مهرجانات وأنشطة

النشرة الثالثة


 

 إضغط هنا لتحميل PDF النشرة الثالثة

 

مبدعو «القرين» التشكيلي

 


ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الثالث والعشرين افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش معرض القرين التشكيلي السنوي والذي تضمن الإعلان عن جوائز عيسى صقر الإبداعية.
كلمة الأمانة العامة للمجلس جاءت لتشيد بموقع المهرجان على الخارطة الثقافية والتشكيلية «مازال معرض القرين للفن التشكيلي، تلك التظاهرة الفنية التشكيلية المهمة، ضمن مسؤولية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في التخطيط لعملية التنمية المستدامة التي تجسد صدقية الدور الثقافي والفني التي يضطلع بها منذ العام 1994م».
وجاء في الكلمة «لعل هذا المعرض في دورته الـ23 الذي تنتظره جماهير شعبنا الكريم وفنانونا المبدعون من أبناء الوطن العربي بمختلف أعمارهم نأمل من خلاله أن يتعرف نقاد الفن والمهتمون بالحركة الفنية التشكيلية في الكويت على إنتاج فنانين من أجيال سابقة تنامت خبراتهم وأثري عطاؤهم الإبداعي، كما يكشف المعرض الأعمال الجادة لدى الفنانين من الشباب، خصوصا أصحاب المواهب الجدد، والتي تعكس رؤاهم واتجاهاتهم ومختلف أساليبهم الفنية المبشرة بآفاق مستقبلية خلاقة. تفاصيل أخرى ص2

أُعلن خلاله عن الفائزين بجائزة عيسى صقر الإبداعية
معرض القرين التشكيلي.. عيد سنوي للبهجة

 

شارك في المعرض 87 فنانًا وفنانة
قدموا 143 عملًا تشكيليًا بين التصوير والنحت

أعمال التشكيليين تكشف مساحة واسعة من الرؤى الجمالية المتنوعة والتقنيات التي تعزز الأصالة

عكست المواهب الجديدة رؤاها واتجاهاتها وأساليبها الفنية المبشرة بآفاق مستقبلية خلاقة

كتب: مهاب نصر
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الثالث والعشرين افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش معرض القرين التشكيلي السنوي والذي تضمن الإعلان عن جوائز عيسى صقر الإبداعية.
كلمة الأمانة العامة للمجلس جاءت لتشيد بموقع المهرجان على الخارطة الثقافية والتشكيلية «مازال معرض القرين للفن التشكيلي، تلك التظاهرة الفنية التشكيلية المهمة، ضمن مسؤولية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في التخطيط لعملية التنمية المستدامة التي تجسد صدقية الدور الثقافي والفني التي يضطلع بها منذ العام 1994م».
وجاء في الكلمة «لعل هذا المعرض في دورته الـ23 الذي تنتظره جماهير شعبنا الكريم وفنانونا المبدعون من أبناء الوطن العربي بمختلف أعمارهم نأمل من خلاله أن يتعرف نقاد الفن والمهتمون بالحركة الفنية التشكيلية في الكويت على إنتاج فنانين من أجيال سابقة تنامت خبراتهم وأثري عطاؤهم الإبداعي، كما يكشف المعرض الأعمال الجادة لدى الفنانين من الشباب، خصوصا أصحاب المواهب الجدد، والتي تعكس رؤاهم واتجاهاتهم ومختلف أساليبهم الفنية المبشرة بآفاق مستقبلية خلاقة.
يظل مهرجان القرين الثقافي بمعارضه في الفنون التشكيلية مشعا بفضل إبداع نخبة من الفنانين وعناية ودعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وتوجهت الأمانة العامة للمجلس في كلمتها بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة الفنية.

 

رؤى جمالية متنوعة
شارك في المعرض 87 فنانا وفنانة قدموا 143 عملا تشكيليا بين التصوير والنحت والعمل المركب.
وجاءت أعمال التشكيليين المشاركين لتكشف مساحة واسعة من الرؤى الجمالية المتنوعة والتقنيات التي تكشف عن الأصالة، كما عن تطور الأداء الفني واستيعاب منجزات المدارس التشكيلية المختلفة.
وتنافس الفنانون من الشباب والمخضرمين في تقديم الجديد الذي يكشف عن تفاعلهم مع مجريات العصر، وقضايا الهوية والتاريخ والتراث.
في لوحات الفنان إبراهيم إسماعيل سنجد هذا التضافر بين القيم التجريدية الهندسية وبين الخط الحر، بينما نقفز مع الفنان أحمد القصار إلى عالم سوريالي يواجه في الزمن المعاصر مرآته في صورة تاريخ عائد تحت عنوان «القادمون القدماء».
وتجمع آلاء الصراف في لوحة بعنوان «مفتاح» بين تجسيد التراث من خلال العمارة والأثاث القديم وبين المفتاح بدلالته على السر والغموض أمام باب الماضي المغلق.

الحنين إلى الماضي
البحر وسفنه وقواربه القديمة مازالت تشكل لونا من الحنين إلى ماضي الكويت كما تبدو في لوحات جاسم العمر، أما الفنان جاسم مراد فيتجه بصره أيضا إلى التاريخ ولكن من زاوية أخرى، حيث يشكل سوق المباركية بعمارته وبائعيه فسحة لتسجيل حياة يومية مازالت تعبق بالحنين وتقاليد القدماء بخلاف ما هي عليه الأسواق المعاصرة والمجمعات الحديثة، ويتجلى ذلك على وجه الخصوص في لوحته «بائع التمر».
وتقدم سمر البدر رؤية مركبة لعالم المرأة في لوحتها عض القيم السوريالية «ربيع وخريف» تجمع بين قيم تعبيرية ورمزية. أما الفنان عادل خلف فيجترح العالم الغامض للمرأة في عمل حافل بالإيحاءات جاء تحت عنوان «تداخلات في المياه الصفراء».
ويقدم جابر أحمد عملا يكشف عن علاقة الحب وما يغمرها من عاطفة صامتة في عمل تعبيري متأثر بالرؤية السوريالية يشيع في ألوانه الدفء والعمق وتعدد المستويات.
في عمله المجسم «شعبيات» يقدم عباس مالك نموذجا للتعاطي مع الفن الشعبي وفرقه الغنائية محاولا تجسيد حالي الطرب والانجذاب في تعبير يجمع بين غناء البسطاء وبين حال أقرب إلى التصوف.
الفنانة فتوح شموه تقدم لوحة غنية بالدلالة على وضع المرأة أسيرة القيود، يحيط رأسها قفص حزين، بينما تجسد روحها عصفورا يقبع في كفها في انتظار لحظة حريته وانطلاقه.
صراع الإنسان المعاصر
بعنوان «بقايا إنسان» جاء العمل النحتي المعبر للفنان فهد الهاجري ربما ليجسد ما يتعرض له الإنسان المعاصر من صراع في الحياة وانتهاك لحريته وملكاته واختزال لطاقته يجرده من قدراته وطاقاته الكامنة.
وقدم الفنان محمد الشيباني لوحة بعنوان «يوميات أراجوز» التي تجمع شخصيته بين المرح والحزن، ونقد الوجوه المتغيرة والأقنعة المتبدلة للإنسان. في عمله الذي يجمع بين التجريد اللوني والحروفية يزاوج الفنان أحمد أيوب الأيوب بين أكثر من قيمة تشكيلية تفجر الكتلة اللونية وتمنحها بعدا حركيا حيا. تكوين لوني أخاذ تقدمه لوحة الفنان سعد البلوشي في لوحته التي تشيع تكويناتها العفوية بالحيوية مع طلاقة الخط وترك مساحات بين الكتل اللونية توحي بالتنقل والحركة.

