مهرجانات وأنشطة

النشرة الثالثة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثالثة

 

 

صيفي ثقافي.. والتفكير في الوطن

 

 


لم يكن مهرجان «صيفي ثقافي» - بعد مرور 13 عاما من تاريخ انطلاقه - سوى تظاهرة ثقافية حقيقية، أراد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلالها التأكيد على الدور الثقافي والفني الذي يقوم به في حياة المجتمع الكويتي بشكل عام.
وهذا الدور لم يولد من فراغ فهو توجه رسمي، وخطط محكمة تريد الدولة من خلالها الاحتفاء بالثقافة والاعتناء بها في كل صورها وأشكالها، من أجل الحصول على المعرفة الراقية، تلك التي تؤسس الأفكار وتبني المستقبل.
ومن هذا المنطلق تنوعت الأفكار والفعاليات المطروحة في برنامج مهرجان «صيفي ثقافي» في نسخته الـ13، لتأتي معبرة عن العصر الراهن الذي نعيشه بكل ما يحتويه من سرعة في التطور... هذا العصر الذي يحتاج إلى أن تكون خطواتنا ثابتة، وفي الوقت نفسه متسارعة، وأذهاننا متقدة، تفكر في المستقبل الذي يجب أن ينبني على أسس قوية وسليمة.
وإننا نرى - كما يرى غيرنا من الساعين إلى التطور والتقدم - أن الثقافة متى ما كانت حاضرة في الأذهان وموجودة على الساحة بأنشطتها وفعالياتها ومظاهرها، فإن التفكير سيكون موجودا ولن يتوقف، وهو التفكير الذي سيقود إلى التطور، وتحريك عجلة الحياة على طرق مرصوفة بالعلم والمعرفة.
فالثقافة هي العنصر المحفز لكل مجتمع يريد أن يطور من أدواته ويحسن من معارفه وأفكاره، ولا يمكن لأي مجتمع مهما بلغت قوته أن يظل باقيا ومؤثرا إلا من خلال تمسكه بثقافته، ومستعينا بأفكاره، وما تنتجه إلهاماته من رؤى تسهم في تحريكه إلى أبعد ما يمكن تصوره في مجالات التطور التقني والتكنولوجي والفكري. فالثقافة هي كل ما يمكن أن نراه ونلمسه من حولنا، فهي الأخلاق والسلوك القويم والفنون والمعرفة والعلم، وهي التفكير في بناء الوطن، وهي الحرص على النجاح في كل شؤون الحياة، وهي التوصل إلى حلول ناجعة لكل ما يعترضنا أو يعترض مجتمعنا من مشكلات، وهي أيضا السلام والحب وتوفير الأمان والطمأنينة لوطننا من خلال العمل الجاد البعيد عن كل ما يعكر صفو الحياة من حولنا.
إن «صيفي ثقافي».. مهرجان فيه الأدب والمسرح والموسيقى والطرب والتشكيل، وفيه ورش العمل والمحاضرات والأمسيات الشعرية... وفيه أيضا اجتماع الجمهور المتابع للأنشطة في قاعات الفعاليات، وتبادل وجهات النظر، والحديث في مختلف القضايا والهموم المشتركة.
وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة كي ننال الحظ الأكبر من فعاليات المهرجان، من خلال متابعة ما تبقى من فعالياته، تلك التي حرصنا على أن تلبي مختلف جوانب الحياة الثقافية لدى كل أفراد المجتمع الكويتي، وهي فعاليات موضوعة من قبل متخصصين وأساتذة ومثقفين، كي تناسب مختلف الأعمار والأمزجة، وفيها ما يمكن أن نراه مفيدا في حياتنا اليومية والمستقبلية.
إنها دعوة صادقة للجمهور الكريم في الكويت، كي يتابع فعاليات ما تبقى من المهرجان، وسيجد كل ما يفي بمتطلباته الثقافية والفنية، هذا ما نتمناه ونطمح إلى تحقيقه خلال هذا المهرجان والمهرجانات الأخرى التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

 

الأمين العام
م. علي حسين اليوحة

 

عُرض ضمــن فعاليـــات مهرجـــــان صيفـي ثقـــافي بحضـــور الأنصـــاري والزعابي وغلوم
فيلم «11 يوما» يُعلي قيمة العمل الإنساني بالتزامن مع احتفاء الإمارات بعام زايد
ضمــن فعاليــات مهرجـان صيفي ثقـافي بدورته الـ 13 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أقيم مساء الأربعاء الماضي بسينما الحمراء العرض الخاص للفيلم الإماراتي «11 يوما» بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني الدكتور عيسى الانصاري والسفير الإماراتي لدى الكويت رحمة الزعابي وبطل الفيلم الفنان الدكتور حبيب غلوم والمخرج الهندي سودهير كوندري فضلا عن الفنان القدير محمد المنصور والفنان المخضرم جاسم النبهان اللذين حرصا على مشاهدة العمل للشد على أيدي صنّاعه إلى جانب نخبة من السينمائيين الشباب بالكويت.
وقبل بدء عرض الفيلم استعرض الزميل عبد الستار ناجي في كلمة موجزة أبعاد هذا المشروع الفني مسلطا الضوء على تجربة «11 يوما» والتي وصفها بالواعدة، بينما حرص الأمين العام المساعد الدكتور عيسى الأنصاري وبمشاركة السفير الزعابي على تكريم بطل العمل الدكتور حبيب غلوم والمخرج كوندري قبل أن يؤكد الأنصاري أهمية هذه التظاهرات الثقافية الفنية في مد جسور التواصل بين الاشقاء في دول الخليج العربية. من جانبه قال غلوم إن فيلم «11 يوما» يأتي بمناسبة احتفاء الإمارات العربية المتحدة بعام الشيخ زايد رحمه الله وترسيخا للقيم الانسانية الكبرى وفي مقدمتها فعل الخير الذي يحمي الانسان من كافة الشرور التي تدور حوله.
وأكد الدكتور حبيب غلوم أن الفيلم صورت أحداثه بين دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة تايلند عبر حكاية شاب تطوع لإخراج عمل سينمائي عن حكاية طفلة تايلندية ولكن الظروف قادته الى بعض المصاعب مما يستدعي حضور والده وأسرته وأيضا تدخل الجهات الرسمية من اجل حمايته.
من ثم كان الحضور على موعد مع مشاهدة فيلم «11 يوما» من بطولة د. حبيب غلوم واحمد الهاشمي ومحمد احمد العلوي وايمان طرابلسي وعدد اخر من النجوم من دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة تايلند ومدة الفيلم ساعة ونصف الساعة وصورت احداثه ما بين الإمارات وتايلند.
ويحمل في جوهره رسالة إنسانية سامية تعكس الوجه الحضاري والمشرق للإمارات ويدعو الأجيال الجديدة لاسيما الشباب إلى التمسك بعادات وتقاليد المجتمع الخليجي والعربي وإعلاء قيمة الإنسان بغض النظر عن جنسه أو جنسيته أو ديانته وبدا هذا جليا من خلال قصة الشاب الإماراتي أحمد الذي ذهب بمعية صديقه إلى تايلند ليوثق من خلال كاميراته معاناة الأطفال وخلال تصديه للعمل يتعرف على فتاة صغيرة والتي تمثل محور الصراع الدرامي حيث يحاول بطل العمل ان يحتويها ويحول بينها وبين الضياع إلى أن يصطدم بالمافيا فيتم الإيقاع به وتلفيق تهمة له ليزج به في السجن وتتوالى الاحداث في إطار تراجيدي طغى عليه «الأكشن» إلى أن يتجاوز الشاب الإماراتي تلك المحنة بمساعدة سفارة بلده وأصدقائه.


