة إلى تبسيط المعلومات دون التنازل عن المضمون والقيمة.
وتواصل المحاضر مع الحضور في قراءة بعض المواقف الفيلمية القديمة للوقوف على تقديم محاولة نقدية فعلية للإخراج والمشاهد والإجادة الفيلمية من مضمون حقيقي له هدف.

الكتابة النقدية
وتناول المحاضر بعض الخصال المهمة في موضوع الكتابة النقدية ومنها: توضيح الأسباب للقارئ التي من أجلها يتابع القراءة، وتلخيص الحكاية في فقرتين إلا في حالة التحليل الكامل خلال عملية النقد وما يطلق عليه النوع التحليلي والذي يعتمد على التوسع الكامل في شرح المشاهد التي يتخذها الناقد كأمثلة أو يدرك أنه يحتاج إلى قراءتها منفصلة . ثم القبض على مزايا الفيلم الفنية أو إذا ما جاء الفيلم خاليا من هذه المزايا فعليه أن يشير إلى ذلك الفراغ. وعلى الناقد أن يطرح الجانب الضمني للفيلم الظاهر أولا ثم الجانب الباطني فيما وراء العمل إضافة إلى التقييم العام.
 وقال المحاضر إن هذه النقاط المهمة لا تنجز دون معرفة شاملة بالنوع والمصدر والمخرج والأوضاع والقضايا المطروحة موضوع الفيلم. أما البعد عن الذاتية فهو من أسباب النظر إلى الفيلم أفقيا وعموديا، ثم ذكر الفارق بين النظريتين.
وأشار المحاضر في محوره التالي إلى ضرورة النظر للفيلم كحالة منفردة قبل تكوين أواصرها وعلاقتها الجانبية بالتاريخ والموضوع، ما يساعد على الحكم على النتيجة الماثلة وليس على ما يريده الناقد من الفيلم. فالنقد ليس مجرد رأي لأن كلا منا فوق الثالثة عشرة من العمر لديه رأي وهو التقييم المبني على المعلومات والثقافات، إضافة إلى أن الفيلم ليس مصعدا كهربائيا تضغط على الزر فيأتيك، إنه عمل كبير لقبه فن كما أن الفارق بين film وMovie هو الفارق النوعي، فالفيلم كلمة تحتوي على فن الفيلم. و Movie كلمة تلغي الجوانب الفنية والصناعية وتحول العمل إلى تذكرة دخول.

قراءة السيناريو
وفِي المحور الأخير تناول المحاضر المراحل الأبعد والتي قال عنها: كيف تقرأ السيناريو عبر المشاهد المتوالية وكيفية تحديد موضع العمل بالنسبة لمصدره، ثم تأتي عملية القراءة لدوافع المخرج وما وراء عمله وتنفيذه، كما أن هناك نوعين من الإخراج السائد: مخرج ذاتي الطرح ومخرج تنفيذي الطرح، وكلاهما قد يحقق فيلما جيدا أو فيلما رديئا .. فضلا عن أن عملية التعرف على الأفلام القديمة سوف تساهم في التعرف المعرفي للمناهج والأساليب والتفرقة بينها.



حاضر عنها دريد منجم ضمن فعاليات المهرجان
«الإضاءة في الأفلام» .. مشاعر الفيلم المرئية

دور مدير التصوير صناعة المؤثرات الضوئية وفق
ما يشترطه المخرج
المخرج يستثمر الاستجابة العفوية للظلام والضوء للتأثير على طرق تلقي المشاهد للتطور السردي


كتب: جمال بخيت
«الإضاءة في الأفلام» عنوان المحاضرة التي ألقاها المصور دريد منجم ضمن فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الأول، كما قدم منجم ورشة مصاحبة ناقش فيها عمل التصوير السينمائي.
وقدم المحاضر بداية تعريفا للإضاءة قائلا: الإضاءة عنصر مهم في التصوير السينمائي، وذلك لأنها تؤثر إلى حد كبير على الصور التي تلتقطها الكاميرات. وإضافة إلى ذلك، فإن الإضاءة تؤثر في المشاعر التي يتم نقلها في أثناء المشاهدة. ولكل فيلم مدير للتصوير والذي تكون مهمته صناعة المؤثرات الضوئية وحسب ما يشترطه المخرج.
وأضاف؛ تلعب الإضاءة في صناعة الأفلام دورا مهما في التقاط المشاهد السينمائية أو الفيديو. وبشكل عام، فإن مدير التصوير يعمل مع مشغلي الكاميرات وفريق الإضاءة لضمان تحقق الرؤية الكلية المطلوبة. ويمكن استخدام الإضاءة بعدة طريق، والتي غالبا ما تعزز أحداث المشاهد التي يراد إظهارها، وبشكل مرئي بصري، وتوضيح ما هو ضروري أو غير ضروري. وهناك طرق حيث يمكن للإضاءة أن تعزز من القصة، وذلك من خلال التمثيل البصري أو تعزيز الحركات في المشاهد.