ثراء الحركة التشكيلية
إن الأعمال الفنية بقدر تعبيرها عن أجيال مختلفة من التشكيليين تكشف أيضا عن ثراء الحركة التشكيلية في الكويت وما تحمله من وعد للمستقبل، وهذا ما خصص لأجله معرض القرين السنوي. فهو يحقق تلاقي الأجيال وتلاقح الخبرات الجمالية المختلفة. كما يتيح للجمهور الكويتي الاستمتاع برؤية تراثه وتاريخه وحاضره، كما بمشكلاته وقضاياه من خلال عين الفنان وبصيرته التشكيلية، ليكون بمثابة تدريب للروح على تحويل الواقع إلى قيمة جمالية خالدة تشيع البهجة، وتمثل لغة تخاطب صامتة تتعالى على الخصومات ونوازع الصراع والتكالب على المكاسب العاجلة وتحرر الرؤى الإنسانية من التعصب والانغلاق، وتفتح باب الحلم واسعا على مصراعيه أمام الأجيال الجديدة.

الفائزون بجائزة عيسى صقر الإبداعية:

في ختام جولة الأمين العام المساعد بدر الدويش للمعرض أعلن عن الفائزين بجائزة عيسى صقر الإبداعية لهذا العام وهم:
سمر الرشيد البدر، سعد البلوشي، فتوح شموه، جابر أحمد، أحمد أيوب الأيوب، عادل خلف، محمد الشيباني، أحمد القصار، عباس مالك، وفهد الهاجري.
وفي مشهد للذكرى اجتمع الفنانون وأعضاء لجنة التحكيم يتوسطهم الدويش في لقطة تذكارية تسجل إنجاز عام كامل من الجهد والإبداع كلل بالتقدير والعرفان لكل من ساهم في إشاعة روح الجمال والبهجة.

رسوم بيانية وصور ومعلومات لـ 300 جزيرة خليجية في كتيب

«الخليج ومحيطه»... عمل معماري
يفتح آفاق الحوار والتحاور

 

زهراء علي بابا: حاولنا قياس قدرة العمارة على المشاركة في تخيل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة في ظل ظروف غير مستقرة

منيرة الربعي: المشروع يتناول جُزر الخليج وتصورها كنقاط لمخطط خليجي
جديد يهدف إلى تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية

علي كريمي: طرح المشروع بدأ بسلسلة أسئلة تستكشف نقاطا ومساحات في الخليج العربي وتخيل ما يتجاوز الحدود الوطنية

كتبت: جويس شماس
عمل معماري كامل ومتكامل يحكي قصص وحكايا جواهر تزين بحر الخليج العربي، يجسد عراقة التاريخ والحضارة في منطقة عربية عايشت الكثير من الأحداث ويمزجها مع المعاصرة المتمثّلة بروح الشباب الكويتي المصمم على رفع اسم وطنه الأم عاليا في عالم الإبداع والابتكار وتسليط الضوء على أهمية الجمع بين الماضي والحاضر واستكشاف خبايا القدماء من أجل إثراء المستقبل والمحافظة على الهوية.
إنه «الخليج ومحيطه»، العمل الذي أنجزه فريق يضم مجموعة كبيرة من الشباب الكويتيين المبدعين وعلى رأسهم حامد بوخمسين وعلي كريمي، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وذهبوا به إلى بينالي البندقية العالمي للعمارة في إيطاليا، بغية إظهار وجه الكويت الحضاري بشكل خاص والخليج عموما، والتأكيد على غنى هذه المنطقة بمواهب واعدة تناقش موضوعات مهمة تتخطى المجال المعماري وتشمل أمورا أكثر أهمية، كالحوار والتعاون وفتح آفاق كبيرة في بقعة جغرافية تعاني عددا من مشاكل سياسية وعدم استقرار وحروبا بين الدول والطوائف، ليتحول إلى مشروع إقليمي بناء يضرب عصفورين بحجر واحد؛ المعمار والتاريخ في خدمة التعايش والتحاور بين مجموعات تتشارك هموما إنسانية متشابهة.

 