غلوم: هناك تدفق فني
أثرى الحركة السينمائية الخليجية

كتبت: فرح الشمالي
عقب عرض فيلمه 11 يوما تحدث الفنان د. حبيب غلوم لنشرة المهرجان عن الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى في دور السينما، وعبر عن سعادته لحضور عدد من الفنانين الكبار للفيلم منهم الفنان جاسم النبهان والفنان محمد المنصور والفنان عبدالله العتيبي وأيضا المخرجين والصحافيين النقاد، الذي أكد على الأخذ بعين الاعتبار بملاحظاتهم عن الفيلم، ويرى أن المخرج سودهير كونديري حرص على تقديمه بصورة جميلة لتتناسب مع الرسالة التي يقدمها، إلا أن هناك مشاهد لم تخدم فكرته بشكل عميق.
وقال د. حبيب غلوم: وبالرغم من جمالية الفكرة والصورة التي قدمها مخرج العمل إلا أنه ليس كل صورة جميلة يمكن إدراجها في العمل المسرحي والسينمائي خاصة إذا لم تكن تخدم العمل وفكرته بشكل رئيس، وهذا ما تعلمته من دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية ومن الأستاذ أحمد عبدالحليم رحمه الله، لذلك عقب العرض الأول للفيلم وبعد الأخذ بملاحظات النقاد برأيي أنه يحتاج إلى بعض المونتاج وعملية تقليص لتجاوز بعض الأخطاء البسيطة سواء في الترجمة والصوت.
وأضاف أن الفيلم يطرح أثر عمل الخير على الإنسان والمجتمع تزامنا مع عام زايد وهي فكرة جميلة وممتعة لعمل فيلم سينمائي.
وعبر غلوم وفريق العمل عن امتنانه باختيار اللجنة المنظمة لمهرجان صيفي ثقافي بدورته الثالثة عشرة لفيلم 11 يوما ليدرج ضمن أنشطة وفعاليات المهرجان وهي فرصة كبيرة لانتشار الفيلم وعرضه على الجمهور الكويتي المتذوق للثقافة والفن السينمائي، وذكر أنه تم الاتفاق على عرضه بعد ذلك في دولة الإمارات في أيام عيد الأضحى المبارك وسلطنة عمان والبحرين.
وأكد أنه في ظل الامتداد الثقافي واهتمام كبير وتوسع في الحركة السينمائية في دول الخليج العربي هناك دور كبير ومهم للفنان السينمائي، فالسينما الآن هي فن الحاضر والمستقبل بعد ابتعاد الجمهور الملحوظ عن المسرح وعن الدراما التلفزيونية ويبحثون عن العمل المختصر بحيث يقدم فكرة الفيلم والعمل الدرامي في حدود الساعة والنصف أو ساعتين بالإضافة إلى التقنيات السينمائية حاليا من صوت وإضاءة وخدع والتي تجذب المتلقي وتحقق مشاهدة أكبر.

 

150 صورة في معرض التصوير الفوتوغرافي ضمن مهرجان صيفي ثقافي

العدسة.. على خُطى اللوحة التشكيلية
الأنصاري: صور المعرض عكست
رؤية المصورين لأحوال العالم

 

 

 

كتب: مهاب نصر
منذ ابتكرت تقنية التصوير الضوئي وهي تقف على الخط الحرج بين الواقع والفن، وبين تسجيل ما تراه العين وتدهش أمامه وترغب في توثيقه، وبين ما تضفيه العين اللاقطة نفسها من عين على الصورة باختيار اللحظة والحركة المناسبة واتساع العدسة وطبيعة الضوء في المكان، وكأنما تريد أن توحي بفكرة وراء الصورة أو المشهد.
ما ميز معرض التصوير الفوتوغرافي الذي أقيم في 24 من يوليو الجاري ضمن أنشطة مهرجان صيفي ثقافي 13 هو انحيازها للجانب الفني والجمالي، وللغة الإيحاء أكثر من وضوح العين التسجيلية المباشرة. المعرض الذي شارك فيه 77 مصورا ومصورة، قدموا 150 صورة افتتحه د. عيسى الأنصاري الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأكد الأنصاري، بعد جولة في المعرض استمع فيها إلى شروح المصورين حول أعمالهم، أن التنوع الكبير في المعرض سواء من جهة الأجيال المتعددة حيث شارك في المعرض الكثير من الفنانين، تنوع الموضوعات، و الرؤى وطريقة التصوير تشير إلى الثراء في المعرض.
وأكد الأنصاري أن صور المعرض عكست رؤية المصورين لأحوال العالم، حيث رصدت لقطاتهم مشاهد من الماضي والحاضر والمستقبل، وقال الأنصاري أن بعض الأعمال المشاركة عكست أيضا أحوال العالم العربي، وأنهي الأنصاري حديثه بشكر وزير الإعلام والأمين العام للمجلس وإدارة الفنون التشكيلية على إقامة مثل هذه المعارض الثرية التي تنقل الخبرات بين الأجيال المختلفة وتضيف للحركة التشكيلية والثقافية في الكويت.
لغة ثرية
التقطت عدسات المصورين المشاركين مشاهد بالغة التنوع والثراء، بين المدينة والصحراء والطبيعة والبحر، وبين الحداثة المتمثلة في العمارة الجديدة وأضوائها المبهرة وتصميمها المفارق المتحدي للفضاء، وبين التراث وفنونه ملاحقة بالعين البليغة يد الصناع المهرة للشباك ونماذج البوم القديمة. لم تقتصر عدسات المصورين على التقاط صور البيئة المحلية، فكانت هناك تلك اللقطات لعدسات مسافرة كما في إحدى صور حنان العنزي حيث النهر والجبل والجسر الغارق في الضباب. وكما تفعل أيضا المصورة حنان خليفة في التقاطها للسهول والغابات المكسوة بالأشجار, بينما ينتقل بنا سالم الباز إلى إبهار البنايات الحديثة. من مسافة أبعد يلتقط محمد الأمير صورة للعمائر الحديثة مضافا إليها مشهد الحدائق البديعة في لحظات الغروب. الجسور والممرات والردهات المصممة لاختزان الظلال والتلاعب بالضوء، من الأشياء التي تفتن عين المصور، حين التناغم بين النور والظل، وبين الحركة والسكون كما في أعمال محمود العبد الغفور ومشاري النفيسي.
طبيعة صامتة
يسير فن التصوير أحيانا بمحاذاة الفن التشكيلي والتصوير اللوني، فيقدم ما يماثل الطبيعة الصامتة كما في صورة باقة الورود والكأس للمصورة نوره عبدالله اظبيه. كذلك تقدم المصورة رتاج وليد القطان صورة طريفة عبر التقاط مجموعة من مشابك الغسيل الملونة في تكوين جمالي. هذه الصورة تنتقل بنا إلى تدخل المصور واختياره موضوع التصوير، حيث لا تقول العدسة هنا بالتقاط موضوع جاهز، بل يقوم المصور بتكون موضوعه في شكل من أشكال التجريد اللوني كما تفعل اللوحة التشكيلية.
كان للطبيعة نصيب كبير من أعمال الفنانين المصورين، ليس فقط بالعين التسجيلية، إنما تلك التي تقتنص من مفردات هذه البيئة المشاهد الدالة على فورة الحياة، وغرائب الكائنات وعاداتها وهيئاتها؛ فصور الزهور لدى ليلى منصور وعبدالكريم الشطي وآخرين، أو حركات لطوير الملتقطة لغذائها كما في إحدى صور عبدالله أحمد الحربي، أو خفقات أجنحة الفراشة كما في صورة لمحمد الشطي، كلها وغيرها تؤكد الجهد وراءها في البحث عن اللحظة الملائمة لاقتناص تفاصيل الطبيعة وإبداعاتها التي قد تغيب عن العين الحقيقية.
تتسع عين الكاميرا لتلتقط زحام المدن كما يفعل جاسم العجمي أو لترى الأنهار والسلالات تحت أفق غائم كما غب صورة لجاسم التوره، ولكنها أيضا قد تضيق لتعتني بالتفاصيل الصغيرة كما في حركة يد ماهرة تصنع جديلة من الخوص أو جريد النخل.
رؤى المصورين
تقول المصورة دلال الحساوي والتي شاركت في العديد من المعارض من قبل أنها حاولت أن تقدم شيئا جديدا من خلال التقاط مشهد لمتحف الفن الحديث يعبر عن الزمن الماضي، وكذلك مالت إلى التجريد في تصوير يد وكأن أزهارا نبتت حولها دلالة على التئام الجروح والآلام. بينم تصور حنان خاجة فهي تؤكد على تنوع التقاطاتها، لكنها قدمت صورا تعبر عن الفن والإبداع على خشبة المسرح. أما سامي الوهيبي فيقول إنه يهتم باللاند سكيب ومشاهد الطبيعة.
تؤكد الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافي والفنون والآداب من خلال المعرض أن الفعاليات والأنشطة السنوية التي يقيمها المجلس تهدف إلى رعاية وتفعيل جميع القطاعات الثقافية والفنية في الساحة المحلية من خلال ربطها بإبداع أنشطته الثقافية والفنية العربية منها والدولية.
وتشير أيضا إلى أن فن التصوير الفوتوغرافي يعد واحدا من أبسط السبل التسجيلية والجمالية لتخليد الأحداث واللقطات التي يصعب تدوينها كتابة، وأن المعرض يأتي اهتماما بهذا الفن وطاقاته الإبداعية، لمجموعة من المصورين الكويتيين وإخوانهم العرب المقيمين بدولة الكويت للكشف عن المواهب بمختلف اتجاهاتهم وأساليبهم الفنية.
- كان للطبيعة نصيب كبير من أعمال الفنانين المصورين.
- يسير فن التصوير أحيانا بمحاذاة الفن التشكيلي والتصوير اللوني.