تعريف الإضاءة
وتعرّف الإضاءة في صناعة الأفلام على أنها استخدام للعديد من أنواع الإضاءة في موقع أو عدة مواقع لإعطاء المشهد منظرا أو صفة معينة عند التقاطه من خلال الفيلم أو الفيديو. وبينما تنفذ الإضاءة غالبا من قبل فريق الإضاءة، إلا أن مدير التصوير غالبا ما يتحمل مسؤولية الإشراف على هذا العمل. وحيث إن مدير التصوير مسؤول عن طاقم الكاميرات «فريق التصوير» فإن هذا يسمح له بملاحظة الإضاءة وضمان توافقها مع كيفية تصوير الفيلم. وبناء عليه، فإن الإضاءة عنصر مهم في الشعور بالمشهد وكيفية ظهوره على الشاشة.
ومن إحدى الطرق الرئيسية لتوظيف الإضاءة في التصوير السينمائي تعزيز أو توضيح الحدث في المشهد. وهنا يمكن استخدام الإضاءة لتوضيح أفعال أو أشياء معينة في المشهد، علاوة على إظهار عناصر أخرى من الحدث. ومن ناحية أخرى، فإن الإضاءة في صناعة الأفلام السينمائية تستخدم للمساعدة في تعزيز المحتوى العاطفي للمشهد. وهنا، يجدر القول بأن الإضاءة الصعبة أو القاسية غالبا ما تظهر المشهد بشكل مباشر أو على شكل حدث، بينما أن الإضاءة السلسة غالبا ما تستخدم لإظهار مزيد من المشاهد الرومانسية أو العاطفية. وإذا استخدمت الإضاءة بشكل غير ملائم، فإن المشهد يكون غامضا أو لا يمكن المشاهد من إدراك الحدث. كما أن المشهد العاطفي أو مشهد الحب الذي يكون باستخدام إضافة قوية أو صعبة يخلق شعورا غريبا أو ملائما.

الإضاءة والتصميم
لقد أصبحت الإضاءة عنصرا مهما في التصميم البصري السينمائي. وهي تلقى أهمية في صناعة الأفلام، وتخلق تأثيرا عاطفيا جوهريا. إن الاستجابة العفوية للظلام والضوء عنصر مهم في علم النفس البشري والذي يستثمره مخرج الفيلم بهدف التأثير على طرق استجابة المشاهد للتطور السردي في الفيلم. ومن الناحية الأخرى، فإن الظلال العميقة تجعل الشخصية تظهر على أنها غير موضع للثقة أو تخفي مشاعر العدائية. ومن الناحية الثانية، فإن الإضاءة الساطعة توفر الارتياح والاطمئنان أو تخلق انطباعا إيجابيا. كما أن الإضاءة الساطعة قد تتسبب في حالة من عدم الارتياح، رغم أنها قد تستخدم كسلاح «كما هي الحال في فيلم: النافذة الخلفية، 1954» و«الكومبو الضخم، 1955» حيث تؤدي إلى تطور الحدث لدى الشخصيات بشكل واضح.
وإضافة إلى ذلك، فإن السطوع يمثل أحد متغيرات الإضاءة التي تسهم في التأثير على المشاهد. كما أن خيارات صانع الأفلام هي التي تبين أنواع الإضاءة التي يجب استخدامها، وكيفية استخدامها، ومكان وضع أجهزة الإضاءة. وكذلك الحال، فإن الأفلام الملونة وأفلام الأبيض والأسود تسمح باستخدام العديد من مؤثرات الإضاءة. ومن هنا، فإن الإضاءة الملونة تعطي سلسلة من الانطباعات التي تستخدم بشكل منتظم طوال عملية تصوير الفيلم وتوضح بيئته «كما هي الحال في فيلم باتمان، 1989»، أو لتوضيح أهمية مستعارة «مثل فيلم فيرتيوغو، 1958» حينما يتمكن «سكوت/ جيمس ستيوارت» من إقناع جودي «كيم نوفاك» بتحويل مظهرها إلى شكل «مادلين الميتة/ نوفاك». وعندما تظهر من الحمّام وقد تشكلت بصورة مادلين، كانت قد استحمت بإضاءة خضراء «مغطاة بإضاءة خضراء اللون»، وتبين مع تعديلها على شخصيتها.

أهداف الإضاءة في الأفلام
هنالك ثلاثة أهداف رئيسية تحققها الإضاءة عند تصوير الأفلام وهي:
وضوح الصورة: حيث ضرورة أن يتمكن المشاهدون من التعرف على جميع العناصر المهمة في إطار/ محتوى الفيلم. وهذه تتراوح ما بين تعابير الوجه والإيحاءات الجسدية وما بين ظهور حوارات ذات أهمية.
وفي بداية الأفلام السينمائية كان هذا هو الهدف من الإضاءة، ولكن وفي العام 1905 تقريبا، ظهرت عوامل أخرى على السطح.
نقل المشاهد إلى صورة واقعية عن أحداث الفيلم: تبدأ الأفلام بالتعريف عن المخططات البصرية التي تشير إلى أن الإضاءة تتأتى من مصادر منطقية في بيئة تصوير الفيلم. كما أن استخدام المؤثرات الضوئية «كما كان شائعا في السابق» قد مهد السبيل لتحقيق الهدف الثالث، وهو:
خلق مناخ أو مؤثرات عاطفية. وأصبحت تقنية الإضاءة عنصرا مهما في صناعة الأفلام من أجل التلاعب بالمشاهدين بشأن استجابات الشخصيات والأحداث السردية. كما تستخدم تقنيات الإضاءة الحديثة لتوضيح مواقف درامية معينة.

تقنيات الإضاءة ونمط الأفلام
 توجد علاقة تبادلية بين التكنولوجيا ونمط الأفلام. كما أن تطور أنواع مختلفة من معدات الإضاءة وإدخال معدات جديدة لتصوير الأفلام قد وسع من مجال طرق الإضاءة والمؤثرات المتوافرة لصناعة الأفلام. وهناك العديد من أنواع الإضاءة ووحداتها والتي تم تطويرها لغايات تختلف عن تصوير الأفلام، مثل إضاءة الشوارع أو دوائر البحث. ورغم ظهور أنماط معينة للإضاءة في عمليات تصوير الأفلام كاستجابة للتقنيات التي توافرت، إلا أن هنالك العديد من الابتكارات التقنية.