حوار إقليمي

للعام الثالث على التوالي، شارك المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في بينالي البندقية، غير أن وجهة النظر اختلفت عندما تم اتخاذ قرار المشاركة في النسخة الأخيرة من بينالي البندقية؛ بعد التركيز على البيئة المعمارية في الكويت وقياسها بالمشاريع التي أنشئت مع بداية التحضر والتمدن وتفاعل المجتمع المحلي معها في المشاركة الأولى في بينالي 2012 و«اقتناء الحداثة» في بينالي 2014 الذي ركز على التطور المعماري الحاصل في الفترة بين العامين 1914 و2014 في الكويت والمحافظة على التراث المعماري كنوع من الهوية والإرث المأخوذ من توصية التراث العالمي التابعة للأونيسكو حينها، لذلك صرحت منسقة البرامج الثقافية في المجلس والمفوضة بتمثيل جناح الكويت في بينالي البندقية للعامين 2014 و2016، المهندسة المعمارية الكويتية زهراء علي بابا في ندوة حملت اسم «الخليج ومحيطه» نظمت ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في نسخته الـ 23 في حديقة الشهيد، إن فكرة «الخليج ومحيطه» نالت الاستحسان بسبب الرغبة الجديدة في ضرورة توسيع آفاق النظر والعودة إلى الماضي وإقامة جسر بينه وبين الحاضر، للمحافظة على الهوية.
وقالت: «ارتأينا ضرورة ابتكار عمل إبداعي بكل ما للكلمة من معنى، مع إتاحة المجال أمام الأجيال الشابة لإبراز قدراتها ومواهبها، لأن النجاح سيكون مشتركا ومتبادلا، أو بالأحرى عملنا على استثمار المستقبل، وبالتالي طلب من فريق العمل الذي كان قد بدأ بتنفيذ فكرته بتوسيعه أكثر وأكثر، ليتحول إلى عمل معماري يحمل في طياته مواضيع متشعبة تفتح الطريق نحو حلول مبتكرة».
وتابعت زهراء علي بابا: «جمع هذا العمل مجموعة من المعماريين الكويتيين وأخرى من المجلس الوطني مع مشاركين آخرين من الدول التي تطل على الخليج العربي، وحاولنا طرح عدد من الأسئلة بغية معالجتها بمنظور عصري ومتجدد، فالمنطقة تعج بمشاكل متغيرة وسريعة لا يمكن معالجتها بسهولة، لكننا أردنا أن نطرح السؤال ونجاوب في الوقت عينه، وتمحورت الأسئلة حول قدرة العمارة على المشاركة في تخيل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة في ظل ظروف غير مستقرة، وهل من الممكن أن تؤدي دورا أبعد من التصميم الملموس؟».
ومع بدء العمل الجدي والدؤوب، توضح علي بابا، العضو في وفد دولة الكويت إلى لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو منذ العام 2011 ورئيسة الباحثين القائمين على ترشيح ملف أبراج الكويت إلى التراث العالمي، إن النتيجة كانت إيجابية وواعدة، لأن الفريق شكل دائرة للحوار والتحاور، وكأنهم أصبحوا يشكلون مجموعة في بيئة جغرافية متكاملة تمثل دول الخليج العربي، أي التي تطل على هذا المسطح المليء بالجزر النابضة بالتاريخ والحضارة والمواقع الثرية بالآثار والثروات الطبيعية، وقالت: «جسّد المعماريون وجهة نظرهم حول إمكانية الحوار والنظر نحو المستقبل، وجمعوا أفكارهم وإنجازاتهم في كتاب ضم مئات الصور والمعلومات والأبحاث والدراسات، ومجسمات زينت معرض بينالي البندقية ونالت إعجاب الحضور الأجنبي الذي انبهر بجمال الجزر الخليجية وتاريخها».
وأضافت علي بابا: «بالتأكيد، ضربنا عصفورين بحجر واحد، لأننا أقمنا جسور تواصل بين مجموعة من الشباب الموهوبين والراغبين قي بناء مستقبل أفضل وأظهرنا للعالم أن منطقة الخليج العربي تعج بالتاريخ والحضارة والعراقة».
وعلى رغم أن «الخليج ومحيطه» ضم شبابا من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والعراق وعُمان، فإنه يبقى مشروعا كويتيا بامتياز، لكنه منفتح على محيطه الإقليمي، وتشير علي بابا إلى أن نجاح المشروع تمثل بدعوة الفريق إلى هولندا لتقديم المعرض هناك.
وتابعت: «يعتبر هذا المشروع في بدايته، لأن باب الحوار قد فتح ويتعين استكماله، بل تطويره أكثر وأكثر ليشمل مجالات أبعد من البيئة المعمارية فقط، مثل علم الاجتماع والسياسة ويكون منطلق حوار فعال في بيئة إقليمية مضطربة».

 

روايات وصور وتصورات

يركز «الخليج ومحيطه» على الجزر الإقليمية وإمكانياتها الإستراتيجية في الكشف عن أبعاد جديدة للمساحات المائية الهائلة المتنازع عليها، بل تحويلها إلى مواقع للدراسة؛ يتناول المشروع جزر الخليج وتصورها كنقاط لمخطط خليجي جديد يهدف نحو تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقد شرحت محررة كتيب «الخليج ومحيطه» والحاصلة على بكالوريوس في الهندسة المعمارية م. منيرة الربيعي أنه ينقسم إلى ثلاثة أجزاء؛ يحمل الأول اسم «الروايات» الذي يعيد صياغة القصص التاريخية المتداخلة للجزر بحثا عن الهوية والبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها على يد عدد من المؤرخين والمعماريين والفنانين الذين عملوا من أجل الكشف على بداية الهويات القومية لفهم العلاقات المعاصرة المعقدة، في حين أن القسم الثاني خصص ليكون دليلا لجزر الخليج التي يفوق عددها الـ 300 جزيرة وأرشفتها في دليل مصور، بينما يتكون الثالث من «تصورات» تدخل في آفاق التخيلات الاستشرافية ورؤية محتملة للمستقبل، خصوصا أنه يركز على أهمية العمل المعماري في تحويل هذه الجزر إلى مشروع وحدة وليس انقسامٍ كما هو معتاد، وقالت: «يستند هذا الكتيب إلى مبدأ الجزيرة كوحدة فردية ينطلق منها القارئ لمعرفة المراحل المتداخلة من تاريخ المنطقة المشتركة، كما يسجل ويوثق المساحات الشاسعة والأراضي غير المستعملة بهدف استقصاء ودراسة بدائل جديدة لمستقبل أكثر استقرارا، ويحتوي سردا بصريا للقطات تاريخية فوتوغرافية وتمثيلات بيانية للجزر المتناثرة، في محاولة لإظهار أوجه التشابه غير الملحوظة بينها».
تختصر المهندسة المعمارية الربعي أهمية دليل الجزر بأنه يصفها كأراض حيوية ذات موقع إستراتيجي متوزع في أنحاء الخليج، وتحوله إلى مشروع إقليمي شامل أو مقالات نصية تجيب عن التساؤلات الفردية، لكنها شددت على أنه استجابة لأهمية استشراف مستقبل بديل للمنطقة يستمد من ماضيها، ونقطة بداية المعماريين والمصممين والمؤرخين من أجل تصور رسم للماضي التاريخي والمستقبل المتوقع.