افتتحه الأنصاري واستمر 3 أيام وسط إقبال جماهيري كبير

افتتاح معرض إصدارات المجلس الوطني الأول في مجمع الحمراء

 

 

 


المرزوق: نسعى إلى تنمية المجتمع ثقافيًا وفنيًا وعلميًا وتوفير مادة ثقافية مفيدة لجميع الفئات

كتبت: فرح الشمالي
افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري معرض إصدارات المجلس الوطني الأول في مجمع الحمراء صباح يوم الخميس الماضي ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان صيفي ثقافي 13 بحضور مدير المهرجان محمد بن رضا ومدير إدارة النشر والتوزيع عبدالعزيز المرزوق.
وقام الحضور بجولة في المعرض الذي عرضت فيه الأعداد الأخيرة من إصدارات المجلس الوطني وهي عالم الفكر وعالم المعرفة، جريدة الفنون، المسرح العالمي، الثقافة العالمية، إبداعات عالمية.
كذلك الإصدارات الخاصة التي تعنى بالآثار والمتاحف ونتائج البعثات التنقيبية للبعثات الكويتية والأجنبية مثل البعثة الدنماركية والبعثة الفرنسية في جزيرة فيلكا، وكتاب عن تاريخ البطاقات البريدية، كتاب تاريخ تلفزيون الكويت للأستاذ بدر المضف، وكتاب بدايات الكهرباء في الكويت للدكتور عادل العبد المغني، كتاب تاريخ وشخصيات من قرية المقوع للمؤلف حامد الشمري، واخرها كتاب فهارس تاج العروس من جواهر القاموس لمحمد مرتضى الزبيدي. كما تضمن المعرض عرض الاصدارات التي يدعمها المجلس الوطني لكتب التنمية البشرية والتعليم مثل كتاب صعوبات التعلم الإنمائية في رياض الأطفال للدكتور منصور العجمي، وكتاب تنمية المفاهيم الدينية والعلمية لطفل الروضة للدكتورة نهاد العبيد، وكتاب الموهبة والتفوق العقلي للدكتور حمد المرهان وغيرها.
حضور ثقافي
من جانبه قال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د.عيسى الأنصاري: إن هذا المعرض بمعية إدارة النشر والتوزيع لعرض إصدارات المجلس الوطني ومجموعة من الإصدارات التي يدعمها هذه الإصدارات التي عُرفت بها دولة الكويت قديما وحديثا لانتشارها في العالم العربي وأثبتت حضورها ونجاحها. وأضاف: نحن فخورون جدا بهذه الفعاليات وما نلمسه من إقبال عليها سعيا منا للانتشار والوصول لكافة مناطق الدولة لنثبت حضورا أدبيا وثقافيا لكل هواة القراءة والمتابعة للحداثة الثقافية والفكرية من خلال هذا المنتج الثقافي، والشكر موصول لأصحاب المكتبات الخاصة وكذلك لمشاركتهم معنا في هذه الرسالة الثقافية.
وقال الأنصاري: تنطلق فائدة المعارض المتنقلة في المجمعات التجارية من خلال الجرعة الثقافية التي تقدمها، فنحن ننتمي لبلد تنويري ودولة عرفت بحضورها الثقافي والأدبي وانتشار المعرفة والعلم والفن تميز بين دول المنطقة بمعيار عال من الاطلاع والقراءة والحرية والحضور الثقافي والتنوع المعرفي، ونجاح هذه المعارض هو إثبات وجودها في المجمعات التجارية والتي بها حضور شبابي وسينما ومطاعم وتسوق فعندما يدخل هذا المكون كله في مكان واحد فنحن نقدم كل ما يهواه الإنسان من فكر بصري ومعرفي إلى جانب الترفيه، لذلك نحن اثرنا ومازلنا نؤثر في كثير من محبي القراءة، وهذا المعرض نتاج جهد كبير للمجلس الوطني نتنوع فيه بأنواع الكتب الثقافية والاجتماعية والروايات ونتشارك فيها مع نخبة من المكتبات الكويتية التي تقدم حركة ثقافية جميلة للقارئ الكويتي والعربي.
إقبال كبير
ومن جانبه قال عبد العزيز المرزوق مدير إدارة النشر والتوزيع: إن هذا المعرض والذي استمر ثلاثة أيام على فترتين صباحية ومسائية، يأتي ضمن سلسلة معارض الكتب والإصدارات التي تنظمها إدارة النشر والتوزيع في المهرجانات الثقافية واحتفاليات المجلس الوطني لعرض وتعريف المواطنين والمقيمين بإصدارات المجلس المتنوعة لما لمسناه من إقبال كبير على هذه الإصدارات من خلال البيع والاشتراكات طوال العام، واهتمامهم بما يقدمه المجلس الوطني من نتاج فكري ومنشورات ثقافية ونحاول أن نغطي مساحة كبيرة من اهتمامات المثقف العربي عموما سواء ما يختص في مجال المسرح والأدب والمجلات الثقافية والفنون وكذلك في مجال الترجمة.
وأضاف المرزوق: بدأنا بتنفيذ فكرة معارض الكتب المتنقلة في المجمعات التجارية في سنة ٢٠٠٤، اتباعا لنهج وسياسة المجلس الوطني في تنمية المجتمع ثقافيا وفنيا وعلميا وتوفير مادة ثقافية مفيدة لجميع الفئات في أجواء ترفيهية ممتعة.
يذكر أن المعرض الثاني لإصدارات المجلس الوطني في مهرجان صيفي ثقافي 13 يوم الخميس المقبل في الأڤنيوز.