استخدام الإنارة النهارية
وهي تشكل مصدرا رئيسيا للإنارة شريطة توافر عنصر الوضوح. وهذه لا تسمح بتوافر الكثير من الفرص لخلق مؤثرات درامية مقارنة بالإضاءة الصناعية. كما أنها لا تسمح بالتصوير السينمائي داخل الغرف أو أثناء الليل «المشاهد الليلية». وتعود استخدامات الإضاءة الصناعية إلى العام 1896، حينما قام صانع الأفلام الألماني Oskar Messter, 1866- 1943 بافتتاح أستديو داخلي في برلين. وبحلول العام 1900، بدأ أستديو أديسون في الولايات المتحدة الأميركية باستخدام الإضاءة الطبيعية لاستكمال الضوء الطبيعي المتوافر، واستمرت التجارب على مؤثرات الإضاءة، سواء داخل أو خارج المنازل/المباني/الأبواب. وهناك سلسلة من التقنيات التي تم اكتشافها.
وخلال النصف الأخير من العام 1910، تبنى صانعو الأفلام اثنتين من التقنيات المهمة والمشتقة من أشكال فنية أخرى. أولها: الأعمدة الكربونية «بقع الضوء»، والتي كانت تستخدم سابقا في المسرح وتسمح بزيادة الإضاءة الموجهة عن بعد إلى ممثل معين أو منطقة محددة. والثانية: الشاشات التي تنشر الضوء، والتي تنتمي إلى المصور الثابت. ويمكن استخدم هذا النوع من الإضاءة لتحويل ضوء ساطع جدا إلى ضوء سلس لا يعكس الظلال. وكل هذه تؤدي إلى تحقيق فوائد في تصوير تعابير الوجه، وتقليل المؤثرات.

إضاءة المعارك
وفي العام 1947، ظهر اختراع إضاءة جديد والذي جاء استجابة للتقنيات التي كانت تستخدم لتصوير الأخبار أثناء الحرب العالمية الثانية «لتصوير إطلاق النار والمعارك». إن إطلاق النار والمعارك الحربية لم يسمح لصانعي الأفلام من خلق إضاءة معقدة؛ بل اعتمدوا على الإنارة النهارية، أو على أضواء ومصابيح تحمل باليد. ومن الأمثلة على الأفلام التي ظهرت خلال تلك الفترة:
Boomerang, 1947, and Call Northside, 1948.
أما حقبة الخمسينيات، فقد شهدت تطورا لتقنيات الإضاءة والتي تميزت عن أفلام الثلاثينيات والأربعينيات. ومن أحد أسباب ذلك اتساع شهرة الأفلام الملونة، واستخدام معدات وأجهزة مختلفة في التصوير. وتعزى بعض التغيرات في تقنيات الإضاءة في الخمسينيات إلى التوسع السريع في الإنتاج التلفزيوني. وقد اعتمد التلفاز بشكل كبير على استخدام عدة كاميرات للتصوير المباشر في الأستديوهات. ويتلاءم نمط الإضاءة بشكل أفضل مع نمط الإنتاج الذي يوفر سطوعا، وإضاءة كلية.
ويتمثل التغير الأكثر أهمية والذي حدث في أواخر القرن العشرين في إدخال أضواء HMI- Hydragyum Medium Arc- Length Iodide ، وهو أحد أشكال المصابيح التي تحتوي على غاز الهالوجين ومعدلة بدرجة حرارة ملونة لمواجهة أشعة الشمس.
وانتشرت هذه التقنية طوال حقبة الثمانينيات، ومازالت وسائل ومعدات الإنارة تعتبر واحدة من الأشكال الشائعة في تصوير الأفلام حاليا، سواء داخل أو خارج الأبواب، وهي سهلة الاستخدام، وتستهلك القليل من الطاقة مقارنة بكمية الإضاءة التي تنتجها.
وفي بداية القرن الحادي والعشرين، فقد بدأ اختراع السينما الرقمية إلى إحداث تأثير كبير على متطلبات الإضاءة وبحسب نوعية صناعة الأفلام. وتستطيع الكاميرات الرقمية إنتاج صور واضحة وبمستوى قليل من الإضاءة المتوافرة. وقد نال هذا الاختراع شهرة كبيرة في تصوير الأفلام الوثائقية.
وعلاوة على ذلك، فإن مثل هذه التقنية تستخدم في إضاءة مسارح دور عرض الأزياء، وفي الرسم، وأفلام الكوميديا، والدراما، والأساطير، وفي مجال وإظهار الجماليات.



يعمل مدير تصوير ومنتجًا .. وقدم ضمن فعاليات المهرجان محاضرة «مهرجان الفيلم 360»
السينمائي الأمريكي بيتر بلسيتو: مهرجان الكويت السينمائي يمنح الشباب فرصة للاستفادة من خبرات الاختصاصيين وتجاربهم
مهرجان «كان» الأقوى والأجمل عالميًّا .. و«لوس أنجلوس» تقدم بمفردها ثلث الإنتاج السينمائي
السينما تواكب التطور التكنولوجي .. ومشاهدة الفيلم على الشاشة الكبيرة أكثر متعة من الهاتف الذكي