بسيط وعصري

وعن فكرة «الخليج ومحيطه»، تكلم المرشح لدراسة الماجستير في الهندسة المعمارية في كلية الدراسات العليا للتصميم في هارفارد المهندس المعماري علي كريمي أن طرح المشروع بدأ بسلسلة أسئلة تستكشف نقاطا ومساحات في الخليج العربي وتتمحور قدرة المهندس المعماري على تخيل ما يتجاوز الحدود الوطنية، كالجزر، التي تشبه إلى حد كبير عادما منسيا بين ضفتين، على رغم أن مياهها كانت قبل اكتشاف النفط في الثلاثينيات هوية الشعوب ومصدرا للرزق وجسرا تجاريا وثقافيا للتبادل بين شعوبها، كما أن مقوماتها الجغرافية مكنتها من أن تكون صلة وصل بين الناس والموارد، ما يجعلها بقعة سياسية مصغرة عن البلد، وقال كريمي: «رغبنا في ابتكار فكرة جديدة بعيدا عن المباني والأبراج المعمارية المنتشرة في منطقة الخليج، وعملنا على المزج بين التاريخ والحياة العصرية، بين أصالة الأجداد والمواهب الشبابية الجديدة بغية طرح أفكار متجددة تساهم في المحافظة على الماضي والمستقبل في آن واحد».

إنجاز المجسمات

قدم «الخليج ومحيطه» الثنائي المعماري المكون من المهندسين الكويتي حامد بوخمسين والبحريني علي كريمي، اللذين بدآ مشروعهما في العام 2015 وأنهياه في بداية العام المنصرم، لكنهما لم يعملا وحدهما، بل استعانا بمجموعة من الزملاء - الأصدقاء ما سهل مهمة الجميع، كونهم يسيرون على الخطى نفسها، كما تعاونوا مع مجموعة أخرى من المهندسين والمؤرخين والمصممين ليتمكنوا من إنجاز المجسمات التي عرضت في بينالي البندقية الأخير وطباعة 7000 نسخة من كتيب ضم آلاف الصور والمعلومات والدراسات باللغتين العربية والإنجليزية، ويوضح كريمي أن مهمة المشروع الأساسية في المشاركة في بينالي انتهت، غير أن مهمتهم لن تقف هنا، لأنهم يريدون نشر الكتيب على مساحة دول الخليج العربية كله، والمضي قدما في الإجابة عن الأسئلة التي طرحوها وتقديم نقطة انطلاق لحوار إقليمي يبدأ من مجموعة مهندسين ويتنقل بعدها نحو مجالات أكثر عمقا وأهمية.
ركز الثنائي على الجزر الأساسية والمهمة، خصوصا التي تقع في المياه الكويتية مثل بوبيان وفيلكا وطنب الكبرى والصغرى، لأنها تعتبر جزرا تاريخية ذات أهمية كبرى، إلا أنهما دفعا الفريق إلى الانخراط أكثر في المشروع من خلال إعطائهم المجال لاختيار جزيرة في بلادهم الأم وأخرى في دولة ثانية من أجل التعاون والحوار وتبادل المعلومات والخبرات واستكشاف المزيد من الخبايا والقصص.
وقال كريمي إن الخليج ليس مجرد بقعة مائية، منشأ الهويات والثقافات والفضاءات البيئية منذ العصور القديمة، وكانت مصيفا ومنطلقا للتجارة والصيد واستخراج الموارد، كما أن وجود الأضرحة فيها دليل على نشوب الحروب على أرضها، غير أن دورها انحسر عندما بدأ التطور على الساحل الغربي للخليج في عشرينيات القرن الماضي، حتى أنها تحولت إلى مساحات فاصلة بين الدول أو ملكيات منعزلة متنازع عليها، وأوضح أن الهدف من المشروع يكمن في أن البحث حول إيجاد طرق لإعادة تخطيط الخليج كمساحة سياسية واقتصادية انطلاقا من الجزر، بالتعاون مع عدد من المكاتب الهندسية التي وجهت إليها الدعوة.
أما بالنسبة إلى أصداء «الخليج ومحيطه» في بينالي البندقية، فأشار كريمي إلى أن المعرض نال إعجاب الجمهور الذي انبهر بكم التاريخ والحضارة الموجود في هذه المنطقة، خصوصا أن الإعلام يظهر الخليج كبقعة جغرافية مليئة بالنفط أو بؤرة طائفية يتخبط فيها الناس، مضيفا: «اطلعوا على الصور والمجسمات ولمسوا القدرة في الوصول إلى المعلومات بكل بساطة ومعاصرة، كما أن هذا النجاح أوصل إلينا دعوة للمشاركة في معرض أوروبي ثان؛ في نوتردام هولندا».

 