أحياها 3 من نجوم مسابقة «شاعر المليون» في مكتبة الكويت الوطنية
الخالدي وآل علي والعنزي
أنشدوا للحياة شعرًا في أمسية شعبية شبابية

 

 

بتول آل علي أكدت أنه
«ما غلب حب الكويت إلا الكويت»
محمد الخالدي.. شرّف الكويت
في «شاعر المليون» ووزير الإعلام أشاد بتجربته الثرية

فواز الزناتي العنزي وصف الخيل في قصيدة ذكرتنا بشعراء العرب الأقدمين

كتب: مدحت علام
أحيا ثلاثة شعراء خليجيين، أمسية شعرية شعبية، في مسرح مكتبة الكويت الوطنية، قدموا خلالها فيضا من إبداعاتهم الشعرية، التي تتوهج فيها الكلمة في أجمل صورها، وهو التوهج نفسه الذي أهّل هؤلاء الشعراء الثلاثة للتنافس على المراحل المتقدمة في مسابقة «شاعر المليون».
والشعراء الشباب المشاركون في الأمسية هم: من الكويت الشاعر محمد الخطيمي الخالدي، ومن الإمارات الشاعرة بتول آل علي، ومن السعودية الشاعر فواز الزناتي العنزي، وقدم الأمسية الشعبية الشبابية الشاعر والإعلامي الدكتور طالب الشريف. وحضرها الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري، ومدير المهرجان محمد بن رضا، والفنان القدير الدكتور حبيب غلوم والشاعر خلف الخطيمي الخالدي وعدد من الشعراء الكبار والجمهور. وتألق الشعراء في إلقاء قصائدهم تلك التي احتوت على أغراض ورؤى شعرية متنوعة، ومفردات ذات علاقة بالحياة في مختلف صورها وأشكالها، بالإضافة إلى التنوع في استخلاص المضامين والرؤى التي تناوش الواقع والخيال معا.
والشاعرة بتول آل علي، أبحرت بكلماتها في مجالات شعرية كثيرة، من خلال توهجها الشعري المشهود له بالجاذبية، بالإضافة إلى الإلقاء الهادئ المتزن، والقدرة على تحريك سكون الكلمات الشعرية بقدر وفير من الموسيقى تلك التي ظهرت جلية في كل قصائدها الملقاة. وفي قصيدتها «الكويت» تجلى حبها للكويت أرضا وشعبا لتقول:
ما غلب حب الكويت إلا الكويت
شرعت قبل البشر بنيانها
ما أساوم حبها ما حييت
أرضها وشيوخها وسكانها
كل ما تطري على شمعي ضويت
وانكشف لي من ملامح دانها
وفي قصيدة «زئير» استطاعت آل علي أن تتواصل مع رؤاها الشعرية في أنساق حسية جذابة لتقول:
إيه ارحل بس ارحل باحترام
كلها خيرة ولو دمعي غزير
يا غنى نفسي عن هروج العوام
تدري بعد كيف هو حالي كسير
أشحذ البسمة من شفاه الأنام
عل لو تسأل أقول إني بخير
ثم ألقت قصيدة «كسرتي حشمت غيابك»، تلك التي تقول إنها كتبتها في صديقة فلسطينية لها منذ الثانوية، ذهبت إلى بلدها وهي طلبت منها الحضور إلى السعودية وحينما حضرت.. حضرت معها المصائب لتقول:
شفع لك طيب ذكرانا وقفيتي
تعالي فكي أغلال المثالية
إذ انك بالمصايب وحدها جيتي
ابعدي «كتر الله من شقاوية»
بالإضافة إلى قصائد أخرى قرأتها الشاعرة ومنها «لحن الوداع»، و«الحروف الثقال»، وغيرهما من القصائد التي حصدت إعجاب الحضور.
وبتول التي حصلت – سابقا - على بطاقة لجنة التحكيم في مسابقة «شاعر المليون»، أنشدت في شعرها أجمل الكلم، وتجولت في بساتين روحها، منتقية الأجمل كي تلقيه على مسامع الحضور.
وهي التي قالت في حوار لها: «أنا محبة للشعر منذ طفولتي وحينما بدأت أفقه للوزن والقافية بدأ اهتمامي وقراءتي لهما لأتقن هذا الإحساس القريب من الروح.
وقصيدة «حادي الشر» شاركت بها بتول في منافسة المرحلة نصف النهائية من المسابقة. وتضمنت رسالة إنسانية والتي تقول فيها:
يا حادي الشر صوتك ما يزعزع ثبات
من فرقدين التحالف رج أرضك هزيم
ماني بقدّ الأمانة لو لبست السّكات
دخان نار الأعادي في حمانا يهيم
وقصيدة «عجاج الدمع»، رأت فيها لجنة تحكيم «شاعر المليون» أنها متكاملة من حيث الموضوع، الذي كان الأول من نوعه في تاريخ المسابقة من شاعرة إلى والدها، إلى جانب جمالية البناء، والصور، والشاعرية، والحضور المسرحي، الذي أضاف جمالا للنص.
مكانة متميزة
والشاعر الكويتي محمد الخالدي، من الشعراء الشباب الذين حققوا مكانة متميزة في عالم الشعر الشعبي الخليجي، وهذا ما عبر عنه نجاحه وتقدمه في مسابقة «شاعر المليون»، كي يثني على تجربته الشعرية وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري بقوله: «إن رعاية الشباب ودعمهم هي خريطة الطريق التي تهتدي بها وزارات ومؤسسات الدولة وتسعى لتحقيق أهدافها وترجمة معانيها».
وأضاف الجبري: «إن ما حققه الشاعر الخالدي يعكس إصرار وطموح الشباب الكويتي بالوصول للمراكز المتقدمة في مختلف المنافسات والمسابقات مؤكدا الحرص على دعم وصقل هوايات الشباب ومواهبهم في بيئة متكاملة ومحفزة تسهم في تمكينهم من إطلاق العنان لأفكارهم وإبداعاتهم في جميع الميادين».
وأوضح أنه تابع باهتمام الخالدي ممثل دولة الكويت في المسابقة وما قدمه من مشاركات رائعة وموضوعات مميزة مثنيا على المستوى الرفيع الذي أظهره ووصوله إلى مرحلة قبل النهائي.
وقال مفتخرا بابن الكويت: «الخالدي حرص على إبراز القيم الكويتية الأصيلة وإيصال المفاهيم النبيلة للتراث والشعر الشعبي في التغني بالوطن وقيادته الحكيمة ووحدة الصف الخليجي والعربي».
وتجول الخالدي في قصائده في أغراض شعرية متنوعة منها الوطنية والاجتماعية والغزلية، وذلك في منظومة شعرية متقنة، كما تصدى شعره للظلم ودافع عن الجمال عبر لغة شعرية متوهجة.
وقال الخالدي في قصيدة «كويت الفخر... بيتي»:
مسا فاضت له بروحي حراره
من أول لهفته... لآخر عباره
إذا مسك البداية فاح عطره
ابي استسمح النار.. بشراره
حداني حادي العيس ورحوله
وصدى اليامال بحار ومساره!
ابقصد في غلا روحي وروحي
وروحي ديرتي.. راس المناره
هي كويت الفخر بيتي وداري
وتواصل الخالدي مع مفرداته الشعرية، تلك التي بدت متناغمة مع رؤاه الشعرية الموغلة في الجمال ليقول:
كنت احسب ان قلبك المطلي ذهب
لين صابه من عنا وقتــه صدا!
ليه مدري ليه جرحت الهدب
واذرفت عين العتب قطرة ندا
بان سرٍ من كبر همه نشب
وسط قلبٍ انتهى فيه وبدى
ادري ان البعد من عقبك وهب
الوهم والحزن له مخلب عدا
للشتات احيان يجمعني مهب
والسكوت المر له صوت وصدى
مدري انك خنت والواقع كذب
او معاي الحظ عن دربه حدا
وتحدث الخالدي عن الظلم، مصورا ملامحه البشعة، التي لا يرتضيها أي إنسان لديه ضمير ليقول:
الظلم يا دورات الايام... عاده
‏وكمٍ رقى ظالم على اكتاف مظلوم
‏ياللعجب من صار يعطي شهاده!
‏البارحه... ماله مع البيع والسوم
‏واللي يبي ياخذ... تواقيع أفاده
‏من شرهة الايام والوقت مهزوم
‏يا صمت يا صمت الشقي عناده
‏دالت دواليب المواثيق بـ / ختوم
‏الارض ملح؟ وناكر الملح... زاده!
‏ولا ينشرب مايٍ مصفى ومسموم
‏باقي حطب تاليه... موقد رماده
‏وتاريخ منسي او تناسى له اعلوم
اذكر مناهيل الحياه... وجماده
‏وذيگ السواني عقب ما صارت ردوم
‏واذكر هجير الوقت واذكر هجاده
‏واذكر فلا «الامجاد» لا يلحقك لوم
ترويض الكلمات
والشاعر السعودي فواز الزناتي العنزي، يتمتع بقدرة مذهلة على ترويض الكلمات فيما يخدم لغته الشعرية القريبة من الوجدان الإنساني، وهو الشاعر الذي حقق تميزه في مسابقة «شاعر المليون».
وأكد الزناتي في حوار معه أنه قدم ما سيبقيه في ذاكرة الناس خلال مراحل المسابقة... وقال: «ابارك للجميع والحمد لله على ما قسم لي في هذه المسابقة. وانا راضٍ كل الرضا والحمد لله».
وألقى العنزي قصيدة جمع فيها الكويت والسعودية في مديح متميز، وهو الذي أكد في استهلال الأمسية أنه في بلده الأول الكويت، لأنه لا فرق بين الشقيقتين الكويت والسعودية. فيما قرأ قصيدة متميزة وصف من خلالها الخيل وصفا متقنا ذكرنا بقصائد شعراء العربية القدامى في وصفهم للخيل، إلى جانب قصائد أخرى غزلية واجتماعية.
ليقول في قصيدة له:
ريح الغلا لا حرّكت للخيل غصن الامنيات
تسمع رفيف العشق باوراق الشعر غنّالها
معشوقتي شقراء تثير الريح من كل الجهات
إليا استدارت واقبلت تختال!! حيّوا فالها
معسوفة بنبضي ومن صوتي لها عنان وصفات
المهره اللي ما تبي غيري وانا خيّالها
وسيعة المنخر صغيرة راس ملمومة قطات
عريضة الجبهة قصيرة إذن هلّ شوالها
كَسْر رقبتها قوس نبل وخطوة ايديها شتات
وان عقربت يثمل عقول الناس خمر جفالها
كن عرفها مطلي ذهب والصبح بالنجمة يبات
وان خبّبت كنْها تخاف انْها تدوس ظلالها
وتضمنت رؤية الشاعر للحياة الكثير من التوهج الذي بدا واضحا في حسن اختياراته للصور الشعرية ليقول في قصيدة أخرى:
يا ملبّس الشاعر من افكاره وشاح
يا موجد الفكرة أساس من العدم
ابحتضن شعري واسوقه للنجاح
مثل احتضان الجيزة لحي الهرم
عندي ما يبعث بالنفوس الانشراح
في حزة الابداع واقضي به لزم
من عادتي عندي على الدنيا كفاح
احطم الارقام واخلق لي رقم
ولقد اتسمت تجربة الشاعر بالثراء والجاذبية، من خلال استلهامه لمضامين شعرية تندرج ضمن مدلول السهل الممتنع ليقول:
من اسم الفرح مَ عْرف سوى مكتب الافراح
ومن الحزن بلّطت البحر قبل شاطيّة
انا طير لكن لي زمن يفتل الملواح
تدور الحظوظ بكفّه وعينها ليّة
قفل باب احلامي قبل يبلع المفتاح
وانا بين جدران الامل نيّتي نيّة
تبسّمت للايام..//.. ووجيهها كلّاح
عسى الله يعزّك يالنفوس الشقاوية
على راس مال الوجه آبسلم بدون أرباح
عسى الستر يلزم دم وجهي وطاريّة
حجاج الحمول اليا انعقد خاطري مزّاح
على الحمل لي وسع الصدور الشماليّة
كما ألقى الشريف بعضا من قصائده كان من أبرزها تلك التي علق فيها على صورة أطفال من بلد آسيوي فقير يرفعون أيديهم أمام حائط مرسوم عليه أيدٍ مرفوعة، وقصيدة تذكر فيها الماضي الجميل ببساطته «يا حلو جمعتنا بأيام الطفولة».

