الجلسة السابعة : العائلة والتطور الحضاري في العالم العربي

16 يناير, 2014

البروفيسورة منى فياض – ود. ميسون العتوم أدارت الجلسة د. هيلة المكيمي

العائلة ودورها في التطور الحضاري العربي كان محور الجلسة السابعة من جلسات ندوة" أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي" وخلال هذه الجلسة قدمت الدكتورة منى فياض ورقة بحثية حول هذا الموضوع، وقدمت أيضا د. ميسون العتوم ورقة بحثية في ذات الصدد، وأدارت الندوة وكيل وزارة الإعلام المساعد د. هيلة المكيمي.

البداية كانت مع د. منى فياض واستعرضت خلال كلمتها بعض مواضع من بحثها الذي تمحور حول تعريف الأسرة ودور الأسرة العربية خلال مراحل تاريخية موثقة، وعرجت إلى الأسرة العربية اليوم وكيف أن الثورات العربية تدعم التحول الحاصل على مستوى بروز جيل جديد يطالب بانتمائه إلى القيم العالمية التي تؤكد حقوق الفرد وحرية التعبير والمساواة دون أن يعني ذلك تخليه عن انتمائه لثقافته وهويته العربية. الجيل الجديد لا يعتبر أن المساواة بين الجنسين وجهة نظر، ولا يعتبر أن حرياته الشخصية قابلة للمساومة. وهذا يدعم التحول العميق الذي طرأ على شخصية العربي وبداية ظهور شخصية عربية لا تجد أي تعارض بين فردانيتها وانتماءاتها الجامعية على أن لا تطغى على حقوقها الأساسية.

وهذا التطور يشمل الجيل الجديد بمعنى تضمنه للنساء، اللواتي ازداد تعبيرهن عن أنفسهن وعن مطالبهن عبر المساحة الحوارية الجديدة التي وفرتها وسائط الاتصال الحديثة. فبرز حراك نسائي مناهض لاستغلال جسد المرأة ولاغتصابه كما حصل في مصر عبر التحرش الجنسي المؤسس،  ويحصل في سورية عبر استخدام الجنس والاغتصاب كسلاح.

«لماذا نحن متخلفون؟»

تحت هذا العنوان أعادت د. ميسون العتوم محاولة البحث عن إجابة شافية لهذا السؤال، وأعادت طرح السؤال الذي طرح قبل 40 عاماً في ذات الندوة، وتناوله هشام شرابي في كتابه «مقدمات لدراسة المجتمع العربي» ، كما تناولها عديدون في طريق البحث عن إجابة شافية لسؤال الحداثة الكبير، الذي مازال يطرح مرارا وتكرارا.

ترى العتوم أننا فشلنا في خلق الفرد المواطن على حساب الفرد المندمج، ولم تنجح حداثة التكنولوجيا والمعلومات في التغلب عليه، بل نستطيع القول إن العربي خرج من اندماجه التقليدي في العائلة ليدخل بشكل أوسع في اندماج أوسع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وإن تكنولوجيا المعلومات لم تسخّر من أجل الاستزادة من العلم أو القراءة، بل أنتجت جيلا من الجُهّال الجدد إن صح القول. وهذا يعيدنا إلى القاعدة التي تقول إنه كلما زادت قوّة السلطة زاد الاندماج، وإنَّ السلطة ترنو دائما إلى صناعة أفراد طيعين متشابهين في طريقة تفكيرهم واستهلاكهم. ويأتي الاندماج بكل أشكاله ضد الإبداع، فالإبداع هو أن تأتي ضد السلطة وضد السائد أو ضد التيّار، وأن تكون ممتلئا بالثقافة حتى تستطيع النقد والتغيير. فمن هو السلفي؟ هو ذلك الفرد الذي يريد أن يكون مندمجا بأصوله لدرجة التماهي مع التاريخ ظاهرا ومضمونا.

وهذا واقع أصبحت تمثّله ظاهرة وصول القوى الدينيّة إلى سدة الحكم في كثير من البلدان العربيّة!

Happy Wheels