انطلاق ورشة مهارات التمثيل بمشاركة 30 طفلًا

عبير يحيى: أهم أهدافنا كسر
حاجز الخوف لدى الأطفال

كتب: شريف صالح
انطلقت في مسرح الشامية ورشة «مهارات التمثيل للأطفال» بإشراف الفنانة عبير يحيى وبمشاركة ما يقرب من ثلاثين طفلا ما بين 8 و 15 سنة. وأهم ما يميز الورشة اعتمادها على مجموعة متنوعة من التدريبات العملية.
التقينا المشرفة عبير يحيى وكانت هذه الدردشة:
برغم خبرتك الكبيرة في مجال المسرح لكنك آثرت تقديم الورشة للأطفال. لماذا؟
في البداية أحب أن أشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الثقة الغالية وللمرة الثانية أشارك في ورشة معهم.. وبطبعي أحب العمل مع الأطفال بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة.. وأشعر بأن العمل معهم مثل أي عمل صالح نتقرب به إلى الله.
ماذا عن عدد المشاركين في الورشة؟
من سجلوا بالفعل حوالي 30 لكن مع استمرار الورشة يقل العدد نسبيا.. وعن نفسي توقعت أن يكون العدد حوالي عشرة أو خمسة عشر لكنني فوجئت بهذا العدد الكبير وبينهم عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا وهذا أمر أسعدني.
وما الذي تهدفين إليه من خلال الورشة؟
أول هدف هو كسر حاجز الخوف لدى الأولاد والرهبة.. ويكفي أن ولي أمر إحدى البنات أخبرني بأن ابنته لا تستطيع الكلام والتواصل بسهولة مع الآخرين.. وهذا هدف تربوي مهم نسعى لتحقيقه من خلال التمارين المسرحية.. فالورشة تساعد الأولاد على التعبير عن أنفسهم واكتشاف مواهبهم وتفجير طاقاتهم الداخلية.
وما طبيعة هذه التدريبات؟
هناك تدريبات تركز على لغة الجسد وانفعالات الوجه وتآزر الإدراك البصري والحركي من خلال مشاركة «الأنيميشن» فمثلا سنجعلهم يرون دمية دب ونرصد تفاعلهم مع الموقف ومثل هذه المواقف تشجعهم على التفاعل والتعاون وتجاوز الخوف والعزلة. وهناك أيضا تدريب على الضوء حيث نضع في أيديهم وأرجلهم وعلى رؤوسهم أضواء ونطلب منهم التحرك مع امتداد الضوء وبالطبع سيحدث تداخل بين الأجساد ويشكلون مع الضوء والحركة لوحة جماعية ومثل هذا التدريب يساعد على الإحساس بالذات من الداخل.
وهل ستشمل التدريبات اللغة العربية؟
بالتأكيد سأساعدهم على تطوير قدراتهم في الإلقاء من خلال مقاطع شعرية لنزار قباني ومن الشعر المدرسي وبعض المقاطع المسرحية بالفصحى.
وماذا عن الموسيقى؟
معظم التدريبات ستكون بمساعدة الموسيقى لأنها تسهم في تطوير انفعالات ولغة الجسد لديهم. فالجسد والتعبير من خلاله يشكل أولوية قصوى لي.. بما في ذلك التعبير عن المشاعر والانفعالات المختلفة.. والحركة على خشبة المسرح.
هل للورشة مدة محددة؟
المخطط للورشة أنها لمدة عشرة أيام.. كل يوم نلتقي لأكثر من ساعة.
وهل سيكون هناك عرض تخرج؟
الورشة إما أن تركز على تدريب الأولاد في عرض تخرج.. أو تركز على إكسابهم المهارات من خلال التدريبات المتنوعة وفضلت التركيز على التدريبات.. لكن ستكون هناك شهادات تقدير للمشاركين فيها.
كلمة أخيرة.
أشكر الآباء والأمهات على الثقة الكبيرة.. وعلى وعيهم بأهمية خشبة المسرح لإكسابهم أولادهم الثقة بالنفس ومهارات التعبير اللغوي والحركي والجسدي.. كما أشكر الزميلة أميرة فاروق التي تساعدني في الورشة وجميع الزملاء في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

معرض يقدمها للجمهور بهدف دعم قراء الكتب الورقية وجعل القراءة عادة

إصدارات المجلس الوطني تتلألأ في برج الحمراء

 

المرزوق: نوفر الكتاب لكل الفئات بأسعار رمزية ونجعلها في متناول الجميع بهدف نشر الثقافة

كتبت: فرح الشمالي
أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المعرض الأول لإصدارات المجلس في برج الحمرا ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ23، و افتتحه مدير إدارة النشر والتوزيع بالإنابة عبد العزيز المرزوق.
ومنذ بداية الافتتاح تجول زوار برج الحمراء في المعرض للاطلاع واقتناء أحدث إصدارات المجلس الوطني وهي عالم الفكر، عالم المعرفة، المسرح العالمي، جريدة الفنون، إبداعات عالمية والثقافة العالمية، بالإضافة إلى منارات ثقافية كويتية يصدرها المجلس نذكر منها «تجاذبات الواقع للتجربة الشعرية عند الأديب الراحل عبد الله الأنصاري» للدكتور عبد الله المهنا ود. بدر الخليفة، ومنارة عن «الفنان الراحل صفوان الأيوبي.. الريشة العنيدة» للمحاضرين إبراهيم المليفي وخالد العبد الغني ومنارة «عبد الرحمن الضويحي وبنية الكوميديا الهزلية» التي حاضر فيها د.إبراهيم عبد الله غلوم و أ.مبارك العماري. وتضمن المعرض أيضا بعض الكتب التشجيعية التي يدعمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منها: كتاب «أبحاث في التاريخ المعاصر للكويت» لمحمد نايف العنزي، «المرأة القيادية في الكويت.. ثقافة وتحدي» للكاتبة د. أميمة السويحل، وكتاب «قديمك نديمك» لبدور المعيلي، وكتب خاصة للطفل مثل «قصص أمي لا تنتهي» تأليف باسمة الوزان، مجموعة قصصية للأطفال «حدائق العسل» تأليف أمل الرندي و كتاب «الصالح والبحر» للكاتبة هند الغنام.
وقال عبد العزيز المرزوق مدير إدارة النشر والتوزيع بالإنابة: يأتي معرض إصدارات المجلس الوطني ضمن فعاليات مهرجان القرين الـ23 لتكملة سلسلة معارض الكتاب التي بدأناها منذ خمس سنوات لتوفير الكتاب لكل الفئات بأسعار رمزية وجعلها في متناول الجميع بهدف نشر الثقافة ودعم قراء الكتب الورقية وجعل القراءة عادة، واختيار المجمعات التجارية لإقامة المعارض لكثرة مرتاديها والوصول إلى اكبر عدد من الناس، وحققت نجاحا كبيرا وإقبالا من الجمهور.
ويستمر معرض إصدارات المجلس الوطني في برج الحمراء مدة ثلاثة أيام، وسيقام معرض آخر في سوق شرق.

ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 23

«أولاد عامر» أمتعت جمهورها من محبي فنون العرضة

فرقة «أولاد عامر»
هي أول فرقة بالكويت وضعت زيًا موحدًا لأعضائها منذ الستينيات

العرضة من الفنون التي تستخدم لشحذ الهمم
وتشجيع الجيش في القتال للذود عن الوطن

كتبت: خلود أبو المجد
أحيت فرقة أولاد عامر الشعبية أمسية جميلة حضرها جمهور مدينة «كويت ماجيك» بالفحيحيل، حيث قدموا مجموعة من أشهر أغنياتهم ورقصات العرضة التي يحبها الجمهور ويتفاعل معها.
وفرقة أولاد عامر هي واحدة من أشهر وأعرق فرق الفن الشعبي الكويتي الأصيل والتي لاتزال منذ عهد الشيخ مبارك الصباح حتى اليوم تقدم مختلف فنون الإيقاع والصوت الخليجية الجميلة، لاسيما فن «العرضة» الذي عززت ارتباط أهل الكويت به.
وشاركت الفرقة منذ ان تأسست باسم «الحساوية» في عهد الشيخ مبارك الصباح وحتى تغيير مسماها إلى «أولاد عامر» بعد استقلال الكويت في العام 1961 في الكثير من المناسبات الوطنية والرسمية والمهرجانات الشعبية والاجتماعية لتشكل علامة بارزة في تاريخ الفن الشعبي الكويتي الأصيل.
وتميزت الفرقة بتقديم فن «العرضة» الذي يُعد من الفنون التي تستخدم لشحذ الهمم وتشجيع الجيش في القتال للذود عن الوطن وفي الوقت ذاته يعتبر وسيلة للتعبير عن الفرح والاحتفال بالانتصارات العسكرية.
وكانت الفرقة تقدم فن «العرضة» في فترة من الفترات دون استخدام الإيقاعات المعروفة مثل الطبول وغيرها، فكانت تكتفي بترديد القصائد الحماسية، وتطور الأمر بعد ذلك فأصبحت حفلات «العرضة» التي كانت تقيمها الفرقة عنوانا لمختلف المناسبات الرسمية والشعبية في الكويت لاسيما الأعياد كعيدي الفطر والأضحى والعيد الوطني، إذ كان الاحتفال يستمر لمدة خمسة أيام في ساحة الصفاة متخذة شكل حلقة تسمى حلقة «المقاميع» أي البنادق، وكان «جيدوم» الفرقة - أي قائدها - هو أحمد الخميس.
وكان للفرقة العديد من المشاركات في الظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد سواء في مرحلة ما قبل الاستقلال أو ما بعده، حيث لم تخل الفرقة من أفراد شاركوا بالمعارك في الكويت حينما كان فن العارضة يستخدم لشحذ الهمم وتشجيع الجيش للقتال، كما كان لها مشاركة في العديد من المناسبات المهمة في البلاد ومن أبرزها الاستقبال الكبير للملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود في نادي الصيد والفروسية والاستقبال الشعبي والرسمي الكبير الذي أقيم لعودة الشيخ صباح السالم من رحلة العلاج واستقبال «أمير القلوب» الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح بعد عودته للبلاد في العام 1991.
وفيما يتعلق بفن «العرضة» الذي تميزت به فرقة «أولاد عامر»، فهو فن له الحان وإيقاعات تميزه عن غيره من الفنون، فـ «الطاروق» - أي الإيقاع - يختلف على حسب معاني القصيدة التي يتم إلقاؤها بينما طريقة الضرب على الايقاع باستخدام الطبل و«الطار» فهي واحدة وتختلف فقط بالسرعة حسب «الزمية» وهي طريقة مشي الرجال الذين يؤدون «العرضة».
ومن أبرز شعراء الفرقة المرحوم عبدالنبي القتم والمرحوم عبدالله عيسى الدريع وحسين أحمد الحمد وماجد محمد الحمد.
وتعد فرقة «أولاد عامر» أول فرقة في الكويت وضعت زيا موحدا لأعضائها منذ الستينيات ليكون لها بذلك طابع مميز وشكل جميل، فارتدى أعضاء الفرقة «الشلاح»، وهو ثوب رجالي بأكمام طويلة وواسعة وترك لهم اختيار لونه من بين الأزرق والأخضر والرمادي والعنابي بالإضافة إلى ارتدائهم «الجوخ» و«السديري» و«المحازم»، وكانت تستخدم العديد من الادوات منها السيوف مثل «الجردة» وهو كالسيف ولكنه مستقيم الشكل و«النمشة» وهو سيف مستقيم الشكل وله حد قاطع من ناحيتين بالإضافة إلى البنادق التي تعددت أنواعها مثل «البندق» و«أم خمس» و«أم سبع» و«الصمعة» والمسدس.
وتبقى فرقة «أولاد عامر» وغيرها من الفرق الشعبية الكويتية العريقة خير دليل على عراقة هذا الشعب وحبه الكبير للفن الأصيل وخصوصا فن «العرضة» الذي ارتبط منذ نشأته ولايزال بقيم البطولة والشهامة والرجولة.

قدمت مقطوعاتها على مسرح عبدالحسين عبدالرضا

أوركسترا فرقة
«لا باروك» الإيطالية عزفت «الفصول الأربعة»
لـ «فيفالدي»

استعرض العازفون الإيطاليون مهاراتهم وتناغم أدائهم الفردي والجماعي
فيفالدي.. ملحن باروكي وعازف كمان شهير كتب 400 «كونشورتو»

كتبت: خلود أبو المجد
صدحت الأصوات، وتعانقت الألحان الموسيقية، وتسربت إيقاعاتها إلى القلوب والأسماع، خلال حفل الأوركسترا الإيطالية «لا باروك» في الحفل الذي أقيم على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية، وبحضور جماهيري كبير امتلأت به قاعة وجنبات المسرح، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الــ23.
حضر الحفل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والأمينان المساعدان د. بدر الدويش، ومحمد العسعوسي، ومدير إدارة الموسيقى سعود المسعود، وشخصيات دبلوماسية واجتماعية.
استعرض العازفون الإيطاليون مهاراتهم، وتناغم أدائهم الفردي والجماعي، وقدموا موسيقى الفصول الأربعة الشهيرة لأنطونيو فيفالدي، وهو ملحن باروكي وكاهن البندقية، وعازف كمان إيطالي شهير، كتب نحو أربعمائة كونشورتو، من بينها «الفصول الأربعة» وهو أشهر أعماله على الإطلاق.
وخلف فيفالدي وراءه عددا كبيرا من المؤلفات الموسيقية، وقد بلغت 456 كونشورتو من بينها 223 كونشرتو لكمان منفرد وأوركسترا، ومجموعة الباروك للموسيقى الإيطالية هي الجزء الأصغر من مؤسسة سنفونيكا الأوركسترالية وكورو سنفونيكا التابعة لمعهد غوسبي فيردي في ميالنو.
وتأسست المجموعة في العام 2008 بهدف ضم مجموعة من الموسيقيين المحترفين المتخصصين في تقديم موسيقى عصر الباروك، وعاما بعد عام وبصحبة المجموعة الغنائية بقيادة غيانلوكا كابوانو عملت مجموعة الباروك على تنمية إرثها الموسيقي الذي يضم أعمالا موسيقية متنوعة من بداية عصر الباروك إلى الأعمال الموسيقية الكلاسيكية من القرن الثامن عشر.
وبعد خمس سنوات من العمل المضني قامت مجموعة الباروك الموسيقية بجولتها الرسمية الأولى في نوفمبر وديسمبر 2013 وذلك في أهم المدن الإيطالية.
وفي يونيو 2016 ظهرت مجموعة الباروك الموسيقية لأول مرة عالميا على خشبة مسرح «ويغمور» في لندن.
أخيرا تلقت مجموعة الباروك الموسيقية دعوة للمشاركة في مهرجان «مي تو» في مدينتي ميالنو وتورينو، في سبتمبر 2016.