 

 

في محاضرة «صيف منتج ذكي» ضمن مهرجان صيفي ثقافي 13

الخليفي
قدّم «خطوات استثمار الوقت في الصيف»

 

 

علينا معالجة المواقف السلبية بشكل علمي وعملي وبأسلوب يمكننا من تجاوز المراحل الصعبة
بدأ الأولاد يندمجون مع الشاشات أكثر
من محيطهم الأسري والاجتماعي

عبر الأستاذ المشارك في قسم علم النفس التربوي في جامعة الكويت ورئيس قسم «أيديوجلوب» في مدارس الحياة العالمية ثنائية اللغة د. إبراهيم محمد الخليفي، عن سعادته بأن يكون ضمن المشاركين بمحاضرات وورش عمل مهرجان «صيفي ثقافي» بدورته الثالثة عشرة، متوجها بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على جهودهم في تنظيم هذا المهرجان، وكذلك إلى إدارة مسرح ومكتبة عبد العزيز حسين في مشرف.
وقدّم الخليفي نبذة عن الوقت وأهميته حيث أقسم الله تعالى بالزمن إذ قال سبحانه «والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر»، وذلك في دلالة قوية على أهمية الوقت وضرورة استثماره بكل ما هو جيد ومفيد، لافتا إلى أن كل شيء في حياتنا مرتبط بالزمن وبكيفية استثماره وبالصبر، وذلك يتطلب منا الإيمان والعمل ووضع المنهج السليم والمدروس مع الصبر والإرادة لإحداث التغيير الإيجابي في حياتنا وحياة من حولنا.
وأشار الخليفي، إلى إمكانية وصف الزمن بالذكي أو الغبي، وكذلك الأسرة الذكية أو الغبية وفقا لحسن استثمار الوقت، ولعل الصيف يجسد تطبيقا عمليا على حسن استغلال الوقت من قبل الأسرة الذكية التي تخطط له قبل قدومه وتحاول استثمار أوقاته بكل ما هو إيجابي ومفيد لأفرادها من خلال الأنشطة المختارة بعناية وبما يتناسب مع ميول أبنائها والحرص على الإشراف والمتابعة البناءة كي لا تتحول العطلة إلى فوضى وتسيب. بل في بعض الأحيان إلى إجرام في حق الأولاد وأنفسهم ومجتمعهم، موضحا أن الصيف يعتبر وقت التحولات الكبرى في حياة الشخص، لأنه يشكل فرصة رائعة لتطبيق المنهج اللاصفي باعتباره منهج المواهب المختلفة من رياضية كالسباحة والكرة وغيرها أو ثقافية من ممارسة للهوايات المحببة والمفيدة في بناء شخصية الفرد.