كتبت: جويس شماس
«عادة ما أسافر كثيرا لحضور مهرجانات سينمائية عديدة حول العالم؛ لأنني أعمل في صناعة الأفلام، وتفرض علي مهنتي التواصل مع إعلامها ومبتكريها في كل مكان، وتوسيع الآفاق والأفكار بغية تقديم أعمال ناجحة».
بهذه العبارة بدأ مدير التصوير ومنتج الأفلام الروائية والوثائقية وكاتب السيناريو الأمريكي بيتر بلسيتو حديثه على هامش مشاركته في مهرجان الكويت السينمائي الأول، حيث يؤكد أن زيارته الأولى إلى الكويت تهدف إلى منح الشباب الراغبين في دخول هذا المعترك جزءا من خبراته التي اكتسبها على مر السنين، وتقديم محاضرات حول هذه الصناعة وتفاصيلها، ولقاء عدد من الاختصاصيين وتبادل الآراء والخبرات، لأنه يعتبر أن هذا النوع من النشاطات يؤدي دورا إيجابيا في مسيرتهم.
 ويقول بلسيتو: «طلب مني صديقي طلال المهنا المشاركة في المهرجان، وأخبرني بأنهم يريدون الدخول جديا في هذا المجال، والتأسيس لحركة سينمائية واعدة في الكويت، وراقت لي الفكرة لأنني أسعى دوما إلى توسيع أعمالي وزيارة دول عديدة، ولا اكتفي بالوجود في الولايات المتحدة الأمريكية أو أمريكا الشمالية فقط، لإيماني بأن السينما عالمية ولا يمكن حصرها في مكان أو مجتمع واحد، وتعتمد على نشر ثقافتها وإبداعاتها هنا وهناك، على اعتبار أنها جسر ثقافي يجمع شعوب العالم رغم اختلافاتهم»، كما يشعر بأن هؤلاء الشباب قد يستفيدون من أفكاره وخبرته التي حصل عليها خلال عقود طويلة في صناعة الأفلام، والتواصل مع كبار العاملين، ويؤكد أن المهرجان في دورته الأولى قد يكون خطوة أولى في مسيرة ناجحة وواعدة في حال استثمرت بالطرق الصحيحة، وتحديدا عندما ينفتحون على العالم لينصهروا في بوتقة واحدة، سينما هادفة ذات مضمون جيد، وقادرة على إثبات نفسها عن طريق أطقم عمل محترفة ومتكاملة.

مهرجانات عالمية
يحرص بلسيتو، الذي نشأ في نيويورك ونال درجة ماجستير في قسم السينما من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، على حضور مهرجانات عدة، حتى أنه يزور بلدانا جديدة ومهرجانات ناشئة دخلت صناعة السينما حديثا نوعا ما، مثل الصين وكوريا الجنوبية وروسيا، ويقول: «تسجل هذه الصناعة في الصين تقدما كبيرا، ويحاول القائمون عليها تقديم أعمال جيدة ومنافسة في المستقبل، وبالفعل أستمتع بهذا الأمر، وباختباره من قرب، لعدم رغبتي في حصر نفسي في لوس أنجلوس حيث أقيم وأعمل، رغم أن هذه المدينة تعتبر أكبر مصنع للسينما في العالم، وتوفر نحو ثلث إنتاج الأفلام السينمائية»، في حين يرى أن مهرجان «كان» السينمائي هو الأفضل والأجمل، لعدة أسباب أبرزها أفلام ممتازة ذات جودة عالية ومشاركة مميزة من العاملين في هذا المجال، من مخرجين وممثلين وكوادر، كما أن مدينة «كان» تقع في مكان جغرافي راق ومترف يستقطب انتباه الجميع، ويضيف أن هناك 5 مهرجانات يحضرها باستمرار وتوجد على قائمة المهرجانات السنوية المهمة، وهي على التوالي بالأهمية: «كان» في شهر مايو، و«برلين» في فبراير، و«تورونتو» في سبتمبر، و«صاندانس» يوتا في يناير، وسوق الأفلام الأمريكي AFM الذي يقام في سانتا مونيكا خلال نوفمبر، ويعد الأخير مهما بالنسبة إليه لأنه عبارة عن سوق للأفلام كما يدل اسمه، ويوضح أنه ليس مهرجانا، إنما فعالية سنوية لصناع الأفلام أنشأها تحالف السينما والتلفزيون المستقلان.

منافسة وحرية
وعن أهمية صناعة الأفلام الأمريكية ومقارنتها بتلك الأوروبية والأفضلية بينهما، يقول السينمائي الأمريكي، ذات الأصول الإيطالية والذي شارك في العام 1981 في تأسيس Independent Feature Project، ثم ساهم في إنشاء قاعدة بيانات متخصصة في صناعة الأفلام اسمها Film Finders استحوذت عليها لاحقا برنامج Whitoutabox على شبكة الإنترنت لتقديم خدمات للمهرجانات السينمائية حول العالم، يقول: «صنع أول فيلم سينمائي في فرنسا، كما اخترع المبتكر إديسون اختراعات عدة في أمريكا، لتتوازن القوى والإمكانات بين أوروبا وأمريكا، ويدخلوا في منافسة متوازية بينهما، إلا أن اندلاع الحرب العالمية جعل المعادلة تتغير نوعا ما، لتسهم الحرب العالمية الثانية في ترجيح كفة الولايات المتحدة الأمريكية، وتوقف تقدم الأولى بسبب الحروب ونقص المال وانعدام الاقتصاد، لتتربع الثانية على عرش الصناعات والابتكارات، وعلى رأسها صناعة الأفلام، ويؤكد أن نجاحها في ذلك البلد يرتكز على حرية التفكير والتعبير عن الرأي وحقوق الإنسان»، ويشدد على أن «أمريكا بلد عالمي يجمع أناسا من شعوب وثقافات متنوعة، ومعظم الذين أسسوا هذا البلد هاجروا من الوطن هربا من التمييز العنصري، كما فعل اليهود الألمان أو البريطانيون الذين رغبوا في الحصول على فرص عمل جديدة، وكما فعل أجدادي الذين قدموا من جنوب إيطاليا إلى أمريكا، لتتحول إلى حاضنة للثقافات والحضارات والمواهب، ويعد هذا الأمر إيجابيا جدا، خصوصا أن الحرية المتوافرة تسمح لهم بصناعة السينما التي يرغبون في تسويقها تحت مسمى «حرية»، الذي يتمتع به أي شخص في بلاد العم سام».