عمل مونودرامي تضمن فن الحكواتي والإنشاد

«يا زمان الوصل بالأندلس»
روت شخصية الشاعر
«لسان الدين ابن الخطيب»

السنعوسي: العمل يحمل رسائل إنسانية عظيمة لا يمحوها الزمن
وائل زكي: تم إحياء الحادثة بقالب درامي

كتبت: فضة المعيلي
أقيمت على مسرح مكتبة الكويت الوطنية «ليلة أندلسية» بالتعاون مع «نادي فكر وإبداع» أطلقت فيها مسرحية بعنوان «يا زمان الوصل بالأندلس»، وخلال العرض استمتع الجمهور بفن الحكواتي والإنشاد، ونال العمل إعجاب الحضور مبدين استحسانهم ورضاهم حول فكرة العمل والموضوع الذي تبناه خاصة أنه سلط الضوء على شخصية تاريخية وهي «لسان الدين ابن الخطيب».
وبهذه المناسبة قالت عضو هيئة التدريس بجامعه الكويت ومؤلفة ومخرجة الليلة الأندلسية د.هيفاء السنعوسي: تتضمن هذه الليلة نصا مونودراميا بعنوان «يا زمان الوصل بالأندلس» وهو عمل مسرحي فردي يستحضر شخصية الشاعر والطبيب الأندلسي الغرناطي لسان الدين ابن الخطيب في أواخر حياته وهو في السجن، ويمثل إضاءة على حياته. ولفتت السنعوسي إلى أنها أحبت أن تقدم طبقا إبداعيا منفلتا من أسوار رتابة السرد التاريخي، وذلك بالتحليق في فضاء الحكواتية، والمونودراما والإنشاد، مشيرة إلى أنه مركب إبداعي جديد ولون أدبي يريد أن يطل من نافذة الإبداع الأدبي الممزوج بالجانب النفسي، الذي يحمل رسائل إنسانية عظيمة لا يمحوها الزمن.
وبدورها عبرت الوزير المفوض في السفارة المغربية في الكويت مليكة الإدريسي عن سعادتها وقالت إن العمل يمثل أوجه التقارب بين البلدين الشقيقين، ويعطى انطباعا جيدا على مدى التواصل بين الشعبين على العديد من المستويات وخاصة على المستوى الثقافي. ولفتت الإدريسي أن المغرب يحرص بشكل دائم على التواجد وعلى الإسهام الفاعل والمشاركة في مختلف المناسبات الثقافية التي تحتضنها دولة الكويت الشقيقة، خاصة أن الكويت كانت منبرا للثقافة العربية أخيرا بتسميتها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016.

السينوغرافيا
من جانبها قالت م. رزان أحمد العودة التي أشرفت على السينوغرافيا إنها التجربة الثانية التي قدمتها في مجال السينوغرافيا في مسرح المونودراما ضمن فعاليات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشيرة إلى أنه جميل أن تطرق بوابة الإبداع في زاوية قد لا تقترب من تخصصها كثيرا وهي الهندسة المدنية ولكنها بلا شك تجربة رائعة وممتعة وسط محيط إبداعي ملهم.
بدوره قال الممثل وائل زكي من مصر الذي جسد شخصية «لسان الدين ابن الخطيب»: سعادتي كبيرة بالمشاركة ضمن مهرجان القرين الثقافي في بلدي الثاني الكويت.
ولفت زكي إلى أنه شعر أنه يجسد شخصية لسان الدين ابن الخطيب أمام مزيج من المشاعر الإنسانية العميقة والمتداخلة من الحب والظلم والخوف والقلق، فكانت دفعات نفسية متتالية وطلقات حوارية في الصميم. وأشار زكي إلى أن الشخصية تاريخية فهو شاعر، وطبيب، وفيلسوف، وعرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف، مشيرا إلى أنه فجأة انقلب عليه الحال بسبب أعداء النجاح فسجن ومات بطريقة مأساوية حيث قتل خنقًا في سجنه، موضحا أنه تم إحياء الحادثة بقالب درامي.
وعن أدائه العمل المونودرامي عبر زكي عن أنه حاول أن يوظف عناصر المسرح بكاملها من حركة وصوت وغيرها.

الحكواتي
وأدى «أيوب الخاطري» دور شخصية الحكواتي، وهي شخصية واحدة جسدها كثيرون على مر عقود من الزمن، وعندما نتذكرها الآن، إنما نسترجع مرحلة زمنية جميلة.
وبنى الخاطري من خلال أدائه شخصية الحكواتي تألقه عن طريق التواصل الحميم بين شخصية العمل «لسان الدين ابن الخطيب» والجمهور، وهو ما يشكل حالة ومزيجاً من الترابط الوثيق بين الطرفين يتجسد بتفاعل الملقي والمتلقي. وشارك في العمل من المغرب المنشدون عبد الرفيع بنونه، م. طه الدين، وأيوب لقسومي.
الجدير بالذكر أن العمل تضمن مشهديات حركية، واستخدم الإنشاد وفن الحكواتية لشد انتباه الجمهور، واعتمد العمل أيضا على عنصر السينوغرافيا ذات الدلالات الحسية والرمزية التي وظفت لخدمة أفكار العمل المونودرامي، كل هذه العناصر تضمنتها الرؤية الإخراجية للعمل بالإضافة إلى إعداد شخصية العمل «لسان الدين ابن الخطيب» بكل تفاصيلها.