أجهزة الاتصال الحديثة
وبالنسبة للإقبال الكبير من الأبناء على استخدام أجهزة الاتصال الحديثة بتطبيقاتها المتعددة قال الخليفي: تعتبر جميع الأدوات والأجهزة نعمة كبيرة إذا أحسنا استخدامها وهي نقمة إذا لم نحسن استخدامها، مضيفا: «هنا يأتي دور الأسرة في الرقابة على أبنائها بشكل متزن ومقنع وقائم على الحوار والنقاش لتعريفهم بالمخاطر الناجمة عن تلك الأجهزة، وإن لزم الأمر في بعض الأحيان اللجوء إلى الشدة فلا بأس شريطة اتباع الأساليب المنطقية والإيجابية في البداية».
ثم تطرق الخليفي، إلى دور استثمار أوقات الصيف في صيانة الذات وتنمية العلاقات بين أفراد الأسرة، حيث إن هناك البعض يعتبر الصيف وقت راحة وهم مخطئون لأنه يجب أن يكون وقتا للتواصل بشكل أكبر مع الأبناء، ولكي لا يكونوا في عالم وأبناؤهم في عالم آخر، ومن يريد نجاح أبنائه فليستثمر في الصيف، مشيرا إلى أهمية اقتراب الإنسان من نفسه والتواصل النوعي مع الآخرين وتجديد قيادة الأسرة من خلال أن تكون هناك رؤية واضحة وأن يكون الواحد منا دائما صاحب غاية وعلى حذر في كيفية تعامله مع أبنائه وأفراد أسرته وأن يرفع مستوى الحوار والارتقاء بالكلام الجيد معهم باعتباره القدوة وليكون كل منهم قدوة بذاته، وأن يحترم رب الأسرة قراراته فلا يتخذها وهو منزعج، وعليه أن ينفذ كل ما يعد به وألا يشعرهم بأنه متعسف في سلطته وقراراته من خلال الحوار الديموقراطي وعدم ارتكاب الأخطاء.
وتابع الخليفي: إن ما يشهده عصرنا من تطورات متسارعة حتى أصبح عصر الشاشات وأحدث تغيرات كبيرة في الجنس البشري وفي طبيعة حياته وطرق تفكيره، فبدأ الأولاد يندمجون مع الشاشات أكثر من محيطهم الأسري والاجتماعي، وأصبحوا أكثر أنانية وأكثر قوة وأكثر إبداعا وأقل حوارا وأكثر كرها للمدرسة وأكثر انسحابا، بينما زادت نسبة الإبداع لديهم، «مؤكدا ضرورة مواكبة كل ذلك والتعرف عليه عن قرب مع أولادنا ومتابعتهم بشكل دقيق».

الأجواء الإيجابية
كما سلط الخليفي الضوء على كيفية صناعة الأجواء الإيجابية في الأسرة بين الرجل وزوجته ومع أبنائهم. مستشهدا بالعديد من الآيات القرآنية وبأبيات شعرية مناسبة للموضوع، مستعرضا بعضا من تجاربه الحياتية مع أسرته وأبنائه وكذلك بعضا من المواقف الحياتية التي مرّ بها وبين د. الخليفي دور الأهل في مساعدة أبنائهم في اختيار أصدقائهم ومحددات هؤلاء الأصدقاء من قيم وحاجات وذوق، كل ذلك بالحوار واحترام الرأي وتبعا لطبيعة الأبناء وقيادتهم أو انقيادهم للآخرين بما ينمي من قدراتهم ويحقق لنا الأمن الأسري ويجعل منهم أبناء صالحين لا تؤثر فيهم رفقة السوء، خصوصا أن هناك الكثير من المجالات التي يستطيع الأبناء شغل أوقات فراغهم فيها بما يعود عليهم بالفائدة من أنشطة ثقافية وتعليمية ورياضية وترفيهية وغيرها الكثير مما يمكن للأسرة أن تساعد أبناءها في استثمار أوقاتهم فيها خصوصا خلال الصيف وأيام العطلات.
وفي الختام شدد الخليفي على أهمية ترميم العلاقات بين أفراد الأسرة خصوصا الأبناء وأن يزيد الواحد منا أرصدته الإيجابية معهم من خلال التواصل الدائم والبناء، والابتعاد عن الجفاف العاطفي، والحرص على استرجاع الذكريات الجميلة ومعالجة المواقف السلبية بشكل علمي وعملي وبأسلوب يمكننا من تجاوز المراحل الصعبة. فالوقت هو الحياة، وعلينا أن نحرص على اختيار الوقت النظيف، الوقت المناسب للأبناء مع فلترته دائما لحصد أفضل النتائج التي ستعود عليهم وعلينا كأسرة ومجتمع بالخير والفائدة، وأن نستثمر الوقت في صنع جو دافئ مع الاستمرار في الإدهاش لزيادة علاقتنا بأبنائنا وجعلهم يميلون إلينا أكثر من الأشياء الأخرى، ولكي لا يصيبهم الملل والكسل.

 


أحيا حفلًا جماهيريًا سجل حضورًا كبيرًا على مسرح عبدالحسين عبدالرضا

عبدالهادي الحمادي يستحضر دُرر الطرب الأصيل

في «صيفي ثقافي ١٣»

 

 

 

كتب: محمد جمعة
ضمن فعاليات «صيفي ثقافي» في دورته الـ13، أحيا الفنان عبدالهادي الحمادي ليلة غنائية طربية استحضر خلالها درر الفن الأصيل أمام حضور جماهيري كبير حركه عشق التراث ليتوافد بكثافة على مسرح الفنان عبدالحسين عبدالرضا بالسالمية، شهد الحفل لفيف من قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وأعضاء السلك الدبلوماسي في الكويت بينما قدمت الأمسية المذيعة الجازي الجاسر، التي أكدت أن الحمادي من المتخصصين والمهتمين بتقديم الأعمال التراثية الغنائية الكويتية والخليجية، مشيدة بحرص المجلس الوطني على تقديم ألوان مختلفة من الفنون بمختلف الفعاليات التي ينظمها.
من ثم اعتلى الفنان عبدالهادي الحمادي المسرح بمعية الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو منير الحريري، الذي أشرف بدوره على عازفي الكمان، والفنان سعود الرديني، المشرف على الإيقاعات، وبمشاركة د. بسام البلوشي على آلة القانون، حيث قدم الحمادي مجموعة مميزة من الأغنيات إذا وقع اختياره على جدول دسم يضم 11 عملا متنوعا وكانت البداية مع سامرية للمطربة القديرة سناء الخراز بعنوان «يا بحور ديرتنا»، التي قدمتها في حفل العيد الوطني الـ20 لوزارة التربية عام 1981، وهي من كلمات د. عبدالله العتيبي، وألحان أحمد باقر ونالت الاغنية التي اداها الحمادي بتمكن اعجاب الجمهور الذي تفاعل معه منذ الوهلة الأولى ليشيد المطرب المميز جسر الثقة مع الحضور.
من ثم اختار الحمادي صوتا قديما بعنوان «وا بروحي» للمطرب الراحل سعود الراشد، وهي من ألحانه، وكلمات أحمد شرف الدين، وراح الحمادي ينهل من روائع المطرب الراحل صالح الحريبي واحدة من أهم أعماله «هب الهوى وناداني» للشاعر الكبير الراحل منصور الخرقاوي، وألحان عبدالحميد السيد، وكان الحمادي من الذكاء بحيث استطاع ان يقدم خلطة مميزة من الاعمال التي تحظى بشعبية كبيرة عند الجمهور وتعد بمثابة علامات فارقة في التراث الغنائي الخليجي ولا ابلغ على ذلك من التفاعل الجماهيري معه سواء بالتصفيق او الآهات التي كانت تخرج من القلوب.
ويواصل الحمادي إبداعه منتقلا إلى احدى روائع للراحل أبوبكر سالم، بعنوان «يوم الخميس»، من كلمات وألحان الراحل حسين المحضار ومن أبو أصيل إلى فنان العرب يمضي الحمادي في وصلته ليشدو بــ «كل ما نسنس»، لفنان العرب محمد عبده، كلمات الأمير الشاعر خالد الفيصل، وألحان عبدالمجيد عبدالله.
وقدّم الحمادي مفاجأة مميزة للحضور عندما انتقى من أعمال الفنان المعتزل فهد الماص، «ليش الصدود» والتي تحمل توقيع الشاعر ناصر بشارة ومن ألحان سليمان الملا، ليعود بعدها إلى أحد أعمال محمد عبده الجميلة «اختلفنا»، كلمات أسير الشوق وألحان عبده نفسه.
ثم انتقل الحمادي بعذوبة صوته ورشاقة ادائه إلى رائعة أخرى من أرشيف أبوبكر سالم «ما علينا يا حبيبي»، من كلمات وألحان أبوبكر، ليتبعها بأغنية جميلة «ذكريات» أو المعروفة باسم «ربوع الشمال» للفنان البحريني سلمان زيمان.
وختم الحمادي وصلته الطربية التي امتدت حتى العاشرة مساءً بأغنيته الخاصة «بوعبدالله» من كلمات الشاعر العبسي، وألحان الحمادي، ثم وجه كلمة عقبها قائلا: «أقدم كل مفردات الشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعوته لي لإحياء هذا الأمسية الغنائية، ولكل أعضاء الفرقة الموسيقية، وكذلك الكورال المكون من الفرقة النسائية الكويتية بإشراف ماجدة الدوخي، وأخيرا أخي وصديقي خالد الخميس».