أهداف وتكنولوجيا
ينصح بلسيتو أي شخص يريد دخول عالم السينما بأن يحدد أهدافه وطموحاته، كي يسير على السكة الصحيحة، كاختيار موضوعات الأفلام ونوعيتها، وانتقاء فريق العمل الاختصاصي والاحترافي بغية الحصول على عمل جيد، وحضور المهرجانات المناسبة لعرض فيلمه وتسويقه وتوزيعه أو بيعه أو الحصول على تمويل معين، ويؤكد أن المهمة قد تكون صعبة وشائكة في بعض الأحيان، لكنه يشير إلى أن رأس المال هو العنصر الأهم الذي يجب توافره لصناعة فيلم سينمائي، ثم فريق العمل في المرتبة الثانية.
أما فيما يخص التطور التكنولوجي والمعدات المتطورة لتصوير وتجهيز أي عمل كي يصبح جاهزا ويعرض في دور السينما، فيوضح أن السينما تواكب التطور المعاصر، فعلى سبيل المثال؛ شاهد بلسيتو فيلما سينمائيا ضمن فعاليات مهرجان «برلين» السينمائي، وقد وجده جيدا ولافتا للانتباه، في حين أن المعدات التي استُعملت لتصوير فيلم لنجم الروك آند رول جيم مارسون كانت عبارة عن كاميرا 16 مللم في ستينيات القرن الماضي ولم تعد تستخدم حاليا، كما أن الآلات المستعملة حاليا تساعد في الحصول على أفلام نظيفة وذات جودة عالية، في حين أنه لايزال يفضل حضور أي فيلم في صالة السينما، وليس عن طريق الأجهزة الذكية الصغيرة، لأن متعة الصالة أكبر وأجمل، فيقول «يشاهد حفيدي الصغير كل ما يريد على الهاتف، لكنني مازلت أفضل الطريقة التقليدية، لأنها تمكنني من التفاعل مع الفيلم أكثر، كما أن تسريب الأفلام لتصبح متوافرة على الإنترنت مثلا يضر بصناعة الأفلام وصناعها ويحرمهم من الحصول على أتعابهم المادية».
وعن المحاضرة التي ألقاها ضمن فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الأول، والتي حملت اسم «مهرجان الفيلم 360»، يشير بلسيتو إلى أنه تكلم عن المهرجانات العالمية وتطورها عبر السنين وتقسيماتها وأبرزها، خصوصا أنها كانت قليلة ومعدودة في السابق، ليتخطى عددها حاليا 10 آلاف مهرجان حول العالم، وهي مرتبطة بصناعة الأفلام السينمائية المتنوعة والمتشعبة وأهميتها على خارطة صناعة الأفلام السنوية.

حركة سينمائية
يتابع بلسيتو، الذي يقيم حاليا في هوليوود، الكثير من الأفلام لأنها ركيزة عمله والنقطة الأهم في مسيرته كسينمائي ومنتج وكاتب، ويحرص على مشاهدة كل ما هو جديد ولافت، وقد اختار فيلم I am not your negro كأفضل فيلم سينمائي للعام 2016، من كتابة أحد الكتاب الذين يقرأ أعمالهم منذ أن كان فتى، وهو أسود اللون ومثلي الميول يدعى جيمس بالدوين، ويطرح قصة التمييز العنصري في الولايات المتحدة والثورة عليها واغتيال أصدقائه المقربين؛ مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ وميدغار أفرس.
وفي نهاية حديثه، يشدد بلسيتو على أن المنطقة الخليجية تمتاز بثقافة استثنائية وتاريخ مميز، وتمتلك الإمكانات لصناعة السينما، ومن المهم أن يشارك الراغبون في ذلك بتأسيس حركة سينمائية تقدم أعمالا جيدة، ما يساعد على إقامة فعاليات وأنشطة جاذبة للعاملين فيها من أنحاء العالم كله.

قدمت محاضرة بعنوان «فن المونتاج» .. واستعرضت فنون «الديكوباج»

جلاديس جوجو: مونتاج الأفلام مُعقّدٌ ويعتمد على المعيار الشخصي للمونتير وحدسه

المونتير يبحث عن اتجاه أو مدخل ليبدأ تقطيع مشاهد الفيلم ويقفز من مشهد لآخر لتصبح المادة هي التي تقود

كتبت: رزان عدنان
«ما الطريقة المثلى للتعبير عن أفكاري؟ انطباعي؟ مشاعري؟ من أين أبدأ؟ ما القصة التي سأرويها؟ أدركت أن هذه هي الأسئلة نفسها بالضبط التي أسأل عنها نفسي عندما أبدأ في مونتاج فيلم ما». بتلك العبارة بدأت خبيرة المونتاج جلاديس جوجو محاضرتها التي حملت عنوان «فن المونتاج»، ضمن إطار فعاليات اليوم الرابع لمهرجان الكويت السينمائي الأول الذي يقام خلال الفترة من 24 إلى 28 مارس الجاري.
سلطت جلاديس، عند حديثها عن المونتاج وطرقه وأهميته، الضوء في بداية المحاضرة على التعريف بفن المونتاج، قائلة إنه بغض النظر عن نوع الفيلم أو المشهد، سواء كان توثيقيا أو غيره، الأمر كله يدور حول رواية أو كتابة قصة من خلال صور. في هذا السياق، يبحث خبير المونتاج عن اتجاه أو مدخل ليبدأ تقطيع المشاهد في الفيلم، ويقفز من مشهد لآخر بحيث تصبح المادة هي التي تقوده. ومع ذلك، لا بد من يسأل محرر الأفلام (المونتير) نفسه أسئلة حول الهدف من كل لقطة أو تقطيع مشهد، وإن كان التقطيع في هذا المكان يخدم الغرض أو يؤدي المعنى، وهل يحتاج إليه الفيلم أو يمكن الاستغناء عنه، هل طول مدته مناسب أم يجب تقصيره، هل هو في المكان المناسب أم لا؟ وهكذا تتم العملية مع كل مشهد إلى أن يجد محرر الأفلام ضالته في النهاية.
وتعتقد جلاديس أن تعريف تحرير الأفلام «المونتاج» معقد للغاية، لأن التخصص بحد ذاته يعتمد على المعيار الشخصي لكل مونتير وحدسه وذكائه، على الرغم من وجود بعض القواعد الثابتة التي تُدرَّس في الكليات وموجودة في الكتب، على سبيل المثال زاوية بحد أدنى 30 درجة، وقاعدة الـ 180 درجة.
تقول جلاديس: عندما بدأت تحرير الأفلام، أدركت أن لُبّ التحرير هو شيء آخر، إنه نوع من الكيمياء الغامضة التي تصنعها مواجهة أو ربط عنصرين يولدان فكرة جديدة. من خلال دمج لقطتين، أو لقطة وصوت، وإضافة واحدة تلو الأخرى، يتولد معنى جديد، من ثم إحساس جديد. وترى أن كل جزء مهم في القصة، لكنه ليس كافيا بحد ذاته.
وتطرقت إلى تأثير المخرج السوفييتي ليف كوليتشو، قائلة إن أسلوبه المعروف يعتبر ربما من أكثر الطرق الطبيعية في تحديد قوة التجاور، أي أن تضع مشهدا بجانب آخر. ففي العام 1920، ومن خلال خبرته، اكتشف أنه اعتمادا على كيفية تركيب اللقطات، فإن الجمهور سينجذب إلى معنى معين أو عاطفة.
في هذا السياق، استعرضت جلاديس مقطعا صغيرا من أحد أفلام هتشكوك يستند إلى تأثير كوليتشوف، مشهد «النافذة الخلفية» مبني تماما على أساس وجهة نظره وتم تحريره بناء على ذلك، حيث يحرض تحرير «وجهة النظر» الجمهور على تحديد الشخصية، ويوصل مشاعر شخصية الفيلم المتجسدة في لقطات «وجهة النظر».

