ليلة سينمائية اندونيسية ضمن فعاليات مهرجان القرين العشرون

17 يناير, 2014

شهدت سينما ليلى جاليرى ليلة سينمائية اندونيسية ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافى فى دورته العشرين بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون بالمجلس الوطنى الدكتور بدر الدويش والسفير الاندونيسى وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسى العامل بالسفارة وجمهرة كبيرة من ابناء الجالية الاندونيسية حيث ألقى سفير اندونيسيا كلمة رحب فيها بالحضور معبرا عن سعادته بالمشاركة فى فعاليات القرين الثقافى بفيلم  "أمى تريد الذهاب الى الحج" مشيدا بعمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتبادل الثقافى والفنى بينهما متمنيا استمرار هذا التعاون واختتم كلمته بالتمنى للجميع بقضاء سهرة ممتعة مع أحد أفلام السينما الاندونيسية

مأساة أم

فيلم "أمى تريد الذهاب الى الحج" هو فيلم اجتماعى انسانى يحكى قصة شاب يعيش مع أمه الأرملة بعد أن غرق والده وأخيه الاكبر فى البحر وأصبح هو سندها الوحيد فى الحياة

الأم "ايماك"تعمل كخادمة عند عائلة ثرية كما تصنع الكعك لتدخر من ثمنه لكى تستطيع الذهاب الى الحج كما يقوم الابن "زين" برسم لوحات تشكيلية فى المنزل وبيعها بجوار محل لبيع الزهور فى الشارع ويحملها على دراجته البسيطة هذا الابن "زين" كان متزوجا وأنجب ولدا من زوجته التى انفصل عنها وتزوجت بآخر وهو مريض ويحتاج لرعاية صحية ويعيش مع أمه والأم تطالب زين بالصرف على نجله المريض ولأنه لا يملك أية نقود تقف بجواره حتى يبيع احدى لوحاته تسوء حالة الابن ويحتاج لعمليه فتضطر الجدة "ايماك " أن تخرج كل مدخراتها للحج والتى تحتاج لثلاثين عاما لكى تكمل تكلفة رحلة الحج فتضحى بحلمها الذى يبدو مستحيلا من أجل انقاذ حفيدها ثم يقع حادث سير للابن زين فتكسر قدماه ويديه وتقف بجواره الام حتى لا يحبط ويفقد الامل مستعينة بالقرآن الكريم وفى الوقت الذى تستسلم فيه ايماك باستحالة امتلاكها مصاريف رحلة الحج يأتى الفرج

من الله على يد العائلة الثرية التى تعمل لديها ايماك فلديهم ابنه على وشك الولادة لكن حالة الجنين غير مستقرة وعندما نجاها الله سبحانه وتعالى وطفلها قررت دفع مصاريف حج ايماك فيما تبرع والدها بدفع مصاريف حج الابن زين الذى بدأ يتعافى من الحادث

                               مشاهد إنسانية

الفيلم مشحون بالمشاهد الانسانية الرائعة بين الام والابن وقوة ايمانهما رغم حالة البؤس والفقر المدقع الذى يعيشون فيه ، الحى الذى يسكنون فيه تفوح منه رائحة الشقاء فى لقطة بانورامية تستعرضها الكاميرا ويشى بأناس يعيشون تحت خط الفقر ورغم ضعف المشهد البصرى كصورة سينمائية ومحدودية المكان  إلا أن الاداء التمثيلى كان أقرب للعفوية والتلقائية خاصة من الام التى تتعاطف معها ومع حلمها البسيط فى الذهاب للحج وربما كان مشهد الام ايماك وهى تقرأ القرآن وتسقط منها دمعه على صفحة المصحف من اروع المشاهد التى تهز مشاعرك ووجدانك وكذلك مشهد الابن زين وهو يتحسس لوحة الكعبة المشرفة بيديه ويشعر أنه موجود داخل الصورة وفى مكة المكرمة فينطلق لسانه بالتلبية لبيك اللهم لبيك

كما يكشف الفيلم مظاهر التدين عند بعض النخب السياسية وكيف ينظرون للحج باعتباره وسيلة تساعدهم فى تجاوز الانتخابات ومجرد لقب يحصلون عليه ليقال له الحاج فنجح المخرج فى المقارنة بين الصدق فى المشاعر والادعاء بين الرضا بالفقر الشديد والثقة فى الله سبحانه وتعالى وبين الغنى الفاحش والبحث عن المظاهر الفانية ، والرسالة التى ارادها المخرج أنه مهما ضاق الحال ووصلت الى قناعة بأنه لا أمل ستجد يد الله العلى القدير تمتد لتساعدك فى الوقت المناسب  بشرط أن تكون مخلصا وصادقا فى علاقتك مع المولى سبحانه وتعالى وهو يمنحنا جرعة من التفاؤل وعدم اليأس مهما أحاطت بنا الظروف القاسية فمن الممكن أن نبدأ من جديد طالما نور الايمان يشرق فى قلوبنا

Happy Wheels