بحضور اليوحة والأنصاري وجمهور غفير استمتع بليلة غنائية

أمسية موسيقية كلاسيكية بقيادة البلوشي
ومشاركة السلطان أطربت جمهور «صيفي ثقافي 13»

 

 

 

 

كتب: محمد جمعة
ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي بدورته الــ13 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أحيا الدكتور بسام البلوشي بمعية فرقته الموسيقية حفلا استثنائيا كان عنوانه الطرب، نثر من خلاله البلوشي وأعضاء فرقته الأنغام على جمهور توافد بكثافة على مسرح عبد الحسين عبد الرضا يُمني نفسه بالاستمتاع وقد تحقق له ما أراد سواء بما قدمته الفرقة من مقطوعات عالمية وأخرى حديثة من إبداعات أعضائها أو بصوت نجم برنامج The Voice يوسف سلطان الذي شارك بالغناء في الجزء الثاني من الحفل، بينما كانت مفاجأة البلوشي للحضور أغنية تركية بصوت أستاذة قسم الأصوات بكلية التربية الأساسية الدكتورة زينب عوض التي كانت مسك الختام.
شهد الحفل الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، وقيادات المجلس ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي فضلا عن حضور كبير من مختلف الأعمار بينما قدمت الأمسية المذيعة الجازي الجاسر.

الجزء الأول
من ثم كان الحضور على موعد مع الجزء الأول من الحفل الذي تصدت له الفرقة والتي تتألف من د.بسام البلوشي، على القانون ومشعل حسين كلارنيت، وجراح الصايغ كيبورد، ومراد سونجو تشللو(من تركيا)، وجيم أونور كمان (من تركيا) ومدحت بيز غيتار، وعبدالحميد الصقر بركاشن، وعبدالله البلوشي درامز، وكانت ضربة البداية بمقطوعة «ورود» وهي من تأليف مراد اشبيلين والتي قدمتها الفرقة بتمكن واقتدار ليؤكد البلوشي في كلمته للجمهور أن تلك المقطوعة مهداة للحضور مستعرضا أسماء أعضاء فرقته.
وينطلق البلوشي وأعضاء فرقته في برنامجهم الدسم والذي تضمن مجموعة مقطوعات عالمية وأخرى محلية من واقع التراث الموسيقي الكويتي وكانت ثاني المقطوعات باسم «ألا ياهل الهوى» للفنان عبدالله الفضالة، ليحمل الاختيار الثالث توقيع البلوشي في التأليف وهي مقطوعة «حزن» ذات طابع كلاسيكي هادئ في حين كانت موسيقى «البوشية» التي عزفتها أنامل أعضاء الفرقة بتمكن واقتدار وبروح جديدة واحدة من مفاجآت الأمسية.
وتسير الفرقة على درب الإبداع ويهدي البلوشي الجمهور مقطوعة بعنوان «بنت شيشانية وتركيا» وتقع في جزءين الأول من تأليف جميل بك الطنبوري أما الثاني فمن إبداعات البلوشي وهو «تركيا» حيث استوحى الدكتور بسام الاسم من منطقة مشهورة بالرقصات الشعبية وتجلت مهارة عازفي الفرقة عندما أجادوا في المزج بين الإيقاعات المختلفة ومنها إلى مقطوعة لونجا من تأليف مشعل حسين، بينما كانت مقطوعة «كارديلان» من تأليف د.بسام البلوشي مسك ختام الجزء الأول.
يوسف سلطان
وما هي إلا لحظات حتى استقبل الجمهور نجم النسخة الأخيرة من برنامج اكتشاف المواهب The Voice يوسف سلطان الذي أطل باللوك الذي اعتاد عليه الجمهور، يوسف فنان متميز متمكن من أدواته استطاع أن يصنع لنفسه شخصية ويثبت أقدامه في منطقة قلما لا ينافسه فيها أحد، واختار الفنان الشاب أن يبدأ بأغنية باللغة التركية باسم «على خدي» في حين كان اختياره الثاني للفنان حسين الجسمي حيث انتقى يوسف أغنية «أحبك» من كلمات: أحمد الصانع ورؤية وألحان: حسين الجسمي وتوزيع ومكساج: وليد فايد وشدا بها سلطان وقد انضم إلى الفرقة ليعزف على الغيتار، ويستكمل يوسف وصلته على هذا النحو ليجمع بين العزف والغناء فكان اختياره الثالث لهذا المساء أغنية «أبيك وما أبيهم» للسندباد راشد الماجد قبل أن يضيف «وهران» ثم «هذا أنا» ليودع يوسف الجمهور بعد أن قدم أوراق اعتماده كفنان يملك مقومات النجاح.
ويعود البلوشي لقيادة فرقته الموسيقية ويقدم مقطوعة «رقصة أذربيجانية» قبل أن يعلن عن مفاجأة الحفل وهي أغنية تركية بصوت الدكتورة زينب عوض من قسم الأصوات بكلية التربية الأساسية التي أدت الأغنية وسط تفاعل جماهيري كبير، وفي ختام الحفل كرم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة والأمين المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري الدكتور بسام البلوشي والفنان يوسف سلطان.


الأقفال والمفاتيح...
فن التحكم في الأبواب

 

 


معرضه أقيم في متحف الكويت الوطني
وضمّنه بكتاب بحثي مهم
الباحث طلال الشطي..
تتبع التاريخ من خلال تطور صناعة الأقفال والمفاتيح

لقرون عديدة تعود إلى العصر البرونزي كانت المفاتيح رمز القوة والنفوذ والسلطة

الفضل في اختراع هذا الابتكار يعود إلى الآشوريين في بلاد ما بين النهرين

من أسماء المفاتيح في الدول العربية الضبة والترباس والمغلاق والمطباق والزرفال والرتاج والسقاطة

أول مفتاح صنع خصيصا للكعبة في العصر العباسي من الخشب بشكل جسر مزين بكتابات وخطوط

انعكس أسلوب البناء الخليجي والعربي خصوصا الإسلامي على صناعة الأبواب والشبابيك بطرق فنية جميلة