الديكوباج
كما تناولت جلاديس أثناء المحاضرة موضوع السيناريو الإخراجي أو «الديكوباج»، والمقصود به سيناريو التقطيع الفني للفيلم بعد انتهاء المخرج من فهم وتفسير نص السيناريو. وتوضيحا للفكرة، اختارت عرض مشهد قصير من فيلم أمريكي، يصور مجموعة من الشخصيات ضمن دائرة، كل يتحدث بطريقته وأسلوبه بطريقة منفصلة، لكنه يجمع بين البساطة والقوة في الوقت ذاته.
هذا واستعرضت أيضا التجزيء أو تقسيم المشاهد في الأفلام، وقالت إن لقطتين تعطيان معنى، لكن لقطة وحدة لا تؤدي الغرض منها، واستعرضت جلاديس مقطعا من فيلم فرنسي يقدم طريقة مختلفة عن الأسلوب الكلاسيكي في تحرير الأفلام؛ ففي هذا الفيلم حاول المخرج ابتكار شيء جديد. كما تطرقت إلى بنية «هيكلة» الأفلام المعاصرة، قائلة إنها تدع الجمهور يفكر أكثر، رغم أن هذه الأفلام تتشابه مع التقليدية من حيث القصة الواحدة التي تبدأ عند نقطة معينة وتستمر معها إلى نهاية الفيلم، لكن المعاصرة تغذي مخيلة المشاهد أو الجمهور، وتحفزه على التفكير. كما لفتت ضاحكة إلى نوعية بعض المخرجين في تعاملهم مع النص الغامض، حيث يعتبرون أن جمهورهم يتكون من 10 أشخاص، هؤلاء سيفهمون مغزى الفيلم أو اللقطة.
عن الطريقة الهوليوودية في صناعة الأفلام، قالت جلاديس إن المخرج يختار تصوير الفيلم من كل الزوايا، وإحاطة كل المشاهد بكل شيء دون أن يترك شيئا دون تصويره، ثم يدخل المونتير غرفة المونتاج لتقطيع المشاهد، وإخراج النسخة التي يريدها المخرج.

تستعد لتقديم فيلم هندي وعرض أحد أفلامها في «كان»

بدور يوسف: مهرجان السينما خطوة مهمة لدعم الموهوبين من الشباب

هناك بعض التشديدات في الرقابة المحلية تضطر المؤلفين والمنتجين إلى تصوير أعمالهم خارج البلاد