قدمت ليلة استثنائية أعادت شجن أم كلثوم وعذوبة محمد عبدالوهاب وسيد مكاوي

«ليالي زمان» المصرية استعادت درر الطرب الأصيل في أمسية موسيقية استثنائية

كتب: محمد جمعة
انسابت أصواتهم بين الحضور لتداعب الأرواح وتثير في الأنفس الأشجان وتستعيد الذكريات وتنثر إبداعا ظهر للنور قبل سنوات ومازال يفرض نفسه على المشهد الفني في أي فاعلية تحرص على استحضار روح التراث ليحتشد جمهور متذوق للفن عاشق للطرب الأصيل تأسره الكلمة الصادقة واللحن العذب.
هكذا كانت إبداعات أجيال سبقتنا بسنوات ومازال طيف أعمالها يظلنا من وقت لآخر، وانطلاقا من قناعته بأهمية دعم التراث وحرصا على تواصل الأجيال وتعزيز التعاون بين الكويت والدول العربية الشقيقة، استضاف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 23 فرقة «ليالي زمان» المصرية والتي قدمت أمسيتها الاستثنائية على مسرح عبدالحسين عبدالرضا أمام حضور جماهيري كبير تقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة وسفير جمهورية مصر العربية ياسر عاطف وسعود المسعود مدير مهرجان الموسيقى ورئيس أكاديمية الفنون د. أحلام يونس ووزير الإعلام السابق محمد السنعوسي والمستشار محمد أبوالحسن، بينما قدمت الأمسية الإعلامية سودابة علي.
بدأ الحفل بعزف منفرد لقائد الفرقة الموسيقية المايسترو د.محمد عاطف إمام الذي احتضن الكمان وشرع في عزف أغنية «يا أعز من عيني» ليحرك ذكريات طوتها سنوات داخل كل منا ويتفاعل الحضور مع إمام فينتزع الآهات وينال قسطا كبيرا من التصفيق في ختام الأغنية، من ثم كان الحضور على موعد مع الفارس الأول لهذه الأغنية المطرب حسان حسني الذي اختار أن ينتقي من أرشيف موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أغنية «إمتى الزمان» وهي من كلمات أمين عزت الهجين ومن ألحان عبدالوهاب، وكان المطرب الشاب موفقا في إعادة إحياء اثنتين من روائع موسيقار الأجيال والموسيقار سيد مكاوي، وقدم في وصلته الثانية أغنية «وحياتك حبيبي» من كلمات حسين السيد ومن ألحان مكاوي، فانتقل برشاقة بين نمطين مختلفين من الغناء ليودع الجمهور وقد ترك أثرا طيبا في نفوس كل من حضر.

ألف ليلة وليلة
أما الإطلالة الثانية خلال هذه الأمسية فكانت من نصيب الفنانة الشابة مريم رمضان التي انتقت من إرث كوكب الشرق أم كلثوم مقطوعة من أغنية «ألف ليلة وليلة»، وهي من كلمات الشاعر مرسي جميل عزيز ومن ألحان الموسيقار بليغ حمدي لتجتاز الاختبار الأول في مواجهة جمهور متذوق للطرب الأصيل وتطلق المطربة المصرية العنان لصوتها وتشدو بواحدة من أجمل أعمال كوكب الشرق «الأطلال»، وهي من كلمات الشاعر إبراهيم ناجي ومن ألحان رياض السنباطي، وتترجل مريم عن المسرح وقد تركت لدى الحضور أثرا طيبا بصوت مميز وأداء راق.

أبو ضحكة جنان
ويتوالى صعود أبناء فرقة «ليالي زمان»، ويتولى دفة الأمسية غناء المطرب وليد حيدر وقد اختار أن تكون المصافحة الأولى بأغنية «يا ورد مين يشتريك» لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وهي من كلمات بشارة الخوري ومن ألحان عبدالوهاب، ويستعرض المطرب الشاب قدراته الصوتية تارة ويفسح المجال أمام أعضاء الفرقة الموسيقية ليعبر كل منهم عن نفسه تارة أخرى وتخفت الموسيقى أحيانا ليؤكد حيدر على خامة صوته بصولو في مقطع هنا وآخر من هناك، وينتقل وليد بحرفية وذكاء إلى اختياره الثاني في هذه الأمسية وهي أغنية «يا أبو ضحكة جنان» للموسيقار فريد الأطرش تلحينا وغناء وأبو السعود الإبياري تأليفا، وهي منطقة مختلفة في الغناء وعمل يطغى عليه البساطة ويحتاج إلى مطرب متمكن من أدواته وهو ما توافر في وليد.
عن العشاق سألوني
أما صاحبة الكلمة الفصل في هذا الحفل والتي أمطرت الحضور بثلاث أغنيات من العيار الثقيل فهي الفنانة رحاب مطاوع والتي استهلت وصلتها بأغنية «عن العشاق سألوني» لكوكب الشرق أم كلثوم وهي ثمرة تعاون بينها والشاعر بيرم التونسي والشيخ زكريا أحمد في التلحين، ثم تختار رحاب في تحد جديد اجتازته بنجاح أغنية «أمل حياتي» للكاتب أحمد شفيق كامل ومن ألحان موسيقار الأجيال عبدالوهاب، وتمضي بنت النيل بثبات في وصلتها مؤكدة قدرتها كمطربة وموهبتها لتختتم الحفل بأغنية «دارت الأيام» للشاعر مأمون الشناوي ومن ألحان عبدالوهاب أيضا.

تبادل الدروع
وفي ختام الحفل تبادل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة ورئيسة أكاديمية الفنون د. أحلام يونس الدروع التذكارية.
السفير عاطف: الثقافة ركيزة العلاقات المصرية - الكويتية

 

وفي تصريحات لسفير جمهورية مصر العربية عقب الحفل، أكد أن الثقافة والتعليم هما الركيزتان اللتان تقوم عليهما العلاقات المصرية - الكويتية، لافتا إلى أن الحب والود ما بين الشعبين المصري والكويتي يعود إلى الفن والأدب والغناء والبعثات التعليمية منذ بدايات القرن الماضي، مشيدا بالمستوى الفني لفرقة «ليالي زمان» ونجومها من أساتذة المعهد العالي للموسيقي العربية بأكاديمية الفنون، موجها جزيل الشكر للمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب لاستضافة الفرقة وعلى جهوده في دعم العلاقات الثقافية بين البلدين.

العربي: الجمهور الكويتي عاشق ومتذوق للفن
أكدت د. مها العربي مؤسسة الفرقة والعميد السابق للمعهد العالي للموسيقى العربية بأكاديمية الفنون أن مشاركة فرقة «ليالي زمان» تأتي في إطار دعم العلاقات الثقافية بين البلدين، لافتة إلى أن الجمهور الكويتي عاشق ومتذوق للفن والموسيقى خاصة الفن المصري.
وأشارتa العربي إلى أن الفرقة يطلق عليها فرقة الطرب الأصيل، لما تقدمه من أعمال لكبار مطربي زمن الفن الأصيل.

Happy Wheels