كتب: مدحت علام
فكرة جديدة - وربما تكون غير مطروقة كثيرا خصوصا في المنطقة - الاعتماد على الأقفال والمفاتيح في تتبع التاريخ ورصده، والوقوف عند مدلولاته وأشكاله، باعتبار أنه فن التحكم في الأبواب. هذا ما قام به الباحث طلال علي حسين عبد الله الشطي، من خلال معرضه «القفل والمفاتيح.. تاريخ يعود إلى ما قبل التاريخ»، والذي أرفقه بكتاب مهم يتحدث في الشأن نفسه.
المعرض جاء ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 13»، في المتحف الوطني، وافتتحه الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون الهندسية المهندس سمير القلاف بحضور مدير إدارة المتاحف الدكتور سلطان الدويش.
ومحتويات المعرض جعلت من المفاتيح والأقفال.. فيما يشبه السرد الموثق لتاريخ الإنسانية، من خلال ما تضمنه تطورها من تطور متواز في الأحداث التاريخية بكل تفاصيلها، فهذا الابتكار الإنساني توازى بشكل حقيقي مع تطور البشرية، كما أشار الباحث طلال الشطي في كتابه، ليقول في مقدمة كتابه: «قررت تناول تاريخ ابتكار وصناعة الأقفال والمفاتيح، بسبب أننا نستخدم هذه الفكرة وتلك الأداة في كل ما يتعلق بمعطيات حياتنا اليومية، بشكل مستمر، ولا يمكن الاستغناء عنها».
وأضاف الشطي أنه: «لقرون عديدة ترجع وتعود إلى العصر البرونزي، كانت المفاتيح رمز القوة والنفوذ والسلطة، وبامتلاكها رمزية فريدة إلى القدرة على التحكم والسطوة، كما ذكرت القصص والأساطير على مر العصور، مما جعل الأسياد والملوك والنبلاء والدول يجعلون منها أحد أهم الأشكال والرموز المستخدمة في الرايات والأعلام، والشعارات الدالة على ما يحتكمون ويسيطرون عليه، وما يدل عليهم شخصيا من دلالات رمزية».
وأوضح الباحث أن الفضل في اختراع هذا الابتكار يعود إلى الآشوريين في بلاد ما بين النهرين، وتحديدا في أشور عاصمة بلاد وادي الرافدين.. ونمت صناعة أول قفل ومفتاح قبل أكثر من ستة آلاف سنة أي قبل الميلاد، بأربعة آلاف سنة، وانتقلت الفكرة من بلاد بابل إلى مصر ومملكة سبأ في اليمن، ومنطقة الجزيرة العربية، وتطورت صناعتها التي كان يستخدم فيها الخشب إلى المعادن بأنواعها، ثم انتقلت هذه الصناعة إلى الرومان والأوروبيين والصينيين وغيرهم، ثم دخول الثورة الصناعية لتطورها إلى الشكل الموجودة عليه الأقفال والمفاتيح حاليا.
وتضمن المعرض أقساما مختلفة تحكي صناعة الأقفال والمفاتيح، فيما جاء الكتاب شارحا لهذه الأقسام... ففي الفصل الأول تحدث الشطي عن بداية الصناعة والتي كانت من خلال فكرة أساسية في صناعة القفل وهي عبارة عن قفازات أو أذرع مثبتة على أحد مصراعي الباب يدخل بها مزلاج أو مغلاق، في شكل لسان أو عارضة خشبية تدخل بشكل أفقي بالقفازات المثبتة في الباب، والتي تحمل أوتادا أو خوابير مثبتة رأسيا أو عموديا، تنزل عند فتح المزلاج لتثبيت المجرى الخشبي أو الفوهات التي صنعت منها، وكان المفتاح عبارة عن قطعة مسطحة أو قائمة مثنية من الخشب بها أسنان تتوافق عدديا وشكلا مع الفوهات المصنوعة بالمزلاج والقفل، لترفع الأوتاد أو الأسنان الساقطة والمتحركة في الفتحات المخصصة لها في القفل، فترفع وتخرج من المجرى الخشبي فتسمح بذلك للمزلاج بالتحرك وسحبه أفقيا ليفتح.
ومن أسماء المفاتيح في الدول العربية الضبة والترباس والمغلاق والمطباق والزرفال والرتاج والسقاطة وغيرها.
وتحدث الباحث في الفصل الثاني من كتابه البحثي عن مراحل تطور صناعة الأقفال والمفاتيح، مع مرور الزمن لتصبح أصغر حجما ومتحركة على الأبواب، لتنقل وتستخدم في أغراض عدة، وأضيفت لها أغراض أخرى، وصنعت في الهند والصين وروما وروسيا والعديد من الدول ذات الحضارات العريقة أقفال ذات أشكال تحاكي الطبيعة، والمخلوقات، على أشكال القلب والحيوانات والطيور، والأجراس وقمم القلاع وغيرها.
كما استخدمت طرق عدة لقفل القفل ومنها ما له مفاتيح عدة، لا يعرف مكانها أو طريقة استخدامها إلا أصحابها، كما صنعت أقفال موقوتة أو زمنية وبأساليب متطورة وصولا إلى الأقفال الذكية التي تعتمد على الرمز، والبطاقات الممغنطة وأشعة الليزر وبصمات الصوت والعين والأصابع وغيرها.
وأشار الباحث إلى الدول التي كان لها دور كبير في صناعة الأقفال والمفاتيح، موضحا أن الحضارة الأشورية في بلاد ما بين النهرين لها الفضل الأول في الفكرة الأساسية في صناعة الأقفال، ثم الحضارة الصهيدية في بلاد اليمن، والحضارة المجانية العمانية وحضارة فيلكا «القرين»، والحضارة الرومانية وتطويرها لآلة الأقفال وصناعة المفاتيح.
وتطرق الشطي في كتابه البحثي ومعرضه في الفصل الرابع إلى الأهمية المعنوية للمفاتيح والأقفال ورمزيتها، من خلال صناعة مفاتيح لها رمزية تاريخية وقيمة معنوية، مثل مفاتيح بيت الله الحرام والمقام، فأول مفتاح صنع خصيصا للكعبة في العصر العباسي من الخشب بشكل جسر مزين بكتابات وخطوط، مثبتة بأسلاك من الألمونيوم «القصدير» والرصاص، ثم جرى صنع المفاتيح الحديدية بكتابات مذهبة ومفضضة، وأخيرا صنعت من النحاس.
ومفتاح المدينة المنورة وهو رمزي يتسلمه القائم بأعمال المدينة أو حاكمها الجديد، كنوع من الثقة الممنوحة له، ومفتاح العودة الفلسطيني، ومفتاح الحياة عند الفراعنة والمصريين القدماء الذي يرمز للحياة، كما تحدث عن بعض الاستخدامات اللغوية للمفتاح، مثل مفتاح الخرائط، ومفتاح اللوحات الكهربائية، ومفتاح الحاسب اللوحي، كما تطرق إلى استخدامات المفتاح في الأمثال الشعبية والشعر، مثل «الصبر مفتاح الفرج».
وتضمن الباب الخامس حديث الباحث عن الأبواب الخشبية في شبه الجزيرة العربية، وازدهار فن صناعتها تلك التي تستخدم فيها النقوش والزخرفات اليدوية بأيدي أمهر الصناع في المنطقة، وانعكاس أسلوب البناء الخليجي والعربي خصوصا الإسلامي على صناعة الأبواب والشبابيك بطرق فنية جميلة.
وأوضح الباحث أنه بعد التطور العمراني والحداثة في أسلوب العمارة في المنطقة، ظهرت في بداية الستينيات أبواب حديثة صنعت من مواد معدنية مثل الحديد والألمونيوم، وتضمنت زخارف نباتية ورسومات بسيطة، كما صنعت الأبواب بشكل متين للحماية، واستخدمت مسميات كثيرة ومثيرة للاهتمام في الكويت مثل الباب «بو خوخة» و«بو خوختين»، وفق الحجم والحاجة، وغير ذلك. كما تطرق إلى أنواع الأقفال والمفاتيح ومطارق ومقابض الأبواب.
وفي الفصل السادس تحدث الباحث عن أشهر صانعي الأقفال والمفاتيح، مثل العالم المسلم والمخترع أبو العز الجزري صانع القفل الحرفي المعقد في القرن الثاني عشر الميلادي، ولينوس بايل صانع القفل الصغير وسيدني فرانك ساندرز وغيرهم.
كما أشار إلى بعض متاحف الأقفال والمفاتيح حول العالم مثل متحف ويلينهال في بريطانيا، والمتحف الأمريكي للأقفال والمفاتيح ومتعلقاتها، ومتحف سيؤول في كوريا الجنوبية.
وختم الشطي كتابه البحثي بفصل تحدث فيه عن مفاتيح السيارات والمحركات بأنواعها، ثم تطرق إلى الأساطير والأقاويل والقصص التراثية المتعلقة بالمفاتيح والأقفال خصوصا قصص ألف ليلة وليلة، وأسطورة جورديوس، وغيرها.

Happy Wheels