كتبت: نيڤين أبو لافي
شددت المخرجة بدور يوسف على أهمية انطلاق الدورة الأولى لمهرجان السينما المحلي في الكويت لما لها من أثر إيجابي على الشباب في دعم مواهبهم وعرض تجاربهم بشكل صحيح، خصوصا أنها كسينمائية شابة سبق أن شاركت في عدد من المهرجانات السينمائية الخليجية وتستعد لعرض أحد أفلامها في مهرجان «كان».
وأشارت يوسف إلى استعدادها لتقديم فيلم هندي قريبا بعد أن كتبت نصه بالعربية وقامت بترجمته في خطوة للتوسع في نشاطها الفني، إلى جانب عدد من الأعمال التي سترى النور قريبا.
حول عدد من المواضيع جاء هذا اللقاء:
ما رأيك في طرح انطلاق الدورة الأولى لمهرجان السينما المحلي؟
بصراحة أجدها تجربة جميلة جدا ومميزة ومهمة لكل من يعنى بهذا الفن الراقي وسيساعد الشباب على وجه الخصوص للتعرف على تجارب جديدة بإعطائهم مساحة أكبر للإبداع والمشاركة في فعالية سينمائية محلية تدعم جهودهم وتقدمها للمجتمع.
حدثينا عن بداياتك العملية؟
بعد انتهائي من الدراسة في مجال السيناريو ودخولي دورات عدة في مجالات تعنى بالتأليف والإخراج التلفزيوني والسينمائي بات لدي توجه لتقديم عدد من الأعمال ما بين التأليف والإخراج بعد أول تجربة لي منذ ما يقارب الست سنوات والتي كانت مع مسرحية «فندق الرعب» والتي قدمت في قطر كمؤلفة تلتها تجربتي المسرحية من خلال عرض لوحات ضمن فعاليات مهرجان الشباب المسرحي.
ما آخر أعمالك السينمائية؟
لقد انتهينا من تصوير فيلم «الديرفة» والذي تقوم ببطولته الفنانة باسمة حمادة وأخرجه علي رضا، وقمت بكتابة أحداثه التي تدور حول موضوع إنساني يتلخص في قصة إنسان مصاب بالتوحد، ومن المفترض أن يعرض في مهرجان «كان»، إلى جانب أنني أجهز لمجموعة من أفلام الرعب القصيرة كتأليف، وقد أشارك في الإخراج وهي أفلام كويتية، وستكون لنا مشاركة في مهرجان دبي السينمائي من خلال فيلم «نهاية بلا عنوان» من تأليفي وإخراج عبدالعزيز الزايد، حيث تدور أحداثه حول موضوع الانفصام بالشخصية.
هل أنت مقبلة فعلا على إخراج عمل سينمائي هندي؟
نعم أجهز حاليا لعمل سينمائي هندي بعنوان «أكبر»، وقد كتبت أحداثه باللغة العربية وستتم ترجمته للهندية ويحمل العمل الكثير من القيم والقضايا الإنسانية، وقد نصور جزءا من مشاهده في الهند حيث يعمل زميلي صالح الدرع على تدريب مجموعة من الممثلين، ولا يضم الفيلم أسماء فنية مشهورة لكن هناك من لديه الموهبة والخبرة في التمثيل، ومن المفترض أن ندخل مواقع تصويره في بداية مايو المقبل لكننا قد نغادر البلاد في أبريل للتجهيز له.
حدثينا عن أعمالك في الدراما التلفزيونية؟
لدي عدد من الأعمال التلفزيونية منها مسلسل «خلف المرايا» والذي يتناول قصة مجموعة من الأخوات اللاتي تعترضهن مشاكل الحياة ويحاولن التماسك والترابط لمواجهتها، إلى جانب عمل آخر بعنوان «ظننت العشق كنزا» عن رواية «بلا هوية» للكاتبة علياء الكاظمي، وقد قمت بكتابة السيناريو والحوار وعلى الأغلب سيتم تصوير العمل في دبي.
هل هناك أي عقبات أو مشكلات تواجه أعمالك فيما يتعلق بالرقابة؟
هناك بعض التشديدات في الرقابة المحلية تجعل المؤلفين والمنتجين يضطرون لتصوير أعمالهم خارج البلاد بعد إجازتهم للنصوص ورفض البعض الآخر كما حصل معنا في مسلسل «ظننت العشق كنزا» والذي دفعنا للتفكير بتصويره خارج البلاد وقد يكون هو ذات السبب لخروج الطاقات الكويتية إلى الخارج.
حدثينا عن انضمامك لمجموعة «نايترو موفيز»؟
لقد انضممت أخيرا إلى مجموعة «نايترو موفيز» والتي تضم شبابا واعدا في مجال الفنون المختلفة، وأشغل معهم منصب مديرة قسم التصنيفات والتي من خلالها يتم تطوير ما يقارب 12 شابا في مجال الكتابة والتأليف، ومنها سنقدم مجموعة من الأعمال ما بين السينمائية والمسرحية والتلفزيونية.



أشادوا بفعالياته وثمّنوا دعم المجلس الوطني له وتمنَّوا توسيع نشاطه في الدورات المقبلة

فنانون شباب عن المهرجان: حلم طال انتظاره .. وفرصة لتقديم إبداعاتنا

علي رضا: للمهرجان أثر إيجابي في نفوس الشباب
ممن يتطلعون إلى تقديم إبداعاتهم على مستوى محلي

إبراهيم الشيخلي: الشباب يجتهدون لخلق صورة سينمائية حقيقية وسيأتي اليوم الذي تنهض فيه السينما الكويتية

عبدالعزيزالزايد: منذ زمن كنا نتمنى إقامة مهرجان سينمائي يقدم من خلاله صُنّاع الأفلام أعمالهم بشكل محترف

منال الجارالله: نتمنى أن تتضمن الدورات المقبلة مشاركة أكثر للأفلام لتتحقق الفائدة للفنانين والشباب

أحمد الخضري: المهرجان فرصة جيدة لصُنَّاع الأفلام ليقدموا تجاربهم بحضور جماهيري


كتبت: نيفين أبو لافي وفرح الشمالي
مع انطلاق الدورة الأولى لمهرجان السينما المحلي، بات الشباب السينمائي على موعد مع الفرص المميزة لتقديم نتاجاتهم الفنية تحت مظلة رسمية تسلط الضوء على هذه الصناعة التي تعتبر رافدا اقتصاديا مهما في العديد من الدول، وقد ثبت بالتجربة وبعض العروض وجود طاقات شبابية تستحق الاحترام لما صنعت من أفلام على مستوى عال من الجودة ترفع لها القبعات، على الرغم من محدودية الحركة والإمكانات، وقد أشاد هؤلاء الشباب بفعاليات المهرجان، وثمنوا دعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب له، وتمنوا توسيع نشاطه في الدورات المقبلة. استطلعنا رأي عدد من الشباب في رؤيتهم للمهرجان وهذه آراؤهم:
في البداية، قال أحمد الخضري، وهو من الشباب الذين استطاعوا أن يحصلوا على جوائز عالمية في عالم السينما: «على الرغم من مشاركتي في العديد من الفعاليات السينمائية وحصولي على جوائز من هوليوود إلا أن سعادتي بإقامة مهرجان سينمائي محلي كانت كبيرة جدا، وإن كانت هناك بعض الهنات فيه إلا أنها بشكل عام خطوة إيجابية، ولم أتوقع ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي كوني مشاركا في المهرجان، وسعدت بتعليقات الجمهور، سواء من الحاضرين في الصالة، أو ممن كانت لهم تعليقات عبر أي موقع إلكتروني».
وأضاف الخضري: «لقد حقق هذا المهرجان فرصا جيدة لصناع الأفلام ليقدموا إبداعاتهم وتجاربهم بحضور جماهيري غفير، وكانت هناك فرصة لمشاركة الجميع ممن قدموا أعمالا جيدة، حيث اختار القائمون على المهرجان الأفلام الجيدة، وعرضت من خلال شاشة جميلة، استمتعت بمشاهدة عملي وأعمال زملائي من خلالها».
وأشار إلى تميز الورش المصاحبة لفعاليات المهرجان قائلا: «لقد تميزت الورش المصاحبة لفعاليات المهرجان، سواء من خلال عناوينها ومضامينها والقائمين على تقديمها؛ لوجود أسماء لامعة وذات خبرة في صناعة السينما، الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي الكبير على المشاركين فيها، لكني أطالب بأن تكون هناك وقفة لتذليل العقبات، أمام صناع السينما أو الأفلام في الكويت، سواء من حيث تصاريح التصوير، والتي اضطرتني إلى تغيير نهاية فيلمي لعدم مقدرتي على تصوير مشاهدي في مواقع لم أحصل فيها على تصريح، إلى جانب الرقابة التي تقف عائقا في بعض الأحيان لإجازة بعض النصوص».

أثر إيجابي
المخرج علي رضا، هو أيضا أحد صناع الأفلام من الشباب، تحدث عن الواقع السينمائي والمهرجان المحلي قائلا: «بالتأكيد لمثل هذه الفعالية السينمائية الأثر الايجابي في نفوس الشباب ممن يتطلعون للدعم والحصول على فرص لتقديم إبداعاتهم وتجاربهم على مستوى محلي واسع، وإن كان منهم من استطاع أن يخرج من المحلية إلى العالمية لكنه يبقى يتوق لمجتمعه الذي هو جزء منه ويتمنى أن تكون هناك مظلة تجمع تحتها النتاجات المتعددة من الأفلام، سواء الطويلة أو القصيرة، لذا كان الحماس لانطلاق الدورة الأولى لمهرجان السينما المحلي، وإن كان متواضعا من حيث بعض المواقع، لكنه يبقى مميزا بجمهوره والأعمال التي قدمت من خلاله، خصوصا أنها لشباب حلم بعرض أعماله عبر هذه الشاشة».
 
 فرصة ذهبية
من جانبه، تحدث المخرج عبدالعزيزالزايد عن المهرجان قائلا: «منذ زمن كنا نتمنى إقامة مهرجان سينمائي يقدم من خلاله صُنّاع الأفلام تجاربهم بشكل محترف ومميز، وتحقق هذا الحلم بانطلاق الدورة الأولى للمهرجان في أوساط تهتم بالإعلام بشكل أكبر من السينما، فتأتي المهرجانات لتكون فرصة ذهبية للشباب لتقديم أعمالهم وإبداعاتهم، ويطلع عليها الإنسان العادي والمتخصص في الوقت ذاته».
وأضاف: «على الرغم من أننا استطعنا تقديم عدد من الأفلام إلا إننا مازلنا نعاني العديد من العقبات، خصوصا في مجال التصريحات لتصوير المشاهد وإجازة النصوص مما يتطلب وجود مواقع تصوير للأعمال السينمائية إلى جانب تسهيل كل الأمور المتعلقة بهذا الموضوع كي يتسنى للإبداع الشبابي الانطلاق نحو آفاق أفضل، وتقديم رؤى أجمل بأريحية دون ضغوط بسبب الإجراءات الروتينية التي تؤخر إنتاج الأفلام».

مواهب سينمائية
من جانبها، قالت الفنانة منال الجارالله: إن لمهرجان الكويت السينمائي أهمية كبيرة بالنسبة لنا كفنانين؛ إذ كنا نطمح غلى أن يقام في الكويت منذ سنوات طويلة، كون الكويت رائدة الفن الخليجي في المسرح والدراما التلفزيونية، ولكن توقف الدعم السينمائي، نتمنى في الدورات القادمة من المهرجان السينمائي أن يتضمن مشاركة أكثر للأفلام وفعاليات ثقافية سينمائية أكثر ليحقق فائدة للفنانين والشباب ويجذب المواهب السينمائية.
وعن تجربتها السينمائية الأولى في فيلم «وفاء العامر»، عن حياة الشهيدة وفاء العامر، قالت: كانت هذه التجربة جدا ممتعة ومختلفة عن جميع ما قدمته في المسرح والتلفزيون، وذلك لندرة الأعمال السينمائية مقابل مئات المسرحيات والمسلسلات، وهذه الخطوة أضافت لي الكثير وأطمح لتكرارها والمشاركة في المهرجان السينمائي.
وأضافت: في الكويت نواجه مشكلة ضعف الإنتاج السينمائي بسبب أن أغلب الأعمال السينمائية لم تعرض للجمهور، ولم يكن هناك مهرجان للسينما، لذلك المنتج لا يغامر بإنتاج فيلم قد يخسر، على الرغم من توافر فنانين كويتيين مبدعين يحصدون جوائز كثيرة في مهرجانات خارج الكويت، فأي فنانة أو فنان شاب تتاح لهم الفرصة للمشاركة في عمل سينمائي للمهرجان بالتأكيد لن يرفضه.

نهضة سينمائية
بدوره، ذكر الفنان إبراهيم الشيخلي إنها لسعادة بالغة لتواجده كفنان في أحد الأفلام التي ستشارك بأول مهرجان سينمائي كويتي وهو فيلم «الجزء الغير مفقود» للمخرج أحمد الخضري، وقال: سعيد جدا إن محاولاتنا وتجاربنا بالسينما سترى النور، وأرى أننا ما زالنا نحن الشباب نجتهد في خلق صورة سينمائية حقيقة ولكن سيأتي ذلك اليوم الذي ستنهض به السينما الحقيقية ذات الصورة والمعنى.

Happy Wheels